الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: محمد محمود الشنقيطي
شعر في حب العلم
أنشدنَا الأستاذ محمد محمود الشنقيطي قال: أنشدني محمد بن حنبل الشنقيطي
تغزُّلاً بلوحه:
عِم صباحًا أفلحت كل فلاح
…
فيك يا لوح لم أطع ألف لاح
أنت يا لوح صاحبي وأنيسي
…
وشفائي من غلتي ولُواحي [1]
فانتصاح امرئ يروم اعتياضي
…
طلب الوفر منك شر انتصاح
بك لا بالثرى كلفت قديمًا
…
ومُحياك لا وجوه الملاح [2]
رُبَّ خود ماء النعيم عليها
…
جريانَ الزلال في الصُّفاح [3]
تستبي المرعوي بنور الأقاحي
…
وجبين مثل انبلاج الصباح
وبجيد كأنه حين يبدو
…
جيد جيداء من ظباء الرُماح [4]
وعلى ثغرها بعيد كرها
…
طيّب الرّاح بالمعين القراح
خدلة غص قلبها وبُراها
…
غصص المرط وهي غرثى الوشاح [5]
لا تبالي هبّ الرياح إذا ما
…
أشفق الرسح من هبوب الرياح [6]
بفؤادي من لحظها داميات
…
فعل نبل صوائب ورماح
قد تسليت عن رسيس هواها
…
بك حتى كأنني جدّ صاحٍ [7]
بل يمينًا بواردات البطاح
…
يتبارين ضمرًا كالقداح
قد برى النصّ نيّها والتغالي
…
ودؤوب الإمساء والإصباح [8]
بعد ليل سرينه بعد ليل
…
تصل الهجر بانسلاب الرواح
بعد خرق قطعنه بعد خرق
…
تقذف الطرف نحو خرق فساح [9]
أفتأ الدهر هاجرًا للغواني
…
ووصولاً للكتب والألواح
وأنشدنا أيضًا لأحد شيوخ مشايخه المختار ابن بونا الشنقيطي من قصيدة
طويلة:
إِلامَ فِيمَ عَلامَ إذا السكوت لكم
…
كأن بينكم حقدًا وهُجرانا
ففاكهون بحلو الجد عن أدب
…
نجلو به ما على ألبابنا رانا
شيئًا من أحسن ما قد قاله عمر
…
وما استطبناه من أشعار غيلانا
ولابن زيدون قولٌ في الحبيب أنا
…
أحق منه به سرًا وإعلانا
(أيا نسيم الصَّبَا بلِّغ تحيتنا
…
مَن لو على البُعد حيًّا كان أحيانا)
ونحن ركْب من الأشراف منتظم
…
نُجلّ ذا الخلق قدرًا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العِيس مدرسة
…
بها نُبَين دينَ الله تِبيانا
_________
(1)
اللواح بالضم: العطش.
(2)
الثرى هنا: كثرة المال.
(3)
جريان: منصوب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف: أي يجري جريان والصفاح كرمان: حجارة طويلة دقيقة.
(4)
الرماح بالضم: اسم مكان في نجد، قاله الأستاذ.
(5)
الخدلة: الممتلئة الساقين، والقُلب بالضم: سوار غير ملوي، وقيل: ما كان من الأسورة مفتولاً من طاق واحد لا من طاقين، والبُرى بالضم:(ج) برة، وهي الحلقة من سوار وقُرط
وخلخال، والمِرط بالكسر: كساء يُؤتزَر به، والمعنى: أن هذه الخوذ (الشابة) ممتلئة، بحيث تغص حليتها وإزارها، لكنها غرثى الوشاح، أي هيفاء دقيقة الخِصر، والغرث في الأصل: الجوع، والتجوز فيه ظاهر.
(6)
الرسح: (ج) رسحاء، والرسح: قلة لحم العجز والفخذين.
(7)
يضاف لفظ (جد) إلى الوصف فيفيد المبالغة فيه، يقال: فلان جد عالِم وجد صاحٍ، أي متناهٍ في العلم وفي الصحو.
(8)
النص: استفراغ الجهد في السير، والني: الشحم والسمن.
(9)
الخرق: القفر.