الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الكاتب: محمد رشيد رضا
أهم أخبار الحرب
استولت طلائع البويرس على 1500 بغل بالقرب من لاديسمث، ولم يذكر
ما تحمله أو تجره هذه البغال من الذخائر والأثقال، إلا أن روتر قال: إنها جرّت
معها جملة من المدافع، واعترف روتر بأن البويرس يحسنون الرماية، وفي 31
أكتوبر حمل البويرس على لاديسمث حملة منكرة، وكانت هذه ملحمة عظيمة فازوا
فيها فوزًا مبينًا، وأظهروا من البراعة في فن الحرب ما خدعوا به قواد الإنكليز
وضباطهم الذين جُبِلَتْ طينتُهم بماء الخداع، قال روتر: إنهم أفسدوا بالخدعة التدبير
الحربي الذي وضعه الجنرال السر جورج هوايت، فإنهم غادروا المركز الذي كان
يظهر في نظر الإنكليز أنه الموقع الأساسي لهم، ثم هجموا على جناحنا الأيمن
الذي كان ينبغي تعزيزه بقوة من جناح القلب، فأمطروا عليه نارًا حامية، فارتد
الإنكليز على أعقابهم، وقال: أُعلن رسميًّا أن فرقتي الإيرش فوزيلرس
وجلوسترشير والبطارية العاشرة التي كانت انتزعت للدفاع عن الجناح الأيسر قد
اضطر الجميع إلى التسليم بعد خسائر جسيمة جدًّا، وكان البويرس أحاطوا بالجنود
التي أُلجئت إلى التسليم، ويبلغ عددها 42 ضابطًا و200 جندي، ثم ذكر أسماء
الضباط الذين جرحوا وقال: إن الجنرال هوايت إنه وحده المسئول عن هذا
المصاب الفادح، هذا ملخص الخبر الرسمي، ولم يذكر أحد عدد القتلى، ولا شك
أنه كثير جدًّا، وقد وقع خبر هذا الانتصار في إنكلترا أسوأ وقع، حَمَل الحكومة على
زيادة الاستعداد، وشمتت بهم أوربا عامة وفرنسا بوجه خاص.
وبعد هذه الملحمة انقطعت هذه الأخبار البرقية بين مدينة لاديسميث وبين
غيرها، وآخر الأخبار عنها أن البوير أحاطوا بها من كل جانب، وفي برقيّات
(أي الأخبار البرقية، وسنستعمل هذه الكلمة بمعنى التلغرافات دائمًا) أمس أنه
قتل في معركة يوم الاثنين بالقرب من لاديسميث ستة ضباط و54 رجلاً، وجرح 9
ضباط و231 رجلاً، وقتل اللفتننت مكدوكال من الطوبجية الملكيين والميجربوس،
واللفتننت ماردن وفورستر من الفرقة (الأورطة) 60 من آلاي ريفل، والماجور
جراي، ونضرب صفحًا عن ذكر أسماء الجرحى من الضباط إلا قائدهم الجنرال
هوايت، وفيها أن البويرس احتلوا بلدة كولنسو وهي تبعد عن لاديسميث 13 ميلاً من
جهة الجنوب، وقال (المقطم) : إنه قد بلغ عدد من قتلهم وجرحهم البويرس من
الإنكليز 3500 رجل.
_________
الكاتب: محمد رشيد رضا
عودة الخديوي وأسرته
شرَّف القُطر عائدًا من مصيفه مولانا الخديوي المعظم وأسرته الكريمة،
فنهنئ الوطن بسموه، ونسأل الله أن يحفه بالتأييد في كل زمان ومكان.
_________
الكاتب: محمد رشيد رضا
منع جريدة المشير
يعلم القرَّاء أن الحكومة أرادت محاكمة صاحب هذه الجريدة؛ لطعنها
بالحضرة الشاهانية، فهرب من وجه القضاء واختفى، وقد ظهرت جريدته في هذه
الأثناء في العاصمة على أقبح ما كانت، فنشرنا مقالة بصفة ملحق بإمضاء مدير
جريدتنا، استصرخنا فيها الحكومة السنية بأن تمنعه من دخول هذه البلاد، وتعاقب
من ينشره بعد التحري عنه والعلم به، كما نصحنا إخواننا المصريين بأن لا
يبتاعوه لما في ذلك من الخيانة لخليفتهم وسلطانهم، وببركة الإخلاص وقع كلامنا عند
الحكومة أحسن موقع، فقد بلغنا أن نظارة الداخلية كتبت لنظارة الحقانية بوجوب
إجراء ما يقتضيه القانون من منع انتشار جريدة (المشير) فأجابتها نظارة الحقانية بأنه
ينبغي أن تأمر المحافظة بالبحث عن بائعي هذه الجريدة والاستعلام منهم عن
مصدرها الذي يأخذونها منه ليحاكم متى عرف، فنثني على الحكومة أطيب الثناء.
_________