الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
1-
فهذا كتاب ابتدأ إنشاؤه في كلية المعلمين بالطائف، واكتمل سويا في كلية التربية بجامعة أم القرى "فرع الطائف" وهو يجمع بين دفتيه مجموعة من المحاضرات تتناول جوانب من علم العقيدة الإسلامية، أردت لها أن تكون مدخلا عاما لدراسة العقيدة الإسلامية، وتمهيدا بين يديها.
وقد جاء هذا الكتاب في تمهيد عام يتبعه ست فقرات وخاتمة. تناولت في الفقرة الأولى منه "الإسلام عقيدة وشريعة" كما تلقاه الصحابة رضوان الله عليهم، وفي الفقرة الثانية العوامل الداخلية والمؤثرات الخارجية التي أدت إلى نشوء علم العقيدة واستقلاله عن سائر العلوم الشرعية، ثم تتبعت التطور التاريخي لتدوين العقيدة منذ القرن الثاني الهجري وحتى نهاية القرن الرابع، حيث استقر تدوين العلوم الإسلامية بعامة وعلم العقيدة بخاصة. ثم ألمعتُ إلماعة سريعة إلى بعض الكتابات العَقَدِية المعاصرة.
وفي الفقرة الثالثة بعض العموميات الأساسية في البحث، فعرّفنا ببعض المصطلحات التي تتردد في هذا المدخل، وتعرّفنا على مصادر العقيدة مع الإشارة إلى دور العقل ومكانته والعلاقة بينه وبين الوحي؛ لنخلص بعد ذلك إلى وجوب التزام العقيدة والتحذير من البدع.
وجاءت الفقرة الرابعة لدراسة أعظم جوانب العقيدة الإسلامية، وهو التوحيد وأنواعه بعامة مع بعض التفصيلات عن توحيد العبادة "الإلهية"، ويستلزم ذلك أن
ندرس الانحراف عن التوحيد؛ كالشرك والكفر والنفاق في الفقرة الخامسة. وفي الفقرة السادسة دراسة موجزة لعقيدة الولاء والبراء ومكانتها في الإسلام.
أما الخاتمة، ففيها إشارة إلى أهم الخصائص التي تميز العقيدة الإسلامية عن غيرها من العقائد والمذاهب.
وكان من الممكن أن يتسع هذا المدخل لفقرات أخرى تناسب موضوعه، كمنهج السلف في عرض العقيدة ابتداء أو ردا على الفرق الأخرى. كما يمكن أن تتسع بعض فقراته لشيء من البسط، ولعلنا نستدرك ذلك على ضوء ملاحظات الإخوة القراء، في طبعة قادمة إن شاء الله ويسّر ذلك.
2-
وفي كل ما كتبت حاولت أن أربط كل فكرة بمصدرها؛ ليكون ذلك عونا للقارئ على التوسع فيها والتثبت من مصدرها، وتحقيقا للأمانة في النقل -مما نفتقده في كثير من الكتابات المعاصرة -ولهذا تراني أحيل في بعض الجوانب إلى كثير من المصادر والمراجع، وقد أكتفي أحيانا بالإحالة إليها رغبة في الإيجاز.
وأما الإشارة في كثير من المواضع إلى فقرات سابقة أو لاحقة، فإن ذلك يومئ إلى الترابط والتكامل في البحث ويجنبنا التكرار.
وأما ما قد يراه بعض الإخوة من القراء إسرافا في النصوص اللغوية بين يدي التعريفات الاصطلاحية، فإن ذلك كان عن عمد وقصد؛ لأنها تلقي الضوء على التعريف الاصطلاحي، وهو في أصله تعريف لغوي، ومن لم يكن بحاجة إليها من القراء فيمكنه أن يتجاوزها إلى ما وراءها بيسر وسهوله.
واجتهدت ألا أذكر في هذا البحث من الأحاديث النبوية إلا ما كان صالحا للاحتجاج به، وعزوته إلى مصدره من دواوين السنة النبوية، مكتفيا بالصحيحين أو
أحدهما إن كان من أحاديثهما، وفي أحاديث غيرهما أنقل حكم أحد الأئمة المحدِّثين عليها.
3-
وقد كان في النية أن ندفع بهذا الكتاب للطبع منذ سنوات، فقضت إرادة الله تعالى غير ذلك، مما هيأ الاطلاع على كتابين اثنين في هذا الموضوع.
أولهما للدكتور يحيى هاشم فرغل بعنوان "مداخل إلى العقيدة الإسلامية" وهو ينحو منحى فلسفيا يستهدف الدخول في العقيدة الإسلامية، فهو في غير ما يهدف إليه هذا المدخل.
وأما الثاني فهو "المدخل لدراسة العقيدة الإسلامية على مذهب أهل السنة والجماعة" للدكتور إبراهيم محمد البريكان، وهو بجملته في موضوع هذا المدخل نفسه وفق المنهج المقترح لكليات المعلمين، وإن كان لكل وجهة هو موليها.
هذا، وقد رأى بعض الإخوة أن يكون عنوان هذا الكتاب "المدخل لدراسة علم العقيدة الإسلامية"؛ لأنه يشتمل على البحث في نشأة العلم ومراحل تدوينه
…
إلخ، ولكني رأيت العنوان الحالي يدخل فيه علم العقيدة كما تدخل فيه العقيدة نفسها موضوعا للبحث.
4-
وقبل أن أغادر هذه المقدمة ينبغي أن أعود بالفضل لأهله فأقدم الشكر -بعد شكر الله سبحانه وتعالى لكل من نظر في هذا الكتاب، أو في جزء منه فأفادني برأي أو توجيه أو تصحيح. وأخص بالشكر فضيلة الشيخ الدكتور/ بكر بن عبد الله أبي زيد، وكيل وزارة العدل وعضو هيئة كبار العلماء بالرياض، وفضيلة الأستاذ الدكتور/ ناصر بن عبد الكريم العقل، أستاذ العقيدة بكلية أصول الدين بالرياض،
وفضيلة الأستاذ الدكتور/ عبد الرحمن المراكبي، أستاذ العقيدة المشارك بجامعة الأزهر، وسعادة الأستاذ الأديب الدكتور إبراهيم عوض، الأستاذ بآداب عين شمس بالقاهرة، الذي قرأ الكتاب قراءة نقدية دقيقة وتفضّل بعرض الكتاب والتعريف به.
وأما سعادة الأستاذ الدكتور/ عبد الله بن عبد الكريم العبادي، عميد كلية التربية بجامعة أم القرى "فرع الطائف" فقد طوَّق عنقي بمنة كبرى عندما تفضل بقراءة الكتاب كاملا وتولى تقديمه للقراء الكرام، فله ولهم جميعا خالص الشكر والدعوات.
وبعد:
فإن كنت قد بلغت في هذا الكتاب ما أردت فذلك توفيق من الله تعالى، وهو حسبي، وإن كانت الأخرى فإنني أُشهد الله تعالى أنني راجع عن كل ما فيه من خطأ. والله ولي التوفيق وهو حسبي ونعم الوكيل.
الطائف - غرة شهر ذي الحجة 1413هـ
عثمان بن جمعة ضميرية