الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ترعت فيا في حي حلي وكم لها
…
ترو بذاك الحي من عذاب مورد
تريع غواشي الملك للغين مبدلاً
…
عن الطلبهاكم من فؤاد مقيد
تصيد ولا تصطاد في شرك الهوى
…
فأعجب بمصطاد لها متصيد
شروداً بقلب الصب في فلواتها
…
بوارد حال للغزال مشرد
ويا حبذا يوماً على الصب عطفه
…
به بعد صد من وصال مودد
ويوماً به منها افتتاح زيارة
…
وصحبتها من غير تقديم موعد
ويوماً على الهجران منها بشارة
…
بتحصيل ما مول لقلب مبرد
فهاتان مع حبي حساناً سواهما
…
ملاح الحلي كم فائق الحسن أغيد
هما سبياني في قديم وحادث
…
بما لوراه عاذلي ومفندي
لبادر في عذري وخلع عذاره
…
بحبهما مثلي ولم يتردد
إلى كم أوري غيره وتسترا
…
ولوح الهوى كم فيه عهد مؤكد
خليلي ما ريم عدت وحمامة
…
شدت ما به موهت ليس بمقصد
ولكن أكنى عن مليحي حماهما
…
وعصرهما بدري دياج لمهتد
جمال الهدى البصال شيخي وسيدي
…
إمام الأنام الزاهد المتعبد
مليح الحلي زاهي المحاسن ذي العلى
…
وساني الورى نغماً كدر منضد
ونور الهدى بحر المعارف والندى
…
خزانة أسرار وسيف مهند
دليل طريق السالكين إلى العلى
…
على حضرة يحظى بها كل مسعد
علي بن عبد الله ذي السعد والعطا
…
إمامي وأستاذي وشيخي وسيدي
مسقى بكأس الحب في قدس حضرة
…
مداماً بها من سكرها كم معربد
قلت: وقد اقتصرت في هذه الأبيات الأحد والأربعين من قصيدة لي ثلاث مائة، وبضع عشر بيتاً ذكرت فيها مائة من أجلاء الشيوخ الأكابر، العارفين بالله أولي الأبصار والبصائر، والمقامات العاليات والمفاخر، صدرتهم بشيخي المذكورين البدرين، وأودعتها ديواني الموسوم بكتاب الدرر في مدح سيد البشر، ومدح الأولياء الغرر، وفي الوعظ والعبر، وعلوم فضلها اشتهر، وسميتها بلبل الإطراب، وحلاوة الحلاب، في ذكر الفراق والمدح للأولياء الأحباب، وترجى لقائهم في دار النعيم والثواب بفضل الله الكريم الوهاب.
سنه تسع وأربعين وسبع مائة منال
فيها توفي الإمام العلامة، البارع المتفنن، المفيد القرشي المصري الشافعي المدرس المفتي شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان المعروف بابن عدلان، سمع الحديث من جماعة منهم الحافظ أبو محمد الدمياطي، وأبو الحسن ابن الصواف الشاطبي وغيرهما،
وتفقه على جماعة أيضاً، وعرض المفصل على حجة للعرب بهاء الدين ابن النحاس، وأخذ عنه النحو، وكان له منه حظ عظيم، وانتفع به انتفاعاً كلياً، وأخذ أصول الفقه عن العلامة شرف الدين الشافعي الفاسي الشهير بالكركي، وناب في الحكم عن قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العبد القشيري بالقاهرة ومصر مدة، وتولى التدريس في عدة مدارس وتولى الإعادة بالمدرسة الصالحية والناصرية، والميعاد العلاي في جامع الأزهر، ونفذ رسولاً من سلطان الديار المصرية إلى اليمن بعد السبع مائة، وهو إمام مشار إليه في الفتيا والفقه في الديار المصرية حلو العبارة، كثير التودد للطلبة، مكرم لهم وولي قضاء العساكر للمنصورة بالديار المصرية، ومات أقرانه وعمر، وبقي طرفة في البلاد، ومولده سنة إحدى وستين وست مائة رحمه الله تعالى.
وفيها توفي الإمام البارع المتفنن العلامة، الفقيه النحوي، الأصولي اللغوي، المنطقي المدرس، المصنف المفيد شمس الدين الأصبهاني، حفظ كتباً عديدة، وصنف تصانيف مفيدة، ودرس في بلاده، وفي تبريز، وفي الشام، وفي مصر واشتغل عليه العلماء المعقولات، واستفادوا خصوصاً في أصول الفقه، ومن محفوظاته بعد الكتاب العزيز كتاب السامي في الأسامي، وهو كتاب كبير الحجم في اللغة، وأدوات الميداني، والمصادر الثلاثة المجردة للزورني، والكافية في النحو، وبحثها على والده وغيره من الفضلاء، ثم حفظ الغابة القصوى في الفقه، والمنهاج في الأصول كلاهما من مصنفات العلامة القاضي ناصر الدين البيضاوي، وبحثهما على والده وغيره، وبحث الحاصل على والده أيضاً مؤلفات تاج الدين الأرموي، ثم قرأ الرسالة الشمسية في المنطق مع شرحها على أخيه الأوحد إمام الدين، وقرأ المطالع في المنطق أيضاً وحفظه، ثم قرأ الطوالع في أصول الدين من مؤلفات القاضي ناصر الدين المذكور، ثم حفظ الحاوي في الفقه، وبحثه على والده، وبحث أصول النسفي في الخلاف، وبحث كتاباً في علم الهيئة للجغمني، والتذكرة وإقليدس والكليات في الطب، ثم درس، وكان يلقي من الدروس ما بين السبعين والثمانين، يشتغل من الصبح إلى العشاء، ثم شرع في التصانيف، فمنها شرح المختصر لابن الحاجب، وعلقه عنه جماعة كثيرة من الفضلاء أولي النظر، واشتهر في البلاد وانتشر، وفرغ منه في سنة، وشرح المطالع، وصنف ناظرة العين في المنطق في يوم واحد، وشرح التجريد في أصول الدين، وعروض الساوي، وشرح الحاجبية، وسمع البخاري عن ابن الشحنة، وسمع خلائق في دمشق، ودرس في الرواحية، ثم سافر إلى الديار المصرية، ودرس في المعزية، ونزل في خانقاه سعيد السعداء، وولي مشيخة الخانقاه السيفية، وكانت اقامته بدمشق سبع سنين، وألف كتاباً في المنطق، وكتاباً مختصراً في أصول الدين مع شرحه، وشرح البيضاوي على طريق الإملاء، وبديع ابن الساعاتي الحنفي في أصول الفقه، وشرح الطوالع،
وأصول النسفي وألف كتاباً في الفقه في مذهبي الإمامين الشافعي، وأبي حنيفة رحمهما الله تعالى، وحج مرتين.
قلت: وذكر لي الشيخ جمال الدين الحويراي شيخ خانقاه، سعيد السعداء رحمه الله تعالى أن شمس الدين المذكور يحب الاجتماع بي مستدعياً بذلك إسعافاً مني بالإذن، فلم يصادف مني في ذلك الوقت انشراحاً للاجتماع، وقلت له: العلماء كثير، وأنا اليوم في طلب الاجتماع بالفقراء في الخرابات، فلما لم يجد مني إنعاماًً بذلك سكت عني، وبلغني أن شمس الدين المذكور كان أول قدومه الشام يحضر حلقة الشيخ برهان الدين، ويسمع بحثه، وهو ساكت كأنه ما يعرف شيئاً من العلوم، والجماعة ما يعرفون أنه من أهل العلم مدة من الزمان حتى نبههم بعض الناس عليه، فالتمسوا منه أن يبحث، فامتنع من الكلام حتى ألحوا عليه، فبحث حينئذ معهم، وظهرت لهم فضيلته، فاشتغلوا عليه حينئذ في العلوم، وهذا الذي فعله حسن عزيز جداً لا يكاد يصدر من الفقهاء مثله أعني سكوته موهماً عدم معرفته بالعلوم، وحسن اعتقاده في الشيخ برهان الدين رحمه الله تعالى على الجميع.
وفي السنة المذكورة توفي الإمام العلامة البارع الفقيه، المفتي الشافعي الأصولي النحوي، الخطيب المصقع الوحيد الفريد، الصوفي المتكلم، لسان الحقيقة، ودليل الطريقة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد المعروف بابن اللبان المصري المنزل ذو الإفادة الدمشقي المنشأ والولادة، ولد سنة تسع وسبعين وست مائة، وعاش سبعين سنة.
وأخذ الفقه عن جمال الدين السريشي، ونجم الدين ابن الرفعة، وكمال الدين ابن الزملكاني، وصدر الدين ابن الوكيل وأذنوا له جميعاً بالفتيا، وأخذ العربية عن شمس الدين أبي الفتح، وقرأ الشاطبية في القراءات على والده شهاب الدين، وسمع الحديث عن جماعة منهم ناصر الدين ابن الفراس، والخطيب شرف الدين الفزاري وغيرهما، وصحب الشيخ الكبير الولي الشهير أبا الدر ياقوت الشاذلي، وبورك في صحبته، وفتح عليه في كلامه، وسرعة عبارته.
وله مصنفات جليلة منها كتاب إزالة الشبهات عن الآيات والأحاديث المتشابهات. ومنها ترتيب الأم للإمام الشافعي على مسائل الروضة واختصرها في أربع مجلدات، ومنها مختصر الروضة والرافعي واستدرك عليهما.
ومنها ألفية في النحو ضمنها كثيراً من فوائد التسهيل والمعرب. قبل لم يصنف مثلها