الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ولقب الملك المجاهد، وخطب له بدمشق مع الملك الظاهر، وفي آخر السنة كرت التتار على حلب فأخذوها.
وفيها توفي قاضي القضاة صدرالدين أحمد بن يحيى بن هبة الله الدمشقي الثافعي، والملك المعظم ابن السلطان الكبير صلاح الدين، والملك السعيد حسن بن عبد العزيز، وعثمان ابن العادل صاحب صينيةوبانياس تملك بعد أخيه الملك الظاهر، فأخذ الصينية منه الملك الصالح، وأعطاه أمرة مصر، فلما قتل المعظم بن الصالح ساق إلى غزة، وأخذ ما فيها وأتى الصينية فتملكها، وكان بطلاً شجاعًا قاتل يوم عين جالوت، فلما انهزمت التتار جاء إليه الملك المظفر، فضرب عنقه، والملك المظفر سيف الدين قطر. بالقاف والطاء المهملة والزاي فالمربى، كان بطلاً شجاعًا دينًا مجا هدًا انكسرت التتارعلى يده، واستعاد منهم الشام، وكان أتابك الملك المنصور على ولد أستاذه، فلمارآه لا يغني شيئًاعزله، وقام في السلطنة.
وفيها توفي الشيخ الفقيه الإمام الحافظ محمد بن أحمد الجويني، لبس الخرقة من الشيخ عبد الله البطائحي، عن الشيخ عبد القادر، ورثاه الشيخ عبد الله الجويني، وكان عالمًا زاهدًا خاشعاً قانتًا، عظيم الهيبة، مليح الصورة، حسن السمت والوقار.
وفيها توفي الحافظ العلامة أبوعبد الله محمد بن عبد الله القضاعي الكاتب الأديب، أحد أئمة الحديث، قرأ القراءات، واطلع على الأثر، وبرع في البلاغة والنظم والنثر، وكان ذا جلالة ورياسة. قتله صاحب تونس ظلمًا.
وفيها توفي الملك الكامل ناصر الدين محمد ابن الملك المظفر غازي ابن الملك العادل، كان عالماً فاضلاً شجاعًا عادلاً محسنًا إلى الرعية ذا عبادة وورع، لم يكن في بيته من يضاهيه حاصرته التتار عشرين شهرًاحتى فني أهل البلد بالوباء والقحط، ثم دخلواوأسروه، فضرب ملكهم عنقه، وطيف برأسه، ثم علق على باب الفراديس بعد أخذ حلب، ثم دفنه المسلمون بمسجد الرأس داخل الباب.
وفيها توفي ابن قوام الشيخ الكبير أبو بكر ابن قوام البالسي، كان زاهداًعابداً قدوة صاحب حال، وكشف وكرامات، وله رواية.
سنةتسع وخمسين وست مائة
في أولها اجتمع خلق من التتار، فأغاروا على حلب، ثم ساقوا إلى حمص لما بلغهم
مصرع الملك المظفر، فصادفوا على حمص الأشرف صاحب حمص والمنصورصاحب حماة، وحسام الدين في ألف وأربع مائة والتتار في ستة آلاف، فالتقوهم، وحمل المسلمون حملة صادقة، وكان النصر والحمد لله، ووضعوا السيف في الكفار قتلاًحتىأبادوا أكثرهم وهرب مقدمهم بأسوأ حال، ولم يقتل من المسلمين سوى رجل واحد، ودخل علم الدين الحلبي الملقب بالملك المجاهد قلعة دمشق، فنازله عسكر مصر، فبرز إليهم وقاتلهم، ثم رد فلما كان في الليل هرب، وقصد قلعة بعلبك، فقضى بها فقبض عليه علاء الدين الوزيري، وقيده، ثم حبسه الملك الظاهر مدة طويلة.
وفي رجب منها بويع بمصر المستنصر بالله أحمد بن الظاهرمحمد بن الناصرلدين العباسي الأسود، وفوض الأمور إلى الملك الظاهر، ثم قدما دمشق، فعزل عن القضاءنجم الدين بن سني الدولة، وولي مكانه الإمام العلامة أبو العباس ابن خلكان، ثم سار المستنصر ليأخذ بغداد ويقيم بها، فوقعت بينه وبين التتار الذين في العراق مصاف، فعدم المستنصر في الوقعة.
وفيها توفي الإمام القدوة الحافظ العارف سيف الدين أبو المعالي سعيد بن المظفرالباخرزي صاحب الشيخ نجم الدين الكبري، وكان إمامًافي السنةرأسًافي التصوف. وفيها توفي الملك الظاهر غازي شقيق السلطان الملك الناصر، يوسف وأمهما تركية كان شجاعاًجوادًا، قتل مع أخيه بين يدي الطاغية الكافر ملك التتار.
وفيها توفي ابن سيدالناس الخطيب الحافظ محمدبن أحمد الإشبيلي، وعني بالحديث، فأكثر وحصل الأصول النفيسة، وختم به معرفة الحديث بالمغرب. توفي بتونس في رجب.
وفيهاتوفي الملك الناصرصلاح الدين يوسف بن العزيز بن الظاهرابن السلطان الملك الناصر صلاح الدين ابن أيوب سلطنوه بعد أبيه، وهو ابن سبع سنين، ودبر المملكةشمس الدين لؤلؤ، والأمر كله راجع إلى جدته الصاحبة صفية ابنة العادل أخت الملك الكامل لأجل هذا سكت عنها، فلما ماتت استقل واشتغل عنه بعمه الملك الصالح، وعمره إذ ذاك نحو أربع عشرة سنة، ثم أخذ عسكره له حمص، ثم سارهو، وتملك دمشق، ودخل بابنةالسلطان علاء الدين صاحب الروم، وكان حكيمًا جوادًا موطأ الأكناف، حسن الأخلاق فيه بعض عدل مع ملابسة الفواحش على ما قيل، وكان للشعراء دولة في أيامه لأنه كان يقول