الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ا
لمبحث الثالث: في فتح خيبر على يد علي رضي الله عنه وقتله مرحباً اليهودي
105-
أخرج معمر في جامعه عن الزهري عن ابن المسيب: "أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر: "لأدفعنَّ الراية إلى رجل يحب الله ورسوله - أو يحبه الله ورسوله" فدفعها إلى عليّ وإنه لأرمد ما يبصر موضع قدميه، فبصق في عينيه، وكان الفتح"1.
1 جامع معمر المطبوع مع مصنف عبد الرزاق 11/ 228 رقم (20395) ومن طريق معمر أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 12/ 70 رقم (12147) .
وفتح خيبر على يد علي رضي الله عنه ثابت في البخاري من غير طريق الزهري (صحيح البخاري مع الفتح 7/ 476 رقم (4209، 4210) من حديث سلمة بن الأكوع وسهل بن سعد، ومسلم رقم (2405و 2407) .
ومسند أحمد 14/ 540 رقم [8990] أرناؤوط، والحاكم في المستدرك 3/ 37، ودلائل البيهقي 4/ 214- 215، عن الزهري مرسلاً وستأتي إن شاء الله.
106-
أخرج سعيد بن منصور1 في سننه قال: نا إسماعيل بن عياش2 عن إسماعيل بن رافع3 عن الزهري قال: بارز علي رضي الله عنه رجلاً من اليهود يقال له مرحب فقتله وأخذ سلبه4.
107-
وأخرج البيهقي من طريق محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام يوم خيبر فوعظ الناس، فلما
1 هو: سعيد بن منصور بن شعبة، أبو عثمان الخراساني، نزيل مكة، ثقة مصنف وكان لا يرجع عما في كتابه لشدة وثوقه به، مات سنة سبع وعشرين، وقيل بعدها، من العاشرة، ع، التقريب 241، رقم (2399) .
2 إسماعيل بن عياش بن سُليم العنسي، بالنون، أبو عتبة الحمصي، صدوق في روايته عن أهل بلده مخلط في غيرهم، من الثامنة، توفي سنة إحدى - أو اثنتين - وثمانين، وله بضع وسبعون سنة، ي، التقريب 109، وهو هنا يروي عن إسماعيل ابن رافع، مدني بصري.
3 إسماعيل بن رافع بن عويمر الأنصاري المدني، نزيل البصرة، يكنى أبا رافع، ضعيف الحفظ، من السابعة، مات في حدود الخمسين، البخاري ت ق، التقريب 107 رقم (442) .
4 سنن سعيد بن منصور 2/ 261 رقم (2699) وسنده ضعيف، لكن يشهد لذلك ما أخرجه مسلم في صحيحه - من غير طريق الزهري - من حديث سلمة بن الأكوع أن الذي قتل مرحباً هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه. انظر: صحيح مسلم بشرح النووي 12/ 185- 186.
فرغ من موعظته، دعا علي بن أبي طالب وهو أرمد1 فبصق في عينيه ودعا له بالشفاء، ثم أعطاه الراية واتبعه المسلمون واتبعتهم دعوة النبي صلى الله عليه وسلم ووطنوا2 أنفسهم على الصبر، فلما أن دنا المسلمون من باب الحصن خرجت إليه اليهود بعاديتها3 فقتل صاحب عادية اليهود، فانقطعوا وقتل محمد بن مسلمة أخو بني عبد الأشهل مرحباًً اليهودي، لفظ حديث محمد ابن فليح4.
1 الرمد: وجع العين وانتفاخها، لسان العرب. مادة (رمد) .
2 توطين النفس: تمهيدها، وطّن نفسه على الشيء وله فتوطنت، حملها عليه فتحملت وذلت له، لسان العرب، مادة (وطن) .
3 فخرجت عاديتهم: أي الذين يعدون على أرجلهم. النهاية 3/ 194.
4 دلائل النبوة للبيهقي 4/ 214- 215، وهو مرسل، وقد وصله ابن إسحاق من غير طريق الزهري فقال: فحدثني عبد الله بن سهل، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، وذكر خروج مرحب وطلبه للمبارزة، وذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: "
…
من لهذا؟ " قال محمد بن مسلمة: أنا يا رسول الله".
ثم ذكر قصة قتله، ابن هشام 2/ 333، ومن طريق ابن إسحاق أخرجه أحمد 23/ 338 رقم [15134] أرناؤوط.
والحاكم في المستدرك 3/ 436، وإسناده حسن، فإن ابن إسحاق قد صرح فيه بالتحديث. وقال الحاكم في المستدرك (3/ 437) :"إن الأخبار متواترة بأسانيد كثيرة أن قاتل مرحب هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه".
قال النووي: "هذا هو الأصح أن علياً هو قاتل مرحب، وقيل: إن قاتل مرحب هو محمد بن مسلمة، قال ابن عبد البر في كتابه الدرر في مختصر السير: قال محمد بن إسحاق إن محمد بن مسلمة هو قاتله، قال: وقال غيره: إنما كان قاتله علياً، قال ابن عبد البر: هذا هو الصحيح عندنا، قال ابن الأثير: الصحيح الذي عليه أكثر أهل الحديث وأهل السير أن علياً هو قاتله، والله أعلم" شرح النووي على مسلم 12/ 186.
وقال الحافظ ابن حجر: "وقيل محمد بن مسلمة كان بارزه فقطع رجليه فأجهز عليه علي". فتح الباري (7/ 478) .
وقد ذكر الواقدي: أن محمد بن مسلمة قطع ساقي مرحب، فقال مرحب: أجهز علي يا محمد.
قال محمد: "ذق الموت كما ذاقه أخي محمود وجاوزه، فمر به علي فضرب عنقه، وأخذ سلبه". مغازي الواقدي 2/ 656. قلت: وبذلك يجمع بين الروايتين.
وقيل: إن الذي قتله هو الحارث أخو مرحب فاشتبه على بعض الرواة، فإن لم يكن كذلك وإلا فما في الصحيح مقدم