الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث: في خروج النبي صلى الله عليه وسلم إلى حنين ومروره بذات أنواط
.
165-
عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن الزهري، عن سنان بن
وقيل: سبعة عشر يوماً، وقيل: ثمانية عشر، وقيل: تسعة عشر، وقيل: عشرين يوماً، انظر: تخريج هذه الروايات في رسالة: عادل عبد الغفور (مرويات عروة بن الزبير في السير والمغازي)(ص: 757- 760) .
والراجح والله أعلم أنه صلى الله عليه وسلم أقام بمكة تسعة عشر يوماً يصلي ركعتين، كما ذكر ذلك البخاري في صحيحه رقم (1080) و (4298) ، و (4299) .
قال البيهقي في السنن الكبرى (3/ 151) : "وأصحها عندي - والله أعلم - رواية من روى تسع عشرة، وهي الرواية التي أودعها محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح (فعلى هذا يكون خروجه صلى الله عليه وسلم إلى حنين في اليوم الثامن أو (حسب نقصان الشهر وتمامه) التاسع من شهر شوال من السنة الثامنة للهجرة، أما لو أخذنا برواية الزهري هذه التي تذكر مدة إقامة النبي صلى الله عليه وسلم بمكة وأنها خمس عشرة ليلة مع ما ذكره النووي من أن الجمهور على أنه صلى الله عليه وسلم وصل إلى مكة لتسع عشرة خلت من رمضان فيكون خروجه صلى الله عليه وسلم إلى حنين في خمس أو ست ليال مضين من شوال من السنة الثامنة، ويظهر أن هذا القول أخذ به ابن إسحاق كما عند الواقدي في مغازيه (3/ 899) ، وابن سعد في الطبقات الكبرى (2/ 150) ، والطبري في تاريخه (3/ 70) من طريق عروة، وابن كثير في البداية والنهاية (4/ 322) ، وفتح الباري (8/ 27) ، وذكر أن عمر بن شبة نقل ذلك عن عروة.
أبي سنان الديلي1، عن أبي واقد الليثي 2، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قِبَل حنين فمررنا بالسِّدْرة3 فقلنا: أي رسول الله اجعل لنا هذه ذات أنواط4 كما للكفار ذات أنواط، وكان الكفار ينوطون سلاحهم بسدرة ويعكفون حولها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:"الله أكبر، هذا كما قالت بنو إسرائيل لموسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} 5 إنكم تركبون سَنَن الذين من قبلكم"6.
1 هو: سنان بن أبي سنان الديلي، المدني، ثقة، من الثالثة، مات سنة خمس ومائة، وله اثنتان وثمانون سنة، خ م ت س، التقريب (256) .
2 أبو واقد الليثي
…
مختلف في اسمه، قيل: هو الحارث بن مالك، وقيل: ابن عوف، وقيل: عوف بن الحارث بن أسيد بن جابر بن عبد مناف
…
ابن كنانة، حليف بني أسد، أسلم قديماً، وكان يحمل لواء بني ليث وضمرة، وسعد بن بكر يوم الفتح وحنين، وفي غزوة تبوك يستنفر بني ليث، عاش إلى خلافة معاوية. الإصابة (4/ 215-216) .
3 السّدرة: شجرة النبق. القاموس، مادة (سدر) .
4 ذات أنواط: هي اسم شجرة بعينها كانت للمشركين ينوطون بها سلاحهم، أي: يعلقونه بها، ويعكفون حولها. النهاية، 5/125.
5 سورة الأعراف، آية (138) .
6 تفسير عبد الرزاق (1/ 235) القسم الثاني بسند صحيح.
وأخرجه أحمد في المسند (36/ 231، رقم [21900] أرناؤوط) ، والحميدي (2/ 375 رقم 848) ، وابن أبي شيبة في المصنف (15/ 101) ، والطيالسي رقم (1346) والترمذي في الفتن رقم (2180) وعنده إلى (خيبر) وهو خطأ، وأخرجه ابن إسحاق (سيرة ابن هشام 2/ 442) إلا أنه قال: وحدثني ابن شهاب، عن سنان بن أبي سنان الدؤلي، عن أبي واقد الليثي، أن الحارث بن مالك قال: (خرجنا
…
) مما قد يظن أن الحارث غير أبي واقد، والصواب أن الحارث بن مالك هو أبو واقد الليثي كما في دلائل البيهقي (5/ 124)، وحيث أورده من طريق ابن إسحاق وفيه:
…
عن أبي واقد الليثي وهو الحارث بن مالك قال فذكره.
وأخرجه ابن أبي عاصم في السنة رقم (76) والأزرقي في أخبار مكة (1/ 129-130) .
والطبراني في الكبير رقم (3290و 3291 و3292 و3294) وابن حبان (الإحسان 14/ 94 رقم 6702) ، وأخرجه أيضاً البيهقي في الدلائل (5/ 125)