الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المبحث الثالث عشر: في رجوع النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه من خيبر ونومهم عن صلاة الصبح
129-
قال الإمام مسلم: حدثني حرملة بن يحيى التُّجِيبي، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قفل من غزوة خيبر1، سار ليله حتى إذا أدركه الكرى2 عرّس3، وقال لبلال:"اكلأْ لنا الليل"4، فصلى بلال ما قدِّر له، ونام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فلما تقارب الفجر، استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر5، فغلبت بلالاً عيناه وهو مستندٌ إلى راحلته، فلم يستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا بلال، ولا أحدٌ من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أولهم استيقاظاً، ففزع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:"أي بلال"، فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ - بأبي أنت وأمي
1 سيأتي أن ذلك قد وقع في غزوات أخرى.
2 أدركه الكرى: أي النوم. النهاية 4/ 170.
3 التعريس: نزول المسافر آخر الليل، نزلة للنوم والاستراحة. النهاية 3/ 206.
4 الكلاءة: الحفظ والحراسة. النهاية 4/ 194.
5 مواجه الفجر: أي مستقبله بوجهه. شرح النووي على مسلم 5/ 182.
يا رسول الله - بنفسك، قال:"اقتادوا"1 فاقتادوا رواحلهم شيئاً، ثم توضأ رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمر بلالاً فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال:"من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله قال: {َأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي} 2".
1 اقتادوا: أي جروا رواحلكم خلفكم. النهاية 4/ 119.
2 الآية من سورة طه رقم (14) .
والحديث أخرجه أيضاً أبو داود رقم (435) في الصلاة: باب من نام عن الصلاة أو نسيها. ومن طريقه أخرجه أبو عوانة 2/ 253، والبيهقي في السنن 1/ 403 و2/ 217، وفي الدلائل 4/ 272.
وأخرجه ابن حبان في صحيحه 5/ 422 رقم (2069) ، وأخرجه ابن إسحاق عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلاً، ابن هشام 2/ 340، وأخرجه مالك في الموطأ 1/ 13، كتاب وقوت الصلاة، باب النوم عن الصلاة عن الزهري عن سعيد بن المسيب مرسلاً، ومن طريقه أخرجه الشافعي في المسند 1/ 55 رقم (162) .
وقد وردت روايات أخرى من غير طريق الزهري أن ذلك كان زمن الحديبية، انظر: سنن أبي داود رقم (447) ، ومسند أحمد 6/ 170، رقم [3657] أرناؤوط، وابن أبي شيبة 2/ 64، والطبري في تفسيره 26/ 69، والبيهقي في الدلائل 4/ 274- 275.
وورد أيضاً أن ذلك كان في غزوة تبوك، انظر: مغازي الواقدي 3/ 1015، عن عقبة بن عامر، ودلائل البيهقي 4/ 275.
ويمكن الجمع بين الروايات بالقول بتعدد القصة، انظر: شرح النووي على مسلم 5/ 181- 182، وفتح الباري 1/ 449، وانظر: مرويات غزوة الحديبية للحكمي ص 243 وما بعدها.
قال يونس: وكان ابن شهاب يقرؤها: "للذكرى"1.
1 صحيح مسلم بشرح النووي 5/ 181.