الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المطلب الثالث: في تخلف بعض المسلمين من أسلم وغِفار
.
186-
عبد الرزاق1 عن معمر عن الزهري قال: أخبرني ابن أخي أبي رهم2 أنه سمع أبا رُهْم الغفاري، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
1 مصنف عبد الرزاق (11/ 49 رقم 19882) .
2 اسمه: كلثوم بن الحصين الغفاري، كما في رواية البخاري في الأدب المفرد رقم (755) من طريق صالح بن كيسان عن ابن شهاب به.
الذين بايعوه تحت الشجرة يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك فلما سرى1 ليلة سرت قريباً منه إليه، وألقي عليَّ النعاس فطفقت أستيقظ وقد دنت راحلتي من راحلته، فيفزعني دنوها خشية أن أصيب رجله في الغرز، فأؤخر راحلتي، حتى غلبتني عيني بعض الليل، فزحمت راحلتي رجله في الغرز، فأصابت رجله، فلم أستيقظ إلا لقوله:(حَسِّ) 2، فقلت: استغفر لي يا رسول الله، قال: سر، فطفق النبي صلى الله عليه وسلم يستخبرني عمن تخلف من بني غفار فأخبرته، فقال إذ هو يسألني: ما فعل الحمر الطوال الثطاط3؟ فحدثته بتخلفهم، قال: فما فعل النفر السود؟ أو قال: القصار الجعاد القطاط4- الذين لهم نعم بشبكة
1 فلما سرى ليلة: السرى: السير بالليل، النهاية (2/ 364) ، أراد أنهم مشوا بالليل ذات ليلة.
2 قوله: حَسِّ: هي - بكسر السين والتشديد - كلمة يقولها الإنسان إذا أصابه ما مَضَّه أو أحرقه غفلة، كالجمْرة والضَّربَة ونحوها. النهاية (1/ 385) .
3 قوله: ما فعل الحمر الطوال الثطاط: هي جمع ثطّ، وهو الكوسج الذي عَرَى وجهه من الشعر إلا طاقات في أسفل حنكه، رجل ثطّ وأثط. النهاية (1/ 211)، قال ابن الأثير: في حديث أبي رهم (النطاط) جميع نطناط، وهو الطويل، المصدر السابق.
4 قوله: الجعاد القطاط: الجعد في صفات الرجال يكون مدحاً وذماً، فالمدح معناه أن يكون شديد الأسْرِ والخلق، أو يكون جعد الشعر، وهو ضد السَّبط لأن السبوطة أكثرها في شعور العجم، وأما الذم فهو القصير المتردد الخلق، وقد يطلق على البخيل أيضاً. النهاية (1/ 275) .
والقطاط: القطط: الشديدة الجعودة، وقيل: الحسن الجعودة، والأول أكثر، المصدر السابق (4/ 81) .
شرخ1، فتذكرت في بني غفار فلم أذكرهم حتى ذكرت رهطاً من أسلم، قال:
فقلت: يا رسول الله أولئك رهط من أسلم وقد تخلفوا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"فما يمنع أحد أولئك حين يتخلف أن يحمل على بعير من إبله امرأً نشيطاً في سبيل الله، فإن أعز أهلي عليَّ أن يتخلف عني المهاجرون من قريش، والأنصار، وغفار، وأسلم2".
1 قوله: "بشبكة شرخ: هو موضع بالحجاز في ديار غفار". النهاية (2/ 441) .
وقال ياقوت: "شبكة شدخ: اسم ماء لأسلم من بني غفار". معجم البلدان (3/ 322) .
وذكر البكري رواية أبي رهم وفيها: "
…
لهم نعم بشبكة شدخ
…
" معجم ما استعجم (3/ 783ـ 784) .
2 ومن طريق عبد الرزاق أخرجه أحمد في المسند (31/ 422ـ 423 رقم [19072] أرناؤوط) وابن أبي عاصم في الجهاد رقم _106) وفي الآحاد والمثاني له (2/ 237) رقم (991) ، والطبراني في الكبير (19/ 183) ، رقم (415) ، وأخرجه من طريق حجاج بن أبي منيع الرصافي عن جده عن الزهري به.
انظر: المصدر السابق (418) .
وأخرجه ابن إسحاق (ابن هشام 2/ 528) فقال: (وذكر ابن شهاب الزهري عن ابن أكيمة الليثي عن ابن أخي رهم فذكره) .
وأخرجه من طريق عبد الرزاق ابن حبان في صحيحه (الإحسان 16/ 246 رقم 7257) .
وأخرجه البخاري في الأدب المفرد رقم (755) من طريق صالح بن كيسان عن الزهري به.
وأخرجه الفسوي في المعرفة رقم (1/ 394) من طريق حجاج عن جده عن الزهري به.
انظر: مختصر زوائد البزار لابن حجر رقم (1403) وأسد الغابة (6/ 117) .
والحديث فيه ضعف من أجل ابن أخي أبي رهم؛ فإنه مقبول كما ذكر ابن حجر في التقريب رقم (8493) .
أما الذهبي فقد قال في الميزان (4/ 598) : "لا يعرف، تفرد عنه الزهري.