المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الباب السادس في صفة الصلاة - مسند الشافعي - ترتيب السندي - جـ ١

[الشافعي]

فهرس الكتاب

- ‌باب الإيمان والإسلام

- ‌كتاب العلم

- ‌كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة

- ‌كتاب الطهارة وفيه عشرة أبواب

- ‌الباب الأول في المياه

- ‌الباب الثاني في الأنجاسْ وتطهيرها

- ‌الباب الثالث في الآنية والدباغة

- ‌الباب الرابع في آداب الخلاء

- ‌الباب الخامس في صفة الوضوء

- ‌الباب السادس في نواقض الوضوء

- ‌الباب السابع في أحكام الغسل

- ‌الباب الثامن في المسح على الخفين

- ‌الباب التاسع في التيمم

- ‌كتاب الصلاة وفيه ثلاثة وعشرون بابا

- ‌الباب الأول في مواقيت الصلاة

- ‌الباب الثاني في الأذان

- ‌الباب الثالث في شروط الصلاة

- ‌الباب الرابع في المساجد

- ‌الباب الخامس في سترة المصلي

- ‌الباب السادس في صفة الصلاة

- ‌الباب السابع في الجماعة وأحكام الإمامة

- ‌الباب الثامن فيما يمنع فعله في الصلاة وما يباح فيها

- ‌الباب التاسع في سُجود السّهْو

- ‌الباب العاشر في سجود التلاوة

- ‌الباب الحادي عشر في صلاة الجمعة

- ‌الباب الثاني عشر في صلاة العيدين

- ‌الباب الثالث عشر في الأضاحي

- ‌الباب الرابع عشر في صلاة الكسوف

- ‌الباب الخامس عشر في صلاة الاستسقاء

- ‌الباب السادس عشر في الدعاء

- ‌الباب السابع عشر في صلاة الخوف

- ‌الباب الثامن عشر في صَلاة المسافِرْ

- ‌الباب التاسع عشر في التهجد (التهجد السهر والنوم فهو من الأضداد في اللغة وتهجد القوم استيقظوا للصلاة أو غيرها وفي القرآن «ومن الليل فتهجد به نافلة لك» والمتهجد: القائم من النوم إلى الصلاة وكأنه قيل له متهجد لإ لقائه الحنث عن نفسه)

- ‌الباب العشرون في الوتر (الوتر بالكسر والفتح الفرد وروى أصحاب السنن بسند حسن عن علي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «يا أهل القرآن أوتروا فإن اللَّه وتر يحب الوتر» انتهى وأهل القرآن أمته وأوتروا: صلوا الوتر وقوله فإن اللَّه وتر أي واحد في ذاته وصفاته وأفعاله يحب الوتر أي الفرد وقال صلى الله عليه وسلم: "الوتر حق على كل مسلم فمن شاء أوتر بسبع ومن شاء أوتر بخمس ومن شاء أوتر بثلاث ومن شاء أوتر بواحدة وهما يدلان على وجوب الوتر بظاهرهما وهو مذهب الحنفية فإن قيل: ألا تعارض هذه الأحاديث الداعية إلى الوتر حديث «صلاة الليل مثنى مثنى» قلت: لا تعارض لأن التوفيق ممكن بينهما فإن في إمكان المسلم أن يصلي في ليله ما شاء من النوافل ثنتين ثنتين ثم إذا أراد أن ينصرف لنومه صلى واحدة وبذا يكون موترا وعاملا بالأحاديث كلها ولذا روى الأربعة عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترا» أي أختموا صلاة الليل بالوتر وعن ابن عمر أيضا: صلاة الليل مثنى مثنى فإذا أردت أن تنصرف فاركع ركعة توتر لك ما صليت رواه الخمسة)

- ‌الباب الحادي والعشرون في قضاء الفوائت

- ‌الباب الثاني والعشرون في صلاة المريض

- ‌الباب الثالث والعشرون في صلاة الجنائز وأحكامها

- ‌كتاب الزكاة وفيه خمسة أبواب

- ‌الباب الأول في الأمر بها والتهديد على تركها وعلى من تجب وفيم تجب

- ‌الباب الثاني فيما يجب أخذه من رب المال من الزكاة وما لا ينبغي أن يؤخذ

- ‌الباب الثالث فيمن تحل له الزكاة وما جاء في العامل

- ‌الباب الرابع في الركاز والمعادن (الركاز ككتاب عند الحجازيين كنوز الجاهلية المدفونة في الأرض وعند أهل العراق المعادن واللغة تحتملهما لأن كلاً منهما مركوز وثابت في الأرض وإنما وجب فيه الخمس لبيت المال لكثرة نفعه وسهولة أخذه وعلى ذلك فمن وجد معدنا في أرضه كالتبر والفضة والفحم والحديد ففيه عند الحنفية الخمس لبيت المال والباقي لصاحب الأرض وعند الحجازيين ليست بركاز وزكاتها كزكاة المال أي فيها ربع العشر إذا بلغت مائتي درهم أو عشرين مثقالا وروى الأزهري عن الشافعي أنه قال: الذي لا أشك فيه أن الركاز دفين الجاهلية)

- ‌الباب الخامس في صدقة الفطر

- ‌كتاب الصوم وفيه خمسة أبواب

- ‌الباب الأول فيما يفسد الصوم وما لا يفسده

- ‌الباب الثاني فيما جاء في صوم التطوع

- ‌الباب الثالث فيما جاء في صوم المسافر

- ‌الباب الرابع في أحكام متفرقة في الصوم

- ‌الباب الخامس في الإعتكاف

- ‌كتاب الحج وفيه اثنا عشر باباً

- ‌الباب الأول فيما جاء في فرض الحج وشروطه

- ‌الباب الثاني في مواقيت الحج والعمرة الزمانية والمكانية

- ‌الباب الثالث في فضل مكة

- ‌الباب الرابع فيما يلزم المحرم عند تلبسه بالإحرام

- ‌الباب الخامس فيما يباح للمحرم وما يحرم وما يترتب على ارتكابه من المحرمات من الجنايات

- ‌الباب السادس فيما يلزم الحاج بعد دخول مكة إلى فراغه من مناسكه (المناسك: جمع منسك بفتح السين وكسرها وهو المتعبد ويطلق على المصدر والزمان والمكان ثم سميت أمور الحج كلها مناسك والمنسك: المذبح والنسيكة الذبيحة والنسك الطاعة والقيادة وكل ما تقرب به إلى اللَّه)

- ‌الباب السابع في الإفراد والقران والتمتع

- ‌الباب الثامن فيما جاء في العمرة

- ‌الباب التاسع في أحكام المحصر ومن فاته الحج

- ‌الباب العاشر في الحج عن الغير (هذا العنوان من وضع مرتب المسند وهو المرحوم الشيخ عابد السندي وغير متوغلة في الإبهام فلا تدخل عليها أداة التعريف لأن دخولها لا يفيد شيئا ولا ينقل غير عن إبهامها اهـ حامد مصطفى)

- ‌الباب الحادي عشر في مسائل متفرقة من كتاب الحج

- ‌الباب الثاني عشر في فضل المدينة وما جاء فيها

الفصل: ‌الباب السادس في صفة الصلاة

‌الباب السادس في صفة الصلاة

ص: 70

206-

(أخبرنا) : سعيد بن سالم، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن عقيل، عن محمد ابن الحنيفة، عن أبيه:

-أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: " مِفْتَاحُ الصَّلاةِ الوُضُوءُ وتحرِيمُهَا التكْبِيرُ وتَحْليلها السَّلام.

ص: 70

207-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، عن على بن يحي بن خَلاّدٍ، عن أبيه، عن جده رِفَاعة بن مالك:

-أنه سمع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقول: " إذا قَامَ أَحَدُكُمْ إلى الصلاةِ فليتَوضَّأَ كما أَمَر الله تعالى ثم ليكبرْ فَإن كَانَ مَعَهُ شَئْ مِنَ القُرْآنِ قَرأَ به وإن لم يكن معه شئ من القرآن فليحمد الله وليكبرْه ثم لْيَرْكعْ حتى يطمئن راكعاً ثم ليَقُمْ حتى يطمئن قائماً ثم لْيسْجُدْ حتى يطمئِنّ ساجداً ثم لْيَرفَعْ رأسه فلْيجْلسْ حتى يكمئن جالساً فمن نقص من هذه فإنما ينقص من صلاته (الحديث مسوق لبيان تعليم كيف تؤدى الصلاة ولا خفاء به والذي يستدعي الكلام فيه هو تعارضه مع الأحاديث الكثيرة التي تحتم قراءة شئ من القرآن في الصلاة ويمكن التوفيق بينه وبينها بأن هذا كان في بدء التشريع قبل أن يشيع القرآن فيهم وينتشر حفظته وذلك عذر وضرورة والضرورة تعذر بقدرها) .

ص: 70

208-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، قال أخبرني محمد بن عَجْلان، عن علي ابن يحي بن خلاّد عن رفاعة بن رافع قال:

-جاء رجل لِيُصلي في المسجد قريباً

⦗ص: 71⦘

من رَسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ثم جاء فسلم (قول ثم جاء فسلم أي بعد أن صلى قريبا من رسول الله) على النبي صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أعِدْ صلاتَك فأنك لم تُصل (لم يبين الحديث ما فعل الرجل بصلاته حتى كانت كعدمها في نظر الرسول والمفهوم أنه أخل بشرائطها وأركانها ولا عجب فقد كان ذلك في بدء الإسلام) فقام فصلى بنحو ما صلى فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «أعِدْ صلاتَك فأنك لم تُصل» فقال: عَلمْني يا رسول الله كيف أصلي قال: إذَا توجهتَ إلى القِبلة فكَبِّرْ ثم اقْرأ بأمِّ (أم القرآن الفاتحة ويقال لها ايضا أم الكتاب- وأم كل شئ أصله وعماده في القاموس وام القرآن الفاتحة أو كل آية محكمة من آيات الشرائع والأحكام والفرائض. أقول والمراد هنا الفاتحة وانما سميت أم الكتاب وأم القرآن لأن الابتداء بها في نزول القرآن على قول وفي التلاوة وفي الصلاة وما بعدها تال لها وكذا يقال للراية أم لتقدمها واتباع الجيش لها أو لاشتمالها كما قال الزمخشري على مقاصد معاني القرآن وهي الثناء على الله بما هو أهله والتعبد بالأمر والنهي والوعد والوعيد- وأوضح من هذا أن يقال لاشتمالها على أصول الدين وفروعه والأخلاق والقصص والوعد والوعيد أما أصول الدين فمعرفة الله تعالى وصفاته وإليها الأشارة بقوله رب العالمين الرحمن الرحيم ومعرفة النبوات وإليها الأشارة بقوله تعالى أنعمت عليهم - والمعاد وإليه الأشارة بقوله تعالى مالك يوم الدين- وأما العبادات فالأشارة إليها بقوله تعالى: إياك نعبد وأما الأخلاق فاليها الأشارة بقوله تعالى اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم إلخ وأما القصص والوعد والوعيد، فقوله تعالى: انعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين - أو سميت أم القرآن لأنها محكمة والمحكمات هن أم الكتاب كما قال تعالى (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب إلخ) القرآن وما شاء اللَّه أن تقرأ فإذا ركعتَ فاجعلْ راحتيك (الراحة: الكف) على رُكبتيك ومَكِّن ركوعَك وامْدُد ظَهْرَك فإذا رفعت فأَقِمْ صُلْبَك

⦗ص: 72⦘

(الصلب بالضم: الظهر والحديث لا يحتاج إلى بسط، والمراد منه تعليم الرجل الذي أخطأ في صلاته كيف يؤديها أداء صحيحا، وظاهر أن بيان الرسول للصلاة الكاملة الجامعة بين الفروض والسنة) وارفع رأسك حتى ترجع العظامُ إلى مَفاصلها فإذا سجدتَ فَمكِّنِ السجود فإذا رفعت فاجْلسْ على فَخْذِك اليسرى ثم افْعلْ ذلك في كل ركعة وسجدة حتى تطمئن".

ص: 70

209-

(أخبرنا) : سفيان، عن الزهري، عن سَالم، عن أبيه قال:

-رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا افتتح الصلاة رفع يديه حتى يُحاذيَ مَنْكِبَيْه (المنكب كمجلس مجتع الكتف والعضد والمحاذة: الموازاة وبين الحديث مواضع رفع اليدين في الصلاة، وأنها ثلاث عند الإحرام وعند الركوع وعند الرفع من الركوع، أما السجود والرفع منه ليس فليس فيهما رفع لليد، والحديثان التاليان مثل هذا الحديث في المعنى، وموضوعها كلها واحد وإنما تكررت مع ذلك لاختلاف يسير في اللفظ أو في السند. أما الحديث الذي يلي هذين الحديثين فيخالف الثلاثة في المعنى. إذ أن رفع اليدين فيه دون المنكبين) وإذا أراد أن يركعَ وبعدما يرفع. ولا يَرْفَعُ بين السجدتين.

ص: 72

210 -

(أخبرنا) : سفيان، عن الزهري، عن سَالم، عن أبيه قال:

-رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا افتتح الصلاة رفع يديه حَذْو مَنْكِبَيه وإذا أراد أن يرْكع وبعدما يرفع رأسه. ولا يَرْفَعُ بين السجدتين.

ص: 72

211-

(أخبرنا) : مالك، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه:

-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاةَ رففع يديه حَذْو مَنْكِبَيه وإذا رفع رأسه من الركوع رفعها كذلك. وكان لا يفعل ذلك في السجود.

قال أبو العباس: كتبنا حديث سفيان عن الزهري بمثله قبل هذا.

ص: 72

212 -

(أخبرنا) : مالك، عن نافع، عن ابن عُمر رضي الله عنهما:

-أنه كان إذا ابتدأ الصلاة رفع يديه حذو منكبيه وإذا رفع رأسه من الركوع رفعها دُونَ ذلك.

ص: 72

213 -

(أخبرنا) : مالك، عن نافع، عن ابن عُمر رضي الله عنهما:

-أنه كانَ إذا

⦗ص: 73⦘

ابتدأ الصَّلاةَ رَفَعَ يَدَيهِ حَذْوَ منكبيه وإذا رَفَع رأسه من الركوع رَفَعها كَذلِكَ.

ص: 72

214-

(أخبرنا) : سُفْبَانُ، عن عاصم بن كُلَيب قال: سمعت أبي يقول: حدثني وائل بن حُجْرٍ (وائل بن حجر بضم الحاء الحضرمي وفد على النبي صلى الله عليه وسلم قال:

-رأيت رَسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذَا افتَتَحَ الصَّلاةَ يَرْفَعُ يَدَيْه حَذْوَ مَنْكِبَيْه، وإذَا رَكَع وبعد ما يرفع رأسه قال وائل: ثم أتيتُهم في الشِّتَاء، يرْفَعُون أيديهم في الرانِس (البرانس: جمع برنس، وهو كل ثوب رأسه ملتزق به وقال الجوهري هو كل قلنسوة طويلة كان النساك يلبسونها في صدر الإسلام، والمراد هنا الأول والحديث في رفع الأيدي في الصلاة، وليس فيه جديد سوى أنهم كانوا يرفعون أيديهم في القلانس التي كانوا يلبسونها فراراً من البرد، أي كانوا يرفعون أيديهم مغطاة بالقلانس في الشتاء، وحينئذ فلا فرق في رفع الأيدي بين أن تكون مجردة، أو في البرانس) .

ص: 73

215-

(أخبرنا) : سُفْيَان، عن يَزيدَ بن أبي زيادٍ، عن عبد الرحمن بن أبي لَيلى عن البَرَاء بن عازب قال:

-رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم إذَا افتتَح الصلاةَ رفع يديه قال سفيان:

-ثُم قَدِمتُ الكُوفَةَ فَلَقِيتُ يزيد فسمعته يحدِّثُ هكذا بها وزَادَ فِيه ثُم لا يعُودُ فظننتُ أنهُمْ لَقّنُوه قال سفيان: هكذا سمعت يزيد يحدث ثم سَمعتُهُ بعد يُحدثُهُ هكذا ويزيدُ فِيه

⦗ص: 74⦘

ثُم لا يعُودُ (هذا الحديث يخالف للأحاديث السابقة فير فع الأيدي فقد فهم منه أنه لم يكن يفعله الرسول إلا عند افتتاح الصلاة بدليل قوله ثم لا يعود يعني إلى رفع اليدين وهذا مذهب الحنفية وكأنهم أخذوا بهذا الحديث وغيره مما في معناه وقد لا حظ سفيان أن يزيد كان يروي الحديث أولا بدون هذه الزيادة وهي قوله ثم لا يعود وإنما سمعها منه فظن أنه أخذها عنهم وانهم هم الذين لقنوه إياها وكأنه يتهم حفظه حينذاك بالضعف ولم يكن ينظر إليه هذه النظرة قبل ذلك بل كان يثق بحفظه وهذا هو ما فهمه الإمام الشافعي من الحديث ولهذا لم يأخذ به بل أخذ بالأحاديث السابقة في رفع الأيدي وفيها الرفع عند افتتاح الصلاة وعند الركوع والرفع منه أما أهل الكوفة فقد أخذوا في قصر رفع الأيدي على افتتاح الصلاة بأحاديث أخرى مثل حديث علقمة قال لنا ابن مسعود يوما ألا أصلي بكم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى ولم يرفع يديه إلا مرة واحدة مع تكبيرة الافتتاح وهو في جميع الفوائد وهذا لا يخفى عليك أن الإمام أبا حنيفة كوفي ويظهرأن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلتزم حالة واحدة في رفع اليدين في الصلاة ومن هنا نشأ الخلاف بين الشافعية والحنيفة) .

قال الشافعي رضي اللَّه تعالى عنه: ذهب سفيانُ إلى أن يُغَلِّط يزيدَ في هذا الحديث ويقول كأنه لُقِّنَ هذا الْحَرْفَ الأخير فَلَقَّنه ولم يكن سفيان يَرَى يزيدَ بالحفظ كذلك.

ص: 73

216-

(أخبرنا) : مسلم بن خالد، وعبد المجيد وغيرهما عن ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللَّه بن الفضل، عن الأعرج، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع عن علي بن أبي طالب رضي اللَّه تعالى عنه قال:

-أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: كَانَ إِذَا اتَتَح الصَّلاةَ قَالَ وجَّهْتُ وجْهِيَ للَّذي فَطَر (فطر السموات فطر الشئ فطراً: بدأه وأنشأه فالفطر: الابتداء والاختراع وفطر اللَّه الخلق يفطرهم خلقهم وبدأهم وفي القرآن «الحمد لله فاطر السموات والأرض» قال ابن عباس ما كنت أدري ما فاطر السموات والأرض حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي أنا ابتدأت حفرها) السَّمواتِ والأرضَ

⦗ص: 75⦘

حَنِيفاً (مائلا إلى الإسلام ثابتا عليه والحنيف عند العرب من كان على دين إبراهيم عليه السلام وأصل الحنف الميل والأعوجاج ورجل أخنف ذو قدم مقبلة بأصابعها على القدم الأخرى أو مائلا عن الأديان الباطلة) ومَا أنَا مِنَ المشرِكينَ إنَّ صَلاتِي ونُسُكي (النسك بضم فسكون وبضمتين: العبادة والطاعة وكل ما يتقرب به إلى اللَّه وفي القاموس بتثليث النون مع سكون ثانية وبضمتين نسك ينسك نسكا للَّه وتنسك: تعبد والناسك العابد وفعله من باب نصر وكرم والمراد به هنا الصوم والحج والزكاة وغيرها من الطاعات ومحياي ومماتي حياتي وموتي أي أنهما بيده هو لا بيد غيره فهو الذي يحييني ويميتني وإنما جمع بين الصلاة التي هي من فعل العبد والحياة التي هي من فعل اللَّه لأنهما بتديره أو المراد بالحياة والموت ما يعملون بهما من الطاعات والهيبة) وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للَّه رَب العالمين لا شَريكَ لَهُ وبِذَلِكَ أُمِرت قَالَ أَكثرُهم وأنَا أوَّلُ المسلمين وشَكَكْتُ أنْ يَقُول قالَ أحَدهُم وأنا مِن المسلمين اللهُمَّ أنْتَ الملِكُ لَا إِله إِلَاّ أنْتَ سُبْحانَكَ (التسبيح التنزيه والتقديس والتبرئة من النقائص فمعنى سبحان اللَّه تنزيه اللَّه، وهو منصوب على أنه مفعول مطلق لفعل محذوف كأنه قيل أبرىء اللَّه من التسوء براءة فمعنى سبحانك تنزيه لك من كل سوء وتنزيها وتقديسا لك وقوله وبحمدك أي بحمدك ابتدئ وقيل المعنى وبحمدك سبحت) وبحَمْدِكَ أَنْتَ رَبِّي وأَنَا عَبْدُكَ ظَلَمْتُ نَفْسي واعترَفتُ بِذَنْبي فاغْفِر لي ذُنوبي جَميعاً لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلا أَنتَ واهْدِنِي لأَحسَنِ الأ خلَاقِ لَا يهدِي لأحسنها إلا أنتَ واصرفْ عَنِّي سَيئها لا يصرف عني شيئها إلا أنتَ لبيكَ وسَعْديك (روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في افتتاح الصلاة لبيك وسعديك والخير في يديك والشرليس إليك قال الأزهري: وهو خبر صحيح وحاجة أهل العلم إلى تفسيره ماسة: فأما لبيك فهو مأخوذ من لب بالمكان لبا وألب به إلبابا أي أقام به كأنه يقول أنا مقيم على طاعتك إقامة بعد إقامة ومجيب لك إجابة بعد إجابة إلخ. ولم يستعمل إلا بصيغة التثنية والمراد منها التكرير أي إجابة بعد إجابة وهو منصوب على المصدر كقولهم حمداً لك وشكراً وفعله مقدر لا يظهر كأنك قلت لبا بعد لب أو إلبابا بعد الباب وقال الخليل معناه اتجاهي وقصدي إليك يا رب من قولهم دار فلان تلب دارك أي تواجهها وتحاذيها وقيل معناه إخلاص لك من قولهم حسب لباب إذا كان محضا خالصا. وحكى عنه أيضا أنه مأخوذ من قولهم أم لبه أي محبة عاطفة قال فأن كان كذلك فمعناه إقبالا إليك ومحبة لك وكان حقه أن يقال لبا لك ولكنهم ثنوا فقالوا لبيك لارادتهم التوكيد أي إلبابا بعد إلباب وإقامة بعد إقامة. وقال إبن الأعرابي: اللب الطاعة وأصله من الإقامة وقولهم لبيك اللب واحد فإذا اثنيت قلت في الرفع لبان وفي النصب والجر لبينٍ وكان في الأصل لبينك أي أطعتك مرتين ثم حذفت النون للإضافة كأنه قال كلما أجبتك في شئ فأنا في الآخر مجيب لك. وسعديك أي إسعادا لك بعد إسعاد أو مساعدة لك بعد مساعدة والمراد بالإسعاد والمساعدة للَّه متابعة العبد أمر ربه.

وقال ابن الأثير: أي ساعدت طاعتك مساعدة بعد مساعدة ولهذا ثنى وهو من المصادر المنصوبة بفعل لا يظهر في الاستعمال اهـ والمعنى أن العبد يخاطب ربه وبذكر طاعته ولزوم أمره فيقول سعديك أي مساعدة لأمرك بعد مساعدة أي ملازم للتثنية أيضا مثل لبيك لقصد التكرير ولم يقولوا سعدك، ومن العجب أنك ترى الشراح إذا فسرا سعديك فسروها بالإسعاد أو المساعدة كأهم يظنون أنهما هما الفعلان المتعديان بخلاف السعد فأنه لازم وهم لا أصل له فأن سعد كما يأتي لازما يأتي متعديا يقال سعده اللَّه وأسعده ولا أدل على ذلك من قراءة «وأما الذين سعدوا ففي الجنة» ببناء الفعل المجهول وهذا لا يكون الا يكون إلا من سعده اللَّه معنى أسعده أي أعانه ووفقه وحينئذ لك أن تفسر سعديك فتقول معناه سعدا لك وسعد أي إطاعة لأمرك بعد إطاعة) والْخَيرُ بَيَدَيكَ، والشَّرُ لَيْسَ إليكَ، والْمهْدِيُّ مَنْ

⦗ص: 76⦘

هَدَيتَ (والمهدي من هديته أنت وهو كقوله تعالى إن الهدى هدى اللَّه أما تعليم الآباء وإرشاد المدرسين ونصح الناصحين فقد رأيناها كلها تذهب مع الريح في كثير من الناس وهم الذين لم تشملهم العناية الصمدانية بالهداية الربانية وفي القرآن الكريم أيضاً «إنك لا تهدي من أحببت ولكن اللَّه يهدي من يشاء» ) أنَا بِكَ وإليْكَ (أنا بك وإليك أي حياتي بك أي بفضلك وكذلك رزقي وسلامتي ومرجعي إليك) لَامَنْجَى مِنْكَ إلَاّ إلَيْكَ (لا منجى منك إلا إليك أي لا ينجيني منك إلا فضلك ورحمتك أي أن أحدا لا يستطيع إنقاذي من غضبك وليس لي ملجأفي العنو سوى ساحتك كقوله تعالى: «وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون» أي يحمي ولا يحمى عليه) تَبَارَكْتَ

⦗ص: 77⦘

وتَعاليْتَ (تعاليت أي تنزهت وتقدست عن كل نقص وشين وفي اللسان: وأما المتعالي فهو الذي جل عن أفك المفترين وتنزه عن وساوس المتحيرين فيه وتفسير تعالى جل ونبا عن كل ثناء فهو أعظم وأجل وأعلى مما يثنى عليه ل إله إلا اللَّه وحده لا شريك له) اسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ.

ص: 74

217-

(أخبرنا) : مسلم بن خالد، وعبد المجيد بن عبد العزيز، عن ابن جريج عن موسى بن عقبة عن عبد اللَّه بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد اللَّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

-أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "أَحَدُهُما كَانَ إِذَا إِبْتَدأَ الصَّلاة وَقَالَ الآخَرُ كَانَ إِذَا افتَتَح الصَّلاة قَال: وجَّهتُ وجْهيَ لِلَّذِي فَطَر السَّموَاتِ والأَرْضَ حَنِيفاً ومَا أنَا مِنَ المشرِكينَ، إنَّ صَلَاتي ونُسُكِي وَمَحَيَايَ ومَمَاتي لِلَّه رَبِ العَالَمينَ لا شَرِيك لَهُ وبذلك أُمِرتُ قَال أحدهما وأنا أوَّلُ المسلمين وقَال الآخَرُ وأنا من المسلمينَ (تقدم قريبا تفسير هذه الآية) .

قال الشافعي رضي الله عنه: ثم يقرأ القرآن بالتعوذ ثم ببسم اللَّه الرحمن الرحيم إذا أتى عليها (يعني الفاتحة) قال آمين. ويقول من خلفه إن كان إماماً يرفع صوته حتى يسمع من خلفه إن كان مما يُجْهر بالقراءة (هذه زيادة من الامام الشافعي كالشرح للحديث إذ الحديث في افتتاح الصلاة فقط فأتم الإمام تعليم القراءة فقال وبعد افتتاحها بالآية يتعوذ المصلي ثم يبسمل ثم يقرأ الفاتحة ثم يقول آمين ويقولها المصلون وراءه إن سمعوها منه في الصلاة الجهرية) .

ص: 77

218-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، عن ربيعة بن عثمان عن صالح بن أبي صالح:

-أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول وهو يَؤُم النَّاسَ رافعاً صَوْتَهُ: ربّنا

⦗ص: 78⦘

إنَّا نعُوذُ بِك مِنْ الشَّيْطانِ الرَّجِيم في المكتوبة وإذا فرغ من أم القرآن (المكتوبة المفروضة وفي الحديث أن أبا هريرة كان يستعيذ باللَّه من الشيطان إذا فرغ من الفاتحة كان يقولها أولا ومحلها المعروف قبل البسملة كما في الحديث السابق وهي بعد الفاتحة من قبيل الدعاء) .

ص: 77

219-

(أخبرنا) : سفيان، عن أيوب، عن قتادة، عن أنس قال:

-كان النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر، وعمر، وعثمان يفتتحون القراءة بالحمد للَّه رب العالمين.

ص: 78

220-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد قال حدثني:

-صالح مولى التوأمة أن أبا هريرة رضي اللَّه تعالى عنه كان يفتتح الصلاة ببسم اللَّه الرحمن الرحيم (ظاهر ما بين الحديث وسابقه من التفاوت والاختلاف فالأول فيه أن النبي وأبو بكبر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون الصلاة بالفاتحة وفي هذا كان أبو هريرة يفتتح الصلاة بالبسملة والصلاة بدون البسملة صحيحة لأن الإتيان بها سنة هذا مذهب الحنفية فلعلهم اعتمدوا في مذهبهم على الحديث السابق)

ص: 78

221-

(أخبرنا) : سفيان، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة:

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "كُلُّ صَلاةِ لَمْ يُقْرأ فِيها بأم الكِتَاب فَهِي خِدَاجٌ فَهِي خِدَاجٌ

⦗ص: 79⦘

(خداج أي نقصان من خدجت الناقة وكل ذات ظلف وحافر يخدج خداجا إذا ألقت ولدها لغير تمام الأيام وإن كان تام الخلق وفي الحديث كل صلاة لا يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خداج أي ذات خداج وهو النقصان حلوا المصدر محل الفعل اختصاراً في الكلام وهذا دأبهم كما قالوا عبد اللَّه إقبال وإدبار أي مقبل ومدبر وإنما قال في الصلاة فهي خداج لأن المعنى فهي ذات خداج على تقدير مضاف محذوف أو ليس هناك تقدير ويكون قد وضعها بالمصدر ومبالغة في نقصها كما تقول فلان عدل فتخبرعنه بالمصدر نفسه مبالغة في وصفه بالعدل كأنه هو العدل نفسه لاشئ آخر) .

ص: 78

222-

(أخبرنا) : عبد المجيد، عن ابن جُرَيج قال أخبرني:

-أُّبَيّ، عن سعيد ابن جُبَيْر (ولَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِنَ المثَاني والقُرآنُ العَظِيمَ ( «ولقد أتيناك» أنزلنا عليك «سبعا» أي سبع آيات وهي الفاتحة، روى ذلك عن عمر وعلي وابن عباس وكثير من الصحابة وجاء ذلك أيضا مرفوعا إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم من حديث أبيّ وأبي هريرة وقيل سبع سور، وهي الطول وروى ذلك أيضا عمر وابن عباس وابن مسعود وكثير من الصحابة وهي في رواية البقرة وآل عمران والنساءو المائدة والأنعام والأعراف والأنفال وبراءة سورة واحدة وفي رواية براءة دون الأنفال وهي السابعة وفي أخرى يونس وفي أخرى الكهف وقيل السبع آل حميم وقيل سبع صحف مما نزل على الأنبياء بمعنى أنه أوتي ما تضمنها وان لم يكن بلفظها وقيل المثاني كل سورة دون المئين وفوق المفصل كأن المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني وأصحها كلها الأول وقد أخرجه البخاري وأبو داوود والترمذي ورفعوه وقال أبو حيان لا ينبغي العدول عنه بل لا يجوز ذلك وأورد على القول بأها السبع الطول أن هذه السورة وهي الحجر مكية فلم تكن تلك السور قد أنزلت بعد فكيف يقال أتيناك فيما لم ينزل وأجيب بأن المراد إنزالها إلى سماء الدنيا وفي هذا يستوي المكي والمدني واعترض بأن هذا مخالف لظاهر قوله تعالى آتيناك وقيل أنه تنزيل للمتوقع منزلة الواقع في الإمتنان ومثله كثير والمثاني جمع مثناة أو جمع مثنى بضم أوله وتشديد نونه المفتوحة على غير قياس إذا قياسه مثنيات أو جمع مثنى بالتخفيف من الثني بمعنى التكرير والاعادة واطلاق ذلك على الفاتحة لأنها تكرر قرائتها في الصلاة في كل ركعة ولأنها تثنى بما يقرأ بعدها من القرآن ولأن كثيراً من ألفاظها مكرر كالرحمن والرحيم وإياك والصراط وعليهم هذا وجه تسمية الفاتحة مثاني وأما وجه تسمية القرآن كله مثاني في قوله تعالى «اللَّه نزّل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني» فهو كما قال أبو عبيدة لأن الأنبياء والقصص تنبت فيه أو لاقتران آية الرحمة فيه بآية العذاب «والقرآن العظيم» بالنصب عطفا على سبعا فإن أريد بها الآيات والسور أو الأمور السبعة فهو من عطف العام على الخاص اشعارا بمنزلة الخاص الممتازة حتى كأنه غير العام واختار بعضهم تفسير القرآن العظيم بالفاتحة كالسبع المثاني؟ أخرجه البخاري عن أبي سعيد بن المعلى قال قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: الحمد للَّه رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته وهذا أكثر انطباقا على الواقع لأنه صلى الله عليه وسلم لم يكن أوتي إذ ذاك القرآن كله لأن الآية مكية كما قلنا)) قال: هي أُمُّ القرآن قال اُبَيٌّ: وقرأها عَلَيَّ سعيد بن جُبير حتى ختمها ثم قال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم الآية السابعة قال سعيد: قرأتها على ابن عباس كما قرأتها عليك ثم

⦗ص: 80⦘

قال بسم اللَّه الرحمن الرحيم الآية السابعة.

قال ابن عباس رضي الله عنهما: فذخرها لكم فما أخرجها لأحد قبلكم (أي اختصكم بها تفضلا منه سبحانه وتكرما والضمير عائد على السبع المثاني.

ص: 79

223-

(أخبرنا) : عبد المجيد، عن ابن خديج أخبرني:

عبد اللَّه بن عثمان ابن خَيْثَم أن أبا بكر بن حَفْص بن عمرأخبره: أن أَنَسَ بن مالك قال: صلّى معاوية بالمدينة صلاة فجهر فيها بالقراءة فقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم لأم القرآن ولم يقرأ بها للسورة التي بعدها حتى قضى تلك القراءة ولم يُكَبِّر حين يَهْوِى حتى قضى تلك الصلاة فلما سلم ناداه مَنْ سَمَع ذلك من المهاجرين من كل مكان يا معاوية: أسَرَقْتَ الصَّلاة أم نَسِيتَ فلما صلى بعد ذلك قرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم للسورة التي بعد أم القرآن وكبر حين هوى ساجداً.

ص: 80

224-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، حدثني: عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم، عن اسماعيل بن عبيد بن رفاعة، عن أبيه:

-أن معاوية قدم المدينة فصلى لهم ولم يقرأ بسم اللَّه الرحمن الرحيم ولم يكبر إذا خفض وإذا رفع فناداه المهاجرون حين سلم والأنصار يا معاوية أَسَرقْتَ صَلاتَك أين بسم اللَّه الرحمن الرحيم وأين التكبير إذَا خفضت وإذا رفعت فصلَّى بهم صلاةً أخرى فقال فيها ذلك الذي عابوا عليه

⦗ص: 81⦘

(هذا الحديث والذي قبله في موضع استغراب المهاجرين ما وقع من معاوية في صلاته إذ ترك البسملة قبل السورة التي تعقب الفاتحة وترك التكبير حين ركع وحين رفع من ركوعه فقالوا له أنسيت أم اختصرت الصلاة فلما صلى بعد ذلك تدارك ما نبه إليه فأتى بالبسملة والتكبير ومذهب الحنفية الإكتفاء بالبسملة مع الفاتحة والأتيان بها معها عندهم سنة مثل التكبير مع الركوع والسجود) .

ص: 80

225-

(أخبرنا) : يحي بن سليم، عن عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم، عن إسماعيل ابن عبيد بن رفاعة، عن أبيه، عن معاوية:

-والمهاجرين، والأنصار مثله أو مثل معناه لا يخالفه، وأحسب هذا الإسناد أحفظ من الإسناد الأول.

ص: 81

226-

(أخبرنا) : مسلم وعبد المجيد، عن ابن جُريج، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

-أنه كَان لا يَدَعُ بسم اللَّه الرحمن الرحيم لأم القرآنِ وللسورة التي بعدها (هذا وما قبله دليل من أخذ بالتسمية في الفاتحة وما معها من السوروأما الحنفية فدليلهم على صحة الصلاة بدون التسمية مطلقا أي مع الفاتحة وغيرها ما روى عن أنس قال صليت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان فلم أسمع أحدا منهم يقرأ باسم اللَّه الرحمن الرحيم وقد رواه الستة وفي رواية فكانوا يستفتحون بالحمد للَّه رب العالمين لا يذكرون باسم اللَّه الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها والحديث في جمع الفوائد.) .

ص: 81

ص: 81

228-

(أخبرنا) : مالك، اخبرني: سمى، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:

-أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا قَالَ الإِمامُ غَيْرِ المغْضُوبِ عَلَيْهِمْ

⦗ص: 82⦘

ولا الضَّالِّينَ، فَقُولوا آمين فإِنَّه مَنْ وَافَقَ قَوْلَهُ قَولُ الملائكة غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّم مِنْ ذَنْبِهِ» .

ص: 81

229-

(أخبرنا) : مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، وأبي سلمة:

-أنهما أخبراه عن أبي هريرة أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: «إذَا أمَّنَ الإِمامُ فأَمِّنُوا فإِنَّه مَنْ وَافَقَ تأمينهُ تأمِينُ الملائكة غُفِرَ لَهُ ما تَقَدَّم مِنْ ذَنْبِهِ» .

قال ابن شهاب وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول «آمين» .

ص: 82

230-

(أخبرنا) : مسلم بن خالد، عن ابن جُريج، عن عطاء، قال:

-كُنت أسمع الأئمة من ابن الزبير ومن معه يقولون آمين، ومن خلفهم يقولون آمين، حتى إن للمسجد للجة (اللجة بالفتح الصوت، تقول سمعت لجة الناس بالفتح أي أصواتهم وضجهم، واللجة إختلاط الأصوات مثل اللجلجة وفي حديث عكرمة سمعت لهم لجة بآمين يعني أصوات المصلين واللجة: الجلبة وقدتكون في الإبل، ولج القوم وألجوا إختلطت أصواتهم والحديث وما قبله في ندب الإمام والمؤتم إلى قول أمين أما حديث أبي هريرة ففيه طلبها من المؤتم فقط وبه أخذ الحنيفة غيرهم والتأمين عند الجميع سنة فلا تختل صلاة بتركه) .

ص: 82

231-

(أخبرنا) : مسلم بن خالد، عن ابن جُريج، عن عطاء، قال:

-كُنت أسمع الأئمة وذكرابن الزبير ومن بعده يقولون آمين، ويقولون من خلفه آمين، حتى إن للمسجد للجة.

ص: 82

232-

(أخبرنا) : عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي، عن أيوب بن أبي تميمة

⦗ص: 83⦘

السختياني، عن نبفع مولى ابن عمر رضي الله عنه قال:

-كان ابن عمر يقرأ في السفر أحسبه قال في العَتَمَةِ (العتمة محركة الظلام وأعتم دخل فيها وكان الأعراب يسمون صلاة العشاء صلاة العتمة تسمية بالوقت فنهاهم الرسول عن الإقتداء بهم وذلك بقوله «لا يغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء» واستحب لهم التمسك بالإسم الناطق به لسان الشريعة وفي المصباح العتمة من الليل بعد غيبوبة الشفق إلى آخر الثلث الأول وعتمة الليل ظلام أوله عند سقوط نور الشفق وقوله أحسبه قال في العتمة وظاهر الحديث أنه ترك البسملة مع الفاتحة) سورة «إذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ» فقرأ بأم القرآن فلما أتى عليها قال: بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بسم اللَّه الرحمن الرحيم، بسم اللَّه الرحمن الرحيم، فقلت «إذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ» فقال: إذا زلزلت.

ص: 82

233-

(أخبرنا) : مالك، عن أبي عبيدٍ مولى سليمان بن عبد الملك، أن عبادة ابن نسى أخبره:

-أنه سمع قيس بن الحارث يقول أخبرني أبو عبد اللَّه الصُّنابحي أنه قدم المدينة في خلافة أبي بكر الصديق، فصلى وراء أبي بكر الصديق المغرب فقرأ أبو بكر في الركعتين الأولَيَيْنِ بأُّمّ القرآن، وسورة من قصار المفصل (والمفصل بوزن معظم من القرآن من الحجرات إلى آخر القرآن في الأصح، أو من الجاثية أو القتال أو قاف عن النووي أو الصفات أو الصف أو تبارك عن ابن أبي الصيف، أو إنا فتحنا عن الدزماري، أو سبح باسم ربك عن الفركاح أو الضحى عن الخطابي وسمي مفصلا لكثرة الفصول بين سوره أو لقلة المنسوخ فيه اهـ قاموس) ، ثم قام في الركعة الثالثة، فدنوتمنه حتى أن ثيابي لتكاد أن تمُسَّ ثيابهُ فسمعتُهُ قرأ بأم القرآن، وهذه الآية: «ربّنَا لَا تُزِغْ قلوبنَا (زاغ يزيغ زيغا وزيغانا وزيوغا مال وربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا أي لا تملنا عن الهدى والقصد ولا تضلنا وقيل لا تتعبدنا بما يكون سببا لزيغ قلوبنا وفي حديث الدعاء اللهم لا تزغ قلوبي أي لا تمله عن الإيمان يقال زاغ عن الطريق إذا عدل عنه) بَعْدَ

⦗ص: 84⦘

إذْ هَدَيْتَنَا وهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إنَّكَ أَنْتَ الْوَهّابُ» .

ص: 83

234-

(أخبرنا) : مالك عن نافع، عن عبد اللَّه بن عمر:

-أنه كان إذا صلى وحدهُ يقرأ في الأربع جميعاً في كل ركعة بأم القرآن، وسورة من القرآن. قال: وكان يقرأ أحياناً بالسورتين والثلاث

في الركعة الواحدة في صلاة الفريضة.

ص: 84

235-

(أخبرنا) : مالك، عن هشام بن عُرْوة، عن أبيه:

-أن أبا بكر الصديق صلى الصُّبْحَ، فقرأ فيها بسورة البقرة في الركعتين كليهما.

ص: 84

236-

(أخبرنا) : مالك، عن هشام، عن أبيه:

-أنه سمع عبد اللَّه بن عامر ابن ربيعة يقول: صلينا وراء عمر بن الخطاب الصبح، فقرأ فيها بسورة يوسف وسورة الحج، فقرأ قراءة بطيئة فقلت: واللَّه لقد كان إذاً يقوم حين يطلع الفجر، قال: أجَلْ (ومعنى ذلك أنه كان يبكر بالصلاة حتى يفرغ من قراءة السورتين قراءة متمهلا فيها قبل طلوع الشمس) .

ص: 84

237-

(أخبرنا) : مالك، عن يحي بن سعيد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن أن الفُرَاقِصَةَ (الفراقصة بضم أوله وفتح ثانيه وكسر ثالثه الأسد الشديد الغليظ كالفرقص وبه سمى) بن عمير الحنفي قال: ما أخذتُ سورة يوسف إلا من قراءة عثمان ابن عفان إياها في الصبح من كثرة ما كان يرددها.

ص: 84

238-

(أخبرنا) : مالك عن نافع:

-أن ابن عمر كان يقرأ في الصبح في السفر بالعشر الأول من المفصل (تقدم قريبا بيان سور المفصل والخلاف فيها) في كل ركعة بسورة.

ص: 84

239-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن زياد بن علاقة، عن عمه، قال:

-سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح «والنَّخْل بَاسِقَاتٍ» (باسقات: طويلات) .

قال الشافعي: يعني بقاف.

ص: 85

240-

(أخبرنا) : سفيان عن مسعر بن كدام، عن الوليد بن سريع، عن عمرو بن حُريث، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح «واللَّيْل إذَا عَسْعَسَ» (عسعس الليل أقبل ظلامه أو أدبر) .

قال الشافعي رضي الله عنه: يعني يقرأ في الصبح: «إذا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ» (كورت الشمس قال أبو عبيدة: كورت مثل تكوير العمامة تلف فتمحى. وقيل ذهب ضوؤها وقيل كورت: رمى بها وقيل دهورت، يقال: دهورت الحائط إذا طرحته حتى يسقط: وقيل كورت: يعني غورت وقيل كورت: اضمحلت وذهبت وقيل كورت: مثل تكوير العمامة تلف فتمحى) .

ص: 85

241-

(أخبرنا) : مسلم بن خالد، وعبد المجيد، عن ابن جُريج، قال:

-أخبرني محمد بن عباد بن جعفر، أخبرني أبو سلمة بن سفيان، وابن عمر، والدراوردي، عن عبد اللَّه بن السائب قال: صلى بنا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصبح بمكة، فاسْتَفْتَحَ بسورة المؤمنين، حتى إذا جاء ذكر موسى وهارون، أو ذكرعيسى (أو ذكر عيس: شك من الراوي وفي السورة ذكرهما معا) أخَذَت النَّبِي صلى الله عليه وسلم سُعْلَةٌ (السعلة بضم أوله وسكون ثانيه حركة تدفع بها الطبيعة أذى عن الرئة والأعضاء التي تتصل بها يقال: سعل يسعل سعالا وسعلة بضمهما) فَحَذَفَ فركع وعبد اللّضه بن السائب حاضر ذلك.

ص: 85

224-

(أخبرنا) : مالكٌ، عن ابن شهاب، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن أمّ الفضل بنتَ الحارث:

-سمعته يقرأ: (والمُرْسَلاتِ عُرْفاً) فقالت يا بُنيَّ لقد ذكَّرْتني بقرائتك هذه السورة، إنها لآخرما سمعتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب (المرسلات: الرياح أو الخيل أو الملائكة وفي اللسان قال بعض المفسرين في" قوله تعالى والمرسلات عرفا إنها أرسلت بالعرف والإحسان وقيل يعني الملائكة ارسلوا للمعروف والإحسان والمراد من الحديث وما قبله وما بعده بيان القدر الذي كان يقرأ به رسول صلوات اللَّه عليه في صلاته مع الفاتحة) .

ص: 86

243-

(أخبرنا) : مالك، عن ابن شهاب، عن محمد بن جُبَيْر بن مُطعم، عن أبيه، أنه قال:

-سمعت رَسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم قرَأ «بالطُّورِ» في المغرب.

ص: 86

244-

(أخبرنا) : مالك، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين: قال:

-كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم يكبر كلما خَفَضَ ورَفَعَ، فما زَالتْ تِلكَ صَلاتُه حتى لقي اللَّه عزَّوجَلَّ (ظاهر الحديث أن رَسولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يكبر مع الركوع والسجود ومع الرفع

منهما فالحديث مسوق لبيان أماكن التكبير في الصلاة) .

ص: 86

245-

(أخبرنا) : مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة:

-أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يُصلِّي بهم، فكان يُكَبِّر كُلَّما خفَضَ ورَفَع، فَإِذا إنصرَف قال: واللَّه أنِّي لأشبهكم بصلاة رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم

⦗ص: 87⦘

(المراد أن صلاته أشبه بصلاة الرسول لأنه هو أشبه بالصلاة لأنه لا معنى لتشبيهه هو بصلاة الرسول فقوله إني لأشبهكم إن صلاتي لأشبه بصلاة رسول الله من صلواتكم والمعنى إني لأشبهكم بصلاة رسول الله) .

ص: 86

246-

(أخبرنا) : الأصم، أخبرنا: الربيع، أخبرنا: البويطي، أخبرنا: الشافعي، أخبرنا: إبراهيم بن محمد. أخبرني صفوان بن سليم، عن عطاء ابن يسار، عن أبي هريرة قال:

-كان رسولُ اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا رَكع قال: "اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ (الركوع: الخضوع وخفض المصلي رأسه بعد القومة التي فيها القراءة حتى يطمئن ظهره. قال لبيد: أدب كأني كلما قمت راكع. فالراكع في كلامه بمعنى المنحني - فمعنى ذلك ركوعي لك خضوعي أو لك خضوعي أو لك صلاتي يعني لا لغيرك، ولك أسلمت: يعني انقدت لأن الإسلام الإنقياد، وبك آمنت: يعني صدقت لأن الإيمان التصديق. قال الأزهري: اتفق أهل العلم من اللغويين وغيرهم أن الإيمان معناه التصديق. قال اللَّه تعالى «قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا» الآية قال وهذا موضع يحتاج

أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذَا رَكعَ أحَدُكُمْ، فَقَال سُبحانَ ربي العَظِيم ثَلَاثَ مرّاتٍ فقد تّم رُكُوعُهُ وذلكَ أدْناهُ، وإذا سَجَدَ فقال: سُبحانَ رَبِّيَ الأعْلَى ثَلَاث مَرّاتٍ فقد تَمَّ سُجُودُهُ، وذلكَ أدْناهُ".

ص: 87

251-

أخبرنا) : الربيع أنا البويطي: أنا الشافعي: أنا ابن عيينة أبو محمد، عن سليمان بن سحَيم، عن إبراهيم بن عبد اللَّه بن معبد، عن أبيه عن إبن عباس رضي الله عنهما:

-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ألَا إنِّي نُهِيتُ أن أقرَأرَاكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيهِ الربّ، وأما السجُود

فاجتهدوا فيه، قال أحدهما من الدعاء، وقال الآخر، فاجتهدوا فإنه قمن أن يستجاب لكم (قمن أي جدير وحقيق أن يستجاب لكم فيه وقد علمنا هذا الحديث وندبنا إلى الدعاء في السجود لأنه أجدر الأوقات

بإجابة الدعاءكيف لا وهو منتهى الخضوع والتذلل وفي الحديث

أقرب ما يكون العبد من ربه إذاكان ساجدا وسيأتي قريبا نعم إن الركوع خضوع أيضا ولكن الخضوع فيه أظهر وفهم من الحديث

أيضا النهي عن القراءة في الركوع والسجود لأن محلها القيام وهما للتعظيم والدعاء) .

ص: 90

252-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد اللَّه ابن معبد، عن ابن عباس رضي الله عنهما:

-أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال إنِّي نُهِيتُ أن أقرَأرَاكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا فيهِ الربّ، وأما السجُود

فاجتهدوا فيه من الدعاء فقمنٌ أنْ يُسْتجاب لكم.

ص: 90

253-

(أخبرنا) : مسلم بن خالد، وعبد المجيد، عن ابن جريج، عن موسى ابن عقبة، عن عبد اللَّه بن الفضل، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد الله ابن أبي رافع، عن علي رضي الله عنه:

-أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ إذَا رَفَع رأسَهُ من الركُوع

في الصَّلاة المكتوبة، قال: «اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الحمدُ مِلْءَ السموات ومِلْءَ الأرضِ ومِلْءَ ما شئتَ من شئ بَعْد

⦗ص: 91⦘

(الملء بالكسر إسم ما يأخذه الإناء إذا امتلأ يقال أعطني ملئه وملئيه وثلاثة إملائه وقوله» ملء السموات والأرض"هذا تمثيل لأن الكلام لا يسع الأماكن والمراد به كثرة العدد يقول لو قدر أن تكون كلمات الحمد أجساما لبلغت من كثرتها أن تملأ السموات والأرض ويجوز أن يكون المراد به تفخيم شأن كلمة الحمد ويجوز أن يراد به أجرها وثوابها هذا والمكتوبة المفروضة) .

ص: 90

254-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، عن محمد بن عجلان، عن علي بن يحي، عَن رفاعَة بن رافع:

-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: «إذا ركعتَ فاجعل رَاحَتَيْك على رُكبتيك ومَكِّنْ رُكوعَكَ، فإذا رَفَعْتَ فأقِمْ صُلبَكَ وارفَع رأسَكَ حتى ترجع العظام إلى مفاصلها» .

ص: 91

255-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن عبد اللَّه بن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

-أُمِرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يسْجُد منه على سَبْعةٍ: يديه وركبتيه، وأطراف أصابعهِ وجَبْهَتَه، ونُهِيَ أن يكفِتَ منهُ الشعر والثياب (الذي في النهاية نهينا أن نكفت الثياب في الصلاة أي نضمها ونجمعها من الإنتشار يريد جمع الثوب باليدين عند الركوع والسجود لأن ذلك يشغله عن التفرغ لذكر اللَّه في الصلاة.

وزاد ابن طاوس، فوضع يده على جبهته، ثم أمَرَّها على أنْفه حتى بلغ

طَرَفَ أنفه، وكان أبي يَعُد هذا واحداً (أي أن الجبهة تمتد حتى تشمل الأنف فيسجد المصلي على جبهته وأنفه لا على جبهته وحدها) .

ص: 91

256-

(أخبرنا) : سفيان، حدثني: عمرو بن دينار:

-سَمعَ طاوساً يُحدّث عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أُمِرَ أن يسجد منه على سَبْع، ونُهي عن أن يكُفّ شَعْره وثيابه (نهى عن أن يكف شعره وثيابه أي نهى عن أن يمنعهما من الاسترسال والوقوع على الأرض حالة السجود ويحتمل أن يكون الكف بمعنى الجمع أي نهى عن أن يضم ثيابه ويجمعها حالة السجود والكف بمعنى المنع أو بمعنى الجمع ومعنى الحديث واحد في الحالتين والنهي عن ذلك لما فيه من الإشتغال بالملابس والحرص عليها في الوقت الذي ينبغي أن يتفرغ فيه العبد لمناجاة ربه) .

ص: 91

257-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن ابن طاوس، عن أبيه عن ابن عباس

رضي الله عنهما قال:

-أُمِرَ النبي صلى الله عليه وسلم أن يسْجُد على سَبْع فذكر فيها كفيه وزكبتيه.

ص: 91

258-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، أخبرني: يزيد بن الهاد، أخبرنا: محمد ابن إبراهيم بن الحارث التميمي، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه:

-أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذَا سَجَدَ العبْدُ سَجَدَ مَعَهُ سَبْعَةُ آرابٍ (الآراب: الأعضاء جمع إرب بكسر فسكون وهو العضو وقد بين الأعضاء السبعة فقال وجهه وكفاه إلخ) وجْهُهُ وكفَّاهُ وركبتَاه وقدماهُ.

ص: 92

259-

(أخبرنا) : سفيان، عن داود بن قيس، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه

بن أقرم الخزاعي، عن أبيه قال:

-رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالقاع من نَمِرَة (نمرة بفتح فسكون هي في الأصل أنثى النمر وتطلق على موضع بعرفات وقيل هو خارج عنها قريب منها والقاع أرض سهلة انفرجت عنها الجبال والآكام جمعه قيعة وقيعان والإبط بكسر فسكون أو بكسرتين كما في القاموس وأنكر الفيومي في المصباح الضبط الثاني هو ماتحت الجناح أو باطن المنكب. يذكر ويؤنث فيقال هو الإبط وهي الإبط وإنما يظهر بياض ابطه صلى الله عليه وسلم لتفريجه ذراعيه حين السجود ولا تظهر الإبط إلا إذا كان الثوب الذي عليها منفتقا مع انفراجها ودلنا هذا الحديث على شيئين أحدهما تفريجه صلى الله عليه وسلم ذراعيه عن إبطيه في السجود ثانيها إن انكشف الإبط في الصلاة لا تضرها لأنه ليس من العورة التي يجب سترها وتبطل الصلاة بانكشافها) أو النّمِرة (شك ربيع) ساجداً فرأيت بياض إِبْطيه.

ص: 92

260-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن داود بن قيس، عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه بن أقرم الخزاعي، عن أبيه قال:

-رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالقاع من نَمِرَة ساجداً فرأيت بياض إِبْطيه.

ص: 92

261-

(أخبرنا) : سفيان. حدثنا: عبد اللَّه بن أخي يزيد بن الأصم، عن عمه عن ميمونة أنها قالت:

-كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد لو أرَادَتْ

⦗ص: 93⦘

بهْمةٌ (البهمة بفتح فسكون ولد الضأن ذكراً أو أنثى وجمعها بهم وجمع البهم بهام أما أولاد المعز فيقال لها سخال جمع سخلة) تمر من تحته لمرت فما يجافي.

ص: 92

262-

(أخبرنا) : مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:

-أنه كان إذا سجديضع كفيه على الذي يَضَعُ عليه وجهَهُ، قال: ولقد رأيته في يوم شديد البرد يُخْرِجُ يديه من تحت بُرْنُسٍ له (الظاهرأن البرنس لباس فضفاض سيتر اليدين لسعة أكمامه وطولهما فكان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخرج يديه منه في البرد ليلصقهما بالأرض ويعتمد عليهما في السجود) .

ص: 93

264-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن ابن أبي نُجَيْح، عن مُجَاهد قال:

-أقرب ما يكونُ العَبْدُ مِنَ اللَّه تعالى إذَا كَانَ سَاجِداً، ألم تر إلى قوله:«إفْعَلْ واقْترِبْ» (لعل عدوله عن اسجد إلى افعل للفرار من سجود التلاوة الذي لم يكن مستعدا له إذ ذاك هو أو السامعون وإنما كان العبد أقرب إلى اللَّه في حالة السجود منه في جميع الحالات لأنه منتهى الخضوع والتذلل وتقديم الجار والمجرور يفيد القصر) يعني اسْجُد واقترب.

ص: 93

265-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن خالد الحَذَّاءِ، عن عبيد اللَّه بن الحارث، عن الحارث الهمْداني، عن علي كرم اللَّه وجهه:

-كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول بين السسجدتين: اللهمّ اغْفِرْ لِي

وارْحمْنِي واهْدِنِي واجْبُرْنِي

⦗ص: 94⦘

(جبره أنعشه وأغناه بعد فقر) .

ص: 93

266-

(أخبرنا) : عبد الوهاب الثقفي، عن أيوب، عن أبي قِلَابة (أبو

قلابة ككتابة: تابعي) قال:

-جاءنا مالكُ بن الحويْرث فصلى في مسجدنا قال: واللَّه إني لأصلي، وما أُرِيدُ الصَّلاةَ، ولكن أريد أن أُرِيَكم كيف رأيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يُصلي فذكرأنه يقوم من الركعة الأولى، وإذا أراد أن يَنهضَ قلت كيف؟ قال: مثل صَلاتي هذه. (ينهض يقوم ولم يدع أبو قلابة مالك بن الحوريث يتم كلامه بل قطعه عليه وقال كيف يعني كان ينهض فقال مثل صلاتي هذه وقد بين نهوض الرسول بنهوضه هو لا بالكلام)

ص: 94

267-

(أخبرنا) : عبد الوهاب، عن خالد الحذّاءِ، عن أبي قلابة بمثله، غير أنه قال:

-وكان مالك إذا رفع رأسه من السجدة الأخيرة في الركعة الأولى، فاستوى قاعداً واعتمد على الأرض.

ص: 94

268-

(أخبرنا) : سفيان، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:

-أن النبي صلى الله عليه وسلم لما رفع رأسه من الركعة الثانية من الصبح قال: "اللهم أَنْج الوليدَ بنَ الوليدَ، وسَلمة بن هشام،

وعَيَّاشَ بن أبي ربيعة والمستضعفين بمكة، الَّهم اشدُدْ وطْأتك عَلَى مُضرَ واجعلها عليهم سِنينَ كسنِّي يوسف

⦗ص: 95⦘

(الوطء الضغط وقوله

واجعلها عليهم سنين كسني يوسف دعاء عليهم بالجدب والفقر وذلك بسبب ظلمهم واعتدائهم وهو يدل على جواز الدعا في الصلاة عقب القيام من الركوع على الظلمة والمعتدين على المسلمين والدعاء للمظلومين من المؤمنين فإن الحديث تضمن الدعاء بالنجاة للمستضعفين والدعاء على مضر هذا وقد جاء الحديث باعراب سنين بالحروف الحاقا لها بجمع المذكر السالم وهو أحد الوجهين في إعرابها والآخر إعرابها بالحركات مثل حين تقول اجعلها عليهم سنينا كسسنين يوسف ويوسف مثلث السين) .

ص: 94

269-

(أخبرنا) : سفيان، عن الزهري عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة:

-أن النبي صلى الله عليه وسلم قَنَتَ في الصبح، فقال:«اللَّهُم أَنْج الوليدَ بنَ الوليدَ، وسَلمة بن هِشَام، وعَيَّاشَ بن أبي ربيعةَ» .

ص: 95

270-

(أخبرنا) : بعض أهل العلم، عن جعفر بن محمد، عن أبيه قال:

-لما انتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قَتَل أهل بئر مَعُونة

(بفتح الميم وضم العين المهملة في أرض بني سليم فيما بين مكة

والمدينة) أقام خمس عشر ليلة كلَّما رَفَع رأسَه من الركعة الأخيرة، من الصبح قال:«سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدهُ رَبنّا ولَكَ الحَمدُ اللَّهُمّ افعل ثُمّ ذَكَر دعَاءً طَويلاً ثم كبَّر فسجد» .

ص: 95

271-

(أخبرنا) : مالك، عن نافع، عن ابن عمر:

-كان لا يَقنُتْ في شئ مِنَ الصّلَواتِ (المشهور في اللغة أن القنوت الدعاء ويرد بمعان متعددة كالطاعة والخشوع والعبادة والقيام والسكوت فيصرف إلى ما يناسبه منها بحسب القرائن والمقامات والمراد منه هنا الدعاء) .

ص: 95

272-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، عن محمد بن عمرو، بن حلحلة أنه سمع عباس بن سَهْل يُخْبِرُ عن أبي حُميدٍ السَّاعِدِي قال:

-كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذا جلس في السجدتين ثنى رجله اليُسرى فجلس عليها ونَصَب قَدَمه اليمنى فإذا جلس في الأربع أمَاط رجليه عن وركه وأفضى بمَقْعَدته على الأرض ونصب وركه اليُمنَى

⦗ص: 96⦘

(نصب قدمه اليمنى رفعها وأنث الصفة لتأنيث الموصوف وهو القدم والقاعدة الغالبة في تأنيث أعضاء الجسم وتذكيرها ان ما كان مزدوجا منها كالعين واليد والرجل مؤنث وما كان مفردا كاللسان فهو مذكر ولذا أنث الورك لازدواجه وهو بوزن كتف أي بفتح فكسر وفيه وجه آخر وهو كسر أوله وإسكان ثانيه وهي لغة عامة المصريين والمقعدة العجيزة وأماط رجليه نحاهما ومنه ما ورد في الحديث وإماطة الأذى عن الطريق صدقة وفهم من الحديث أن جلسة التشهد الأول غير جلسة التشهد الأخير والأولى يكون المصلي متحفزا فيها للقيام مسرعا بخلاف الثانية وهو مذهب الشافعية) .

ص: 95

273-

(أخبرنا) : مالك، عن مسلم بن أبي مَريَمَ، عن علي بن عبد الرحمن المُعَافري قال:

-رآني ابن عُمر وأنا أعْبَثُ بالحَصَى فلما انصرف نهاني وقال:

اصْنَع كما كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان إذَا جَلسَ في الصَّلاةِ وَضَعَ كفَّهُ اليمنى على فَخْذِه اليمنى وقبض أصابعه كلها وأشار بإِصْبَعه (جاء الحديث بتأنيث الكف والفخذ والإصبع وهو يتمشى مع القاعدة التي ذكرناها في تأنيث أعضاء الجسم والفخذ بفتح أوله وكسر ثانيه أو سكون ثانيه أوكسر أوله وسكون ثانيه ثلاث لغات كما في القاموس أما الإصبع فمثلثة الهمزة والباء وتلك تسع لغات وفيها أيضا لغة عاشرة وهي أصبوع بوزن عصفور والمشهور منها كسر الهمزة وفتح الباء وبعضهم أجاز فيها التذكير ولكنه صرح بأن الأجود التأنيث) التي تلي الإبهام ووضع كفُّه اليسرى على فخذه اليسرى.

ص: 96

274-

(أخبرنا) : إبراهيم بن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي عُبيدة

ابن عبد اللَّه بن مسعودقال:

-كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم في الركعتين كأنه على الرَّضْفِ (الرضف بفتح أوله وسكون ثانيه جمع رضفة وهي الحديدة المحماة

في النار أو في الشمس ويؤخذ من الحديث أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يخفف التشهد الذي يلي الركعتين ويسرع بالقيام وهذا مستحب عند المالكية) قُلتُ حتى يقوم قال: ذَلك يريد.

ص: 96

275-

(أخبرنا) : مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن ابن عبدٍ القَارِيِّ:

-أنه سمع عمر بن الخطاب يقول على المنبر وهو يعلم الناس

⦗ص: 97⦘

التشهد يقول: قُولُوا: التّحِيَّاتُ لِلَّهِ، الزّاكِياتُ لِلَّهِ الطّيبَاتُ الصّلوَاتُ لِلَّهِ السّلامُ عَلَيْكَ

أَيها النَّبِي وَرَحْمَةُ الِلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَلامُ عَلينَا وعلى عِبَادِ الله الصَّالِحِين

أشهَدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وأشهد أنّ مُحَمَّداً عبدُه ورَسُوله.

ص: 96

276-

(أخبرنا) : يحي عن حَسّان، عن الليث بن سعد، عن أبي الزُبَيْر المكي عن سَعيد بن جُبَيْر وطاوس عن ابن عباس قال:

-كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَلمُنا التشهدكما يعلمنا السورة من القرآن فكان يَقُولُ: " التّحِيَّات المباركاتُ الصّلوَاتُ الطّيبَاتُ لِلَّهِ سّلامٌ عَلَيْكَ أَيها النَّبِي وَرَحْمَةُ الِلَّهِ وَبَرَكَاتُهُ سَلامٌ عَلينَا وعلى عِبَادِ الله الصَّالِحِين أشهَدُ أن لا إله إلا اللَّهُ وأشهد أنّ مُحَمَّداً رَسُول اللَّه.

ص: 97

277-

(أخبرنا) : مسلم بن خالد، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رَوّادٍ، عن ابن جريج سمعت ابن عباس لا يختلفان في التشهد.

ص: 97

278-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، أخبرنا: صفوان بن سليم، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، عن أبي هريرة:

-أنه قال يا رسول اللَّه: كيف نصلي عليك يعني في الصلاة فقال: «تَقُولُونَ اللَّهُمّ صَل عَلَى مُحَمدٍ وآل محمد كَما صَليتَ عَلَى إبراهيم

وَبَاركْ عَلَى محمد كَما بَارَكْتَ عَلَى إبراهيمَ وآل إبراهيم ثم تسلمون علي» .

ص: 97

279-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، حدثني: سعد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن كعب بن عُجْرَة:

-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في الصلاة: «اللَّهُمّ صَل عَلَى مُحَمدٍ وعلى آل محمدٍ كَما صَلَّيتَ عَلَى إبراهيم وآل إبراهيم

وَبَاركْ عَلَى محمد وآلِ محمدٍ كما بَارَكْتَ عَلَى إبراهيم وآل إبراهيمَ إنكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ» .

ص: 97

280-

(أخبرنا) : سفيان، عن مسعر، عن ابن القبطية، عن جابر بن سَمُرَة

قال:

-كنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فإذا سَلَّم قال أحدنا عن يمينه وعن شماله السلام عليكم السلام عليكم وأشار بيده عن يمينه وعن شماله فقال النبي صلى الله عليه وسلم «مَابَالَكُمْ تُومِئُون بأيديكم كأنها أذناب خَيلٍ شُمُسٍ (شمس بضمتين جمع شموس بوزن صبور وهي الدابة النفور التي لا تقف ولا تسير بإرادة صاحبها بل تشاكسه وتركله

إذا هم بركوبها أوسوقها) اوَلَا يكفي أحدكم أوإنما يكفي أحَدَكُم أن يَضَع يدَهُ عَلَى فَخِذه ثم يسلم عن يمينه وعن شماله السلام عليكم ورحمة اللَّه وبركاته» .

ص: 98

281-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، أخبرني إسماعيل بن محمدبن سعد بن أبي وقاص، عن عامر بن سعد، عن أبيه:

-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كانَ يُسلم فِي الصّلاةِ

إذا فَرَغَ منهاعن يمينه وعن يَسَارِه.

ص: 98

282-

(أخبرنا) : غير واحد من أهل العلم، عن إسماعيل، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.

ص: 98

283-

(أخبرنا) : إبراهيم بن محمد، حدثني أبو علي أنه سمع عباس بن سهل ابن سعد يُخْبر عن أبيه:

-أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يُسلم إذا فَرَغَ من صلاته عن يمينه وعن يَسَارِه.

ص: 98

284-

(أخبرنا) : إبراهيم يعني ابن محمد عن إسحاق بن عبد اللَّه عن عبد الوهاب بن بَخْت، عن وائلة بن الأَسْقَع،

-أن النبي صلى الله عليه وسلم كانَ يُسلم عن يمينه وعن يَسَارِه حتى يُرى خداه.

ص: 98

285-

(أخبرنا) : مُسْلم بن خالد وعبد المجيد، عن ابن جُرَيْج، عن عَمْرو بن يحي المازني، عن محمد بن يحي بن حِبَّان، عن عمه واسع، بن حبان عن ابن عمر:

-عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ كَانَ يُسلم عن يمينه وعن يَسَارِه.

ص: 99

286-

(أخبرنا) : الدراوردي، عن عَمْرو بن يحي المازني، عن محمد بن يحي، عن عمه واسع بن حِبَّان قال:

-مَرَّةً عن ابن عمر ومَرَّةً عن عبد اللَّه بن زيد أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يُسلم عن يمينه وعن يَسَارِه.

ص: 99

287-

(أخبرنا) : ابن عيينة، عن عمرو، عن أبي مَعْبَد، عن ابن عباس قال:

-كنت أعرف انْقضاء صلاة رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم بالتكبير قال: عمرو بن دينار ثم ذكرتُه لأبي مَعْبَد بعد فقال: لم أحدثك هو قال عمر وحدثنيه قال: وكان أصدق موالي ابن عباس رضي الله عنهما.

قال الشافعي رضي الله عنه: كأنه نسيه بعد ما حدثه إياه.

ص: 99

289-

(أخبرنا) : إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، أخبرتني: هِنْدُ ابنة الحارث بن عبد اللَّه بن أبي ربيعة عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:

-كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم إذَا سَلّمَ مِنْ صَلاته قَامَ النِّساءُ حين

⦗ص: 100⦘

يقضي تَسليمَه ومكث النبي صلى الله عليه وسلم في مكانه يسيراً قال ابن شهاب فنرى مُكثه ذلك واللَّه أعلم لكي يَنْفُذَ النساء قبل أن يُدركهن مَن انصرف مِن القوم.

ص: 99

290-

(أخبرنا) : سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي الأَوْبر الحارثي

سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول:

-كَانَ رسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم يَنْحَرفُ مِنَ الصَّلَاةِ عن يمينه وعن شماله.

ص: 100

291-

(أخبرنا) : سُفْيان، عن سليمان بن مَهْرَانَ، عن عُمَارَة، عن الأسود، عن عبد اللَّه قال:

-لَا يَجْعلنَّ أحَدُكُمْ للشَّيْطَان مِنْ صَلاتِه جُزءًا يَرى أن حتماً عليه أن لَا يَنفتِل إلَاّ عنْ يَمِينِه فلقد رَأيتُ رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أكثر ما ينصرف عن يَسَاره (فهم من الحديث السابق على هذا أن الرسول صلوات اللَّه عليه كان لا يلتزم حالة واحدة في الانصراف من الصلاة فمرة يسير عن يمينه وأخرى عن يساره ولكن جماعة آثروا الآنصراف

من اليمين والتزموه فنهوا عن ذلك بهذا الحديث وعرفوا أن ذلك لا أصل له وأن رسول اللَّه كان أكثر انصرافه عن يساره وينفتل بمعنى

ينصرف) .

ص: 100

292-

(أخبرنا) : مالك، عن يحي بن سعيد، عن النعمان بن مرة:

-أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قال: " مَا تَقُولونَ في الشَّارِبِ والزَّاني والسَّارِق وذلك قيل أن يُنْزل اللَّه الحُدود قالوا اللَّه ورسوله أعلم

فقال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: "هُنَّ فَواحِش وفِيهنَّ عُقُوبةً وأسْرَقُ

السّرِقةِ الذي يَسْرِقُ صَلَاتَهُ (أراد رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أن ينهاهم عن اختطاف الصلاة والإسراع بها إسراعاً يفوت معه الإطمئنان في أركانها فسألهم عما ينبغي أن يعامل به السارق والزاني وشارب الخمر فلم يعرفوا لأن الحدود لم تكن قد شرعت بعد فقال لهم الرسول إنها فواحش أي كبائر ومعاص فظيعة وأن الله قد شرع عقوبات لفاعلها وأن شر أنواع السرقة وأفظعها سرقة الصلاة يعني اختطافها والإسراع غي أدائها.) ثم ساق الحديث.

ص: 100