الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شيخٌ آخَرُ
85- عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْكَافِي بْنِ عَلِيِّ بْنِ تَمَّامِ بْنِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى بْنِ تَمَّامِ بْنِ حَامِدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَرَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ عَلِيٍّ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ السُّبْكِيُّ وَالِدِي، قَاضِي الْقُضَاةِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ الشَّافِعِيُّ
.
سَمِعَ بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ مِنْ أَبِي الْحُسَيْنِ يحيى بن أحمد بن عبد العزيز ابن الصَّوَّافِ، وَأَبِي الْقَاسِمِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مَخْلُوفِ ابن جَمَاعَةَ، وَيَحْيَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ السَّلامِ، وَبِالْقَاهِرَةِ مِنْ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ نَصْرِ الله ابن الصواف، وأبي الحسن علي بن عيسى ابن الْقَيِّمِ، وَأَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الثَّعْلَبِيِّ، وَالْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْمُؤْمِنِ بْنِ خَلَفٍ الدِّمْيَاطِيِّ، وَشِهَابِ بْنِ عَلِيٍّ الْمُحْسِنِيِّ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ سِبْطِ زِيَادَةَ، ومُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَظِيمِ ابْنِ
السَّقَطِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ الْمُكْرَمِ الأَنْصَارِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الصُّوفِيِّ، وَمُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرِ ابن أَمِينِ الدَّوْلَةِ، وَيُوسُفَ بْنِ أَحْمَدَ الْمَشْهَدِيِّ، وَعَلِيِّ بْنِ نُصَيْرِ بْنِ نَبَإٍ الْمُقْرِئِ، وَعُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ رَشِيقٍ، وَأَحْمَدَ ابْنِ الشَّيْخِ شَمْسِ الدِّينِ ابْنِ الْعِمَادِ، وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ دَرَادَةَ، وَشُهْدَةَ بِنْتِ عمر ابن الْعُدَيْمِ. وَرَحَلَ إِلَى دِمَشْقَ وَسَمِعَ بِهَا مِنَ ابْنِ الْمَوَازِينِيِّ، وَابْنِ مُشْرِفٍ، وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الدَّائِمِ، وَأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّشْتِيِّ، وَعِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُطْعِمِ، وَإِسْحَاقَ بْنِ أَبِي بَكْرِ ابْنِ النَّحَّاسِ، وَسُلَيْمَانَ بْنِ حَمْزَةَ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ سُلَيْمَانَ الأَنْصَارِيِّ، وَفَاطِمَةَ بِنْتِ الْبَطَائِحِيِّ وجماعةٍ.
وَأَجَازَ لَهُ مِنْ بَغْدَادَ الرَّشِيدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، وَأَخُوهُ عَلِيٌّ، وَعَلِيُّ بْنُ ثامر بن حصين، وإسماعيل بن الطَّبَّالِ وجماعةٌ.
وَحَدَّثَ بِالْقَاهِرَةِ وَدِمَشْقَ؛ سَمِعَ مِنْهُ الْحَافِظَانِ الْمِزِّيُّ وَالذَّهَبِيُّ وَغَيْرُهُمَا، وَكَتَبَ بِخَطِّهِ، وَقَرَأَ بِنَفْسِهِ كَثِيرًا، وَحَّصَل مِنَ الأَجْزَاءِ الأُصُولَ وَالْفُرُوعَ، وَسَمِعَ الْكُتُبَ وَالْمَسَانِيدَ، وَانْتَقَى عَلَى بَعْضِ شُيُوخِهِ، وَعُنِيَ بِهَذَا الشَّأْنِ، وَعَرَضَ ((التَّنْبِيهَ)) وَغَيْرَهُ عَلَى قَاضِي الْقُضَاةِ تَقِيِّ الدِّينِ عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْعَلامِيِّ ابْنِ بِنْتِ الأَعَزِّ، وَتَفَقَّهَ وَبَرَعَ فِي الْعُلُومِ، وَقَرَأَ الأَصْلَيْنِ عَلَى الْعَلامَةِ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَطَّابٍ الْبَاجِيِّ، وَالْعَرَبِيَّةَ عَلَى الأُسْتَاذِ أَبِي حَيَّانَ. وَقَرَأَ الْقِرَاءَاتِ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْخَالِقِ ابْنِ الصَّائِغِ. وَتَخَرَّجَ فِي الْحَدِيثِ عَلَى الْحَافِظِ أَبِي مُحَمَّدٍ الدِّمْيَاطِيِّ. وَدَرَّسَ، وَأَفْتَى، وَنَاظَرَ، وَفَاقَ عَلَى أَقْرَانِهِ، وَظَهَرَ بِالْفَضَائِلِ عَلَى أَبْنَاءِ زَمَانِهِ، وَشَغَلَ النَّاسَ بِالْعِلْمِ مدة، وانتفع به جماعةٌ عدةٌ.
وَصَنَّفَ تَصَانِيفَ مِنْهَا ((تَفْسِيرُ الْقُرْآنِ العظيم)) لم يكمله، و ((الابتهاج في شرح المنهاج)) لم يكمله، و ((تكملة الْمَجْمُوعِ فِي شَرْحِ الْمُهَذَّبِ)) .
عمل منه مجلدات، و ((شفاء السقام في زيارة خير الأنام)) ، و ((التحقيق في مسألة التعليق)) ، و ((فتاوى مجلدة)) ، و ((مناسك الحج)) ، و ((منتخب طَبَقَاتِ الْفُقَهَاءِ لابْنِ الصَّلاحِ)) ، وَ ((تَلْخِيصُ التَّلْخِيصِ)) للخطيب، ومنتخب آخر منه، و ((الغيث المغدق في ميراث ابن المعتق)) ، و ((السهم الصائب في قبض دين الغائب)) و ((السيف المسلول على من سب الرسول)) ، و ((فصل المقال في هدايا العمال)) ، و ((أحكام كل وما عليه تدل)) ، و ((مسألة ضع وتعجل)) ، و ((منية الباحث في دين الوارث)) ، و ((الرياض الأنيقة في قسمة الحديقة)) ، و ((إبراز الحكم في حديث رفع القلم)) ، و ((بيع المرهون في غيبة المديون)) ، و ((عقود الْجُمَانِ فِي عُقُودِ الرَّهْنِ وَالضَّمَانِ)) ، وَ ((الْقَوْلُ الموعب في الحكم بالموجب)) ، و ((حسن الصنيعة في ضمان الوديعة)) ، و ((جزء في اعتراض الشرط على الشرط)) ، و ((كشف القناع في إفادة لو للامتناع)) ، و ((التهدي إلى معنى التعدي)) ، و ((مسألة ما أعظم الله)) ، و ((الدلالة على عموم الرسالة)) و ((الطوالع المشرقة في الوقف على طبعة بعد طبقة)) ، و ((كشف الغمة في ميراث أهل الذمة)) ، و ((بلغة الإشراق في أحكام الاشتقاق)) ، و ((الحديث المسلسل بالأولية)) ، و ((مناسخات بكتوت العلائي في الفرائض)) ، و ((المناقشات المصلحية)) ، و ((جواب سؤال على الشيخ عز الدين ابن عبد السلام)) ، و ((نقد كلام الجزري الخطيب)) ، و ((القراءة خلف الإمام)) ، و ((ضوء الْمَصَابِيحِ فِي صَلاةِ التَّرَاوِيحِ)) ، وَغَيْرُ ذَلِكَ.
قَالَ شَيْخُنَا الْحَافِظُ شَمْسُ الدِّينِ الذَّهَبِيُّ، تَفَقَّهَ عَلَى جماعةٍ مِنَ الأَئِمَّةِ، وَبَرَعَ فِي الأُصُولِ وَالْفُرُوعِ، وَانْتَهَى إِلَيْهِ الْحِفْظُ وَمَعْرِفَةُ الأَثَرِ بِمِصْرَ، وَصَنَّفَ التَّصَانِيفَ الْمُحَرَّرَةَ الْمُطَوَّلَةَ الْعَدِيمَةَ النَّظِيرِ، مَعَ الدِّينِ وَالْوَرَعِ وَحُسْنِ الطَّوِيَّةِ، وَالْعَقْلِ التَّامِّ، وَالتَّدَيُّنِ بِالْحَدِيثِ.
وَقَالَ وَلَدُهُ سَيِّدُنَا قَاضِي الْقُضَاةِ تَاجُ الدِّينِ أَسْبَغَ اللَّهُ ظِلَّهُ: أَمَّا أَبِي فَذَاكَ بحرٌ خِضَمٌّ، وإمامٌ تَقْتَدِي بِهِ الْهُدَاةُ وَتَأْتَمُّ، وغمامٌ خَصَّ فَضْلُهُ وَعَمَّ، شَيْخُ الْمُسْلِمِينَ فِي زَمَانِهِ، وَالدَّاعِي إِلَى اللَّهِ فِي سِرِّهِ وَإِعْلانِهِ، وَالْمُنَاضِلُ عَنِ الدِّينِ الْحَنِيفِيِّ بِقَلَمِهِ وَلِسَانِهِ، أُسْتَاذُ الأُسْتَاذِينَ، وَأَحَدُ الْمُجْتَهِدِينَ، وَخَصْمُ الْمُنَاظِرِينَ، جَامِعُ أَشْتَاتِ الْعُلُومِ، وَالْمُبْرِزُ فِي الْمَنْقُولِ مِنْهَا
وَالْمَفْهُومِ، وَالْمُشَمِّرُ فِي رِضَى الْحَقِّ وَقَدْ أَضَاءَتِ النُّجُومُ، شَافِعِيُّ الزَّمَانِ، وَحُجَّةُ الإِسْلامِ الْمَنْصُوبِ مِنْ طريق الْجِنَانِ، وَالْمَرْجِعُ إِذَا دَجَتْ مشكلةٌ وَغَابَتْ عَنِ الْعِيَانِ، عبابٌ لا تُكَدِّرُهُ الدِّلاءُ، وسحابٌ تَتَقَاصَرُ عَنْهُ الأَنْوَاءُ، وَبَابٌ لِلْعِلْمِ فِي عَصْرِهِ، وَكَيْفَ لا وَهُوَ عَلِيٌّ الَّذِي تَمَّتْ بِهِ النَّعْمَاءُ. وَكَانَ مِنَ الْوَرَعِ وَالدِّينِ وَسُلُوكِ سَبِيلِ الأَقْدَمِينَ عَلَى سُنَنٍ وَيَقِينٍ، إِنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ، صادعٌ بِالْحَقِّ لا يَخَافُ لَوْمَةَ لائمٍ، صادقٌ فِي النِّيَّةِ لا يَخْتَشِي بَطْشَ ظَالِمٍ، صابرٌ وَإِنِ ازْدَحَمَتِ الضَّرَاغِمُ، منوطٌ بِهِ أَمْرُ الْمُشْكِلاتِ في دياجيها، مخطوطٌ عَنْ قَدْرِهِ السَّمَاءُ وَدَرَارِيهَا، مبسوطٌ قَلَمُهُ وَلِسَانُهُ فِي الأُمَّةِ وَفَتَاوِيهَا. وَكَانَتْ دَعَوَاتُهُ تَخْتَرِقُ السَّبْعَ الطِّبَاقَ، وَتَفْتَرِقُ بَرَكَاتُهَا فَتَمْلأُ الآفَاقَ، وَتَسْتَرِقُ خَبَرَ السَّمَاءِ إِذْ رُفِعَتْ عَلَى يَدِ وَلِيٍّ لِلَّهِ، تُفْتَحُ لَهُ أَبْوَابُهَا ذَوَاتُ الإِغْلاقِ.
يدٌ تَلُوحُ لأَفْوَاهٍ تُقَبِّلُهَا
…
وَتَسْتَقِلُّ الثُّرَيَّا أَنْ تَكُونَ فَمَا
وَلِلْمَعَانِي الْحِسَانِ الْغُرِّ تَكْتُبُهَا
…
بِأَحْسَنِ الْخَطِّ لَمَّا تُمْسِكُ الْقَلَمَا
وَلِلْعُفَاةِ لِتُولِيهِمْ عَوَائِدَهَا
…
فَلا نَرَى الغيث شيئاً لو وفى وهمى
وَلِلدُّعَاءِ طُوَالَ اللَّيْلِ يَرْفَعُهَا
…
إِلَى الإِلَهِ فَيُولِينَا بِهَا النِّعَمَا
أَعْظِمْ بِهَا نِعَمًا كَالْبَحْرِ مُلْتَطِمًا
…
وَالْغَيْثِ مُنْسَجِمًا وَالْجُودِ مُنْقَسِمَا
وَطَالَمَا رَامَ الْعَدُوُّ أَنْ يَضَعَهُ، فَقَامَ وَقَعَدَ وَلَمْ يَرَ الْبَدْرَ إِلا مَوْضِعَهُ، وَسَامَ مُحَالا حِينَ حَامَ عَلَى ورده رد الله كيده ودفعه.
مَنْ كَانَ فَوْقَ مَحَلِّ الْبَدْرِ مَوْضِعُهُ
…
فَلَيْسَ يَرْفَعُهُ شيءٌ وَلا يَضَعُ
إِلَى أَنْ سَارَ إِلَى دَارِ الْقَرَارِ وَمَا سَادَ أحدٌ نَاوَاهُ، وَلا كَانَ ذَا اسْتِبْصَارٍ، وَلا سَاءَ مَنْ وَالاهُ، بَلْ عَمَّهُ بِالْفَضْلِ الْمِدْرَارِ، وَلا سَاغَ بِسِوَى طَرِيقِهِ الاهْتِدَاءَ وَالاعْتِبَارَ، وَلا سَاحَ بِغَيْرِ نَادِيهِ نَدًى يُخْجِلُ وَابِلَ الأَمْطَارِ، وَلا سَاخَ قَدَمُ فَتًى قَامَ بِنُصْرَتِهِ، وَقَالَ: أَنْصُرُ بَقِيَّةَ الأنصار، ولا سأل إِلا وَيَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ وَابِلَ كرمٍ فِي هَذِهِ الدِّيَارِ، وَلا سَامَهُ أحدٌ بِسُوءٍ إِلا وَكَانَتْ عليه
دَائِرَةُ الْفُلْكِ الدَّوَارِ، وَلا سَاقَهُ اللَّهُ حِينَ قبضه إلا إلى جَنَّةِ عدنٍ أُعِدَّتْ لأَمْثَالِهِ مِنَ الْمُتَّقِينَ الأَبْرَارِ.
مَوْلِدُهُ فِي مُسْتَهَلِّ صَفَرٍ سَنَةَ ثَلاثٍ وَثَمَانِينَ وست مئة، وَتُوُفِّيَ لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ ثَالِثِ جُمَادَى الآخِرَةِ سَنَةَ ست وخمسين وسبع مئة بِظَاهِرِ الْقَاهِرَةِ، وَصُلِّيَ عَلَيْهِ مِنَ الْغَدِ وَدُفِنَ بِمَقْبَرَةِ الصُّوفِيَّةِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى.
سَمِعْتُ عَلَيْهِ ((مَشْيَخَتَهُ)) تَخْرِيجَ الإِمَامِ شِهَابِ الدِّينِ أَحْمَدَ بْنِ أيبك الدمياطي، و ((معجم ابْنِ خَلِيلٍ)) بِسَمَاعِهِ مِنْ إِسْحَاقَ النَّحَّاسِ عَنْهُ، وَجُزْءًا فِيهِ سِتَّةُ مَجَالِسَ مِنْ ((أَمَالِي)) أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاغَنْدِيِّ الْوَاسِطِيِّ، بِسَمَاعِهِ مِنَ الشَّيْخَيْنِ يُوسُفَ بْنِ بَدْرَانَ وَزَيْنَبَ بِنْتِ أَحْمَدَ بْنِ شُكْرٍ؛ قَالا: أَخْبَرَنَا جَعْفَرٌ الْهَمْدَانِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا السِّلَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أبو غالب ابن الْبَاقِلانِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شَاذَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْخَالِقِ بن أبي رؤبة، عنه. و ((جزء الآجري)) و ((الختلي)) ، وَجُزْءًا فِيهِ مَا وَقَعَ عَالِيًا مِنْ حَدِيثِ الإِمَامِ أَبِي حَنِيفَةَ النُّعْمَانِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه تَخْرِيجَ الإِمَامِ الْحَافِظِ أَبِي الْحَجَّاجِ يُوسُفَ بْنِ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيِّ لِنَفْسِهِ، بِسَمَاعِهِ مِنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي بَكْرِ ابن النَّحَّاسِ، عَنْهُ وَهَذَا الْجُزْءُ بِقِرَاءَتِي، وَقَرَأْتُ عَلَيْهِ غَيْرَ ذَلِكَ مَا لا يُحْصَى كثرةٌ. مِنْهُ ((مَشْيَخَةُ)) عَبْدِ الْحَقِّ بْنِ خَلَفٍ، وَسَمِعْتُ عَلَيْهِ أَيْضًا ((مَشْيَخَةَ)) الْبَاقَرْحِيِّ، وَالْحَدِيثَ الْمُسَلْسَلَ بِالأَوَّلِيَّةِ مِنْ تَخْرِيجِهِ، وَالْكَثِيرَ مِنْ تَصَانِيفِهِ، وَقِطْعَةً مِنَ ((الدَّارَقُطْنِيِّ)) ، وَمِنَ ((الْمُعْجَمِ الصَّغِيرِ)) لِلطَّبَرَانِيِّ، ((وَعَوَالِي سَعِيدِ بْنِ مَنْصُورٍ)) جَمْعَ أَبِي نُعَيْمٍ الأَصْبَهَانِيِّ.
أَخْبَرَنَا وَالِدِي الفقير إلى الله تعالى الشيخ الإمام العالم الْعَلامَةُ شَيْخُ الإِسْلامِ قَاضِي الْقُضَاةِ تَقِيُّ الدِّينِ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ ابْنُ الْقَاضِي الإِمَامِ زَيْنِ الدِّينِ عَبْدِ الْكَافِي بْنِ عَلِيِّ بْنِ تَمَّامٍ السُّبْكِيُّ الشَّافِعِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا
أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخَانِ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ بَدْرَانَ بْنِ بَدْرٍ الْحَجَوِيُّ الْمَقْدِسِيُّ وَأُمُّ مُحَمَّدٍ زَيْنَبُ بِنْتُ أَحْمَدَ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ شُكْرٍ الْمَقْدِسِيَّةُ سَمَاعًا عَلَيْهِمَا، قَالا: أَخْبَرَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الْهَمْدَانِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَنَحْنُ نَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّلَفِيُّ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ سَبْعِينَ وخمس مئة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو غَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَاقِلانِيُّ بِبَغْدَادَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَتِسْعِينَ وأربع مئة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ شَاذَانَ الْبَزَّازُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نَصْرٍ السَّقَطِّيُ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أَبِي رُؤْبَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ الْبَاغَنْدِيُّ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، قَالَ: أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ خَبَّابِ بْنِ الأَرَتِّ رضي الله عنه، قَالَ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ عِنْدَ الْكَعْبَةِ أَنْ يَدْعُوَ اللَّهَ لَنَا، قُلْنَا: أَلا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ قَالَ: فَجَلَسَ مُغْضِبًا مُحْمَرًّا وَجْهُهُ، فَقَالَ:((كَانَ الرَّجُلُ مِنْ قَبْلِكُمْ يُؤْخَذُ فَيُوضَعُ الْمِنْشَارُ عَلَى مَفْرِقِ رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَيْنِ مَا يَصْرِفُهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَيُمَشَّطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ عَظْمِهِ مِنْ لحمٍ أَوْ عصبٍ، وَلَيُتِمَّنَّ اللَّهُ عز وجل هَذَا الدِّينَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لا يَخَافُ إِلا اللَّهَ أَوِ الذِّئْبَ فِي غَنَمِهِ وَلَكِنَّكُمْ تَعْجَلُونَ)) .
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُسَدَّدٍ وَابْنِ الْمُثَنَّى؛ كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى، عَنْ إِسْمَاعِيلَ. وَعَنِ الْحُمَيْدِيِّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ بَيَانٍ وَإِسْمَاعِيلَ. وأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَوْنٍ، عَنْ هُشَيْمٍ وَخَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ؛ كِلاهُمَا، عَنْ إِسْمَاعِيلَ، وأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَبْدَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ، عَنْ
سُفْيَانَ، بِهِ. وَعَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَابْنِ مُثَنًّى؛ كِلاهُمَا عَنْ يَحْيَى بِبَعْضِهِ؛ كِلاهُمَا عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، بِهِ.
وَبِالإِسْنَادِ إِلَى الْبَاغَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَزْدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: أَنَّهُ قَطَعَ فِي مِجَنٍّ قِيمَتُهُ ثَلاثَةُ دَرَاهِمَ.
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ. وَعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَافِعٍ أَيْضًا، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ وَأَيُّوبَ بْنِ مُوسَى وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ. وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَيُّوبَ وَإِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ وَعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ؛ خَمْسَتُهُمْ عَنْ نَافِعٍ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا عَالِيًا.
وَبِهِ إِلَى الْبَاغَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا قَصْرًا مِنْ ذَهَبٍ، فَقُلْتُ: لِمَنْ هَذَا؟ فَقِيلَ لِي: لِرَجُلٍ مِنْ قريشٍ، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَنَا هُوَ، قَالُوا: هَذَا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ)) رضي الله عنه.
لَمْ يُخَرِّجُوهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَحُمَيْدٌ هُوَ ابْنُ أَبِي حُمَيْدٍ الطَّوِيلُ أَبُو عبيدة البصري، مات سنة ثلاث وأربعين ومئة، وَإِنَّمَا قِيلَ لَهُ:((الطَّوِيلُ)) لِقِصَرِهِ، كَانَ قَصِيرَ الْقَامَةِ طَوِيلَ الْيَدَيْنِ، فَسُمِّيَ حُمَيْدًا الطَّوِيلَ.
وَبِهِ إِلَى الْبَاغَنْدِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((أَلا أُنَبِّئُكُمْ بِأَهْلِ الْجَنَّةِ)) قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولُ اللَّهِ، قَالَ:((كُلُّ ضَعِيفٍ مُتَضَاعِفٍ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ عز وجل لأَبَرَّهُ مِنْهُمُ الْبَرَاءُ بْنُ مالكٍ)) رضي الله عنه.
لَمْ يُخَرِّجْهُ أحدٌ مِنْ أَصْحَابِ الْكُتُبِ السِّتَّةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَعَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ هُوَ ابْنُ جُدْعَانَ أَبُو الْحَسَنِ الْقُرَشِيُّ التَّيْمِيُّ الأَعْمَى الْبَصْرِيُّ وَيُقَالُ: الْمَكِّيُّ، قَالَ الْبَرْقَانِيُّ: سَأَلْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ عَنْهُ، فَقَالَ: هُوَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جدعان، ثم
قَالَ: أَنَا أَقِفُ فِيهِ لا يُتْرَكُ عِنْدِي، فِيهِ لينٌ.
وأَخْبَرَنَا وَالِدِي تَغَمَّدَهُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ كَمَالُ الدِّينِ أَبُو الْفَضْلِ إِسْحَاقُ بْنُ أَبِي بَكْرِ بْنِ إبراهيم ابن النَّحَّاسِ الأَسَدِيُّ الْحَنَفِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ خَلِيلِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّمَشْقِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ يَحْيَى ين أَسْعَدَ بْنِ يَحْيَى الأَزَجِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ يُوسُفَ وَأَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عبد الله ابن رِضْوَانَ وَأَبُو غَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أحمد ابن الْبَنَّاءِ (ح) قَالَ ابْنُ خَلِيلٍ: وَأَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْخَالِقِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَالِكِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رِضْوَانَ وأبو غالب أحمد بن الحسن ابن الْبَنَّاءِ (ح) قَالَ أَيْضًا: وأَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ ذاكر ابن كَامِلِ بْنِ أَبِي غَالِبٍ الظَّفَرِيُّ وَأَبُو الْحَرَمِ رَجَبُ بْنُ مَذْكُورِ بْنِ أَرْنَبَ الأَكَّافُ وَأَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَسَّانٍ الْمُؤَدِّبُ؛ قَالُوا: أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ابن الْبَنَّاءِ؛ قَالُوا: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَوْهَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: فِي دِيَّةَ الْخَطَإِ عَلَى أَهْلِ الإبل مئةٌ من الإبل، وعلى أهل البقر مئتا بقرةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْغَنَمِ أَلْفُ شاةٍ، وَعَلَى أَهْلِ الْوَرِقِ عَشَرَةُ آلافِ دِرْهَمٍ، وَعَلَى أَهْلِ الذَّهَبِ أَلْفُ دِينَارٍ.
الشَّعْبِيُّ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عُمَرَ، قَالَهُ الْحَافِظُ الْمِزِّيُّ فِي تَرْجَمَتِهِ عَنْ عُمَرَ، وَأَبُو حَنِيفَةَ هُوَ النُّعْمَانُ بْنُ ثَابِتٍ الْكُوفِيُّ، وَأَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ الْعَدَوِيُّ مَوْلَى آلِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَصْلُهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَصْرَةِ، سَكَنَ مَكَّةَ.
وَبِهِ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، عَنِ الْهَيْثَمِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه، قَالَ: لَيْسَ فِي الْعَوَامِلِ وَالْحَوَامِلِ صدقةٌ.
مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ لَيْسَ لَهُ تَرْجَمَةٌ فِي ((الأَطْرَافِ)) عَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه.
وَبِهِ، قَالَ ابْنُ خَلِيلٍ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي زَيْدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مَحْمُودُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّيْرَفِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُقْرِئُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حَنِيفَةَ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه أَنَّ سُرَاقَةَ بْنَ مَالِكِ بْنِ جُعْشُمٍ الْمُدْلِجِيَّ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبَرَنَا عَنْ دِينِنَا هَذَا كَأَنَّنَا خُلِقْنَا لَهُ السَّاعَةَ، فِي أَيِّ شيءٍ نَعْمَلُ، أَفِي شَيْءٍ ثَبَتَتْ فِيهِ المقادير وجرت فيه الأَقْلامُ، أَمْ فِي أمرٍ مستأنفٍ؟ قَالَ:((بَلْ فِيمَا ثَبَتَتْ فِيهِ الْمَقَادِيرُ، وَجَرَتْ فِيهِ الأَقْلامُ)) . قَالَ سُرَاقَةُ: فَفِيمَ الْعَمَلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((اعْمَلُوا فَكُلُّ عاملٍ ميسرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ)) ، وَقَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الآيَةَ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى. وَصَدَّقَ بالحسنى}
بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. وَأَمَّا من بخل واستغنى. وكذب بالحسنى} قَالَ: بِلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} .
أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَهْ فِي السُّنَّةِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عَمَّارٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ مُسْلِمٍ الْخَفَّافِ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ سُرَاقَةَ، بِهِ.
وأَخْبَرَنَا وَالِدِي نُورُ اللَّهِ ضَرِيحُهُ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ نَصْرِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الواحد بن خلف ابن الصَّوَّافِ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَالِمِ بْنِ بَاقَا الْبَغْدَادِيُّ قِرَاءَةً عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو زُرْعَةَ طَاهِرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ طَاهِرٍ الْمَقْدِسِيُّ قِرَاءَةً عليه في سنة إحدى وستين وخمس مئة، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدٍ الدُّونِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بن الحسين ابن الْكَسَّارِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ابْنِ السُّنِّيِّ الدِّينَوَرِيُّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الإِمَامُ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَحْرٍ النَّسَائِيُّ بِمِصْرَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ الْعَلاءِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَمْرٍو سَمِعَ جَابِرًا رضي الله عنه يَقُولُ: أَتَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ وَقَدْ وُضِعَ فِي حُفْرَتِهِ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ فِي الْجَنَائِزِ عَنْ مَالِكِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ وَعَلِيِّ بْنِ
عَبْدِ اللَّهِ فَرَّقَهُمَا. وَفِي اللِّبَاسِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُثْمَانَ. وَفِي الْجِهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِيِّ. وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي التَّوْبَةِ عَنْ زُهَيْرِ بْنِ حَرْبٍ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَأَحْمَدَ بْنِ عَبْدَةَ؛ سَبْعَتُهُمْ عَنْ سُفْيَانَ هُوَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا بَدَلا لَهُمْ.
وَبِهِ إِلَى النَّسَائِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَمْرٍو سَمِعَ جَابِرًا يَقُولُ: وَكَانَ الْعَبَّاسُ رضي الله عنه بِالْمَدِينَةِ، فَطَلَبَتِ الأَنْصَارُ ثَوْبًا يَكْسُونَهُ، فَلَمْ يَجِدُوا قَمِيصًا يَصْلُحُ عَلَيْهِ إِلا قَمِيصَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ، فَكَسَوْهُ إِيَّاهُ.
أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ بِإِسْنَادِ الْحَدِيثِ الَّذِي قَبْلَهُ وَهُوَ طرفٌ مِنْهُ.
وَبِهِ إِلَى النَّسَائِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا قُتَيْبَةُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:((لِلْمُؤْمِنِ عَلَى الْمُؤْمِنِ سِتُّ خصالٍ: يَعُودُهُ إِذَا مَرِضَ، وَيَشْهَدُهُ إِذَا مَاتَ، وَيُجِيبُهُ إِذَا دَعَاهُ، وَيُسَلِّمُ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ، وَيُشَمِّتُهُ إِذَا عَطَسَ، وَيَنْصَحُ لَهُ إِذَا غَابَ أَوْ شَهِدَ)) .
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الاسْتِئْذَانِ عَنْ قُتَيْبَةَ، بِهِ، فَوَقَعَ لَنَا مُوَافَقَةً.