الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(3)
المقريزى: الخطط، جـ 1، ص 303 و 306
(4)
الطبرى: طبعة ده غوى، جـ 3/ 1، ص 48 - 50 و 73 - 75 و 81 و 84 و 91 و 121 و 122 و 124 و 125 و 138 و 353.
(5)
ابن الأثير: الكامل، جـ 5، ص 326 - 328 و 344 و 348 و 354 و 370 و 372 و 387.
(6)
Die Statthalter von Agypten zur Zeit du Chalifen، vol. u: F.Wusetenfeld (= Abh. G.W.Cott، 1875، جـ 20)، ص 2 - 4
(7)
Corpus Papyrorum Raineri، جـ 3، السلسلة العربية، طبعة A. Grohmann جـ 1/ 2، ص 108 و 109
صبحى [كرومان Adolf Grhmann]
صالح بن مرداس
أبو على أسد الدولة (انظر سلسلة نسبه فى سيرته الواردة فى ابن خلكان، ترجمة de Slane، باريس 1842، جـ 1، ص 611)، وكان صالح من أعظم شيوخ البدو شأنًا فى الشرق الأدنى خلال القرن الخامس بعد الهجرة، وهو من قبيلة بنى كلاب التى نزحت تحت إمرته ميممة شطر الشمال من العراق إلى حلب فى مستهل القرن الرابع وأكسبته هذه الهجرة إمارة حلب. ونحن لا نعرف إلا القليل عن خلقه وحياته الخاصة، على أنه كان فيما يظهر شجاعًا حازم الرأى ماضى العزيمة. وقد ورد ذكره أول ما ورد سنة 399 هـ (1008 م) حليفا لابن محكم، الذى لم يعرف إلا بهذه المناسبة، إذ استنجد بابن مرداس ليعاونه فى الدفاع عن الرحبة التى كان قد استولى عليها: ولم يكن الحلف وثيقًا ولا صادقًا، وقد تصالح الزعيمان بعد أن وقع بينهما شئ من الاحتكاك، وكان من نتائج هذا الصلح أن تزوج صالح ابنة المحكم، وظل يقيم فى الحلة، كما نص على ذلك ابن الأثير صراحة ولم تدم صداقة صالح بابن المحكم على الرغم من أواصر المصاهرة التى ربطت بينهما، وعمل صالح فى السنة نفسها على قتل حميه، واستولى على الرحبة وأخذ يدير شؤونها باسم الخليفة الفاطمى فى
القاهرة. وكان قد اعترف بولائه له فى خطبة الجمعة، وفى السنة التالية (400 هـ = 1009 م) تورط فى شؤون حلب للمرة الأولى. وكان منصور مرتضى الدولة بن لؤلؤ المملوك الحمدانى يحكم حلب، ولكن أبا الحجى حفيد سيف الدولة تحداه. وكان أبو الحجى قد أدخل بنى كلاب فى خدمته، إلا أنهم تحولوا عنه إلى منصور الذى وعدهم بقطع كبيرة من الأرض، ومن ثم فقد كان من اليسير على المنصور أن يوقع الهزيمة ببنى حمدان، إلا أن بنى كلاب راحوا يلحون فى مطالبتهم بالجزاء، وغزوا أراضيه وسلبوها، فلجأ المنصور إلى خطة حربية قديمة، إذ دعا شيوخ بنى كلاب إلى مأدبة يبحث فيها الأمر معهم، ثم انقض عليهم وقتل بعضهم وأسر الباقين؛ وقد يكون هناك شئ من المبالغة فى الرواية التى تقول إنه قتل ألف كلابى فى هذه المناسبة غير شيوخهم، وبلغ صالح من إذلاله لنفسه أن أوقع الطلاق على زوجته إرضاء للمنصور، وظل صالح يرسف فى أغلاله ثلاث سنوات، وإنما أفلح سنة 405 هـ (1014 م) فى الهرب وهو مقيد بالأغلال فى قول بعض المصادر، أو بعد أن نشرها بمبرد دس إليه فى سجنه فى رواية بعضها الآخر.
وظل مختفيًا زمنًا ثم جمع حوله الكلابيين شيئًا فشيئًا وحمل على المنصور. ومنى المنصور بالهزيمة وقبض عليه وقيد، فى قول الرواية، بالأغلال نفسها التى كان قد قيد بها صالح ثم أطلق سراحه بشروط معلومة وسلم صالحًا أكثر من 5000 دينار و 70 رطلًا من الفضة و 50 ثوبًا، ولكنه لم ينفذ الشرط الذى كان يقضى بأن يدفع للكلابيين نصف دخل حلب عن السنة 405 هـ وأن يزوج صالحا ابنته. ومن ثم فرض الكلابيون الحصار على المنصور، ولم يثق المنصور بالفتح قائد الحصن فهرب إلى الروم سنة 406 هـ (1015 م). واتفق الفتح وصالح وسلم حلب لعلى بن أحمد العجمى والى أفامية الفاطمى. وغضب الخليفة من هرب المنصور فاعترف بعلى واليًا، وأثنى على الفتح وصالح، وأنعم على صالح بلقب التشريف أسد الدولة ومنحه النصف الموعود من دخل حلب