الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اضمحلت فيه الخلافة الأموية فى الأندلس، فنحن نجدهم قد اشتركوا فى جميع المؤامرات التى دبرت فى قرطبة أو فى سائر بقاع الأندلس، ينضمون حينًا إلى الجانب الفائز وحينًا إلى الجانب الخاسر، ولكنهم كانوا يظهرون دائمًا ما عرفوا به من روح الإقدام والطمع والاستبداد، ونذكر منهم الخصى خيران الذى كان فى مستهل القرن الحادى عشر الميلادى زعيما لحزب الصقالبة فى قصبة الميلاد.
وكان المؤرخون العرب بعد زوال خلافة قرطبة يتحدثون عن الدور السياسى والاجتماعى الذى قام به الصقالبة فى الأندلس حديثا أقل إسهابًا بكثير عن ذى قبل، ولكن من المرجح أن هؤلاء الصقالبة الذين كانوا قد انقضى على إسلامهم عدة أجيال، قد اندمجوا فى بقية السكان وفقدوا، علاوة على نسيانهم أصلهم الأجنبى، الشأن الذى استطاعوا أن يزعموه لأنفسهم إبان اضمحلال الدولة الأموية فى الأندلس.
المصادر:
انظر عن صقالبة الشرق:
(1)
المكتبة الجغرافية العربية، فى مواضع متفرقة
(2)
المسعودى: مروج الذهب، طبعة باريس، الفهرس
(3)
ياقوت، طبعة فستنفلد مادة "صقالبة" -وانظر فيما يختص بصقالبة الأندلس:
(4)
ابن عذارى: البيان المغرب، طبعة دوزى، ص 276 وما بعدها؛ ترجمة فانيان، جـ 2، ص 430 وما بعدها، وفى مواضع متفرقة
(5)
المقرى نفح الطيب (Analectes جـ 1، ص 88 و 92؛ جـ 2، ص 57).
(6)
ابن الأبار: تكملة الصلة، طبعة Codera رقم 89
(7)
Histoire des Musulmans d'Espagne: R.Dozy، جـ 3، وبخاصة ص 59 - 62
(8)
Ensayo bio-bibilografico sobre los histo-riadares y: F.Pons Boigues
geografos arabigo-espanoles مدريد 1898، ص 114 - 116.
صبحى [ليفى بروفنسال E.Levi-Provencal]
السلاف الكلمة العربية للسلاف هى صقلب، ونادرًا ما تكتب صقلاب بفتح الصاد أو كسرها أو سقلاب، والجمع صقالبة، ولا شك أن هذه الكلمة مأخوذة من اللفظ اليونانى وكان الجنود المرتزقة السلاف قد استقروا فى ولايات الحدود الشرقية للإمبراطورية البوزنطية (دولة الروم) فى القرن السابع الميلادى، وتعرف العرب من ثم على السلاف فى معاركهم الأولى مع الروم، ويقال إن مسلمة فى حملته على القسطنطينية (715 - 717 م) استولى على مدينة الصقالبة بعد اجتيازه حدود الروم مباشرة (Fragm-hist. Arab، طبعة ده غوى، جـ 1، ص 25، س 4)؛ ووجد العرب بعض السلاف الآخرين وهم يستقرون فى مملكة الخزر (بين جبال القوقاز ومجرى الفولجا الأسفل)؛ ويقال إنه حدث فى عهد الخليفة هشام (724 - 743 م) أن عمد مروان بن محمد (الذى أصبح بعد الخليفة مروان الثانى) إلى نقل عشرين ألفًا من الصقالبة من أرض الخزر "فأسكنهم خاخيط ثم إنهم قتلوا أميرهم وهربوا، فلحقهم وقتلهم"(البلاذرى، فى رأس ص 208) على أن هؤلاء السلاف كانوا لا يزالون يذكرون فى عهد الخليفة المنصور (754 - 775) بين المستعمرين الذين نزلوا حدود الروم فى قيليقية (المصدر المذكور، ص 166)؛ وقد أشيد دائمًا بشعر السلاف الأحمر ووجوههم الحمر (أو الضاربة إلى الحمرة)، وشاهد ذلك ما نجده فى القرن الأول للهجرة فى ديوان الأخطل مثلا وبالرغم من هذه السمة الجسمانية المميزة فإن السلاف قد أدرجوا مع الترك بوصفهم من أحفاد يافث، ويقال إن أولاد نوح الثلاثة قد رزق كل منهم ثلاثة أولاد أيضًا، ويروى وهب بن منبه (الطبرى، جـ 1، ص 211، س 13) أن أبناء يافث هم ترك ويأجوج ومأجوج، فى حين أن سعيد بن المسيب. المتوفى سنة 95 هـ = 713/ 714 م) الذى جاء بعده بقليل يذهب إلى أن أبناء يافث هم الترك والسلاف ويأجوج ومأجوج متحدين
فى شعب واحد (البكرى فى Kunik and Rosen، جـ 1، ص 18)، وكذلك قال ابن إسحق (الطبرى، جـ 1، ص 211 وما بعدها)، والكرديزى (فى Barthold: Otcet،etc، ص 80)، اعتمادًا على رواية ابن المقفع ويزيد ابن المسيب على ذلك فيقول إن أولاد سام الثلاثة (وهم أجداد العرب والفرس واليونان) كانت نشأتهم طيبة، على حين أن أولاد يافث وحام كانوا لا يصلحون لشئ؛ وقد استثنى المؤلف المجهول صاحب مجمل التواريخ، الذى ألف كتابه إبان الحكم التركى فى القرن السادس الهجرى (الثانى عشر الميلادى، النص فى Tuikestan. etc.: Barthold، جـ 1، ص 19)، الترك والخزر من أبناء يافث، وقال إنهم كانوا أذكياء، أما إخوتهم فكانوا لا يساوون شيئًا. (الكرديزى فى Otcet: Barthold، ص 85)؛ ويقول الكرديزى أيضًا (المصدر المذكور، ص 86) فى وصف القرغيز إنهم ينحدرون من الصقالبة بسبب احمرار شعرهم وبياض جلودهم، وقد سمى ابن فضلان أمير بلغار الفولجا باسم "ملك الصقالبة"، ونتبين ذلك لا مما نقله عنه ياقوت فحسب (المعجم، جـ 1، ص 723. س 11)، بل نتبينه أيضًا مما تحقق لنا الآن فى "الرسالة" الأصلية التى كتبها (Bulletin de I'Acad. ect 1924، ص 244)؛ وعلى هذا النحو يمكن تفسير حملات الخوارزمية على البلغار والصقالبة التى وردت فى ابن حوقل (المكتبة الجغرافية العربية، جـ 2، ص 281، س 13)؛ ومن المرجح أيضًا أن هؤلاء الصقالبة كانوا رعايا ملك البلغار، وربما كان اليعقوبى (طبعة Houtsma، ص 598) فى روايته عن صاحب الصقالبة يشير إلى هذا الأمير نفسه، وهو الأمير الذى استنجد به شعب من القوزاق لدفع غائلة العرب عنهم حوالى سنة 240 هـ (854/ 855 م)، وقد استنجدوا فى الوقت نفسه "بأمير اليونان" و"أمير الخزر" (وتجد تفسيرًا آخر فى Osteuropaische und ostasiatische Streifzuge: J.Marquart، ليبسك 1903، ص 200)، على أن رواية الطبرى (جـ 3، ص 2152) فى حوادث سنة 283 هـ (896 م) عن حملة ملك الصقالبة على القسطنطينية تشير إلى الحرب التى وقعت بين سمعان
قيصر بلغار الدانوب (890 - 927 م) وبين الإمبراطور ليو السادس سنة 893 م؛ وقد حل الاسم الروس" شيئًا فشيئًا محل الاسم "الصقالبة" الذى يطلق على أهل روسيا الجنوبية الحديثة؛ وكان نهر الدون، الذى ساد الاعتقاد زمنًا بأنه فرع من فروع نهر الفولجا، يطلق عليه أول الأمر "نهر الصقالبة" (المكتبة الجغرافية العربية، جـ 5، ص 271، س 3؛ جـ 6، ص 154، س 12)، ثم أطلق عليه من بعد اسم نهر الروس"(المصدر المذكور، جـ 2، ص 276، س 16، وكذلك أطلق هذا الاسم عليه المؤلف المجهول للمصنف الفارسى حدود العالم، انظر Zap جـ 10، ص 137).
ويبدو أن أول من لاحظ العلاقة بين السلاف وشعوب الغرب هو ابن الكلبى (هشام بن محمد، انظر جـ 2، ص 689)؛ وفى رواية ياقوت (المعجم، جـ 3، ص 405، س 8) إنه وصف الصقالبة بأنهم إخوة الأرمن واليونان والفرنجة ومن انحدروا من صلب يونان بن يافث، وقال إنه نقل ذلك عن أبيه، والظاهر أن ثمة معلومات أدق من ذلك عن الصقالبة بوصفهم جيرانًا لليونان قد وردت فى كتب مسلم ابن أبى مسلم الجرمى الذى أطلق سراحه سنة 845 م بعد أن قضى ثمانى سنوات أسيرًا لدى الروم؛ واعتمادًا على رواية مسلم يذكر ابن خرداذبة (المكتبة الجغرافية العربية جـ 6، ص 105، س 15) أن "بلاد الصقالبة" تقع غربى مقدونية؛ ويقول المسعودى (مروج الذهب، جـ 3، ص 66) إن الفرنجة والصقالبة واللومبارديين والإسبان ويأجوج ومأجوج والترك والخزر والبرجان والجلالقة الإسبان هم من أحفاد يافث؛ وقد تناول فى موضع آخر (جـ 4، ص 38 وما بعدها) أراضى هذه الشعوب مرتبا لها ترتيبا جغرافيا يبدأ من الشرق إلى الغرب، ووضع بلاد (عمل) الصقالبة بين بلاد البرجان وبلاد اليونان، وذكر أن اللون الضارب للحمرة (الشقرة) هو سمة الملامح المميزة للصقالبة واليونان (جـ 3، ص 133) وقد اعتنق معظم البلغار
الصقالبة المسيحية وخضعوا لصاحب رومة، قصبة الفرنجة (المكتبة الجغرافية العربية، جـ 8، ص 181 وما بعدها)، وذكر أن قسما كبيرا من هذه الشعوب قد نزل ضفاف الدانوب. المصدر المذكور، ص 183 فى أسفلها، وانظر العبارات الأشد من ذلك غموضًا التى وردت فى حدود العالم، وقد ورد فى المخطوط الذى بين أيدينا ذكر دوتا بدلا من دونا وليست روتا كما فى zap، جـ 10، ص 133 وما بعدها)؛ وكان اليونان والرومان والصقالبة والفرنجة وجيرانهم فى الشمال يتكلمون لغة واحدة وتتألف منهم جميعًا دولة واحدة (المكتبة الجغرافية العربية جـ 8، ص 83، س 9)؛ ونجد أوفى المعلومات المدونة عن الصقالبة بأوروبا فى رحلات اليهودى الأندلسى إبراهيم بن يعقوب سنة 965 التى سجلها البكرى (انظر جـ 1، ص 606 وما بعدها)، وقد ورد فيها أن الصقالبة كانوا يقيمون على البحر الأدرياوى وأنه كان على حدود أراضى الصقالبة فى الشمال الشرقى بلاد الأمير البولندى مشقه (Mieszko) ما بين سنتى 960 - 992 تقريبا، وهو جار الروس والبروسيين، على أن الإدريسى لا يذكر بلادا للصقالبة إلا فى شبه جزيرة البلقان وذلك فيما يتعلق بالبندقية (Geographie d'Edrisi، ترجمة A.Jaubert، باريس 1836 - 1840، جـ 2، ص 286)، ولم ترد إشارة عند وصف بلاد الصقالبة من بوهيميا حتى بولنده (المصدر المذكور، جـ 2، ص 375 وما بعدها) إلى الأصل المشترك لهؤلاء الصقالبة الذين ينزلون تلك البلاد، ومن ذلك الحين أخذ اللفظان صقلب وصقالبة يختفيان شيئًا فشيئًا من المؤلفات الإسلامية ولا يستخدمان إلا عند الاستشهاد بالكتب الأقدم من ذلك عهدا. فكلمة "الصقالبة" مثلا لم ترد فى مصنفى الجوينى (سلسلة كب التذكارية، جـ 16، ص 224 وما بعدها) ورشيد الدين (المصدر المذكور، جـ 18، ص 43 وما بعدها) عن تاريخ الحملات الأوروبية على المغول، وقد استعير اللفظ التركى الحديث "إسلاو" من الاستعمال العلمى الأوربى الحديث،