الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الصولى
أبو بكر محمد بن يحيى: لاعب شطرنج ومؤرخ وأديب عربى، توفى سنة 335 أو 336 هـ (946 م). ولم يكن الصولى عربى الأصل شأنه فى ذلك شأن عدد من أعيان عصره. وقد جاء فى رواية أنه انحدر من صلب رجل يدعى "صول" كان مثل أخيه فيروز "ملكا" فى جرجان، أى من الولاة الترك الصغار، وقد أسلم الرجلان فى ولاية يزيد بن المهلب، ولازماه حتى وفاته سنة 102 هـ (720 م)، وكان معظم أحفادهما كتَّابا فى خدمة الخلفاء، وقد اشتهر جد المترجم له خاصة وهو إبراهيم بن العباس المتوفى سنة 243 هـ (857 م) وجمع حفيده أشعاره (الأغانى، الطبعة الأولى، جـ 9، ص 21 - 35؛ ياقوت: إرشاد الأريب، جـ 1، ص 260 - 277).
وقد استعرب أبو بكر الصولى تماما، وكان من أشهر شيوخه: ثعلب والمبرد، والسجستانى، وأبو العيناء وعون بن محمد. وكان لابن المعتز أثر كبير فى ذوقه الأدبى. وبرع الصولى فى الشطرنج بفضل اتصاله الوثيق ببلاط المكتفى (289 - 295 هـ = 902 - 908 م) مما أعانه على هزيمة الماورد أستاذ أهل زمانه فى هذه اللعبة، وأصبح من ثم مضرب المثل بالبراعة فيها، بل لقد وضعت قصة نسبت إليه أنه هو الذى اخترع الشطرنج (ابن خلكان، طبعة فستنفلد، رقم 659، ص 52). ويوجد من مصنفه: "كتاب فى الشطرنج" ومصنف سلفه العادلى مخطوطتان (القاهرة والآستانة؛ Quellenstudien zur Geschichte des Schachspiels: A.Van der Linde، ص 21 - 22، 333 - 337؛ وقد وضع كيس A.Giese وفاندرليند خطبة لنشر المخطوطتين؛ Das ercte Jahrtausend der schachliteratur: A.Van der Linde، ص 948). وغدا الصولى، من يوم أن هزم الماوردى، نديما للخلفاء؛ وكان بخاصة على صلة وثيقة بتلميذه السابق الراضى (322 - 329 هـ = 934 - 940 م: انظر المسعودى: مروج الذهب، جـ 8، ص 311، 339؛ التنوخى: نشوار المحاضرة ص 145؛ Die Renaissance des Islam: Mez، ص 132). على أنه اضطر فى السنة الأخيرة من حياته إلى الإلتجاء إلى البصرة لما رواه من خبر فى حق على (الفهرست، ص 150، س 26) حيث توفى مستترًا.
وأشهر ما عرف به الصولى المؤرخ تاريخه للعباسيين المعروف باسم "كتاب الأوراق فى أخبار آل عباس وشعرائهم"؛ وقد رتب الجزء الأول من هذا الكتاب ترتيبا تاريخيا، وساق فى الجزء الثانى مختارات من أشعار شعراء من أسرة الخلفاء وعدد من غيرهم من الشعراء. ولم يتم قط هذا الكتاب الذى كان يضم على الأقل خمسة مجلدات أو ستة (الفهرست، ص 150، س 7، ص 151، س 6). ولم يصل إلى أيدينا منه حتى الآن إلا متفرقات قليلة. ويوجد من الجزء الأول مخطوطات فى لينينغراد (المكتبة العامة، السنوات من 227 - 256 هـ؛ Zapiski، جـ 21، ص 101 - 102)؛ وفى القاهرة (مكتبة الأزهر: التاريخ رقم 443، السنوات من 295 - 318 هـ؛ Zapiski، الموضع المذكور، ص 99 - 100)؛ وفى الآستانة (جـ 3 Rescher، فى M.F.O.B، 1912، مجلد 5، جـ 2، ص 523)؛ وفى باريس (المكتبة الأهلية، المقتنيات العربية رقم 4836. السنوات من 322 - 329)؛ ويوجد من الجزء الثانى مخطوطات فى القاهرة (دار الكتب، التاريخ، رقم 594؛ Barthold فى Zapiski، جـ 18، 148. - 153 = مكتبة الأزهر، الأدب، رقم 487؛ Zapiski، جـ 21، ص 98 - 99)؛ وفى لينينغراد (Zapiski، جـ 21، ص 102 - 113). ولم يطبع من كتاب الأوراق إلا أقسام قليلة مثل: "أخبار الحلاج"(Zapiski، جـ 21، 137 - 141، وقد حللها ماسينيون تحليلا وافيا فى كتاب La Passion d'alHallaj، فى مواضع مختلفة) وبعض "أخبار أبان اللاحقى"(Aban al-Lahiqi etc.: A.Krimskij، 1913 م، (ص 1 - 43)، و"أخبار ابن المعتز"(Zapiski، جـ 21، ص 104 - 112). وللصولى كتاب آخر ليس أقل شهرة من كتاب الأوراق وهو "كتاب الوزراء" ولا نعلم عنه حتى الآن شيئًا فيما عدا ما نصادفه من الشواهد المأخوذة منه (ذكره الصولى أكثر من مرة فى كتاب الأوراق؛ وانظر أيضا: ياقوت: إرشاد الأريب، جـ 2، ص 131 - 132؛ جـ 5، ص 320؛ Amar: الفخرى فى Archives Marocains، جـ 16، ص 25). ومن كتب الصولى الأخرى كتاب "أدب الكتَّاب"، طبعه فى القاهرة محمد بهجت عن مخطوطة فى بغداد (1341 هـ = 1922 م)؛ وقد ألف هذا الكتاب فى عهد
الراضى (ص 163)، وهو كتيب صغير فى إرشاد كتاب الدواوين، يعد ضربا من الأدب شاع شيوعا كبيرا فى عهد متأخر وبلغ أوج ازدهاره بكتاب من عيون الكتب هو: صبح الأعشى للقلقشندى (وما يجدر ذكره أن القلقشندى، على معرفته الوثيقة بآثار الصولى، فإنه لم يستشهد بهذا الكتاب قط).
أما فى ميدان الأدب الخالص فقد أقام الصولى لنفسه شهرة بنشره ديوان الشعراء العباسيين. وقد تناول الصولى الشعراء المحدثين: تناول السكَّرى للشعراء القدماء. ويوجد من "أخبار أبى تمام"، وهى بقلمه، مخطوطة فى الآستانة (Rescher فى M.F.O.B مجلد 5، جـ 2، ص 501 - 502). ومما نشره من دواوين المحدثين نذكر أخبار أبى نواس (Die literarische Tatigkeit Hamza al-Isbahanis: E.Mittwoch، برلين 1909 م، ص 42 وما بعدها)؛ ومسلم ابن الوليد (طبعة ده غوى، ص 8)؛ وابن المعتز (Gesch. der Arab Lit: Brockelmann، جـ 1، ص 81)؛ والبحترى وابن الرومى (مقتطفات نشرت فى القاهرة سنة 1924)؛ والعباس بن الأحنف (الأغانى، جـ 8، ص 15 - 25؛ جـ 15، ص 141 - 144)؛ والصنوبرى (Die Renaissance des Islam: Mez، ص 250) وكثير غير هؤلاء (الفهرست، ص (151 س 15 - 16؛ ص 161، س 16، 21؛ ص 166، س 3). وقد استشهد ياقوت بأخبار شعراء مصر، وهو للصولى (ياقوت: إرشاد الأريب، جـ 2، ص 5، 415 - 416؛ جـ 5، ص 454). وقد كتب المترجم له أيضًا قرابة اثنى عشر كتابًا آخر لا نعرف عنها، كما هو الشأن فى أمر كثير من الكتاب، إلا اسمها (الفهرست، ص 151، س 8 - 13؛ ابن خلكان، طبعة فستنفلد، رقم 659، ص 51؛ حاجى خليفة، جـ 2، ص 598، 4095، جـ 3، ص 144؛ الصولى أدب الكتاب، ص 175؛ أبو العلاء: رسالة الغفران، ص 147، س 8). ولم يشتهر الصولى خاصة بقرض الشعر، ومع ذلك فله أشعار يستشهد بها فى كثير من الأحيان (ساق محمد بهجت مختارات منها: كتابه المذكور، ص 14 - 18).
ولم تكن الآراء التى قيلت فى أمانة الصولى حسنة، فقد استفاضت شهرة الأبيات الساخرة التى قيلت فى خزانة كتبه (ابن خلكان: المصدر المذكور،