الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
مراد الثانى
أحد سلاطين الدولة العثمانية، تولى عرش السلطنة سنة
824هـ=1421م وعمره (17) سنة، وبدأ عهده بعقد هدنة مع ملك
«المجر» لمدة خمس سنوات حتى يتفرغ للأناضول، وبعقد صلح
مع أمير «قرمان» ، ثم اتجه «مراد» إلى محاصرة مدينة
«القسطنطينية» سنة (825هـ = 1422م)، ودام الحصار (64) يومًا،
وكان بحريا وبريا، بجيش قوامه ثلاثون ألف جندى، وكان
احتمال سقوط العاصمة البيزنطية كبيرًا، بعد أن أحدثت القوات
العثمانية أضرارًا بالغة بسور المدينة، غير أن السلطان «مراد»
اضطر إلى رفع الحصار بعد أن جاءته أنباء حدوث فتنة فى
«الأناضول» وعقد الصلح مع «بيزنطة» مقابل أن تدفع جزية
كبيرة سنوية. ثم اتجه «مراد الثانى» إلى تأديب إمارات
«الأناضول» التى تمردت عليه أثناء انشغاله بمحاربة «بيزنطة»
فقضى بصورة نهائية على إمارات «منتشة» و «أيدين» ،
و «تسكا» وقلَّص حدود إمارة «جاندار» . وفى سنة (829 هـ =
1426م) اجتاز السلطان «مراد الثانى» على رأس جيشه «نهر
الدانوب» والتقى مع الجيش المجرى، وانتصر عليه، وعقد مع ملك
«المجر» معاهدة تنازل بمقتضاها عن أملاكه فى الضفة اليمنى
لنهر الدانوب، الذى أصبح فاصلا بين أملاك الدولة العثمانية
و «المجر» ، ثم فتح «مراد» «سلانيك» ، و «يانيا» ونجح فى إلغاء
إمارة «الصرب» تمامًا وأطلق عليها لواء «سمندرة» كما خضعت
«ألبانيا» للدولة العثمانية بعد حروب يسيرة، وعقدت «البندقية»
صلحًا معها. وفى عهد «مراد الثانى» توترت العلاقات بين
المماليك والعثمانيين بسبب إمارتى «قرامان» و «دلقادر» غير
أنه لم يهتم بهذا الأمر بسبب إعلان البابا «أوجينيوس الرابع»
سنة (843هـ=1439م) عن حملة صليبية ضد الدولة العثمانية بقيادة
القائد المجرى «هونيادى» الذى اتخذ من إخراج العثمانيين من
«البلقان» هدفًا لحياته. وقد تمكن هذا القائد المجرى من هزيمة
عدة جيوش عثمانية، مما اضطر السلطان إلى محاربته بنفسه، ثم
عقد صلحًا مع «المجر» سنة (848هـ = 1444م)، أعيد بمقتضاه
تأسيس إمارة «الصرب» على أن تكون تابعة للدولة العثمانية،
ومنطقة عازلة بينها وبين «المجر» . ولما شعر السلطان «مراد
الثانى» بالتعب تخلى عن عرشه لابنه «محمد الثانى» الذى عرف
فيما بعد بمحمد الفاتح، وكان عمره آنذاك (21) عامًا، فشكل
الأوربيون على الفور حملة عسكرية على الدولة العثمانية،
وشاركت فيها قوات من «المجر» و «قولونية» و «ألمانيا» ،
و «فرنسا» و «البندقية» و «بيزنطة» و «بيرجوذريا» وكانت تلك
الحملة بقيادة «هونيادى» ، واختير الملك المجرى «لاديسلاس»
قائدًا شرفيا للحملة، وقد نهبت هذه الحملة وهى فى طريقها كل
شىء، حتى الكنائس الأرثوذكسية لم تسلم من أيديهم. وإزاء
هذه التطورات اجتمع مجلس شورى السلطنة العثمانية، وطلب
عودة «مراد الثانى» إلى الحكم مرة أخرى، فعاد وبدأ فى
إعداد جيشه للقاء تلك الحملة الصليبية، فتحرك على رأس جيشه
الضخم الذى بلغ أربعين ألف جندى، والتقى مع تلك الحملة فى
«فارنا» وهى مدينة بلغارية تقع على شاطئ «البحر الأسود» ،
ودارت بينهما معركة هائلة عرفت باسم «معركة فارنا» فى (28
من رجب 848 هـ = 10 من نوفمبر 1444م)، وفيها حقق
العثمانيون نصرًا غاليًا، وقتل الملك «لاديسلاس» ، وهرب
«هونيادى» من المعركة، وبهذا النصر أيقن الأوربيون صعوبة
طرد العثمانيين من منطقة «البلقان» . وقد فرح العالم الإسلامى
بهذا النصر فرحًا شديدًا حتى إن السلطان «جقمق» المملوكى أمر
أن يذكر اسم السلطان «مراد الثانى» مجاملة بعد اسم الخليفة
العباسى فى «القاهرة» . لم تستسلم «أوربا» لهذه الهزيمة
فجهزت حملة صليبية أخرى ضمت نحو مائة ألف جندى بقيادة
«هونيادى» والتقت بالعثمانيين بقيادة السلطان «مراد الثانى»
فى صحراء «قوصوه» فى (18 من شعبان 852هـ=17 من أكتوبر
1448م)، وانتصر العثمانيون فى هذا اليوم انتصارًا عظيمًا.