الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
بادى الثانى أبو دقن
هو بادى الثانى أبو دقن، أحد سلاطين سلطنة الفونج الإسلامية
، التى ظهرت فى السودان منذ عام (1505 م) على أنقاض مملكة
علوة المسيحية على يد زعيم سودانى يُسمى عمارة دونقس
تولى أبناؤه وأحفاده السلطة بعده، وكان منهم بادى الثانى
أبو دقن الذى حكم السلطنة من عاصمته سنار فى الفترة من
(1643 - 1678 م) واشتهر هذا السلطان بالشجاعة والتقوى
وتشجيع العلم والعلماء، وكان على صلة وطيدة بمصر وعلمائها.
واختط بادى الثانى جامعًا فى سنار ومقرًّا للحكومة يعتبر
ديوانًا للحكم، وغزا النيل الأبيض وفتك بسكانه المعروفين
بالشلك، كما غزا جبال تقلى الواقعة غرب النيل الأبيض بنحو
مرحلتين؛ حيث توجد سلطنة تقلى وتصالح مع سلطانها نظرًا
لحسن معاملته للسلطان الغازى وجنوده، وتم التصالح على
أساس أن يدفع سلطان تقلى إتاوة سنوية لسلطان سنار؛ مما
جعله تابعًا لهذا السلطان. ويعود السبب الرئيسى فى قيام الحرب
بين هاتين السلطنتين هو اشتداد التنافس التجارى بين سنار
ودارفور حيث اتخذت تقلى موقفًا أكثر ميلاً إلى دارفور منه إلى
سنار. وفى الشمال حدث فى عهد بادى الثانى حرب بين
الشايقية والعبدلاب حوالى عام (1672 م) بسبب نفوذ دارفور
إلى الشايقية الذين حاولوا الانفصال عن الحلف السنارى، فأدى
ذلك إلى نشوب قتال بين الفريقين انتهى باستقلال الشايقية عن
هذا الحلف الذى كان يتكون بصفة رئيسية من الفونج والعبدلاب.
كذلك اشتد فى عهد السلطان بارى الثانى نشاط البعثات
التبشيرية من الفرنسسكان، يساندهم بابا روما، والجزويت
يساندهم لويس الرابع عشر ملك فرنسا، وتتابعت رحلات هذه
البعثات إلى السودان ومنها إلى إثيوبيا، كما شهد عصره الرحلة
التى قام بها الرحالة العثمانى أوليا شلبى حيث شهد الحرب
التى قامت بين الشايقية والعبدلاب التى أشرنا إليها. ولم يلبث
بادى الثانى أن مات فى عام (1678 م) بعد حياة حافلة، ويُعد
عصره عهد ازدهار فى تاريخ سلطنة الفونج.