الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
سامورى التورى
يُعد سامورى التورى من الزعماء الأفارقة المسلمين، الذين
قاوموا الاستعمار الأوربى لغرب إفريقيا فى النصف الثانى من
القرن (19م). وُلِد سامورى عام (1830م) فى مدينة ساناكورو
التى تقع جنوب نهر بانى أحد روافد نهر النيجر، وهو ينتمى
إلى شعب الديولا الذى يعتنق الإسلام. وكان سامورى محاربًا
فذًّا من محاربى هذا الشعب الذى التف حوله لتجميع شتات
المسلمين بعد القضاء على دولة الحاج عمر على يد الفرنسيين
فى عام (1864م). وقد ركز سامورى التورى نشاطه فى منطقة
فوتاجالون التى تُعرف الآن بدولة غينيا، والتى تقع جنوب دولة
الحاج عمر والتى حاول الفرنسيون الاستيلاء عليها أيضًا. نظم
سامورى جيشًا وحصل على الأسلحة الحديثة وأنشأ مصنعًا
للسلاح والذخيرة فى تيرى، وبدأ يشن هجماته على خصومه
المحليين ويستولى على القرى والمدن والإقاليم لينشئ دولة
كبرى، منتهزًا فرصة الصراع بين هذه القوى المحلية، واتخذ من
مدينة بيزاندوغو عاصمة له واستولى على تومودغو دكانكان
دسانكاران وباماكو، وبدأت قوته تخيف الفرنسيين والإنجليز؛
فعقدت بريطانيا وفرنسا فى عام (1889م) اتفاقًا اعترفت فيه
الأولى للثانية بحقها فى فوتاجالون وبحمايتها على سامورى
ودولته، واعترفت الثانية للأولى بترك الحرية التجارية لها فيما
تحت خط العرض العاشر. ولم تلبث فرنسا أن جرت سامورى فى
حرب مع إمارة سيكاسو التى تقع إلى الشرق من دولته والتى
رأى أنها مفتاح الطريق إلى بلاد فولتا العليا التى يمكن أن
تكون منفذًا له إلى البحر؛ لآن دولته دولة داخلية. وقد فشل
سامورى فى حصار سيكاسو وانسحب منها، وتحت ضغط
الفرنسيين انتقل بدولته ناحية الشرق فى المناطق التى تقع فى
أعالى ساحل العاج بعد أن استطاع الفرنسيون أن يستولوا
على العاصمة بيزاندوغو وساناكورو موطنه الأصلى فى عام
(1891م)، ثم قطعوا عليه الطريق إلى الشرق واحتلوا ساحل
العاج نفسها؛ حتى لاتقع فى يده أو فى يد الإنجليز، ثم فاجأه
الفرنسيون فى (سبتمبر عام 1898م) وأحاطوا به واعتقلوه
ونفوه إلى الجابون فبقى فيها حتى وافته المنية بعد ذلك
بعامين، بعد أن أنشأ إمبراطورية كبيرة فى غرب إفريقيا،
وكافح فى سبيل الاستقلال بها عن النفوذ الأوربى، ورأى أن
خير وسيلة لربط أجزاء هذه الإمبراطورية هو الإسلام، فعمل على
نشره بين الوثنيين، واتخذ لنفسه لقب إلمامى أى إمام، ونظم
تعليم القرآن للأطفال فى القرى على يد الفقهاء والمشايخ،
وكانت له إرادة لا تلين، ولم يقهره إلا الاستعمار الفرنسى قرب
نهاية القرن الماضى.