الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
نظام الملك
أحد وزراء الدولة السلجوقية فى العصر العباسى الثانى، عينه
«ألب أرسلان» وزيرًا له، وكان وزيره أثناء إمارته على
«خراسان» قبل توليه السلطنة، ويُعدُّ «نظام الملك» أشهر
وزراء «السلاجقة» كما يعد من أشهر الوزراء فى التاريخ
الإسلامى. وكانت بداية معرفة «نظام الملك» بالسلاجقة حينما
اتصل بداود بن ميكائيل بن سلجوق، والد السلطان «ألب
أرسلان»، وأعجب بكفاءته وإخلاصه فسلمه إلى ابنه «ألب
أرسلان» وقال له: «اتخذه والدًا ولا تخالفه فيما يشير به» . وقد
ظل «نظام الملك» وزيرًا للسلطان «ألب أرسلان» ثم لخليفته
«ملكشاه» ما يقرب من ثلاثين عامًا. حيث إنه عقب وفاة «ألب
أرسلان» تولى السلطنة ابنه «ملكشاه» بعهد من أبيه، وتولى
«نظام الملك» أخذ البيعة له، وأقره الخليفة «القائم بأمر الله»
على السلطنة. لم يكتفِ «ملكشاه» بإقرار «نظام الملك» فى
الوزارة كما كان فى عهد أبيه، بل زاد على ذلك بأن فوض إليه
تدبير المملكة، وقال له: «قد رددت الأمور كلها كبيرها وصغيرها
إليك، فأنت الوالد»، ولقبه ألقابًا كثيرة، أشهرها لقب «أتابك» ،
ومعناه الأمير الوالد، وكان «نظام الملك» أول مَن أُطلق عليه هذا
اللقب. وسبب هذه المكانة الرفيعة التى حظى بها «نظام الملك»
عند السلطان «ملكشاه» ، أنه هو الذى مهد له الأمور، وقمع
المعارضين، فرآه السلطان أهلاً لهذه المكانة. ولم يكن «نظام
الملك» مجرد وزير لامع، بل كان راعيًا للعلم والأدب محبا لهما،
وقد سمع الحديث وقرأه، وكان مجلسه عامرًا بالعلماء والفقهاء
والصوفية، مثل إمام الحرمين «أبى المعالى الجوينى» و «أبى
القاسم القشيرى»، كما اهتم «نظام الملك» ببناء المدارس ووضع
أسس قيام نهضة تعليمية رائعة. وكان لنظام الملك أثر متميز
وجهد خلاق فى ذلك، على المستوى الإدارى والعسكرى،
والثقافى. فاهتم بإنشاء العديد من المدارس التى نسبت إليه فى
أنحاء الدولة، فسميت بالمدارس النظامية، وكان أشهرها:
«نظامية بغداد» التى تخيَّر «نظام الملك» مشاهير الفكر والثقافة
فى العالم الإسلامى للتدريس فيها مثل: «حجة الإسلام أبى حامد
الغزالى» صاحب كتاب «إحياء علوم الدين» ، الذى فوض إليه
«نظام الملك» مهمة التدريس فى «المدرسة النظامية» ببغداد، ثم
فى «المدرسة النظامية» بنيسابور، التى كان إمام الحرمين أبو
المعالى الجوينى يقوم بالتدريس فيها. وقد أسهمت هذه المدارس
النظامية فى تثبيت قواعد المذهب السنى والدفاع عنه ضد
مختلف البدع والأهواء والمذاهب المنحرفة التى انتشرت فى ذلك
الوقت. وقد كان «نظام الملك» مؤلفًا مرموقًا أيضًا، فهو مؤلف
كتاب «سياسة نامه» الذى تحدث فيه عن كيفية تدبير شئون
الملك، وفضح معتقدات الحشاشين وغيرهم من الخارجين عن
الدين. قتل «نظام الملك» فى (10 من رمضان سنة 485هـ = 14من
أكتوبر سنة 1092م)، حين تقدم إليه أحد غلمان الباطنية (أو
الحشاشين) وهو فى ركب السلطان فى صورة سائل أو
مستغيث، فلما اقترب منه أخرج سكينًا كان يخفيها فى طيات
ملابسه فطعنه بها طعنات قاتلة. وقد اختلف المؤرخون فى بيان
السبب الذى أدى إلى مقتل «نظام الملك» ، فقيل إن نفوذ «نظام
الملك» وأولاده وشيعته تفاقم بصورة مثلت خطرًا على السلطان
«ملكشاه» فدبر قتله، وقيل إن السبب فى ذلك حربه الدائمة ضد
المذاهب الهدامة وعلى رأسها مذهب الباطنية أو الحشاشين.