الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
قيلى أبو جريدة (سلطان تقلى السودانية)
هو ابن فقيه من أصل عربى يُدعى محمد الجعلى. وكان هذا
الفقيه يقيم قرب مصب نهر عطبرة فى نهر النيل بالسودان، ثم
هاجر هذا الفقيه الذى كان أحد مشايخ الطرق الصوفية إلى
جبال النوبا حوالى عام (1530م) مع مجموعة من العلماء
والفقهاء لنشر الإسلام فى هذه الجبال التى تقع جنوب كردفان
وغرب النيل الأبيض وشمال بحر العرب، وهى غير بلاد النوبة
التى تقع جنوبى مصر وشمالى السودان. وقد قاده السكان عند
وصوله إلى هذه الجبال إلى زعيمهم المسمى كبر كبر، فأكرم
وفادته، وبدأ محمد الجعلى عمله فى نشر الإسلام واجتذب قلوب
الناس بورعه وطيب أخلاقه وحميد صفاته، ولما آنس منه كبر كبر
ذلك زوَّجه ابنته، فولدت له ولدًا سماه قيلى أبوجريدة، وقيلى
لفظ نوبى يعنى: الأحمر، فيكون اسمه: الأحمرصاحب الجريدة،
والأحمر هنا تعنى أنه من غير السود، لأنه من أصل عربى، وبعد
وقت قليل مات الزعيم كبر كبر فانتقل الحكم تلقائيًّا إلى حفيده
قيلى أبو جريدة حسب التقاليد المرعية هناك والتى تجعل الحكم
ينتقل إلى ابن البنت أو ابن الأخت. وبذلك أصبح قيلى أبوجريدة
سلطانًا على سلطنة حملت اسم سلطنة تقلى الإسلامية، ويعتبر
هو المؤسس لهذه السلطنة، التى ظل سلاطينها من ذريته
يتعاقبون على حكمها حتى بداية القرن (20 م). حكم السلطان
قيلى أبو جريدة هذه السلطنة فى الفترة من (1560 - 1585م)،
وبنى مسجدًا وعمل على نشر الإسلام بين شعبه، وشجع
المسلمين من مختلف البلاد على الهجرة إلى بلاده والاستقرار
فيها، كما شجع التجارة بين بلاده ومختلف البلاد الإسلامية،
وبدأ التزاوج بين القبائل النوباوية وبين القبائل العربية والتجار
العرب المهاجرين إلى تقلى يُؤتى ثماره، فازداد انتشار الإسلام
وانتشرت العروبة فى جبال النوبا، وكان فى كل قرية زاوية
تجمع بين المدرسة والمسجد، وظلت هذه الزوايا تتمتع بشهرة
كبيرة، وكان لها أثرها الكبير فى نشر الثقافة العربية الإسلامية
فى هذه السلطنة السودانية النائية. كل ذلك بفضل مؤسس هذه
السلطنة الإسلامية قيلى أبوجريدة بن محمد الجعلى، العربى
الأصل الذى مات وخلفه فى حكمها (29) من أبنائه وأحفاده،
حتى جاء الحكم المصرى فى عهد محمد على باشا.