الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
فضيل بن سليمان (سلطان كلوة)
هو السلطان فضيل بن سليمان أحد سلاطين سلطنة كلوة
الإسلامية، التى نشأت أولاً فى جزيرة كلوة التى تقع أمام
ساحل ما يُعرف الآن بتنزانيا فى عام (365هـ =975م)، وامتد
نفوذها إلى هذا الساحل وإلى المناطق التى تحيط به والتى تمتد
من ممبسة فى الشمال إلى ميناء سوفالة جنوب نهر الزمبيزى،
فيما يُعرف الآن بموزمبيق من ناحية الجنوب. وقد استمرت هذه
السلطنة الإسلامية فى الوجود وتمتعت بالازدهار الحضارى
والتجارى والعمرانى، حتى هاجمها البرتغاليون قرب نهاية
القرن (15م)؛ مما هيأ الفرصة للقضاء عليها، خاصة وأن الأمراء
كانوا يتصارعون فيما بينهم على السلطة، وكانوا يُولون من
شاءوا من السلاطين ويعزلونهم. وكان آخر هؤلاء السلاطين
فضيل بن سليمان الذى حكم هذه السلطنة فى الفترة من
(901 - 905هـ=1495 - 1500م)، وكان الحاكم الفعلى هو الأمير محمد
كواب الذى عين هذا السلطان بعد أن عزل السلطان السابق وهو
السلطان حسن الذى فرَّ شمالاً، ولم يلبث أن كون جيشًّا وحاول
استعادة نفوذه فى كلوة مستعينًا فى ذلك بسلطان زنجبار،
وحدثت حرب أهلية بين الفريقين انهزم فيها حسن وعاد من حيث
جاء. ولم يلبث أن مات الأمير محمد كواب القابض الفعلى على
السلطة فى كلوة وخلفه فى منصب الإمارة الأمير إبراهيم بن
سليمان الدموى، وفى عهد هذا الأمير وفى عهد السلطان فضيل
بن سليمان جاءت الأنباء بوصول سفن برتغالية وأنهم مروا
بكلوة إلى ممبسة فى عام (1498م)، ثم منها إلى بلاد الهند
بقيادة فاسكوداجاما، ثم عادت إلى البرتغال التى أرسلت حملة
آخرى بقيادة بدرو ألفاريز كابرال عبرت رأس الرجاء الصالح
ووصلت إلى كلوة فى (يونيه 1500 م). ولم يلبث الأمير إبراهيم
أن انقضَّ على السلطان فضيل وعزله وتولى العرش وقتله، وفى
عهده أتى البرتغاليون للمرة الثانية إلى كلوة بقيادة
فاسكوداجاما واحتلوا المدينة فى (يوليه 1502م) وأرغموا الأمير
إبراهيم على الاعتراف بتبعيته لملك البرتغال. ولم يفعل ذلك
السلطان فضيل عندما كان فى الحكم رغم أنه لم يكن له من الأمر
شىء. وهذا السلطان هو أخر سلاطين أسرة المهدلى العربية
التى حكمت سلطنة كلوة الإسلامية فى أواخر العصور الوسطى.