الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
المكتفى بالله
هو أبو محمد على بن المعتضد، تولى الخلافة فى (ربيع الآخر
سنة 289هـ= مارس سنة 902م) عقب وفاة أبيه، وعمره خمس
وعشرون سنة، ورغم أنه كان حسن السيرة محبوبًا لدى الرعية
فإنه لم يكن يتمتع بما كان يتمتع به أبوه «المعتضد» ، من قوة
الشخصية والحزم، فكانت خلافته تمهيدًا لعودة الأمور إلى
أوضاعها السابقة، وفترة انتقالية بين «صحوة الخلافة»
وانتكاستها. وقد شهد عهد «المكتفى» أحداثًا كثيرة، منها:
ازدياد خطر القرامطة وتهديدهم للشام و «الحجاز» و «اليمن» ، وقد
جرت على يد زعيمهم «زكرويه بن مهرويه» مذابح بشعة ضد
حجاج بيت الله الحرام وعامة الناس، ونشروا الفزع فى أنحاء
العالم الإسلامى، واستطاع «زكرويه» أن يهزم جيشًا للخليفة
«المكتفى» ، وأن يقتل منه عددًا كبيرًا، فأعد له «المكتفى»
جيشًا حشد فيه أكفأ القواد، نجح فى قتل «زكرويه» وكثيرًا من
أتباعه عام (294هـ= 907م)، وتتبعهم فى «العراق» ، ولكنه لم
يستطع القضاء عليهم تمامًا، فظلوا من بعده مصدر خطر مؤكد
على كيان الخلافة. ومما شهده عصر «المكتفى» أيضًا من
أحداث: تولية «المكتفى» «أبى الهيجاء عبدالله بن حمدان
التغلبى» ولاية «الموصل» والبلاد التابعة لها سنة (293هـ=906م)،
وكان ذلك مقدمة لاستقلال الحمدانيين بالموصل - فيما بعد -
وضمهم «حلب» إليها، ونشأة «الأسرة الحمدانية» . تُوفِّى
«المكتفى» وفاة طبيعية فى (ذى القعدة سنة 295هـ= أغسطس
سنة 908م)، وترك خزانة الدولة ممتلئة بالأموال، وقد أرجع
المؤرخون ذلك إلى الجهد الذى بذله أبوه «المعتضد» فى جلب
أسباب الاستقرار الاقتصادى إلى الدولة، وحسن سيرة
«المكتفى بالله» .