الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
جلال الدين المنكبرتى
أحد سلاطين الدولة الخوارزمية فى المشرق الإسلامى، تولى
الحكم بعد وفاة أبيه السلطان «محمد خوارزمشاه» سنة 617هـ
استطاع جلال الدين تكوين جيش كبير بلغ ثلاثين ألف مقاتل،
وانضمت إليه الفلول التى كانت هاربة من المغول، نجح فى
إلحاق هزيمة كبيرة بمقدمة أرسلها المغول للبحث عنه فى هذه
المنطقة فى سنة (618هـ. (خشى «جنكيزخان» أن يتسع نفوذ
«جلال الدين» فأرسل جيشًا كبيرًا بقيادة أحد كبار القادة
المغول لمحاربته، فالتقى الجيشان بالسهول القريبة من
«بروان» ، واستطاع «جلال الدين» أن يلحق هزيمة ساحقة
بالجيش المغولى، وسمع الناس بذلك ففرحوا فرحًا شديدًا، وثار
أهالى «هراة» فى وجه رئيس الحامية المغولى وقتلوه هو
وجنوده، فبعث «جنكيز» بابنه «تولوى» إلى هذه المدينة،
فدمرها وقتل جميع سكانها، وخرج «جنكيز» بنفسه على رأس
جيش كبير لملاقاة «جلال الدين» ، فى الوقت الذى حدث فيه
خلاف بين اثنين من قادة «جلال الدين» على توزيع الغنائم،
وانسحب أحدهما بجنوده تاركًا «جلال الدين» فى هذه الظروف
الحرجة، فاضطر إلى الانسحاب بجنوده صوب بلاد «الهند» - حين
سمع بقدوم المغول- ولكن «جنكيز» أدركه، ودارت بينهما معركة
حامية؛ أبلى فيها «جلال الدين» بلاءً حسنًا، ولكن جيش
«جنكيز» كان أقوى عدة وأكثر عددًا فأدرك «جلال الدين» أنه
لا فائدة من القتال، وانطلق صوب «نهر السند» وعبره بجنوده،
فلم يصل منهم إلى الجانب الآخر من النهر إلا أربعة آلاف فارس،
وبقى «جلال الدين» فى بلاد «الهند» بضع سنوات (618 - 622
هـ)، ثم عاد بعدها إلى إيران. انتهز «جلال الدين» فرصة انشغال
المغول عن البلاد الفارسية بعد وفاة «جنكيز» وانطلق بجيشه
نحو «إيران» ، وعبر «نهر السند» ، ودخل فى حروب عديدة مع
مَن رآهم سببًا فيما حلَّ بالدولة الخوارزمية، فحارب «الأتابكة»
فى «فارس» و «كرمان» و «يزد» ، ثم حارب الخليفة العباسى،
وانتصر عليهم جميعًا، ولكن مجموعة من الولاة الذين يحكمون
بلاد «ما وراء النهر» بقيادة «الملك الأشرف الأيوبى» فى
«الموصل» ، تمكنوا من إلحاق الهزيمة بجلال الدين، فاستغل
«الإسماعيلية» الفرصة وأرسلوا إلى «أوكتاى» إمبراطور
المغول يخبرونه بأن الحلف العربى هزم «جلال الدين» ، وقد أقدم
«الإسماعيلية» على ذلك لأن «جلال الدين» حاربهم من قبل
وانتصر عليهم، فجرد «أوكتاى» جيشًا كبيرًا قوامه (50) ألف
جندى بقيادة أشهر قواده «جرماغون» ، الذى تمكن من مطاردة
«جلال الدين» وتفريق جيشه، ففر «جلال الدين» فى سنة
(628هـ) إلى «الجبال الكردية» الواقعة فى منطقة «جبال بكر» ،
فقتله هناك أحد الأكراد حين عرف أنه السلطان، ثأرًا لمقتل أخيه
على يد جيش «جلال الدين» فى إحدى الحروب.