الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
*
منليك الثانى ملك الحبشة (إثيوبيا)
وُلد منليك الثانى فى عام (1844م) وكان والده ملكًا على إقليم
شوا فى الجزء الشرقى من هضبة الحبشة، وعندما ظهر تيودور
وأصبح ملكًا على الحبشة أخذ فى القضاء على منافسيه ومنهم
والد منليك الذى مات فى معركة معه فى عام (1855م)، وقبض
تيودور على منليك وأخذه رهينة وسجنه، لكنه فر من سجنه
وعاد إلى إقليم شوا وأعلن نفسه ملكًا على هذا الإقليم فى عام
(1865م)، وظل ينافس الملك يوحنا بن تيودور، فتحالف معه
الأخير وصاهره، فتفرغ منليك للقضاء على السلطنات والإمارات
الإسلامية التى تقع فى بلاد الحبشة وفى بلاد الزيلع المجاورة
لها. وواتته الفرصة بموت الملك يوحنا فتولى منليك عرش الحبشة
كلها وورث جيش سلفه والكميات الضخمة من العتاد والأسلحة
الحديثة التى أهدتها له بريطانيا، وتلك التى كان يوحنا قد حصل
عليها من روسيا وإيطاليا. وبهذه الأسلحة وبمساعدة الإرساليات
التنصيرية الأوربية وبدعم من الدول الأوربية استطاع منليك أن
يُنفذ سياسته فى القضاء على السلطنات الإسلامية، مثل: سلطنة
هرر، وسيداما، وجيما وغيرها، واستولى عليها فى عام
(1887م) بعد أن انسحب منها الجيش المصرى بضغط من الدول
الأوربية، وكانت مصر قد بسطت حكمها على تلك المناطق وحتى
بلاد الصومال منذ عهد الخديو إسماعيل. كما كان من أهداف
منليك القضاء على قبائل الجالا (الَاوروموالآن)، التى ازداد
خطرها وكثر عددها حتى أصبحت تمثل نصف سكان الحبشة،
بخلاف أنها اعتنقت الإسلام؛ ولذلك أصبح معظم سكان الحبشة
من المسلمين، مما مثَّل خطرًا كبيرًا على منليك وعلى المسيحية،
وكان من أهم هذه القبائل قبائل الوللوجالا التى كانت تقيم فى
قلب هضبة الحبشة وسط الممالك المسيحية، فحاربها منليك
وانتصر على ملكها السلطان محمد على وخيَّره بين القتل أو
اعتناق المسيحية، فتنصَّر شكلاً وتسمَّى بالرأس ميخائيل وزوجه
منليك من ابنته أريجاش وأنجب منها ولدًا سمَّاه ليج ياسو أى:
قلب يسوع. ولما لم يكن لمنليك أبناء ذكور فقد جعل حفيده هذا
وليًّا للعهد. ولما مات منليك فى عام (1913م) أصبح ليج ياسو
ملكًا على بلاد الحبشة (إثيوبيا الآن)، وفى التوِّ أعلن هذا الملك
إسلامه وبدأ ينشر الإسلام ويبنى المساجد؛ فتآمرت عليه الدول
الأوربية والكنيسة المصرية والإثيوبية وعزلته عن الحكم فى عام
(1917م)، وخلفه الإمبراطور هيلاسلاسى أخر ملوك الحبشة من
هذه الأسرة الحاكمة.