الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وليس في منهج ابن جماعة جديد -إذ هو مقلد لمن سبقه، وكأنه اعتمد على من سلك هذا المنهج في إيراد نصوص الصفات من الآيات والأحاديث والكلام في تأويلها، وذلك مثل أبي الحسن الطبري، وابن فورك، والبيهقي، وقد نص في بعض المواضع على نقله من الأخير (1) .
-
ناصر الدين البيضاوي
(2) : ت 685هـ على الراجح.
وهناك أقوال أخرى في وفاته منها أنه توفي سنة 691هـ (3) ، وقيل أنها كانت سنة 719هـ (4) ، ولكن الراجح أنه سنة 685هـ، وهو الذي ذكره أغلب مترجميه (5) ، أما ولادته فلم يذكر لها تاريخ لكن من المحتمل أنها كانت في أوائل القرن السابع أو قبله بقليل (6) ،والبيضاوي عاش أغلب عمره بين شيراز وتبريز في بلاد فارس، والغرض من ذكر ما سبق بيان مدى معاصرته لابن تيمية، وأنه لم يقدم إلى الشام ولا إلى مصر، ومع ذلك اشتهرت مؤلفاته خاصة التنزيل، وكتابه طوالع في الأصول، في أصول الفقه، وتفسيره المسمى أنوار التنزيل، وكتابه طوالع الأنوار في علم الكلام، وكل هذه الكتب عنيَّ بها العلماء فشرحوها ووضعوا عليها حواشي عديدة، غالبها مطبوع، والذي يعنينا هنا كتابه الأخير الذي قال فيه السبكي: " أما الطوالع فهو عندي أجل مختصر ألف في علم
(1) انظر مثلاً: إيضاح الدليل (31-أ) .
(2)
هو عبد الله بن عمر بن محمد البيضاوي الشيرازي، ولي قضاء شيراز مدة، من مؤلفاته أيضاً الغاية القصوى - في الفقه - مطبوع، وغيره كثير، انظر في ترجمته: الطبقات الكبرى للسبكي (8/157) ، والكشكول للحر العاملي (1/52) ، ومفتاح السعادة (1/103) ، إضافة إلى المصادر التالية.
(3)
ممن قال بهذا القول السبكي في الطبقات الوسطى، انظر: حاشية الكبرى (8/157) ، والأسنوي (1/284) ، وابن قاضي شهبة (2/221) .
(4)
انظر: القاضي ناصر الدين البيضاوي وأثره في أصول الفقه د. جلال الدين عبد الرحمن (ص: 169) .
(5)
ممن ذكره ابن كثير في البداية والنهاية (13/309) ، والصفدي في الوافي (17/379) وابن العماد في الشذرات (5/392) .
(6)
انظر: القاضي ناصر الدين البيضاوي وأثره في أصول الفقه (ص:137) .
الكلام" (1) ، وأبرز من شرحه شمس الدين أبو الثناء محمود بن عبد الرحمن الأصبهاني المتوفى سنة 749هـ، والذي قدم دمشق سنة 725هـ، وصار يتردد على شيخ الإسلام ابن تيمية ولازمه (2) .
الطوالع يعتبر من كتب الأشاعرة التي نهجها متأخرو الأشعرية في الاعتماد على المقدمات الطويلة ثم ذكر ما يتعلق بالإلهيات، وقد استغرقت الإلهيات عند البيضاوي ما يقارب ثلث الكتاب فقط، والباقي في المقدمات العقلية والطبيعية وما شابهها (3) ، وليس هناك جديد فيما عرضه في مسائل الإلهيات (4) ، سوى أنه قال في مسألة كلام الله " والأطناب في ذلك قليل الجدوى "(5) ، وكأنه ضاق بتناقضات من سبقه في ذلك، ولما عرض لصفات الاستواء واليدين والوجه والعين، ذكر خلاف الأشاعرة فيها ثم قال:" والأولى اتباع السلف في الإيمان بها والرد إلى الله تعالى"(6)، وفي مسألة القدر والكسب عند الأشاعرة قال:" وهو أيضاً مشكل، ولصعوبة هذا المقام أنكر السلف على المناظرين فيه "(7) ، وقد تابعه الأصفهاني في شرحه وأحال على مذهب السلف في القدر، وأن يترك المناظرة فيه ويفوض علمه إلى الله تعالى (8) .
والملاحظ عموماً على شرح
(1) الطبقات الوسطي عن حاشية الكبرى (8/157) ، ونقله عنه ابن قاضي شهبة (2/221) .
(2)
تقدمت ترجمته (ص: 212) ، وشرحه مطبوع، وقد سماه مطالع الأنظار في شرح طوالع الأنوار، وقد أهداه إلى السلطان محمد بن قلاوون، انظر: المقدمة (ص: 3) .
(3)
يقع متن الطوالع في (109)، ولا تبد الإلهيات إلا من (ص: 66) .
(4)
هذا في كتابه طوالع الأنوار، أما تفسيره فالمشهور أنه اعتمد على تفسير الزمخشري والرازي، لكنه لمن يساير صاحب الكشاف في اعتزالياته، بل رد على المعتزلة (انظر مثلاً: تفسيره أنوار التنزيل 1/109، مع حاشية شيخ زاده) ، حيث انتصر للأشاعرة، وما ذكره رونسون، ومحمد حسين الذهبي من مسايرته لصاحب الكشاف في بعض اعتزالياته يحتاج إلى استقصاء وتتبع، والأمثلة التي ذكروها لا تقوى على مثل هذا الجزم، انظر: دائرة المعارف الإسلامية (9/33) ، - ط الشعب - والتفسير والمفسرون (1/297)، والقاضي ناصر الدين البيضاوي وأثره في أصول الفقه (ص: 220-235) .
(5)
طوالع الأنوار (ص: 79) .
(6)
المصدر السابق: والصفحة نفسها، ولعل هذا تفويض أو سوء فهم لمذهب السلف.
(7)
المصدر السابق (ص:84) .
(8)
انظر: مطالع الأنظار - للأصفهاني - (ص: 193) .