الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إذا أصطبحت ثلاثا
…
وكان عودى نديمى
والكأس تضحك [1] ضحكا
…
من كفّ ظبى رخيم
فما علىّ طريق
…
لطارقات الهموم
فما رأيت أحسن مما حكى حاله فى غنائه ولا سمعت أحسن مما غنّى. ومن صنعته وشعره قوله:
صدع البين الفؤادا
…
إذ به الصائح نادى
بينما الأحباب مجمو
…
عون إذ صاروا فرادى
فأتى بعض بلادا
…
وأتى بعض بلادا
كلما قلت تناهى
…
حدثان [2] الدّهر زادا
ذكر أخبار وجه القرعة
هو أبو جعفر محمد بن حمزة بن نصير الوصيف مولى المنصور، ويلقّب وجه القرعة، أحد المغنّين الحذّاق الضّرّاب الرواة. أخذ الغناء عن إبراهيم الموصلىّ وطبقته. وكان حسن الأداء طيّب الصوت لا علّة فيه، إلا أنه كان إذا غنّى الهزج خاصّة خرج لا لسبب يعرف، إلا أنه [إن [3]] تعرّض للحنين فى جنس من الأجناس فلا يصح له البتة.
وروى أبو الفرج بسنده عن محمد الهاشمىّ أنه شهد إسحاق بن إبراهيم الموصلىّ عند عمه هارون بن عيسى وعنده محمد بن الحسن بن مصعب، قال: فأتانا محمد بن
[1] فى الأغانى: «تغرب» .
[2]
- هذه رواية الأغانى. وفى الأصل:
كلما قلت تناهت
…
حادثات الدهر زادا
[3]
زيادة عن الأغانى.
حمزة وجه القرعة، وكان شرس الأخلاق أبىّ النفس، وكان إذا سئل الغناء أباه، فإذا أمسك عنه كان هو المبتدئ به؛ فأمسكنا عنه حتى طلب العود فأتى به فغنّى:
مرّ بى سرب ظباء
…
رائحات من قباء
زمرا نحو المصلّى
…
يتمشّين حذائى
فتجاسرت وألقي
…
ت سرابيل الحياء
وقديما كان لهوى
…
وفنونى بالنساء
قال: وكان يحسنه ويجيده، فجعل إسحاق يشرب ويستعيده حتى شرب ثلاثة أرطال، ثم قال: أحسنت يا غلام! هذا الغناء لى وأنت تتقدّمنى فيه! ولا يخلق الغناء ما دام مثلك ينشأ فيه.
وقال أيضا: كنا فى البستان المعروف ببستان خالص النصرانىّ ببغداد، ومعنا محمد ابن حمزة وجه القرعة وهو يغنينا:
يا دار أقفر رسمها
…
بين المحصّب والحجون
يا بشر إنى فاعلمى
…
والله مجتهداً يمينى
ما إن صرمت حبالكم
…
فصلى حبالى أو ذرينى
فإذا برجل راكب على حمار يؤمّنا وهو يصيح: أحسنت والله! فقلنا: أصعد إلينا كائنا من كنت؛ فصعد وقال: لو منعتمونى من الصعود لما امتنعت؛ ثم سفر اللثام عن وجهه فإذا هو مخارق. فقال: يا أبا جعفر، أعد علىّ صوتك فأعاده، وشرب رطلا من شرابنا وقال: لولا أنى مدعوّ الخليفة لأقمت عندكم واستمعت هذا الغناء الذى هو أحسن من النزهة غبّ المطر.
وله مع إسحاق بن إبراهيم ومخارق أخبار شهدا له فيها بحسن الصنعة؛ وكفاه ذلك فضلا فى صناعته.