الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال هارون بن علىّ المنجّم:
غصن على دعص نقّا منهال
…
سعى بكأس مثل لمع الآل
وفاتنات الطّرف والدّلال
…
هيف الخصور رجّح الأكفال
يأخذن من طرائف الأرمال
…
ومحكم الخفاف والثّقال
تجرى مع النّاس بلا انفصال
…
مثل اختلاط الخمر بالزّلال
تدعو إلى الصّبوة كلّ سال
…
تصرع كلّ فاتك بطّال
بين حرام اللهو والحلال
…
أكرم من مصارع الأبطال
وقال شاعر يذمّ مغنّيا:
ومغنّ بارد النّغ
…
مة مختلّ اليدين
ما رآه أحد فى
…
دار قوم مرّتين
صوته أقطع للّذّ
…
ات من سطوة بين
وقال ابن الرومىّ:
فظلت أشرب بالأرطال لا طربا
…
عليه بل طلبا للسّكر والنّوم
ذكر ما قيل فى وصف آلات الطرب
فمن ذلك ما وصف به العود. نظم أبو الفتح محمود المعروف بكشاجم قول الحكماء: إنّ العود مركّب على الطبائع الأربع، فقال:
شدت فجلت أسماعنا بمخفّف
…
يحدّثها عن سرّها وتحدّثه
مشاكلة أوتاره فى طباعها
…
عناصر منها أحدث [1] الخلق محدثه
فللنار منه الزّير والبمّ أرضه
…
وللريح مثناه وللماء مثلثه
[1] فى ديوان كشاجم: «ألف الخلق» .
وكلّ امرئ يرتاح منه لنغمة
…
على حسب الطّبع الذى منه يبعثه
شكاضرب يمناها فظلّت يسارها
…
تطوّقه طورا وطورا ترعّثه
فما برحت حتى أرتنا مخارقا
…
يجاوبه فى أحسن النّقر عثعثه
وحتى حسبت البابليّين [2] ألقيا
…
على لفظها السّحر الذى فيه تنفثه
وقال آخر:
جاءت بعود تناغيه فيسعدها
…
انظر بدائع ما تأتى به الشّجر
غنّت على عوده الأطيار من طرب
…
رطبا، فلما ذوى غنّت به البشر
فلا يزال عليه أو به طرب
…
يهيجه الأعجمان: الطير والوتر
وقال آخر:
سقى الله أرضا أنبتت عودك الذى
…
ذكت منه أنفاس وطابت مغارس
تغنّت عليه الورق والعود أخضر
…
وغنّت عليه الغيد والعود يابس
وقال آخر:
لا تحسب العود إن غنّتك شادنة
…
جاءتك بالطّيف فيه نغمة الوتر
وإنما الطير ألقت عنده خبرا
…
فعذّبوه فنمّ العود بالخبر
وقال آخر:
فكأنه فى حجرها ولد لها
…
ضمّته بين ترائب ولبان
طورا تدغدغ بطنه فإذا هفا
…
عركت له أذنا من الآذان
وقال الناجم:
إذا احتضنت عودها عابث
…
وناغته أحسن أن يعربا
تدغدغ فى مهل بطنه
…
فيسمعنا مضحكا معجبا
[1] يريد هاروت وماروت اللذين ورد ذكرهما فى القرآن الكريم.
وقال الحمدونىّ:
وناطق بلسان لا ضمير له
…
كأنه فخذ نيطت إلى قدم
يبدى ضمير سواه فى الحديث كما
…
يبدى ضمير سواه الخطّ بالقلم
وقال كشاجم:
جاءت بعود كأنّ نغمته
…
صوت فتاة تشكو فراق فتى
مخفّف خفّت النفوس به
…
كأنما الزّهر حوله نبتا
دارت ملاويه فيه واختلفت
…
مثل اختلاف الكفّين شبّكتا
لو حرّكته وراء منهزم
…
على بريد لعاج والتفتا
يا حسن صوتيهما كأنّهما
…
أختان فى صنعة تراسلتا
وهو على ذا ينوب إن سكتت
…
عنها، وعنه تنوب إن سكتا
وقال أيضا:
وجارية مثل شمس النّهار
…
أو البدر بين النجوم الدّرارى
أتتك تميس بقدّ القضيب
…
وترنو بعين مهاة القفار
وترفل فى مصمت أبيض
…
تلوّن من خدّها الجلّنارى
وتحمل عودا فصبح الجواب
…
يشارك أرواحنا فى المجارى
له عنق كذراع الفتاة
…
ودستانة بمكان السّوار
فجادت عليه وجادت له
…
بعسف اليمين ولطف اليسار
فما أمهلته ولا نهنهته
…
من الظّهر حتى تقضّى النهار
ولمّا تغنّت غناء الوداع
…
بكيت وقلت لبعض الجوارى:
لئن عشت عند هزار اللّقاء
…
لقد متّ عند هزار الإزار
وقال أيضا:
وكثيرة النّغمات تحسبها
…
فى كلّ عضو أوتيت حلقا
غنّت فظلت إخالنى طربا
…
أسمو إلى الأملاك أو أرقى
وتكلّمت أوتارها فأنا
…
فيها أخبّر بالذى ألقى
تحكى أنينى وهى شاكية
…
مما أجنّ وتشتكى عشقا
وترى لها عودا تعانقه
…
وكلامه وكلامها وفقا
لو لم تحرّكه أناملها
…
كان الهواء يفيده نطقا
جسّته عالمة بحالته
…
جسّ الطبيب لمدنف عرقا
فحسبت يمناها تحرّكه
…
رعدا، وخلت يسارها برقا
وقال أيضا:
تميس من الوشى فى حلّة
…
تجرّر من فضل أذيالها
وتحمل عودا فصيح الجواب
…
يضاهى اللّحون بأشكالها
له عنق مثل ساق الفتاة
…
ودستانة مثل خلخالها
فظلّت تطارح أوتاره
…
بأهزاجها وبأرمالها
وتعمل جسّا لجسّ العروق
…
وتلوى الملاوى بأمثالها
وقال آخر يصف الطّنبور:
مخطف الخصر أجوف
…
جيده نصف سائره
أنطقته يدا فتى
…
فاتر اللّحظ ساحره
فجلا عن ضميره
…
ما حوى فى خواطره
وقال سيف الدين المشدّ فى دفّ:
وطاريّة قرعت طارها
…
وغنّت عليه بصوت عجيب
فعاينت شمس الضّحى أقبلت
…
وبدر تقدّمها عن قريب
وقال أيضا يصف شبّابة:
وعارية من كلّ عيب، حبيبة
…
إلى كل قلب بات بالبين مجروحا
لها جسد ميت يعيش بنفخة
…
متى داخلته الريح صارت به روحا
تعيد الذى يلقى عليها بلذّة
…
تزيد فؤاد الصّبّ وجدا وتبريحا
وتنطق بالسحر الحلال عن الهوى
…
وتوحى إلى الأسماع أطيب ما يوحى