الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
النمط التاسع
التوّاب، الشاكر، الولىّ، الحسيب، الوكيل، القريب، الصادق، البرّ، الباقى، الخلّاق. قال: هذا القسم مرتّب على سلوك مقامات السالكين؛ فالتوّاب للتائبين، والشاكر للشاكرين، والولىّ للأولياء، والحسيب لأهل الكفاية، والوكيل للمتوكّلين، والقريب من أهل القرب، والصادق مع الصادقين، والبرّ مع أهل البرّ، والباقى مع الشهداء، والخلّاق لذوى الاعتبار. وللمشايخ فى هذا الميدان مجال رحب بحسب اختلاف أحوالهم.
النمط العاشر
الهادى، الخبير، المبين، علّام الغيوب، ذو الجلال والإكرام، القدّوس، السلام، المؤمن، وينتظم فى ذلك المعزّ، والمذلّ، وما فى آخر سورة الإخلاص. قال:
فالهادى، والخبير، والمبين، لمن أراد كشف عواقب الأمور بجوع وسهر؛ ويذكر هذه الأسماء وعلى رأس مائة من أعداد الذكر يقول: اهدنى يا هادى، وخبّرنى يا خبير، وبيّن لى يا مبين؛ ويسمّى ما يريده وذلك فى جوف الليل، فإذا أدركه النوم مثّل له كشف ما أراده من أىّ نوع شاء. هذا مختصر ما قاله البونى فى ترتيب أسماء الله الحسنى.
وأمّا ما ورد فى الاسم الأعظم؛ فقد
روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه سمع رجلا يقول: اللهم إنى أسألك أنى أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت الأحد، الصمد، الّذى لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد؛ فقال:«لقد سألت الله بالاسم الذى إذا سئل به أعطى وإذا دعى به أجاب»
. وعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال: دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجد فإذا رجل من
الأنصار يقال له أبو عيّاش [1] الزّرقىّ يصلّى، فدنوت منه، فدعا فى صلاته: اللهم إنى أسألك- بأن لك الحمد لا إله إلا أنت المنّان بديع السموات والأرض ذو الجلال والإكرام- أن تغفر لى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد دعا الله باسمه الأعظم الذى إذا دعى به أجاب وإذا سئل به أعطى»
. وعن أسماء بنت يزيد رضى الله عنها أن النبىّ صلى الله عليه وسلم قال: «اسم الله الأعظم فى هاتين الايتين وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ
» وفاتحة سورة آل عمران الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
. وعن أبى أمامة واسمه صدىّ بن عجلان الباهلىّ رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن اسم الله الأعظم لفى ثلاث سور من القرآن فى البقرة وآل عمران وطه»
. قال فآلتمستها فوجدت فى البقرة آية الكرسى اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
، وفاتحة آل عمران الم اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ
، وفى طه وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ.
والأدعية المختارة كثيرة وقد أتينا منها بما فيه كفاية لمن توجّه إلى الله تعالى وسأله.
ولنختم هذا الباب بما ختم به البخارىّ كتابه: كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان فى الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
[1] فى أحد الأصلين: «أبو العباس» وفى الآخر: «أبو عياس» بالسنين المهملة وهو محرف عن أبى «عياش» الزرقىّ الأنصارى وهو صحابى روى عن النبى صلى الله عليه وسلم حديث صلاة الخوف بعسفان كما فى تهذيب التهذيب.