الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
التَّدَاوِي مِنْ الْعُذْرَة
(1)
(خ م جة حم)، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيَّةَ رضي الله عنها (2) قَالَتْ:(دَخَلْتُ بِابْنٍ لِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَعْلَقْتُ عَلَيْهِ (3) مِنْ الْعُذْرَةِ) (4)(فَقَالَ: " عَلَامَ تَدْغَرْنَ (5) أَوْلَادَكُنَّ بِهَذَا الْإِعْلَاقِ (6)؟) (7)(عَلَيْكُنَّ بِهَذَا الْعُودِ الْهِنْدِيِّ (8) فَإِنَّ فِيهِ سَبْعَةَ أَشْفِيَةٍ (9)) (10)(يُسْتَعَطُ (11) بِهِ مِنْ الْعُذْرَةِ ، وَيُلَدُّ (12) بِهِ مِنْ ذَاتِ الْجَنْبِ ") (13).
وفي رواية (14): عَلَامَ تُعَذِّبْنَ أَوْلَادَكُنَّ؟ ، إِنَّمَا يَكْفِي إِحْدَاكُنَّ أَنْ تَأخُذَ قُسْطًا هِنْدِيًّا (15) فَتَحُكَّهُ بِمَاءٍ سَبْعَ مَرَّاتٍ ، ثُمَّ تُوجِرَهُ (16) إِيَّاهُ ، وفي رواية:(ثُمَّ تُسْعِطَهُ إِيَّاهُ ") ، فَفَعَلُوا فَبَرَأَ.
(1) الْعُذْرَة: وَجَعٌ فِي الْحَلْقِ يَعْتَرِي الصِّبْيَانِ غَالِبًا.
وَقِيلَ: هِيَ قُرْحَة تَخْرُجُ بَيْن الْأُذُنِ وَالْحَلْقِ، أَوْ فِي الْخُرْم الَّذِي بَيْن الْأَنْفِ وَالْحَلْق قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَخْرُجُ غَالِبًا عِنْد طُلُوع الْعُذْرَة؛ وَهِيَ خَمْسَةُ كَوَاكِبٍ تَحْت الشِّعْرَى الْعَبُور ، وَيُقَال لَهَا أَيْضًا: الْعَذَارَى، وَطُلُوعُهَا يَقَعُ وَسَطَ الْحَرّ. فتح الباري (ج 16 / ص 206)
(2)
هِيَ مِنْ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلِ اللَّاتِي بَايَعْنَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأُخْتُ عُكَاشَةَ بْنِ مِحْصَنٍ.
(3)
الْإعْلَاق: غَمْزُ الْعُذْرَة وَهِيَ اللهَاة بِالْأُصْبُعِ. فتح الباري (ج 16 / ص 233)
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَكَذَا يَقُول الْمُحَدِّثُونَ (أَعْلَقْت عَلَيْهِ) وَإِنَّمَا هُوَ (أَعْلَقْت عَنْهُ) ، وَمَعْنَى " أَعْلَقْت عَنْهُ " دَفَعْت عَنْهُ الْعُذْرَةَ بِالْأُصْبُعِ وَنَحْوهَا. عون (8/ 401)
(4)
(خ) 5383 ، (م) 87 - (2214)
(5)
الدَّغْر: غَمْز الْحَلْق ، أَيْ: أنها تَغْمِزُ حَلْقَ الْوَلَدِ بِأُصْبُعِهَا، فَتَرْفَعُ ذَلِكَ الْمَوْضِعَ وَتَكْبِسُهُ. شرح النووي (ج7 /ص358)
(6)
أَيْ: بِهَذَا الْعَصْرِ وَالْغَمْز. عون المعبود - (ج 8 / ص 401)
(7)
(م) 87 - (2214) ، (خ) 5383
(8)
قَالَ أَبُو دَاوُد: يَعْنِي بِالْعُودِ الْقُسْطَ.
(9)
وَقَعَ الِاقْتِصَارُ فِي الْحَدِيثِ مِنَ السَّبْعَةِ عَلَى اثْنَيْنِ ، فَإِمَّا أَنْ يَكُونَ ذَكَرَ السَّبْعَةَ فَاخْتَصَرَهُ الرَّاوِي ، أَوِ اقْتَصَرَ عَلَى الِاثْنَيْنِ لِوُجُودِهِمَا حِينَئِذٍ دُونَ غَيْرِهِمَا ، وَسَيَأتِي مَا يُقَوِّي الِاحْتِمَالَ الثَّانِي.
وَقَدْ ذَكَرَ الْأَطِبَّاءُ مِنْ مَنَافِعِ الْقُسْطِ أَنَّهُ يُدِرُّ الطَّمْثَ وَالْبَوْلَ ، وَيَقْتُلُ دِيدَانَ الْأَمْعَاءِ وَيَدْفَعُ السُّمَّ ، وَحُمَّى الرِّبْعِ ، وَالْوِرْدِ ، وَيُسَخِّنُ الْمَعِدَةَ ، وَيُحَرِّكُ شَهْوَةَ الْجِمَاعِ وَيُذْهِبُ الْكَلَفَ طِلَاءً ، فَذَكَرُوا أَكْثَرَ مِنْ سَبْعَةٍ.
وَأَجَابَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ بِأَنَّ السَّبْعَةَ عُلِمَتْ بِالْوَحْيِ ، وَمَا زَادَ عَلَيْهَا بِالتَّجْرِبَةِ ، فَاقْتَصَرَ عَلَى مَا هُوَ بِالْوَحْيِ لِتَحَقُّقِهِ.
وَقِيلَ ذَكَرَ مَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ دُونَ غَيْرِهِ ، لِأَنَّهُ لَمْ يُبْعَثْ بِتَفَاصِيلِ ذَلِكَ.
قُلْتُ: وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ السَّبْعَةُ أُصُولُ صِفَةِ التَّدَاوِي بِهَا ، لِأَنَّهَا إِمَّا طِلَاءٌ ، أَوْ شُرْبٌ ، أَوْ تَكْمِيدٌ ، أَوْ تَنْطِيلٌ ، أَوْ تَبْخِيرٌ ، أَوْ سَعُوطٌ ، أَوْ لَدُودٌ ، فَالطِّلَاءُ يَدْخُلُ فِي الْمَرَاهِمِ ، وَيُحَلَّى بِالزَّيْتِ ، وَيُلَطَّخُ ، وَكَذَا التَّكْمِيدُ ، وَالشُّرْبُ يُسْحَقُ وَيُجْعَلُ فِي عَسَلٍ أَوْ مَاءٍ أَوْ غَيْرِهِمَا ، وَكَذَا التَّنْطِيلُ وَالسَّعُوطُ ، يُسْحَقُ فِي زَيْتٍ وَيُقْطَرُ فِي الْأَنْفِ ، وَكَذَا الدُّهْنُ وَالتَّبْخِيرُ وَاضِحٌ ، وَتَحْتَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنَ السَّبْعَةِ مَنَافِعُ لِأَدْوَاءٍ مُخْتَلِفَةٍ ، وَلَا يُسْتَغْرَبُ ذَلِكَ مِمَّنْ أُوتِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَاللهُ أعلم. فتح الباري (ج 16 / ص 206)
(10)
(خ) 5383 ، (م) 87 - (2214)
(11)
هُوَ مَأخُوذ مِنْ السَّعُوط ، وَهُوَ مَا يُصَبُّ فِي الْأَنْف ، قَالَ فِي الْإنْصَاف: بَيَانُ كَيْفِيَّة التَّدَاوِي بِهِ: أَنْ يُدَقَّ الْعُودُ نَاعِمًا ، وَيُدْخَلُ فِي الْأَنْف.
وَقِيلَ: يُبَلُّ وَيُقَطَّرُ فِيهِ. عون المعبود (ج 8 / ص 401)
(12)
اللَّدّ: صَبُّ الدَّوَاء فِي أَحَد شِقَّيْ الْفَم. عون المعبود - (ج 8 / ص 401)
(13)
(خ) 5383 ، (م) 87 - (2214) ، (د) 3877 ، (جة) 3462
(14)
(حم): 14425 وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده قوي على شرط مسلم.
(15)
قَالَ البخاري: الْقُسْطُ وَالْكُسْتُ ، مِثْلُ الْكَافُورِ وَالْقَافُورِ. (خ) 5028
(16)
الوَجُورُ: الدواء يُوجَرُ في وسط الفم ، وتَوَجَّرَ الدواءَ: بَلَعَهُ شيئاً بعد شيء ، والرجل إِذا شرب الماء كارهاً فهو التَّوَجُّرُ والتَّكارُه. لسان العرب (5/ 279)
(خ م)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَا تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ بِالْغَمْزِ مِنَ الْعُذْرَةِ، وَعَلَيْكُمْ بِالْقُسْطِ [الْبَحْرِيِّ (1)] (2) "(3)
(1) قَالَ الْعَيْنِيّ: الْقُسْط نَوْعَانِ: هِنْدِيّ ، وَهُوَ أَسْوَد ، وَبَحْرِيّ ، وَهُوَ أَبْيَض ، وَالْهِنْدِيُّ أَشَدُّهُمَا حَرَارَة. عون المعبود - (ج 8 / ص 401)
(2)
(م) 63 - (1577) ، (حم) 12064
(3)
(خ) 5371 ، (م) 63 - (1577) ، (حم) 12064