الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ، وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا
أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللهَ ، إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (1)
قَالَ الْبُخَارِيُّ ج4ص62: {حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} يَعْنِي: يَغْلِبَ فِي الأَرْضِ.
(1)[الأنفال: 67 - 69]
(خ م د حم)، وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه قَالَ:(أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو بَيْنَ يَدَيْ الرَّحْمَنِ لِلْخُصُومَةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَفِينَا أُنْزِلَتْ: {هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ} (1) قَالَ: هُمْ الَّذِينَ تَبَارَزُوا يَوْمَ بَدْرٍ) (2)(عَلِيٌّ ، وَحَمْزَةُ ، وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ ، وَشَيْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَالْوَلِيدُ بْنُ عُتْبَةَ)(3)(لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ ، " كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَخَبَّرُ عَنْ بَدْرٍ ، فَلَمَّا بَلَغَنَا أَنَّ الْمُشْرِكِينَ قَدْ أَقْبَلُوا سَارَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بَدْرٍ " - وَبَدْرٌ بِئْرٌ - فَسَبَقَنَا الْمُشْرِكُونَ إِلَيْهَا ، فَوَجَدْنَا فِيهَا رَجُلَيْنِ مِنْهُمْ ، رَجُلًا مِنْ قُرَيْشٍ ، وَمَوْلًى لِعُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ ، فَأَمَّا الْقُرَشِيُّ فَانْفَلَتَ ، وَأَمَّا مَوْلَى عُقْبَةَ فَأَخَذْنَاهُ ، فَجَعَلْنَا نَقُولُ لَهُ: كَمْ الْقَوْمُ؟ ، فَيَقُولُ: هُمْ وَاللهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ ، شَدِيدٌ بَأسُهُمْ فَجَعَلَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَالَ ذَلِكَ ضَرَبُوهُ ، حَتَّى انْتَهَوْا بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَهُ: " كَمْ الْقَوْمُ؟ " ، قَالَ: هُمْ وَاللهِ كَثِيرٌ عَدَدُهُمْ ، شَدِيدٌ بَأسُهُمْ " فَجَهَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُخْبِرَهُ كَمْ هُمْ " ، فَأَبَى ، ثُمَّ إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَأَلَهُ: " كَمْ يَنْحَرُونَ مِنْ الْجُزُرِ؟ " ، فَقَالَ: عَشْرًا كُلَّ يَوْمٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " الْقَوْمُ أَلْفٌ ، كُلُّ جَزُورٍ وَتَبَعِهَا لِمِائَةٍ " ، ثُمَّ إِنَّهُ أَصَابَنَا مِنْ اللَّيْلِ طَشٌّ (4) مِنْ مَطَرٍ ، فَانْطَلَقْنَا تَحْتَ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ (5) نَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا مِنْ الْمَطَرِ) (6)(وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا فِينَا إِلَّا نَائِمٌ ، " إِلَّا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَإنَّهُ)(7)(بَاتَ)(8)(تَحْتَ شَجَرَةٍ يُصَلِّي وَيَبْكِي)(9)(فَجَعَلَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ: اللَّهُمَّ أَنْجِزْ لِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ آتِنِي مَا وَعَدْتَنِي ، اللَّهُمَّ إِنَّكَ إِنْ تُهْلِكْ هَذِهِ الْعِصَابَةُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ لَا تُعْبَدْ فِي الْأَرْضِ ، فَمَا زَالَ يَهْتِفُ بِرَبِّهِ ، مَادًّا يَدَيْهِ ، مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ ، حَتَّى سَقَطَ رِدَاؤُهُ عَنْ مَنْكِبَيْهِ (10)" ، فَأَتَاهُ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ الْتَزَمَهُ مِنْ وَرَائِهِ وَقَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ ، كَفَاكَ مُنَاشَدَتُكَ رَبَّكَ فَإِنَّهُ سَيُنْجِزُ لَكَ مَا وَعَدَكَ ، فَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل: {إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنْ الْمَلَائِكَةِ مُرْدِفِينَ} (11) فَأَمَدَّهُ اللهُ بِالْمَلَائِكَةِ) (12) (قَالَ: فَلَمَّا أَنْ طَلَعَ الْفَجْرُ ، " نَادَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: الصَلَاةَ عِبَادَ اللهِ " ، فَجَاءَ النَّاسُ مِنْ تَحْتِ الشَّجَرِ وَالْحَجَفِ ، " فَصَلَّى بِنَا ، وَحَرَّضَ عَلَى الْقِتَالِ ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ جَمْعَ قُرَيْشٍ تَحْتَ هَذِهِ الضِّلَعِ الْحَمْرَاءِ مِنْ الْجَبَلِ) (13)(ثُمَّ عَدَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صُفُوفَ أَصْحَابِهِ، وَفِي يَدِهِ قِدْحٌ (14) يَعْدِلُ بِهِ الْقَوْمَ، فَمَرَّ بِسَوَادِ بْنِ غَزِيَّةَ رضي الله عنه حَلِيفِ (15) بَنِي عَدِيِّ بْنِ النَّجَّارِ ، وَهُوَ مُسْتَنْتِلٌ (16) مِنَ الصَّفِّ، " فَطَعَنَ رَسُولُ اللهِ فِي بَطْنِهِ بِالْقِدْحِ وَقَالَ: اسْتَوِ يَا سَوَادُ "، فَقال: يَا رَسُولَ اللهِ أَوْجَعْتَنِي، وَقَدْ بَعَثَكَ اللهُ بِالْعَدْلِ ، فَأَقِدْنِي، فَقال لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " اسْتَقِدْ "، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ طَعَنْتَنِي وَلَيْسَ عَلَيَّ قَمِيصٌ، " فَكَشَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَطْنِهِ وَقال: اسْتَقِدْ "، فَاعْتَنَقَهُ وَقَبَّلَ بَطْنَهُ) (17) (وقَالَ: إِنَّمَا أَرَدْتُ هَذَا يَا رَسُولَ اللهِ) (18) (فَقال: " مَا حَمَلَكَ عَلَى هَذَا يَا سَوَادُ؟ " ، فَقال: يَا رَسُولَ اللهِ، حَضَرَ مَا تَرَى، فَلَمْ آمَنِ الْقَتْلَ، فَأَرَدْتُ أَنْ يَكُونَ آخِرُ الْعَهْدِ بِكَ أَنْ يَمَسَّ جِلْدِي جِلْدَكَ، " فَدَعَا لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِخَيْرٍ ") (19) (فَلَمَّا دَنَا الْقَوْمُ مِنَّا وَصَافَفْنَاهُمْ ، إِذَا رَجُلٌ مِنْهُمْ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ يَسِيرُ فِي الْقَوْمِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَلِيُّ نَادِ لِي حَمْزَةَ - وَكَانَ أَقْرَبَهُمْ مِنْ الْمُشْرِكِينَ مَنْ صَاحِبُ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ وَمَاذَا يَقُولُ لَهُمْ - ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنْ يَكُنْ فِي الْقَوْمِ أَحَدٌ يَأمُرُ بِخَيْرٍ ، فَعَسَى أَنْ يَكُونَ صَاحِبَ الْجَمَلِ الْأَحْمَرِ " ، فَجَاءَ حَمْزَةُ ، فَقَالَ: هُوَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَهُوَ يَنْهَى عَنْ الْقِتَالِ وَيَقُولُ لَهُمْ: يَا قَوْمُ ، إِنِّي أَرَى قَوْمًا مُسْتَمِيتِينَ ، لَا تَصِلُونَ إِلَيْهِمْ وَفِيكُمْ خَيْرٌ يَا قَوْمِ ، اعْصِبُوهَا الْيَوْمَ بِرَأسِي ، وَقُولُوا: جَبُنَ عُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، وَقَدْ عَلِمْتُمْ أَنِّي لَسْتُ بِأَجْبَنِكُمْ ، فَسَمِعَ ذَلِكَ أَبُو جَهْلٍ ، فَقَالَ: أَنْتَ تَقُولُ هَذَا؟ ، وَاللهِ لَوْ غَيْرُكَ يَقُولُ هَذَا لَأَعْضَضْتُهُ (20) قَدْ مَلَأَتْ رِئَتُكَ جَوْفَكَ رُعْبًا ، فَقَالَ عُتْبَةُ: إِيَّايَ تُعَيِّرُ يَا مُصَفِّرَ اسْتِهِ (21)؟ ، سَتَعْلَمُ الْيَوْمَ أَيُّنَا الْجَبَانُ ، قَالَ: فَبَرَزَ عُتْبَةُ ، وَأَخُوهُ شَيْبَةُ ، وَابْنُهُ الْوَلِيدُ حَمِيَّةً ، فَقَالُوا: مَنْ يُبَارِزُ؟ ، فَخَرَجَ لَهُمْ فِتْيَةٌ مِنْ الْأَنْصَارِ) (22) (فَقَالَ عُتْبَةُ: مَنْ أَنْتُمْ؟ ، فَأَخْبَرُوهُ ، فَقَالَ: لَا حَاجَةَ لَنَا فِيكُمْ ، إِنَّمَا أَرَدْنَا بَنِي عَمِّنَا) (23)(مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " قُمْ يَا عَلِيُّ ، وَقُمْ يَا حَمْزَةُ ، وَقُمْ يَا عُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ")(24)(فَأَقْبَلَ حَمْزَةُ إِلَى عُتْبَةَ ، وَأَقْبَلْتُ إِلَى شَيْبَةَ)(25)(فَقَتَلَ اللهُ تَعَالَى عُتْبَةَ وَشَيْبَةَ ابْنَيْ رَبِيعَةَ)(26)(وَاخْتُلِفَ بَيْنَ عُبَيْدَةَ وَالْوَلِيدِ ضَرْبَتَانِ ، فَأَثْخَنَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ ، ثُمَّ مِلْنَا عَلَى الْوَلِيدِ فَقَتَلْنَاهُ ، وَاحْتَمَلْنَا عُبَيْدَةَ)(27)(وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَنْ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَأسِرُوهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَإِنَّهُمْ خَرَجُوا كُرْهًا)(28)(فَلَمَّا حَضَرَ الْبَأسُ يَوْمَ بَدْرٍ ، اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(29)(وَكَانَ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ بَأسًا ، وَهُوَ أَقْرَبُنَا إِلَى الْعَدُوِّ ")(30)(وَبَيْنَمَا رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ ، يَشْتَدُّ فِي أَثَرِ رَجُلٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ أَمَامَهُ ، إِذْ سَمِعَ ضَرْبَةً بِالسَّوْطِ فَوْقَهُ ، وَصَوْتَ الْفَارِسِ يَقُولُ: أَقْدِمْ حَيْزُومُ ، فَنَظَرَ إِلَى الْمُشْرِكِ أَمَامَهُ فَخَرَّ مُسْتَلْقِيًا ، فَنَظَرَ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ قَدْ خُطِمَ أَنْفُهُ ، وَشُقَّ وَجْهُهُ كَضَرْبَةِ السَّوْطِ ، فَاخْضَرَّ ذَلِكَ أَجْمَعُ ، فَجَاءَ الْأَنْصَارِيُّ فَحَدَّثَ بِذَلِكَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: " صَدَقْتَ ، ذَلِكَ مِنْ مَدَدِ السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ " ، فَقَتَلْنَا مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ سَبْعِينَ ، وَأَسَرْنَا سَبْعِينَ)(31)(فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ قَصِيرٌ بِالْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه أَسِيرًا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هَذَا وَاللهِ مَا أَسَرَنِي ، لَقَدْ أَسَرَنِي رَجُلٌ أَجْلَحُ (32) مِنْ أَحْسَنِ النَّاسِ وَجْهًا ، عَلَى فَرَسٍ أَبْلَقَ (33) مَا أُرَاهُ فِي الْقَوْمِ ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: أَنَا أَسَرْتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ:" اسْكُتْ ، فَقَدْ أَيَّدَكَ اللهُ تَعَالَى بِمَلَكٍ كَرِيمٍ "، قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: فَأَسَرْنَا مِنْ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ: الْعَبَّاسَ ، وعَقِيلًا ، وَنَوْفَلَ بْنَ الْحَارِثِ) (34) (" فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ رضي الله عنهما فَقَالَ: مَا تَرَوْنَ فِي هَؤُلَاءِ الْأُسَارَى (35)؟ " ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا نَبِيَّ اللهِ ، هُمْ بَنُو الْعَمِّ وَالْعَشِيرَةِ ، أَرَى أَنْ تَأخُذَ مِنْهُمْ فِدْيَةً) (36) (فَيَكُونُ مَا أَخَذْنَا مِنْهُمْ قُوَّةً لَنَا عَلَى الْكُفَّارِ ، وَعَسَى اللهُ أَنْ يَهْدِيَهُمْ لِلْإِسْلامِ ، فَيَكُونُونَ لَنَا عَضُدًا) (37) (فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَرَى يَا ابْنَ الْخَطَّابِ؟ " ، فَقَالَ: لَا وَاللهِ يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا أَرَى الَّذِي رَأَى أَبُو بَكْرٍ ، وَلَكِنِّي أَرَى أَنْ تُمَكِّنَّا فَنَضْرِبَ أَعْنَاقَهُمْ ، فَتُمَكِّنَ عَلِيًّا مِنْ عَقِيلٍ ، فَيَضْرِبَ عُنُقَهُ ، وَتُمَكِّنِّي مِنْ فُلَانٍ - نَسِيبًا لِعُمَرَ - فَأَضْرِبَ عُنُقَهُ) (38) (حَتَّى يَعْلَمَ اللهُ أَنَّهُ لَيْسَتْ فِي قُلُوبِنَا هَوَادَةٌ لِلْمُشْرِكِينَ ، فَإنَّ هَؤُلَاءِ صَنَادِيدُهُمْ وَأَئِمَّتُهُمْ وَقَادَتُهُمْ " فَهَوِيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ أَبُو بَكْرٍ ، وَلَمْ يَهْوَ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَأَخَذَ مِنْهُمْ الْفِدَاءَ ") (39) (قَالَ عُمَرُ: فَلَمَّا كَانَ مِنْ الْغَدِ جِئْتُ ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ قَاعِدَيْنِ يَبْكِيَانِ ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنِي مِنْ أَيِّ شَيْءٍ تَبْكِي أَنْتَ وَصَاحِبُكَ؟ ، فَإِنْ وَجَدْتُ بُكَاءً بَكَيْتُ ، وَإِنْ لَمْ أَجِدْ بُكَاءً ، تَبَاكَيْتُ لِبُكَائِكُمَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " أَبْكِي لِلَّذِي عَرَضَ عَلَيَّ أَصْحَابُكَ مِنْ أَخْذِهِمُ الْفِدَاءَ ، لَقَدْ عُرِضَ عَلَيَّ عَذَابُهُمْ أَدْنَى مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ - شَجَرَةٍ قَرِيبَةٍ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم) (40) (وَأَنْزَلَ اللهُ عز وجل:{مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ ، تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (41) أَيْ: مِنْ الْفِدَاءِ ، ثُمَّ أَحَلَّ لَهُمْ اللهُ الْغَنَائِمَ ، فَقَالَ:{فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا} (42) فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ مِنْ الْعَامِ الْمُقْبِلِ ، عُوقِبُوا بِمَا صَنَعُوا يَوْمَ بَدْرٍ مِنْ أَخْذِهِمْ الْفِدَاءَ ، فَقُتِلَ مِنْهُمْ سَبْعُونَ ، وَفَرَّ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَكُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ ، وَهُشِمَتْ الْبَيْضَةُ عَلَى رَأسِهِ ، وَسَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ ، وَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى:{أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا ، قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} (43) أي: بِأَخْذِكُمْ الْفِدَاءَ) (44).
(1)[الحج: 19]
(2)
(خ) 3747
(3)
(خ) 63 ، 3747
(4)
الطَّش من المطر: دون الوابل وفوق الرذاذ.
(5)
الحَجَف: جمع حجفة وهي التُّرس.
(6)
(حم) 948 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(7)
(حم) 1023 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(8)
(حم) 948
(9)
(حم) 1023
(10)
المنكب: مُجْتَمَع رأس الكتف والعضد.
(11)
[الأنفال/9].
(12)
(م) 58 - (1763) ، (ت) 3081
(13)
(حم) 948
(14)
القِداح: السهام حين تبرى ، واحدتها قِدْح.
(15)
الحليف: المتعاهد والمتعاقد على التَّعاضُد والتَّساعُد والاتّفاق.
(16)
أَيْ: خارج.
(17)
معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني: 3133 ، (د) 5224 ، الصَّحِيحَة: 2835
(18)
(د) 5224
(19)
معرفة الصحابة لأبي نعيم الأصبهاني: 3133
(20)
أَيْ: لقلت له: عُضَّ على كذا (شيء سيِّيء)، كقوله صلى الله عليه وسلم:" من تَعزَّى بعَزَاء الجاهلية ، فأعِضُّوه بِهَنِ أبيه ولا تَكْنُوا "
(21)
الاست: العَجُز ، والمؤخرة.
(22)
(حم) 948
(23)
(د) 2665
(24)
(حم) 948
(25)
(د) 2665
(26)
(حم) 948
(27)
(د) 2665
(28)
(حم) 676 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(29)
(حم) 1042 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(30)
(حم) 654 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(31)
(م) 58 - (1763)
(32)
الأجلح: الذي انحسر الشعر عن جانبي رأسه.
(33)
الأبلق: الذي به سواد وبياض.
(34)
(حم) 948
(35)
مشورة النبي لأصحابه في الأسرى ذكرها مسلم كما يبدو برواية معلقة ، لكن الألباني صححها في فقه السيرة ، ص: 236
(36)
(م) 58 - (1763)
(37)
(حم) 208 ، (م) 58 - (1763)
(38)
(م) 58 - (1763)
(39)
(حم) 208 ، (م) 58 - (1763)
(40)
(م) 58 - (1763)
(41)
[الأنفال/67، 68]
(42)
[الأنفال/69]
(43)
[آل عمران/165]
(44)
(حم) 221 ، (م) 58 - (1763) ، انظر فقه السيرة ص236، والإرواء تحت حديث: 1218
(ت حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:(" لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ أَسْرَعَ النَّاسُ فِي الْغَنَائِمِ)(1)(قَبْلَ أَنْ تَحِلَّ لَهُمْ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ، فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} (2)) (3).
(1)(حم) 7427 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(2)
[الأنفال/67 - 69]
(3)
(ت) 3085 ، (د) 2690
(خ م ت حم)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" غَزَا نَبِيٌّ مِنْ الْأَنْبِيَاءِ، فَقَالَ لِقَوْمِهِ: لَا يَتْبَعْنِي رَجُلٌ مَلَكَ بُضْعَ (1) امْرَأَةٍ ، وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بِهَا ، وَلَمَّا يَبْنِ بِهَا (2)) (3)(وَلَا آخَرُ قَدْ بَنَى بُنْيَانًا ، وَلَمَّا يَرْفَعْ سَقْفَهَا ، وَلَا آخَرُ قَدْ اشْتَرَى غَنَمًا ، أَوْ خَلِفَاتٍ (4) وَهُوَ مُنْتَظِرٌ وِلَادَهَا، قَالَ: فَغَزَا ، فَأَدْنَى لِلْقَرْيَةِ (5) حِينَ صَلَاةِ الْعَصْرِ ، أَوْ قَرِيبًا مِنْ ذَلِكَ ، فَقَالَ لِلشَّمْسِ: أَنْتِ مَأمُورَةٌ ، وَأَنَا مَأمُورٌ ، اللَّهُمَّ احْبِسْهَا عَلَيَّ شَيْئًا ، فَحُبِسَتْ عَلَيْهِ حَتَّى فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ، قَالَ: فَجَمَعُوا مَا غَنِمُوا) (6)(- وَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ سُودِ الرُّءُوسِ مِنْ قَبْلِكُمْ، كَانَتْ تَنْزِلُ نَارٌ مِنَ السَّمَاءِ فَتَأكُلُهَا -)(7)(فَجَاءَتْ النَّارُ لِتَأكُلَهَا ، فَلَمْ تَطْعَمْهَا، فَقَالَ: إِنَّ فِيكُمْ غُلُولًا (8) فَلْيُبَايِعْنِي مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ رَجُلٌ) (9)(فَبَايَعُوهُ، فَلَصِقَتْ يَدُ رَجُلٍ بِيَدِهِ، فَقَالَ: فِيكُمْ الْغُلُولُ، فَلْتُبَايِعْنِي قَبِيلَتُكَ، فَبَايَعَتْهُ فَلَصِقَتْ بِيَدِ رَجُلَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةٍ، فَقَالَ: فِيكُمْ الْغُلُولُ ، أَنْتُمْ غَلَلْتُمْ، قَالَ: فَأَخْرَجُوا لَهُ مِثْلَ رَأسِ بَقَرَةٍ مِنْ ذَهَبٍ، فَوَضَعُوهُ فِي الْمَالِ وَهُوَ بِالصَّعِيدِ (10) فَأَقْبَلَتْ النَّارُ فَأَكَلَتْهُ، فَلَمْ تَحِلَّ الْغَنَائِمُ لِأَحَدٍ مِنْ قَبْلِنَا ، ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ تبارك وتعالى رَأَى ضَعْفَنَا وَعَجْزَنَا) (11)(فَأَحَلَّهَا)(12)(وَطَيَّبَهَا لَنَا ")(13)
(1)(الْبُضْع) بِضَمِّ الْبَاء: فَرْج الْمَرْأَة.
(2)
البناء: الدخول بالزوجة.
(3)
(خ) 2956
(4)
(الْخَلِفَات) هِيَ الإبل الْحَوَامِل.
(5)
أَيْ: قَرُبَ ، مَعْنَاهُ: أَدْنَى جُيُوشه وَجُمُوعه لِلْقَرْيَةِ. شرح النووي (6/ 192)
(6)
(م) 32 - (1747) ، (خ) 2956 ، (حم) 8221
(7)
(ت) 3085 ، (حم) 7427 ، صحيح الجامع: 5196 ، الصَّحِيحَة: 2155
(8)
الغلول: الخيانة والسرقة.
(9)
(خ) 2956
(10)
الصعيد: المكان المستوي الواسع.
(11)
(حم) 8221 ، (خ) 2956
(12)
(خ) 2956
(13)
(حم) 8221 ، (م) 32 - (1747) ، (حب) 4808