الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ، وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ، عَفَا اللهُ عَنْهَا، وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ، قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ
مِنْ قَبْلِكُمْ، ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} (1)
(خ م حم)، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(" خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ زَاغَتْ (2) الشَّمْسُ ") (3) (فَسَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَشْيَاءَ " كَرِهَهَا فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْمَسْأَلَةَ غَضِبَ) (4)(فَصَلَّى الظُّهْرَ ، فَلَمَّا سَلَّمَ قَامَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَذَكَرَ السَّاعَةَ ، وَذَكَرَ أَنَّ بَيْنَ يَدَيْهَا أُمُورًا عِظَامًا، ثُمَّ قَالَ:)(5)(وَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا)(6)(ثُمَّ قَالَ: مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَسْأَلَ عَنْ شَيْءٍ فَلْيَسْأَلْ عَنْهُ)(7)(فَوَاللهِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ شَيْءٍ إِلَّا أَخْبَرْتُكُمْ بِهِ مَا دُمْتُ فِي مَقَامِي هَذَا ")(8)(قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا سَمِعَ الْقَوْمُ ذَلِكَ ، أَرَمُّوا (9) وَرَهِبُوا أَنْ يَكُونَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ قَدْ حَضَرَ ، قَالَ أنَسٌ: فَجَعَلْتُ أَلْتَفِتُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَإِذَا كُلُّ رَجُلٍ لَافٌّ رَأسَهُ فِي ثَوْبِهِ يَبْكِي) (10) (فَمَا أَتَى عَلَى أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمٌ أَشَدُّ مِنْهُ) (11) (" وَأَكْثَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَقُولَ: سَلُونِي " ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ فَقَالَ: أَيْنَ مُدْخَلِي يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: " النَّارُ "، فَقَامَ عَبْدُ اللهِ بْنُ حُذَافَةَ رضي الله عنه وكَانَ إِذَا لَاحَى (12) الرِّجَالَ يُدْعَى لِغَيْرِ أَبِيهِ - فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: " أَبُوكَ حُذَافَةُ ") (13) (فَقَامَ آخَرُ فَقَالَ: مَنْ أَبِي يَا رَسُولَ اللهِ؟ ، قَالَ: " أَبُوكَ سَالِمٌ مَوْلَى شَيْبَةَ) (14)(ثُمَّ أَكْثَرَ أَنْ يَقُولَ: " سَلُونِي ، سَلُونِي ")(15)(فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ رضي الله عنه مَا فِي وَجْهِهِ (16) صلى الله عليه وسلم) (17)(بَرَكَ عَلَى رُكْبَتَيْهِ)(18)(فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللهِ)(19)(رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا، وَبِالْإِسْلَامِ دِينًا، وَبِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم رَسُولًا ، نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الْفِتَنِ)(20)(نَعُوذُ بِاللهِ مِنْ غَضِبِ اللهِ وَغَضِبِ رَسُولِهِ)(21)(" فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَالَ عُمَرُ ذَلِكَ (22) ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَقَدْ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ وَالنَّارُ آنِفًا (23) فِي عُرْضِ هَذَا الْحَائِطِ وَأَنَا أُصَلِّي ، فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ فِي الْخَيْرِ وَالشَّرِّ) (24) (فَنَزَلَتْ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآَنُ تُبْدَ لَكُمْ عَفَا اللهُ عَنْهَا وَاللهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ ، قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ} ") (25)(فَقَالَتْ أُمُّ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ حُذَافَةَ:)(26)(مَا أَرَدْتَ إِلَى هَذَا؟ ، قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَسْتَرِيحَ)(27)(قَالَتْ: مَا سَمِعْتُ بِابْنٍ قَطُّ أَعَقَّ مِنْكَ، أَأَمِنْتَ أَنْ تَكُونَ أُمُّكَ قَدْ قَارَفَتْ بَعْضَ مَا تُقَارِفُ نِسَاءُ أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَتَفْضَحَهَا عَلَى أَعْيُنِ النَّاسِ؟، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَاللهِ لَوْ أَلْحَقَنِي بِعَبْدٍ أَسْوَدٍ لَلَحِقْتُهُ)(28).
(1)[المائدة/101، 102]
(2)
أَيْ: مالت عن وسط السماء.
(3)
(خ) 515
(4)
(خ) 6861
(5)
(خ) 6864
(6)
(م) 134 - (2359)
(7)
(خ) 515
(8)
(خ) 6864
(9)
أَيْ: سكتوا.
(10)
(م) 137 - (2359) ، (خ) 6678
(11)
(م) 134 - (2359)
(12)
لاحى: خاصمَ ، وتَشاجرَ ، وتَنازَعَ.
(13)
(خ) 6864 ، (م) 138 - (2359) ، (حم) 12681
(14)
(خ) 92 ، (م) 138 - (2359)
(15)
(خ) 6864
(16)
أَيْ: مَا فِي وَجْهه مِنْ الْغَضَب. فتح الباري - (ح92)
(17)
(خ) 4792
(18)
(خ) 515
(19)
(م) 138 - (2360)
(20)
(خ) 6001 ، (م) 137 - (2359)
(21)
(حم) 12063 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(22)
قَالَ اِبْن بَطَّال: فَهِمَ عُمَر مِنْهُ صلى الله عليه وسلم أَنَّ تِلْكَ الْأَسْئِلَة قَدْ تَكُون عَلَى سَبِيل التَّعَنُّت أَوْ الشَّكّ، فَخَشِيَ أَنْ تَنْزِل الْعُقُوبَة بِسَبَبِ ذَلِكَ ، فَقَالَ: رَضِينَا بِاللهِ رَبًّا .. إِلَخْ، فَرَضِيَ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ فَسَكَتَ. فتح الباري (ج 1 / ص 152)
(23)
أي: قبل قليل.
(24)
(خ) 6864 ، (م) 137 - (2359) ، (حم) 13744
(25)
(خ) 6865 ، (م) 134 - (2359) ، (ت) 3056 ، (حم) 13170
(26)
(م) 136 - (2359)
(27)
(حم) 12063 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(28)
(م) 136 - (2359)
(خ)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ قَوْمٌ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتِهْزَاءً (1) فَيَقُولُ الرَّجُلُ: مَنْ أَبِي؟، وَيَقُولُ الرَّجُلُ تَضِلُّ نَاقَتُهُ: أَيْنَ نَاقَتِي؟، فَأَنْزَلَ اللهُ فِيهِمْ هَذِهِ الْآيَة:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ .. الْآيَة} . (2)
(1) الْحَاصِل أَنَّهَا نَزَلَتْ بِسَبَبِ كَثْرَة الْمَسَائِل ، إِمَّا عَلَى سَبِيل الِاسْتِهْزَاء أَوْ الِامْتِحَان ، وَإِمَّا عَلَى سَبِيل التَّعَنُّت عَنْ الشَّيْء الَّذِي لَوْ لَمْ تَسْأَل عَنْهُ لَكَانَ عَلَى الْإِبَاحَة. فتح الباري - (ج 13 / ص 29)
(2)
(خ) 4346
(خ م د جة)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ (" خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا " ، فقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ اللهِ (1)؟، " فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ " ، حَتَّى قَالَهَا ثَلَاثًا ، فقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " لَوْ قُلْتُ نَعَمْ، لَوَجَبَتْ (2)) (3)(وَلَوْ وَجَبَتْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا، وَلَوْ لَمْ تَقُومُوا بِهَا عُذِّبْتُمْ)(4)(بَلْ مَرَّةً وَاحِدَةً، فَمَنْ زَادَ فَهُوَ تَطَوُّعٌ)(5)(ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ (6) فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ (7) كَثْرَةُ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلَافُهُمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ (8)) (9)(فَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْءٍ فَاجْتَنِبُوهُ، وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ (10)") (11) (قَالَ: " فَأُنْزِلَتْ: {لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} ") (12)
(1) قِيَاسًا عَلَى الصَّوْم وَالزَّكَاة ، فَإِنَّ الْأَوَّل عِبَادَة بَدَنِيَّة ، وَالثَّانِي طَاعَة مَالِيَّة ، وَالْحَجّ مُرَكَّب مِنْهُمَا. عون المعبود - (ج 4 / ص 124)
(2)
أَيْ: لَوَجَبَ الْحَجّ كُلّ عَام ، وَهَذَا بِظَاهِرِهِ يَقْتَضِي أَنَّ أَمْرَ اِفْتِرَاض الْحَجّ كُلّ عَام كَانَ مُفَوَّضًا إِلَيْهِ ، حَتَّى لَوْ قَالَ نَعَمْ ، لَحَصَلَ ، وَلَيْسَ بِمُسْتَبْعَدٍ ، إِذْ يَجُوز أَنْ يَأمُر الله تَعَالَى بِالْإِطْلَاقِ ، وَيُفَوِّض أَمْرَ التَّقْيِيد إِلَى الَّذِي فُوِّضَ إِلَيْهِ الْبَيَان ، فَهُوَ إِنْ أَرَادَ أَنْ يُبْقِيه عَلَى الْإِطْلَاق يُبْقِيه عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَرَادَ أَنْ يُقَيِّدهُ بِكُلِّ عَام يُقَيِّدهُ بِهِ.
ثُمَّ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى كَرَاهَة السُّؤَال فِي النُّصُوص الْمُطْلَقَة ، وَالتَّفْتِيش عَنْ قُيُودهَا ، بَلْ يَنْبَغِي الْعَمَل بِإِطْلَاقِهَا حَتَّى يَظْهَر فِيهَا قَيْد ، وَقَدْ جَاءَ الْقُرْآن مُوَافِقًا لِهَذِهِ الْكَرَاهَة. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 95)
(3)
(م) 1337 ، (س) 2619
(4)
(جة) 2885 ، (س) 2620 ، انظر صحيح الجامع: 5277
(5)
(د) 1721 ، (جة) 2886
(6)
أَيْ: اُتْرُكُونِي مِنْ السُّؤَال عَنْ الْقُيُود فِي الْمُطْلَقَات. شرح سنن النسائي (4/ 95)
وَالْمُرَاد بِهَذَا الْأَمْر: تَرْك السُّؤَال عَنْ شَيْء لَمْ يَقَع ، خَشْيَة أَنْ يَنْزِل بِهِ وُجُوبُه أَوْ تَحْرِيمه، وَعَنْ كَثْرَة السُّؤَال ، لِمَا فِيهِ غَالِبًا مِنْ التَّعَنُّت، وَخَشْيَة أَنْ تَقَع الْإِجَابَة بِأَمْرٍ يُسْتَثْقَل، فَقَدْ يُؤَدِّي لِتَرْكِ الِامْتِثَال ، فَتَقَعُ الْمُخَالَفَة ، لِأَنَّهُ قَدْ يُفْضِي إِلَى مِثْل مَا وَقَعَ لِبَنِي إِسْرَائِيل، إِذْ أُمِرُوا أَنْ يَذْبَحُوا الْبَقَرَة ، فَلَوْ ذَبَحُوا أَيّ بَقَرَة كَانَتْ لَامْتَثَلُوا ، وَلَكِنَّهُمْ شَدَّدُوا فَشُدِّدَ عَلَيْهِمْ، وَبِهَذَا تَظْهَر مُنَاسَبَة قَوْله:" فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلكُمْ " إِلَى آخِره. فتح الباري - (ج 20 / ص 339)
(7)
أَيْ: مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 478)
(8)
يَعْنِي: إِذَا أَمَرَهُمْ الْأَنْبِيَاءُ بَعْدَ السُّؤَالِ أَوْ قَبْلَهُ ، اخْتَلَفُوا عَلَيْهِمْ ، فَهَلَكُوا وَاسْتَحَقُّوا الْإِهْلَاكَ. تحفة الأحوذي - (ج 6 / ص 478)
(9)
(م) 1337 ، (خ) 6858
(10)
قَوْله صلى الله عليه وسلم: (فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأتُوا مِنْهُ مَا اِسْتَطَعْتُمْ) هَذَا مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام الْمُهِمَّة، وَمِنْ جَوَامِع الْكَلِم الَّتِي أُعْطِيهَا صلى الله عليه وسلم وَيَدْخُل فِيهِ مَا لَا يُحْصَى مِنْ الْأَحْكَام كَالصَّلَاةِ بِأَنْوَاعِهَا، فَإِذَا عَجَزَ عَنْ بَعْض أَرْكَانهَا ، أَوْ بَعْض شُرُوطهَا ، أَتَى بِالْبَاقِي وَإِذَا عَجَزَ عَنْ بَعْض أَعْضَاء الْوُضُوء أَوْ الْغُسْل ، غَسَلَ الْمُمْكِن ، وَإِذَا وَجَدَ بَعْض مَا يَكْفِيه مِنْ الْمَاء لِطَهَارَتِهِ ، أَوْ لِغَسْلِ النَّجَاسَة ، فَعَلَ الْمُمْكِن ، وَأَشْبَاه هَذَا غَيْرُ مُنْحَصِرَة ، وَهِيَ مَشْهُورَة فِي كُتُبِ الْفِقْه، وَالْمَقْصُود التَّنْبِيه عَلَى أَصْل ذَلِكَ. وَهَذَا الْحَدِيث مُوَافِقٌ لِقَوْلِ الله تَعَالَى:{فَاتَّقُوا الله مَا اِسْتَطَعْتُمْ} ، وَأَمَّا قَوْله تَعَالَى:{اِتَّقُوا الله حَقّ تُقَاته} فَفِيهَا مَذْهَبَانِ:
أَحَدهمَا: أَنَّهَا مَنْسُوخَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاتَّقُوا الله مَا اِسْتَطَعْتُمْ}
وَالثَّانِي- وَهُوَ الصَّحِيح، أَوْ الصَّوَاب ، وَبِهِ جَزَمَ الْمُحَقِّقُونَ -: أَنَّهَا لَيْسَتْ مَنْسُوخَة بَلْ قَوْله تَعَالَى: {فَاتَّقُوا الله مَا اِسْتَطَعْتُمْ} مُفَسِّرَة لَهَا ، وَمُبَيِّنَة لِلْمُرَادِ بِهَا، قَالُوا:{وَحَقّ تُقَاتِه} هُوَ اِمْتِثَال أَمْرِهِ ، وَاجْتِنَاب نَهْيِه، وَلَمْ يَأمُر سبحانه وتعالى إِلَّا بِالْمُسْتَطَاعِ، قَالَ الله تَعَالَى:{لَا يُكَلِّف الله نَفْسًا إِلَّا وُسْعهَا} ، وَقَالَ تَعَالَى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّين مِنْ حَرَج} وَالله أَعْلَم. شرح النووي (4/ 499)
فالْأَمْر الْمُطْلَق لَا يَقْتَضِي دَوَام الْفِعْل ، وَإِنَّمَا يَقْتَضِي جِنْسَ الْمَأمُور بِهِ ، وَأَنَّهُ طَاعَة مَطْلُوبَة يَنْبَغِي أَنْ يَأتِي كُلّ إِنْسَان مِنْهُ عَلَى قَدْر طَاقَته ، وَأَمَّا النَّهْي فَيَقْتَضِي دَوَام التَّرْك ، وَالله تَعَالَى أَعْلَم. شرح سنن النسائي - (ج 4 / ص 95)
(11)
(خ) 6858 ، (م) 1337
(12)
(خز) 2508 ، (حب) 3704
(خ م)، وَعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ رضي الله عنه قَالَ:" كَرِهَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسَائِلَ وَعَابَهَا "(1)
(1)(خ) 4468 ، (م) 1 - (1492) ، (س) 3402 ، (حم) 22878
(خ م س حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: " نُهِينَا فِي الْقُرْآنِ أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ (1) فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجيءَ الرَّجُلُ الْعَاقِلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ (2). (3)
(1) أَيْ: مِمَّا لَا ضَرُورَةَ إِلَيْهِ. شرح النووي على مسلم - (ج 1 / ص 74)
كَأَنَّ أَنَسًا أَشَارَ إِلَى آيَة الْمَائِدَة. (فتح - ح63)
(2)
زَادَ أَبُو عَوَانَة فِي صَحِيحه: " وَكَانُوا أَجْرَأ عَلَى ذَلِكَ مِنَّا " يَعْنِي أَنَّ الصَّحَابَة وَاقِفُونَ عِنْد النَّهْي، وَأُولَئِكَ يُعْذَرُونَ بِالْجَهْلِ، لأنه لَمْ يَكُنْ بَلَغَهُم النَّهْي عَنْ السُّؤَال ، وَتَمَنَّوْهُ عَاقِلًا لِيَكُونَ عَارِفًا بِمَا يَسْأَل عَنْهُ. (فتح - ح63)
(3)
(م) 12 ، (س) 2091
(ت)، وَعَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله عنه قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ السَّمْنِ وَالْجُبْنِ وَالْفِرَاءِ ، فَقَالَ:" الْحَلَالُ مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ ، وَالْحَرَامُ مَا حَرَّمَ اللهُ فِي كِتَابِهِ ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ ، فَهُوَ مِمَّا عَفَا عَنْهُ "(1)
(1)(ت) 1726 ، (جة) 3367، انظر صَحِيح الْجَامِع: 3195 ، هداية الرواة: 4156
(قط)، وَعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا أَحَلَّ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَهُوَ حَلَالٌ، وَمَا حَرَّمَ فَهُوَ حَرَامٌ، وَمَا سَكَتَ عَنْهُ فَهُوَ عَفْوٌ ، فَاقْبَلُوا مِنَ اللهِ عَافِيَتَه، فَإِنَّ اللهَ لَمْ يَكُنْ نَسِيًّا، ثُمَّ تَلَا: {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا} (1) "(2)
(1)[مريم/64]
(2)
(قط) ج2ص137ح12 ، (ك) 3419 ، (هق) 19508، الصَّحِيحَة: 2256 ، غاية المرام: 2
(خ م)، وَعَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (" إِنَّ أَعْظَمَ الْمُسْلِمِينَ جُرْمًا)(1)(فِي الْمُسْلِمِينَ)(2)(مَنْ سَأَلَ عَنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَرَّمْ)(3)(عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَحُرِّمَ عَلَيْهِمْ مِنْ أَجْلِ مَسْأَلَتِهِ ")(4)
(1)(خ) 6859 ، (م) 132 - (2358
(2)
(م) 132 - (2358
(3)
(خ) 6859 ، (م) 132 - (2358
(4)
(م) 132 - (2358 ، (خ) 6859 ، (د) 4610 ، (حم) 1520