الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ، وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنْكُمْ شَيْئًا، وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ، ثُمَّ وَلَّيْتُمْ مُدْبِرِينَ ، ثُمَّ أَنْزَلَ
اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ، وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا، وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا، وَذَلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ} (1)
(حم)، وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى حُنَيْنٍ لِسَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَانِ عَشْرَةَ مَضَتْ مِنْ رَمَضَانَ. (2)
(1)[التوبة/25، 26]
(2)
(حم) 11207 ، (طل) 2271 ، (طس) 541 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(خ)، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ:" قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ أَرَادَ حُنَيْنًا: " مَنْزِلُنَا غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ بِخَيْفِ بَنِي كِنَانَةَ ، حَيْثُ تَقَاسَمُوا عَلَى الْكُفْرِ " (1)
(1)(خ) 3669 ، 4034
(ت حم)، عَنْ صُهَيْبِ بْنِ سِنَانٍ رضي الله عنه قَالَ:(" كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى الْعَصْرَ)(1) وفي رواية: (الْفَجْرَ)(2)(أَيَّامَ حُنَيْنٍ يُحَرِّكُ شَفَتَيْهِ بِشَيْءٍ)(3)(لَمْ نَكُنْ نَرَاهُ يَفْعَلُهُ)(4)(قَبْلَ ذَلِكَ ")(5)(فَقُلْنَا لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ)(6)(إِنَّكَ إِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ هَمَسْتَ)(7)(فَمَا هَذَا الَّذِي تُحَرِّكُ شَفَتَيْكَ؟)(8)(قَالَ: " إِنِّي قَدْ ذَكَرْتُ نَبِيًّا مِنْ الْأَنْبِيَاءِ)(9)(فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، أَعْجَبَتْهُ كَثْرَةُ أُمَّتِهِ)(10)(فَقَالَ: مَنْ يَقُومُ لِهَؤُلَاءِ؟ ، فَأَوْحَى اللهُ إِلَيْهِ: أَنْ اخْتَرْ لِقَوْمِكَ إِحْدَى ثَلَاثٍ:)(11)(إِمَّا أَنْ أُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ ، أَوْ الْجُوعَ)(12)(وَإِمَّا أَنْ أُرْسِلَ عَلَيْهِمْ الْمَوْتَ)(13)(فَاسْتَشَارَ قَوْمَهُ فِي ذَلِكَ)(14)(فَقَالُوا: أَمَّا الْعَدُوُّ فَلَا طَاقَةَ لَنَا بِهِمْ ، وَأَمَّا الْجُوعُ فَلَا صَبْرَ لَنَا عَلَيْهِ ، وَلَكِنْ الْمَوْتُ)(15)(قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَسُلِّطَ عَلَيْهِمْ الْمَوْتُ)(16)(فَمَاتَ مِنْهُمْ فِي ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ سَبْعُونَ أَلْفًا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَأَنَا أَقُولُ الْآنَ حَيْثُ أَرَى كَثْرَتَكُمْ:)(17)(اللَّهُمَّ بِكَ أَحُولُ ، وَبِكَ أَصُولُ ، وَبِكَ أُقَاتِلُ ")(18)(وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ ")(19)
(1)(ت) 3340
(2)
(حم) 18960 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(3)
(حم) 18953 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(4)
(حم) 18960
(5)
(حم) 18953
(6)
(حم) 18960
(7)
(ت) 3340
(8)
(حم) 18960
(9)
(حم) 18957 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(10)
(حم) 18960
(11)
(حم) 23972 ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.
(12)
(حم) 18953
(13)
(حم) 18960
(14)
(حم) 18957
(15)
(حم) 18960
(16)
(حم) 18957
(17)
(حم) 18960 ، (ت) 3340
(18)
(حم) 23973 ، انظر الصَّحِيحَة: 2459
ثم قال الشيخ الألباني: (تنبيه): جاء في " الأذكار " للإمام النووي ما نصه: " وذكر الإمام أبو محمد القاضي حسين من أصحابنا رحمه الله في كتابه " التعليق في المذهب " قال: " نظر بعض الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين إلى قومه يوما ، فاستكثرهم وأعجبوه، فمات منهم في ساعة سبعون ألفا، فأوحى الله سبحانه وتعالى إليه: إنك عِنْتهم (أصبتهم بالعين)! ، ولو أنك إذا عِنتهم حصنتهم لم يهلكوا، قال: وبأي شيء أحصنهم؟ فأوحى الله تعالى إليه: تقول: حصنتهم بالحي القيوم الذي لَا يموت أبدا، ودفعت عنكم السوء بلا حول ولا قوة إِلَّا بالله العلي العظيم ".
فأقول: وهو بهذا السياق منكر عندي ، لأنه يخالف الرواية الصحيحة المتقدمة من وجوه لَا تخفى، والعجيب أن النووي قال عقبه:" قال المعلق عن القاضي حسين: وكان عادة القاضي رحمه الله إذا نظر إلى أصحابه فأعجبه سمتهم وحسن حالهم حصنهم بهذا المذكور ".
قلت: فسكت عليه النووي، فكأنه أقرَّه واستحسنه، ولو كان هذا حديثا ضعيفا لقلنا: إنه حمله على ذلك قوله:" يُعْمَل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال " فكيف وهو لم يذكره حديثا مرفوعا ، ولو ضعيفا؟ ، فكيف وهو مخالف للحديث الصحيح؟ ، أفليس هذا من شؤم القول المذكور؟ ، يحملهم على العمل حتى بما لَا أصل له من الحديث؟ ، بلى ، فهل من معتبر؟. أ. هـ
(19)
(حم) 18957 ، (حب) 1972 ، انظر الصحيحة: 1061
(حم)، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: لَمَّا اسْتَقْبَلْنَا وَادِيَ حُنَيْنٍ ، انْحَدَرْنَا فِي وَادٍ مِنْ أَوْدِيَةِ تِهَامَةَ ، أَجْوَفَ حَطُوطٍ ، إِنَّمَا نَنْحَدِرُ فِيهِ انْحِدَارًا ، قَالَ: وَفِي عَمَايَةِ الصُّبْحِ ، وَقَدْ كَانَ الْقَوْمُ كَمَنُوا لَنَا فِي شِعَابِهِ ، وَفِي أَجْنَابِهِ وَمَضَايِقِهِ ، قَدْ أَجْمَعُوا وَتَهَيَّئُوا وَأَعَدُّوا ، قَالَ: فَوَاللهِ مَا رَاعَنَا وَنَحْنُ مُنْحَطُّونَ ، إِلَّا الْكَتَائِبُ قَدْ شَدَّتْ عَلَيْنَا شَدَّةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَانْهَزَمَ النَّاسُ رَاجِعِينَ ، فَاسْتَمَرُّوا لَا يَلْوِي أَحَدٌ مِنْهُمْ عَلَى أَحَدٍ ، " وَانْحَازَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ الْيَمِينِ ، ثُمَّ قَالَ: إِلَيَّ أَيُّهَا النَّاسُ ، هَلُمَّ إِلَيَّ ، أَنَا رَسُولُ اللهِ ، أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ "، قَالَ: فلَا شَيْءَ ، احْتَمَلَتْ الْإِبِلُ بَعْضُهَا بَعْضًا ، فَانْطَلَقَ النَّاسُ ، إِلَّا أَنَّ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَهْطًا مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ غَيْرَ كَثِيرٍ ، وَفِيمَنْ ثَبَتَ مَعَهُ صلى الله عليه وسلم أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ رضي الله عنهما وَمِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ: عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَالْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَابْنُهُ الْفَضْلُ بْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ رضي الله عنه وَرَبِيعَةُ بْنُ الْحَارِثِ رضي الله عنه وأَيْمَنُ بْنُ عُبَيْدٍ رضي الله عنه وَهُوَ ابْنُ أُمِّ أَيْمَنَ - وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ رضي الله عنهما قَالَ: وَرَجُلٌ مِنْ هَوَازِنَ عَلَى جَمَلٍ لَهُ أَحْمَرَ ، فِي يَدِهِ رَايَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ ، فِي رَأسِ رُمْحٍ طَوِيلٍ لَهُ أَمَامَ النَّاسِ ، وَهَوَازِنُ خَلْفَهُ ، فَإِذَا أَدْرَكَ طَعَنَ بِرُمْحِهِ ، وَإِذَا فَاتَهُ النَّاسُ رَفَعَهُ لِمَنْ وَرَاءَهُ فَاتَّبَعُوهُ ، قَالَ: فَبَيْنَا ذَلِكَ الرَّجُلُ مِنْ هَوَازِنَ صَاحِبُ الرَّايَةِ عَلَى جَمَلِهِ ذَلِكَ يَصْنَعُ مَا يَصْنَعُ ، إِذْ هَوَى لَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَرَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يُرِيدَانِهِ ، قَالَ: فَيَأتِيهِ عَلِيٌّ مِنْ خَلْفِهِ ، فَضَرَبَ عُرْقُوبَيْ الْجَمَلِ ، فَوَقَعَ عَلَى عَجُزِهِ ، وَوَثَبَ الْأَنْصَارِيُّ عَلَى الرَّجُلِ ، فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً أَطَنَّ قَدَمَهُ بِنِصْفِ سَاقِهِ ، فَانْعَجَفَ عَنْ رَحْلِهِ ، وَاجْتَلَدَ النَّاسُ ، فَوَاللهِ مَا رَجَعَتْ رَاجِعَةُ النَّاسِ مِنْ هَزِيمَتِهِمْ ، حَتَّى وَجَدُوا الْأَسْرَى مُكَتَّفِينَ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (1)
(1)(حم) 15069، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(م)، وَعَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رضي الله عنه قَالَ: غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُنَيْنًا فَلَمَّا وَاجَهْنَا الْعَدُوَّ ، تَقَدَّمْتُ فَأَعْلُو ثَنِيَّةً ، فَاسْتَقْبَلَنِي رَجُلٌ مِنْ الْعَدُوِّ ، فَأَرْمِيهِ بِسَهْمٍ ، فَتَوَارَى عَنِّي ، فَمَا دَرَيْتُ مَا صَنَعَ ، وَنَظَرْتُ إِلَى الْقَوْمِ فَإِذَا هُمْ قَدْ طَلَعُوا مِنْ ثَنِيَّةٍ أُخْرَى ، فَالْتَقَوْا هُمْ وَصَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَوَلَّى صَحَابَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَرْجِعُ مُنْهَزِمًا وَعَلَيَّ بُرْدَتَانِ ، مُتَّزِرًا بِإِحْدَاهُمَا مُرْتَدِيًا بِالْأُخْرَى ، فَاسْتَطْلَقَ إِزَارِي ، فَجَمَعْتُهُمَا جَمِيعًا ، وَمَرَرْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُنْهَزِمًا وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الشَّهْبَاءِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" لَقَدْ رَأَى ابْنُ الْأَكْوَعِ فَزَعًا ، فَلَمَّا غَشُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَنْ الْبَغْلَةِ ثُمَّ قَبَضَ قَبْضَةً مِنْ تُرَابٍ مِنْ الْأَرْضِ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ بِهِ وُجُوهَهُمْ فَقَالَ: شَاهَتْ الْوُجُوهُ ، فَمَا خَلَقَ اللهُ مِنْهُمْ إِنْسَانًا إِلَّا مَلَأَ عَيْنَيْهِ تُرَابًا بِتِلْكَ الْقَبْضَةِ " ، فَوَلَّوْا مُدْبِرِينَ ، وَهَزَمَهُمْ اللهُ عز وجل " وَقَسَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَنَائِمَهُمْ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ "(1)
(1)(م) 81 - (1777)
(حم)، وَعَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حُنَيْنًا ، فَلَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَمَا مَعَهُ إِلَّا أَنَا ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، فَلَزِمْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ نُفَارِقْهُ ، " وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ " ، أَهْدَاهَا لَهُ فَرْوَةُ بْنُ نَعَامَةَ الْجُذَامِيُّ ، فَلَمَّا الْتَقَى الْمُسْلِمُونَ وَالْكُفَّارُ ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ ، " وَطَفِقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ بَغْلَتَهُ قِبَلَ الْكُفَّارِ "، قَالَ الْعَبَّاسُ: وَأَنَا آخِذٌ بِلِجَامِ بَغْلَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكُفُّهَا ، " وَهُوَ لَا يَألُو مَا أَسْرَعَ نَحْوَ الْمُشْرِكِينَ " ، وَأَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ آخِذٌ بِرِكَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" يَا عَبَّاسُ ، نَادِ: يَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ ، وفي رواية: (نَادِ يَا أَصْحَابَ سُورَةِ الْبَقَرَةِ ") (1) - قَالَ: وَكُنْتُ رَجُلًا صَيِّتًا - فَقُلْتُ بِأَعْلَى صَوْتِي: أَيْنَ أَصْحَابُ السَّمُرَةِ؟ ، قَالَ: فَوَاللهِ لَكَأَنَّ عَطْفَتَهُمْ حِينَ سَمِعُوا صَوْتِي ، عَطْفَةُ الْبَقَرِ عَلَى أَوْلَادِهَا ، فَقَالُوا: يَا لَبَّيْكَ ، يَا لَبَّيْكَ ، وَأَقْبَلَ الْمُسْلِمُونَ ، فَاقْتَتَلُوا هُمْ وَالْكُفَّارُ ، فَنَادَتْ الْأَنْصَارُ يَقُولُونَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ ، ثُمَّ قَصَّرَتْ الدَّاعُونَ عَلَى بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، فَنَادَوْا: يَا بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ ، قَالَ:" فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى قِتَالِهِمْ وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ كَالْمُتَطَاوِلِ عَلَيْهَا [ثُمَّ قَالَ: الْآنَ حَمِيَ الْوَطِيسُ] (2) ثُمَّ أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصَيَاتٍ فَرَمَى بِهِنَّ وُجُوهَ الْكُفَّارِ ، ثُمَّ قَالَ: انْهَزِمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ ، انْهَزِمُوا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ "، قَالَ: فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ ، فَإِذَا الْقِتَالُ عَلَى هَيْئَتِهِ فِيمَا أَرَى ، فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلَّا أَنْ رَمَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِحَصَيَاتِهِ ، فَمَا زِلْتُ أَرَى حَدَّهُمْ كَلِيلًا ، وَأَمْرَهُمْ مُدْبِرًا ، حَتَّى هَزَمَهُمْ اللهُ " وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَرْكُضُ خَلْفَهُمْ عَلَى بَغْلَتِهِ "(3)
(1)(حم) 1776، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(2)
(حم) 1776، (طس) 4558، انظر صَحِيح الْجَامِع: 2752
(3)
(حم) 1775، (ن) 8647، (حب) 7049 ، وقال الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(خ م د)، وَعَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ:(سَأَلَ رَجُلٌ الْبَرَاءَ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا أَبَا عُمَارَةَ)(1)(أَكُنْتُمْ فَرَرْتُمْ يَوْمَ حُنَيْنٍ؟)(2)(فَقَالَ الْبَرَاءُ - وَأَنَا أَسْمَعُ -: " أَمَّا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(3)(فَلَمْ يَفِرَّ)(4)(يَوْمَئِذٍ ")(5)(وَلَكِنَّهُ خَرَجَ شُبَّانُ أَصْحَابِهِ وَأَخِفَّاؤُهُمْ (6) حُسَّرًا (7) لَيْسَ عَلَيْهِمْ كَثِيرُ سِلَاحٍ ، فَلَقُوا قَوْمًا رُمَاةً ، لَا يَكَادُ يَسْقُطُ لَهُمْ سَهْمٌ ، جَمْعَ هَوَازِنَ وَبَنِي نَصْرٍ ، فَرَشَقُوهُمْ رَشْقًا) (8)(كَأَنَّهَا رِجْلٌ مِنْ جَرَادٍ (9)) (10)(مَا يَكَادُونَ يُخْطِئُونَ)(11)(فَانْكَشَفُوا ، فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ)(12)(هُنَالِكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم " وَهُوَ عَلَى بَغْلَتِهِ الْبَيْضَاءِ ، وَابْنُ عَمِّهِ أَبُو سُفْيَانَ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ)(13)(آخِذٌ بِلِجَامِهَا)(14)(يَقُودُ بِهِ)(15)(فَلَمَّا غَشِيَهُ الْمُشْرِكُونَ ، نَزَلَ)(16)(رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ بَغْلَتِهِ)(17)(فَتَرَجَّلَ)(18)(وَدَعَا)(19)(وَاسْتَنْصَرَ ، ثُمَّ)(20)(جَعَلَ يَقُولُ:)(21)(أَنَا النَّبِيُّ لَا كَذِبْ ، أَنَا ابْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبْ، اللَّهُمَّ نَزِّلْ نَصْرَكَ)(22)(ثُمَّ صَفَّ أَصْحَابَهُ ")(23)(قَالَ الْبَرَاءُ: كُنَّا وَاللهِ إِذَا احْمَرَّ الْبَأسُ (24) نَتَّقِي بِهِ ، وَإِنَّ الشُّجَاعَ مِنَّا لَلَّذِي يُحَاذِي بِالنَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم (25) ") (26)
(1)(خ) 2877
(2)
(خ) 2772 ، (م) 79 - (1776)
(3)
(خ) 2877
(4)
(خ) 4063 ، (م) 79 - (1776)
(5)
(خ) 2877
(6)
(أَخِفَّاؤُهُمْ) جَمْع خَفِيف، وَهُمْ الْمُسَارِعُونَ الْمُسْتَعْجِلُونَ. شرح النووي على مسلم - (ج 6 / ص 230)
(7)
أَيْ: بِغَيْرِ دُرُوع، وَقَدْ فَسَّرَهُ بِقَوْلِهِ:(لَيْسَ عَلَيْهِمْ سِلَاح)، والْحَاسِر: مَنْ لَا دِرْع عَلَيْهِ. النووي (ج 6 / ص 230)
(8)
(م) 78 - (1776) ، (خ) 2772
(9)
الرِّجْل بالكسر: الجَرَاد الكَثِيرُ. النهاية في غريب الأثر - (ج 2 / ص 494)
(10)
(م) 79 - (1776)
(11)
(م) 78 - (1776) ، (خ) 2772
(12)
(م) 79 - (1776)
(13)
(خ) 2772 ، (م) 78 - (1776)
(14)
(خ) 2719 ، (م) 80 - (1776)
(15)
(خ) 2772 ، (م) 78 - (1776)
(16)
(خ) 2877
(17)
(خ) 4063
(18)
(د) 2658
(19)
(م) 79 - (1776)
(20)
(خ) 2772 ، (م) 78 - (1776)
(21)
(خ) 2877 ، (م) 78 - (1776)
(22)
(م) 79 - (1776) ، (خ) 2719 ، (ت) 1688 ، (حم) 18498
(23)
(خ) 2772 ، (م) 78 - (1776)
(24)
اِحْمِرَار الْبَأس: كِنَايَة عَنْ شِدَّة الْحَرْب. شرح النووي (ج 6 / ص 231)
(25)
فِيهِ بَيَان شَجَاعَته صلى الله عليه وسلم وَعِظَم وُثُوقه بِاللهِ تَعَالَى. شرح النووي (ج 6 / ص 231)
(26)
(م) 79 - (1776) ، (خ) 2719 ، (ت) 1688 ، (حم) 18498
(ت)، وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُنَا يَوْمَ حُنَيْنٍ وَإِنَّ الْفِئَتَيْنِ لَمُوَلِّيَتَانِ ، " وَمَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِائَةُ رَجُلٍ "(1)
(1)(ت) 1689، (طس) 4976
(خ م ت حم)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:(افْتَتَحْنَا مَكَّةَ، ثُمَّ إِنَّا غَزَوْنَا حُنَيْنًا)(1)(فَأَقْبَلَتْ هَوَازِنُ وَغَطَفَانُ وَغَيْرُهُمْ)(2)(بِالصِّبْيَانِ وَالنِّسَاءِ وَالْإِبِلِ وَالنَّعَمِ ، فَجَعَلُوهُمْ صُفُوفًا)(3)(فَصُفَّتْ الْخَيْلُ، ثُمَّ صُفَّتْ الْمُقَاتِلَةُ، ثُمَّ صُفَّتْ النِّسَاءُ مِنْ وَرَاءِ ذَلِكَ، ثُمَّ صُفَّتْ الْغَنَمُ، ثُمَّ صُفَّتْ النَّعَمُ)(4)(يُكَثِّرُونَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم)(5)(قَالَ: وَنَحْنُ بَشَرٌ كَثِيرٌ ، قَدْ بَلَغْنَا)(6)(عَشَرَةَ آلَافٍ، وَالطُّلَقَاءُ)(7)(وَعَلَى مُجَنِّبَةِ خَيْلِنَا خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه)(8)(فَلَمَّا الْتَقَوْا ، وَلَّى الْمُسْلِمُونَ مُدْبِرِينَ كَمَا قَالَ اللهُ عز وجل)(9)(فَجَعَلَتْ خَيْلُنَا تَلْوِي خَلْفَ ظُهُورِنَا، فَلَمْ نَلْبَثْ أَنْ انْكَشَفَتْ خَيْلُنَا، وَفَرَّتْ الْأَعْرَابُ وَمَنْ نَعْلَمُ مِنْ النَّاسِ)(10)(فَأَدْبَرُوا عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم " حَتَّى بَقِيَ وَحْدَهُ)(11)(قَالَ: فَنَادَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ، يَا لَلْمُهَاجِرِينَ ثُمَّ قَالَ: يَا لَلْأَنْصَارِ ، يَا لَلْأَنْصَارِ ")(12) وفي رواية: (" فَنَادَى يَوْمَئِذٍ نِدَاءَيْنِ ، لَمْ يَخْلِطْ بَيْنَهُمَا، الْتَفَتَ عَنْ يَمِينِهِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " ، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ، " ثُمَّ الْتَفَتَ عَنْ يَسَارِهِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ " ، قَالُوا: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، أَبْشِرْ نَحْنُ مَعَكَ، " وَهُوَ عَلَى بَغْلَةٍ بَيْضَاءَ، فَنَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَنَا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ ")(13)(قَالَ: فَايْمُ اللهِ مَا أَتَيْنَاهُمْ حَتَّى هَزَمَهُمْ اللهُ)(14)(وَلَمْ يَضْرِبُوا بِسَيْفٍ ، وَلَمْ يَطْعَنُوا بِرُمْحٍ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ: " مَنْ قَتَلَ كَافِرًا فَلَهُ سَلَبُهُ، وفي رواية: (مَنْ تَفَرَّدَ بِدَمِ رَجُلٍ فَقَتَلَهُ فَلَهُ سَلَبُهُ ")(15) فَقَتَلَ أَبُو طَلْحَةَ رضي الله عنه يَوْمَئِذٍ عِشْرِينَ رَجُلاً وَأَخَذَ أَسْلَابَهُمْ، وَقَالَ أَبُو قَتَادَةَ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ اللهِ، ضَرَبْتُ رَجُلًا عَلَى حَبْلِ الْعَاتِقِ وَعَلَيْهِ دِرْعٌ [فَأُعْجِلْتُ](16) عَنْهُ، فَانْظُرْ مَنْ أَخَذَهَا، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: أَنَا أَخَذْتُهَا، فَأَرْضِهِ مِنْهَا وَأَعْطِنِيهَا، قَالَ:" - وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ ، أَوْ سَكَتَ - فَسَكَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم "، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَاللهِ لَا يُفِيئُهَا اللهُ عَلَى أَسَدٍ مِنْ أُسْدِهِ وَيُعْطِيكَهَا ، " فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: صَدَقَ عُمَرُ " ، قَالَ: وَكَانَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: مَا هَذَا مَعَكِ؟ قَالَتْ: اتَّخَذْتُهُ إِنْ دَنَا مِنِّي بَعْضُ الْمُشْرِكِينَ ، أَنْ أَبْعَجَ بِهِ بَطْنَهُ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَا تَسْمَعُ مَا تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ؟) (17) (- يُضْحِكُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ - قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ، أَلَمْ تَرَ إِلَى أُمِّ سُلَيْمٍ مَعَهَا خِنْجَرٌ؟ ، فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " مَا تَصْنَعِينَ بِهِ يَا أُمَّ سُلَيْمٍ؟ " قَالَتْ: أَرَدْتُ إِنْ دَنَا مِنِّي أَحَدٌ) (18) (مِنْ الْمُشْرِكِينَ ، بَقَرْتُ بِهِ بَطْنَهُ، " فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَضْحَكُ "، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا رَسُولَ اللهِ، اقْتُلْ مَنْ بَعْدَنَا مِنَ الطُّلَقَاءِ، انْهَزَمُوا بِكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: " يَا أُمَّ سُلَيْمٍ، إِنَّ اللهَ قَدْ كَفَى وَأَحْسَنَ ") (19)
(1)(م) 136 - (1059)
(2)
(خ) 4082
(3)
(حم) 13000، (م) 136 - (1059)
(4)
(م) 136 - (1059)
(5)
(حم) 13000 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح.
(6)
(م) 136 - (1059)
(7)
(خ) 4078، 4082
(8)
(م) 136 - (1059)
(9)
(حم) 13000
(10)
(م) 136 - (1059)
(11)
(خ) 4082
(12)
(م) 136 - (1059)
(13)
(خ) 4082 ، (م) 135 - (1059)
(14)
(م) 136 - (1059)
(15)
(حم) 13064 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
(16)
(حم) 14007، وقال الشيخ شعيب الأرناءوط: إسناده صحيح.
(17)
(حم) 13000، (م) 134 - (1809)، (د) 2718
(18)
(حم) 12129، (م) 134 - (1809)
(19)
(م) 134 - (1809)، (حم) 13000
(حم)، وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَزْهَرَ رضي الله عنه قَالَ: جُرِحَ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ رضي الله عنه يَوْمَ حُنَيْنٍ - وَكَانَ عَلَى خَيْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ ابْنُ أَزْهَرَ: " فَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا هَزَمَ اللهُ الْكُفَّارَ، وَرَجَعَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى رِحَالِهِمْ ، يَمْشِي فِي الْمُسْلِمِينَ وَيَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟ "، قَالَ: فَمَشَيْتُ أَوْ سَعَيْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ - وَأَنَا مُحْتَلِمٌ (1) - أَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى رَحْلِ خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ؟، حَتَّى دُلِلْنَا عَلَى رَحْلِهِ، فَإِذَا خَالِدٌ مُسْتَنِدٌ إِلَى مُؤْخِرَةِ رَحْلِهِ، " فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى جُرْحِهِ ، وَنَفَثَ فِيهِ "(2)
(1) أَيْ: بلغت سنَّ الحُلُم.
(2)
(حم) 16857، (حب) 7090، انظر صحيح موارد الظمآن: 1946 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في (حب): حديث صحيح.