الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرَى إِنْ يَعْلَمِ اللهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ، وَيَغْفِرْ لَكُمْ، وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ، وَإِنْ يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ
فَقَدْ خَانُوا اللهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ، وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (1)
(ك)، عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ:" جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَاءِ أُسَارَى أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ [يَوْمَ بَدْرٍ] (2) أَرْبَعَمِائَةٍ "(3)
(1)[الأنفال: 70، 71]
(2)
(د) 2691 ، (ن) 8661، (ك) 2573
(3)
(ك) 2620 ، (د) 2691 ، (ن) 8661 ، (هق) 12625 ، وصححه الألباني في الإرواء: 1218
(د حم)، وَعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ:(" لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسْرَاهُمْ، بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ (1) بِمَالٍ ، وَبَعَثَتْ فِيهِ بِقِلَادَةٍ لَهَا كَانَتْ لِخَدِيجَةَ رضي الله عنها أَدْخَلَتْهَا بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا (2) " فَلَمَّا رَآهَا رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً (3) وَقَالَ: إِنْ رَأَيْتُمْ أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا، وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا (4) فَافْعَلُوا " ، فَقَالُوا: نَعَمْ يَا رَسُول اللهِ، فَأَطْلَقُوهُ ، وَرَدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا) (5) (" وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ عَلَيْهِ أَنْ يُخَلِّيَ سَبِيلَ زَيْنَبَ إِلَيْهِ، وَبَعَثَ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ وَرَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ: كُونَا بِبَطْنِ يَأجِجَ (6) حَتَّى تَمُرَّ بِكُمَا زَيْنَبُ، فَتَصْحَبَاهَا حَتَّى تَأتِيَا بِهَا (7) ") (8)
(1) أَيْ: زَوْجهَا. عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(2)
أَيْ: دَفَعَتْهَا إِلَيْهَا حِين دَخَلَ عَلَيْهَا أَبُو الْعَاصِ وَزُفَّتْ إِلَيْهِ. عون (ج6ص 129)
(3)
أَيْ: لِزَيْنَب يَعْنِي لِغُرْبَتِهَا وَوَحْدَتهَا، وَتَذَكَّرَ عَهْد خَدِيجَة وَصُحْبَتهَا، فَإِنَّ الْقِلَادَة كَانَتْ لَهَا ، وَفِي عُنُقهَا. عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(4)
أَيْ: مَا أَرْسَلْت. عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(5)
(حم) 26405 ، (د) 2692 ، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.
(6)
هُوَ مَوْضِع قَرِيب مِنْ التَّنْعِيم. عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(7)
فِيهِ دَلِيل عَلَى جَوَاز خُرُوج الْمَرْأَة الشَّابَّة الْبَالِغَة مَعَ غَيْر ذِي مَحْرَم لِضَرُورَةٍ دَاعِيَة ، لَا سَبِيل لَهَا إِلَّا إِلَى ذَلِكَ. عون المعبود - (ج 6 / ص 129)
(8)
(د) 2692 ، (ك) 4306 ، انظر الإرواء: 1216 ، هداية الرواة: 3897
(خ)، وَعَنْ أَنَسٌ رضي الله عنه (أَنَّ رِجَالًا مِنْ الْأَنْصَارِ اسْتَأذَنُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ) (1)(ائْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا عَبَّاسٍ فِدَاءَهُ ، قَالَ: " وَاللهِ)(2)(لَا تَدَعُونَ مِنْهَا دِرْهَمًا (3) ") (4)
(1)(خ) 2884
(2)
(خ) 3793
(3)
الْمُرَاد أَنَّهُمْ أَخْوَال أَبِيهِ عَبْد الْمُطَّلِب، فَإِنَّ أُمّ الْعَبَّاس هِيَ نُتَيْلَة بِنْت جِنَان بِالْجِيمِ وَالنُّون، وَلَيْسَتْ مِنْ الْأَنْصَار، وَإِنَّمَا أَرَادُوا بِذَلِكَ أَنَّ أُمّ عَبْد الْمُطَّلِب مِنْهُمْ، لِأَنَّهَا سَلْمَى بِنْت عَمْرو بْن أُحَيْحَة ، وَهِيَ مِنْ بَنِي النَّجَّار، وَمِثْله مَا وَقَعَ فِي حَدِيث الْهِجْرَة أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ عَلَى أَخْوَاله بَنِي النَّجَّار، وَأَخْوَاله حَقِيقَة إِنَّمَا هُمْ بَنُو زُهْرَة ، وَبَنُو النَّجَّار أَخْوَال جَدّه عَبْد الْمُطَّلِب.
قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ: وَإِنَّمَا قَالُوا: (اِبْن أُخْتنَا) لِتَكُونَ الْمِنَّة عَلَيْهِمْ فِي إِطْلَاقه ، بِخِلَافِهِ مَا لَوْ قَالُوا: عَمّك ، لَكَانَتْ الْمِنَّة عَلَيْهِ صلى الله عليه وسلم، وَهَذَا مِنْ قُوَّة الذَّكَاء وَحُسْن الْأَدَب فِي الْخِطَاب، وَإِنَّمَا اِمْتَنَعَ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِجَابَتهمْ لِئَلَّا يَكُونَ فِي الدِّين نَوْع مُحَابَاة. فتح الباري (ج 8 / ص 2)
(4)
(خ) 2400 ، (حب) 4794، (ك) 5408 ، (طس) 4624
(خ)، وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ:" أُتِيَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِمَالٍ مِنَ البَحْرَيْنِ، فَقَالَ: انْثُرُوهُ فِي المَسْجِدِ - وَكَانَ أَكْثَرَ مَالٍ أُتِيَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الصَّلَاةِ وَلَمْ يَلْتَفِتْ إِلَيْهِ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلَاةَ جَاءَ فَجَلَسَ إِلَيْهِ، فَمَا كَانَ يَرَى أَحَدًا إِلَّا أَعْطَاهُ "، إِذْ جَاءَهُ العَبَّاسُ رضي الله عنه فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَعْطِنِي، فَإِنِّي فَادَيْتُ نَفْسِي ، وَفَادَيْتُ عَقِيلًا، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:" خُذْ " ، فَحَثَا فِي ثَوْبِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ، قَالَ:" لَا " قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ:" لَا " ، فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ ذَهَبَ يُقِلُّهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اؤْمُرْ بَعْضَهُمْ يَرْفَعْهُ إِلَيَّ، قَالَ:" لَا "، قَالَ: فَارْفَعْهُ أَنْتَ عَلَيَّ، قَالَ:" لَا " ، فَنَثَرَ مِنْهُ، ثُمَّ احْتَمَلَهُ فَأَلْقَاهُ عَلَى كَاهِلِهِ ثُمَّ انْطَلَقَ، " فَمَا زَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُتْبِعُهُ بَصَرَهُ حَتَّى خَفِيَ عَلَيْنَا - عَجَبًا مِنْ حِرْصِهِ - فَمَا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَثَمَّ مِنْهَا دِرْهَمٌ "(1)
(1)(خ) 411 ، 2994 ، (هق) 12807
(حم)، وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: كَانَ نَاسٌ مِنْ الْأَسْرَى يَوْمَ بَدْرٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ فِدَاءٌ ، " فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِدَاءَهُمْ أَنْ يُعَلِّمُوا أَوْلَادَ الْأَنْصَارِ الْكِتَابَةَ "، قَالَ: فَجَاءَ يَوْمًا غُلَامٌ يَبْكِي إِلَى أَبِيهِ ، فَقَالَ: مَا شَأنُكَ؟ ، قَالَ: ضَرَبَنِي مُعَلِّمِي ، قَالَ: الْخَبِيثُ ، يَطْلُبُ بِذَحْلِ (1) بَدْرٍ وَاللهِ لَا تَأتِيهِ أَبَدًا. (2)
(1) أَيْ: بثأر.
(2)
(حم) 2216، (ك) 2621 ، (هق) 11460 ، وقال الأرناؤوط: حسن.
(خ)، وَعَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أُسَارَى بَدْرٍ: " لَوْ كَانَ الْمُطْعِمُ بْنُ عَدِيٍّ حَيًّا ، ثُمَّ كَلَّمَنِي (1) فِي هَؤُلَاءِ النَّتْنَى لَتَرَكْتُهُمْ لَهُ (2) "(3)
(1)(ثُمَّ كَلَّمَنِي) أَيْ: شَفَاعَةً. عون المعبود (7/ 252)
(2)
إِنَّمَا سَمَّاهُمْ نَتْنَى ، إِمَّا لِرِجْسِهِمُ الْحَاصِلِ مِنْ كُفْرِهِمْ عَلَى التَّمْثِيلِ ، أَوْ لِأَنَّ الْمُشَارَ إِلَيْهِ أَبْدَانُهُمْ وَجِيَفُهُمُ الْمُلْقَاةُ فِي قَلِيبِ بَدْرٍ قاله القارىء.
(لَأَطْلَقْتُهُمْ لَهُ) أَيْ: لَتَرَكْتُهُمْ لِأَجْلِهِ ، يَعْنِي: بِغَيْرِ فِدَاءٍ.
وَإِنَّمَا قَالَ صلى الله عليه وسلم كَذَلِكَ ، لِأَنَّهَا كَانَتْ لِلْمُطْعِمِ عِنْدَهُ يَدٌ ، وَهِيَ أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ فِي جِوَارِهِ لَمَّا رَجَعَ مِنَ الطَّائِفِ ، وَذَبَّ الْمُشْرِكِينَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَحَبَّ أَنَّهُ إِنْ كَانَ حَيًّا ، فَكَافَأَهُ عَلَيْهَا بِذَلِكَ ، وَالْمُطْعِمُ الْمَذْكُورُ ، هُوَ وَالِدُ جُبَيْرٍ الرَّاوِي لِهَذَا الْحَدِيثِ.
قَالَ الْخَطَّابِيُّ: فِي الْحَدِيثِ إِطْلَاقُ الْأَسِيرِ ، وَالْمَنُّ عَلَيْهِ مِنْ غَيْرِ فِدَاءٍ. عون المعبود (7/ 253)
(3)
(خ) 2970، (د) 2689، (حم) 16779
(د)، وَعَنْ إِبْرَاهِيمَ النَّخْعِيِّ قَالَ: أَرَادَ الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ (1) أَنْ يَسْتَعْمِلَ مَسْرُوقًا (2) فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ عُقْبَةَ (3): أَتَسْتَعْمِلُ رَجُلًا مِنْ بَقَايَا قَتَلَةِ عُثْمَانَ؟ ، فَقَالَ لَهُ مَسْرُوقٌ: حدثنا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه وَكَانَ فِي أَنْفُسِنَا مَوْثُوقَ الْحَدِيثِ - أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ أَبِيكَ قَالَ (4): مَنْ لِلصِّبْيَةِ (5)؟ ، قَالَ:" النَّارُ " ، فَقَدْ رَضِيتُ لَكَ مَا رَضِيَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. (6)
(1) هو: الضَّحَّاكُ بْنُ قَيْسٍ بْن خَالِد الْفِهْرِيّ الْأَمِير الْمَشْهُور ، شَهِدَ فَتْح دِمَشْق ، وَتَغَلَّبَ عَلَيْهَا بَعْد مَوْت يَزِيد ، وَدَعَا إِلَى الْبَيْعَة ، وَعَسْكَرَ بِظَاهِرِهَا، فَالْتَقَاهُ مَرْوَان بِمَرْج رَاهِط سَنَة أَرْبَع وَسِتِّينَ فَقُتِلَ. عون المعبود - (ج 6 / ص 122)
(2)
أَيْ: يَجْعَلُهُ عَامِلًا.
(3)
أَيْ: اِبْن أَبِي مُعَيْط ، وَعُقْبَة هَذَا هُوَ الْأَشْقَى الَّذِي أَلْقَى سَلَا الْجَزُور عَلَى ظَهْر رَسُول الله صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الصَّلَاة.
(4)
أَيْ: قَالَ أَبُوك عُقْبَة بْن أَبِي مُعَيْط.
(5)
أَيْ: مَنْ يَكْفُل صِبْيَانِي وَيَتَصَدَّى لِتَرْبِيَتِهِمْ وَحِفْظهمْ وَأَنْتَ تَقْتُل كَافِلَهُمْ. عون المعبود - (ج 6 / ص 122)
(6)
(د) 2686 (ك) 2572 ، حسَّنه الألباني في الإرواء تحت حديث: 1214، واستدل العلماء بهذا الحديث وغيره على جواز قتل الصبر. ع
وقال الألباني: وفي " البداية " للحافظ ابن كثير (3/ 305 - 306): عن الشعبي قال: " لما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل عقبة " قال: أتقتلني يا محمد من بين قريش؟ قال: " نعم ، أتدرون ما صنع هذا بي؟ ، جاء وأنا ساجد خلف المقام ، فوضع رِجله على عنقي وغَمَزَها ، فما رفعها حتى ظننت أن عينيَّ سَتَندُران ، وجاء مرة أخرى بسلا شاة فألقاه على رأسي وأنا ساجد، فجاءت فاطمة فغسلته عن رأسي " قلت: وهذا مرسل ، وجملة القول أني لم أجد لهذه القصة إسنادا تقوم به الحجة على شهرتها في كتب السيرة ، وما كُلُّ ما يُذكَر فيها ويُساقُ مَساقَ المُسَلَّمَات يكون على نهج أهل الحديث من الأمور الثابتات سِوى حديث مسروق عن عبد الله. أ. هـ