الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لقد علمت بنوا أسْد بأنا
…
تقحمنا المشاعر معلمينا
تركنا بَعْككا (1) وابني هشام
…
وعوفا بعده القوام رهنا
وحربا والمسيب إذ لقينا
…
ولم نك من قريش أو جرينا (2)
تركنا تسعة للطير منهم
…
بمكة والسباع مطرحينا
فلما أن قضينا الدين قالوا
…
نريد السلم قلنا قد رضينا
وضعنا الخرج موظوفاعليهم
…
يؤدون الإتاوة (3) آخرينا (4)
لنا في العير دينار مسمى
…
به حزَّ الحلاقم يتقونا
ولولا ذاك ما جالت قريش
…
شمالا في البلاد ولا يمينا
فلم يزل ذلك عليم يؤدونه إلى الأزد (5) حتى ظهر النبي صلى الله عليه وسلم وطرحه فيما طرح من سنن الجاهلية (6).
قلت: الحمدلله الذي أنعم علينا بالإسلام، دين الحق والهدى، شرع الأحكام، وقضى على الجاهلية، فاجتمع عباده على فارق واحد هو التقوى، فكانوا بذلك إخوة، يظللهم كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، ثم وَحْدَةُ القبائل في المملكة يضرب بها المثل في التراحم والإخاء.
(11) أبو عامر الدوسي
تبين لي من خلال البحث أن خلطا حدث في هذا، بين أن يكون عامر بن الطفيل، وترجمته (109) أو أبا عامر كما هنا، أو الطفيل بن عمرو، ترجمته (106) والذي أراه أن الخلط وقع في كتاب فتوح الشام للواقدي، فإنه الوحيد الذي قال عامر الدوسي، وتارة كناه أبا عامر، ولعل الخطأ من النسخ، وذكر أنه حامل كتاب عمرو
(1) ابن خويلد أحد المقتولين.
(2)
مضروبين مجروحين
(3)
الجزية تدفع لزهران لقاء تأمين قوافل التجارة.
(4)
لم يظهر لي معنى "آخرينا" ولعل الصواب "داخرينا" أي صاغرين.
(5)
زهران.
(6)
المنمق في أخبار قريش 1/ 206.
بن العاص إلى أبي عبيدة رضي الله عنهم "بسم الله الرحمن الرحيم من عمرو بن العاص إلى أمين الأمة أما بعد:
فإني أحمد الله الذي لا إله إلا هو، وأصلي على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، وإني قد وصلت إلى أرض فلسطين، ولقينا عساكر الروم مع بطريق يقال له:"روبيس"في مائة ألف فارس، فمَنّ الله بالنصر وقتل من الروم خمسة عشر ألف فارس، وفتح الله على يدي فلسطين، بعد أن قتل من المسلمين مائة وثلاثون رجلا، فإن احتجت إلي سرت إليك، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته" ودفع الكتاب إلى أبي عامر الدوسي وأمره أن يسير إلى أبي عبيدة، فأسرع عامر بالكتاب فوجد أبا عبيدة وهو نازل بأرض الشام، وجاهر بالدخول إليها، غير أنه أمَره كما أمَره أبو بكر، فلما وصل أبو عامر قال له أبو عبيدة: ما وراءك؟ قال: خيرا، هذا كتاب من عمرو بن العاص يخبرك بما فتح الله على يديه، ثم سلم إليه الكتاب فلما قرأه خر ساجدا فرحا بنصر الله، ثم قال: والله قُتل من المسلمين رجال أخيار منهم سعيد بن خالد، قال أبو عامر: فكان خالد والده جالسا، فلما سمع بأن ولده قد قتل قال: وا ابناه، وجعل يبكيه حتى بكى المسلمون لبكائه، ثم إن خالدا أسرع إلى فرسه فركبها، وعزم إلى أرض فلسطين لينظر إلى قبر ولده، فقال أبو عبيدة: كيف تسير وتدعنا؟ فقال: إنما انظر إلى قبر ولدي وأرجو الله ان يلحقني به، قال: وكتب أبو عبيدة كتابا لعمرو بن العاص يقول فيه: "بسم الله الرحمن الرحيم إنما أنت مأمور، فإن كان أبو بكر أمرك أن تكون معنا فسر إلينا، وإن كان أمرك بالثبات في موضعك فاثبت، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته" وطوى الكتاب وسلمه إلى خالد بن سعيد وسار مع أبي عامر إلى أن أتيا إلى جيش عمرو بن العاص، فدفع له الكتاب وهو يبكي، فوثب عمرو وصافح خالد ورفع منزلته، وعزاه في ولده سعيد، وعزاه المسلمون، فقال خالد: ياأيها الناس هل أروى سعيد رمحه وسيفه في الكفار؟ قالوا: نعم فلقد قاتل وما قصر، ولقد جاهد في الدين ونَصر، فقال: أروني قبره، فأروه إياه فأقام على القبر وقال: يا ولدي رزقني الله الصبر عليك وألحقني بك، وإنا لله وإنا إليه راجعون، والله إن مكنني الله لآخذن بثأرك ياولدي، عند الله احتسبك، ثم قال لعمرو بن العاص: إني أريد أن أَسْري بسرية