الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدوسي بسنده عن أنس رضي الله عنه رفع "لا تأخذوا ينكم عن مسلم أهل الكتاب" في سنده؛ أبو أسلم متروك، والراوي عنه مجهول، وقد قال الدوسي: حدثني به أبو أسلم (1).
قلت: فيما صح عن رسول الله غناء عن الموضوعات، ورواية المجاهيل.
(195) محمد بن عبد الله بن حوالة الدوسي رضي الله عنه
-
لم أقف على مزيد في نسبه ولم يذكره إلا ابن عساكر، وظني أن خلطا وقع في الرواية فكل ما يأتي ذكره من رواية أبيه عبد الله بن حوالة، ترجمته (135) فقال ابن عساكر رحمه الله: سكن دمشق، وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، يكنى أبا حواله، وأبا عقبة (2)، ولم يرد في كنى عبد الله بن حوالة أنه أبو عقبة، ذكر له كنيتان: أبو حوالة، وأبو محمد، أما أبو عقبة فهو ابنه محمد الذي لم يُذكر إلا في تاريخ ابن عساكر، والروايات التي أوردها ابن عساكر ليست له بل لأبيه، وروى ابن عساكر بسنده عن أبي عقبة محمد بن عبد الله بن حوالة الأزدي، عن آبائه ممن أدرك منهم، عن عمرو بن الطفيل الدوسي؛ ذي النور من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له؛ فنور له سوطه، فكان يستضئ به، وكان ينزل بيتا من أرض فلسطين، واستشهد يوم اليرموك (3).
قلت: وظني أن وهما وقع في السند فقد روى ابن عساكر نفسه الشك فقال بسنده: عن عثمان بن هاشم عن أبيه حدثني محمد بن عبد الرحمن الأزدي عن أبيه ممن أدرك منهم عن عمرو بن ذي النور وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا له ــ للطفيل ذي النور، والد عمرو ــ فنور له في سوطه، فكان يستضئ به، واستشهد باليرموك، وكان منزله بيتا من أرض فلسطين (4).
فالأول محمد بن عبد الله الأزدي، والثاني محمد بن عبد الرحمن الأزدي، والله أعلم كما قال ابن عساكر رحمه الله.
(1) لسان الميزان 4/ 83.
(2)
تاريخ دمشق 27/ 436، 46/ 106،
(3)
تاريخ دمشق 46/ 106.
(4)
تاريخ دمشق 46/ 106.
وما يلي يؤكد الخطأ: وروى عبد الله بن حوالة الأزدي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنكم ستجندون أجنادا جندا بالشام، وجندا بالعراق، وجندا باليمن، قلت: يا رسول الله، استخر لي، قال: عليكم بالشام، فمن أبى فليحلق بيمنه، وليستق من غدره، فإن الله تعالى قد تكفل لي بالشام وأهله» (1)، وفي رواية أنه قال: يا رسول الله، خر لي بلدا أكون فيه، فلو علمت أنك تبقى لم أختر على قربك، قال:«عليك بالشام» ثلاثا، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم كراهته لها، قال:«هل تدري ما يقول الله تعالى في الشام؟ ، إنه يقول: يا شام يدي عليك، يا شام أنت صفوتي من بلادي، أدخل فيك خيرة عبادي، أنت سوط نقمتي، وسوط عذابي، أنت الأنذر وعليك المحشر، ورأيت ليلة أسري بي عمودا أبيض كأنه لؤلؤة تحمله الملائكة، قلت: ما تحملون قالوا: عمود الإسلام (2)، أمرنا أن نضعه بالشام وبينا أنا نائم إذ رأيت الكتاب اختلس من تحت وسادتي، فظننت أن الله تعالى قد تخلا من أهل الأرض، فأتبعته بصري فإذا هو بين يدي حتى وضع بالشام، فمن أبى فليلحق بيمنه وليستق من غدره فإن الله تعالى قد توكل لي بالشام وأهله» (3).
بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لنغنم على أقدامنا، فرجعنا فلم نغنم شيئا، وعرف الجهد في وجوهنا، فقام فينا فقال: «اللهم لا تكلهم إلي فأضعف عنهم ولا تكلهم إلى أنفسهم فيعجزوا عنها ولا تكلهم إلى الناس فيستأثروا عليهم ثم قال لتفتحن الشام والروم
(1) تاريخ دمشق 1/ 58، 59، 60، وكرره في مواضع كثيرة. قال الألباني رحمه الله: حديث صحيح جدا. قلت: هذا اصطلاح جديد في الحكم على الحديث (تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق 1/ 10).
(2)
عمود الكتاب.
(3)
تاريخ دمشق 1/ 69، 70. قال الألباني رحمه الله: حديث صحيح دون قوله: "يا شام يا شام! يدي عليك يا شام! " وقد رد الشيخ رحمه الله قول الهيثمي رحمه الله في الحكم: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح؛ غير صالح بن رستم، وهو ثقة" فقال بـ: جهالة ابن رستم، وفي حديثه هذا نكارة أيضاً؛ إذا ما قوبل بالأحاديث الصحيحة (سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة 14/ 619).
وقال: قوله: "أنت سيف نقمتي، وسوط عذابي، أنت الأنذر"، فإن هذا القدر مما لم أقف عليه في غير هذا الحديث (تخريج أحاديث فضائل الشام ودمشق 1/ 28).