الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قلت: وهو من كبار أصحاب شعبة، ولعل شعبة بن الحجاج رحمه الله أراد بالسؤال أن يختبر ضبطه لما يروي، فقد كان رحمه الله من أشد النقاد في رواية الحديت سندا ومتنا.
مولده:
ولد الإمام جرير الدوسي سنة (85) خمس وثمانين من الهجرة.
نسبه:
هو جرير بن حازم بن زيد بن عبدالله بن شجاع الجهضمي، أحد الأعلام (1)، وجهضم هو: جهضم بن عوف بن مالك بن فهم بن غَنْم بن دوس بن عُدثان بن عبدالله بن زهران بن كعب بن عبدالله بن نصر بن ملك بن الأزد (2)، لكن قيل: العتكي، فإن صح فليس هو دوسي، وليس من ولد زهران بن كعب، بل من ولد العتيك، وهو ابن عم زهران بن عمران بن عمرو مزيقا، فحصل فيه التردد بين أن يكون عتكيا أو دوسيا، قال ابن قتيبة رحمه الله: الجهاضم منهم جرير بن حازم الفقيه (3)، وقد ورد من أقوال العلماء قول ثالث: وهو أن يكون زهرانيا من ولد مالك بن زهران؛ أخي عبدالله بن زهران، قال أبو العباس المبرد رحمه الله: جهضم بن مالك، رهط جرير يقال لهم: الجهاضم، منهم بطن يقال لهم: اليَحْمَد، ومنهم بني سلامان بن مفرج؛ من بني دُهمان بن نصر، وروى ابن أخي يزيد بن حازم، عن سليمان بن يسار قال: قال لعمي جرير بن زيد: يا أبا سلمة، امرأة من قومك من بني سلامان (4).
قلت: وبنوا سلامان من ولد مالك بن بن زهران، وليس من ولد دوس بن عُدثان بن عبدالله بن زهران، ولكن ربما نظر سليمان بن يسار رحمه الله إلى زهران الجد الأبعد لبني جهضم، وبني سلمان، فصح كلامه، وهذا نسب بني سلامان: سلمان بن مفرج
(1) تهذيب الكمال 4/ 524، والمعارف 1/ 502،
(2)
تراجم شعراء الموسوعة الشعرية 1/ 2292، ومعجم الأدباء: إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب 4/ 1673.
(3)
المعارف 1/ 108.
(4)
نسب عدنان وقحطان 1/ 22.
ابن مالك بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبدالله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث (1).
وقد أخطأ كحالة في النسب فيما بعد زهران (2).
تنبيه:
وليعلم أن اسم سلامان كثير في القبائل والبطون، ولا يلزم من النسبة: السلاماني أو السليمي المطلقة أن يكون منتسبا إلى سلامان بن مفرج الزهراني إلا بتحقيق، فقد يكون من قبيلة أخرى.
ومن غير المنتسبين إلى زهران: حبيب بن عمرو السلاماني رضي الله عنه: من بني سلامان بن سعد بن زيد بن ليث بن سود بن أسلم بن قضاعة.؛ له صحبة كان ينزل الجفار أرض عذرة وبلي من البادية (3)، رأس الوافدين على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قدمنا وفد سلامان على رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن سبعة، فصادفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خارجا من المسجد إلى جنازة دعي إليها، فقلنا السلام عليك يارسول الله، فقال:«وعليكم من أنتم؟ » قلنا: نحن من سلامان، قد منا لنبايعك على الإسلام، ونحن على من ورائنا من قومنا، فالتفت إلى ثوبان غلامه فقال:«أنزل هذلاء الوفد حيث ينزل الوفد» فلما صلى الظهر جلس بين المنبر وبيته، فتقدمنا إليه فسألناه عن أمر الصلاة، وشرائع الإسلام، وعن الرُّقى وأسلمنا، وأعطى كل رجل منا خمس أواق، ورجعنا إلى بلادنا، وذلك في شوال سنة عشر (4).
(1) جمهرة أنساب العرب 1/ 474.
(2)
معجم قبائل العرب القديمة والحديثة 2/ 531.
(3)
الإصابة في تمييز الصحابة 2/ 19، والثقات لابن حبان 3/ 82، وأسد الغابة 1/ 445، 679.
(4)
المنتظم في تاريخ الملوك والأمم 3/ 380.