الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(182) كبير أبو أمية الدوسي
لم أقف على ما يفيد عنه سوى أنه والد جنادة، ترجمته (19).
(183) كعب بن سور بن بكر الدوسي
(1)
كعب بن سور بن بكر بن عبد الله بن عبد بن ثعلبة بن سليم بن ذهل بن لقيط بن الحارث بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان بن عبد الله بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث بن نبت بن مالك بن زيد بن كهلان (2)، بعثه عمر بن الخطاب بن قاضيا على البصرة بسبب أن امرأة قالت: إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار، وأنا أكره أن أشكوه إليك، فهو يعمل بطاعة الله. فكأن عمر لم يفهم عنها.
وكعب بن سور هذا جالس معه، فأخبره أنها تشكو؛ أنها ليس لها من زوجها نصيب، فأمره عمر بن الخطاب أن يسمع منها، ويقضي بينهما، فقضى للمرأة بيوم من أربعة أيام، أو ليلة من أربع ليال، فسأله عمر عن ذلك، فنزع بأن الله عز وجل أحل له أربع نسوة لا زيادة، فلها الليلة من أربع ليال.
وفي رواية الشعبي رحمه الله: أن كعب بن سور كان جالسا عند عمر بن الخطاب، فجاءت امرأة فقالت: ما رأيت رجلا قط أفضل من زوجي، إنه ليبيت ليله قائما، ويظل نهاره صائما في اليوم الحار ما يفطر، فاستغفر لها عمر، وأثنى عليها، وقال: مثلك أثنى بالخير وقاله، فاستحيت المرأة، وقامت راجعة، فقال كعب بن سور: يا أمير المؤمنين، هلا أعديت المرأة على زوجها إذ جاءتك نستعديك؟ ! فقال: أكذلك أرادت؟ قال: نعم.
قال: ردوا علي المرأة. فردت، فقال لها: لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هذا يزعم أنك جئت تشتكين أنه يجتنب فراشك.
قالت: أجل إني امرأة شابة، وإني أبتغي ما تبتغي النساء.
(1) وقع خلط في النسب عند ابن عبدالبر في الاستيعاب.
(2)
الطبقات لخليفة بن خياط 1/ 344، والاستيعاب في معرفة الأصحاب 3/ 1318، فيه خلط في النسب.
فأرسل إلى زوجها، فجاء، فقال لكعب: اقض بينهما فقال: أمير المؤمنين أحق بأن يقضي بينهما، فقال: عزمت عليك لتقضين بينهما؛ فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهم.
قال: فإني أرى أن لها يوما من أربعة أيام، كأن زوجها له أربع نسوة، فإذا لم يكن له غيرها فإني أقضي له بثلاثة أيام ولياليهن يتعبد فيهن، ولها يوم وليلة.
فقال عمر: والله ما رأيك الأول بأعجب من الآخر، اذهب فأنت قاض على أهل البصرة، ومن بعد عمر رضي الله عنه، عثمان رضي الله عنه أمر أبا موسى رضي الله عنه أن يقضي كعب بن سور بين الناس، ثم ولَّى ابن عامر فاستقضى كعب بن سور، فلم يزل قاضيا بالبصرة حتى كان يوم الجمل، فلما اجتمع الناس بالحربية، واصطفوا للقتال خرج وبيده المصحف، فنشره وشهره وجال بين الصفين؛ يناشد الناس الله في دمائهم، فقتل على تلك الحال، أتاه سهم فقتله.
وقد قيل: كان المصحف في عنقه، وبيده عصا، وهو يأخذ الجمل، فأتاه سهم فقتله رحمة الله عليه.
وفي رواية: ثم جاءته الثالثة، فقالت: إن زوجي يصوم النهار ويقول الليل! قال: أفتريدين أن أنهاه عن صيام النهار وقيام الليل؟ ، وكان عنده كعب بن سور، فقال كعب: إنها امرأة تشتكي زوجها.
فقال عمر: أما إذا فطنت لها فاحكم بينهما، فقام كعب وجاءت بزوجها فقالت:
يا أيها القاضي الفقيه أرشده
…
ألهى خليلي عن فراشي مسجده
زهَّده في مضجعي تعبده
…
نهاره وليله ما يرقده
ولست في أمر النساء أحمده
…
فامض القضا يا كعب لا تردده (1)
فقال الزوج:
إني امرؤ قد شفني ما قد نزل
…
في سورة النور وفي السبع الطول
وفي الحواميم الشفاء وفي النحل
…
فردها عنى وعن سوء الجدل
(1) ظني أن الأبيات المنسوبة للثلاثة مصنوعة.