الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
خشيتُ على الأجفان من كثرة البكا
…
وخفتُ على الأحشاء أن تتضرما
فرمتُ سُلُواً عن هواها فعاقبني
…
من الشوق ما يثني الخلي المصمما
فأمسى عذابي في هواها خللاً
…
وأصبح سلواني عليَّ محرما (1).
قلت: صدق عبد الله بن معاوية حين قال:
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
…
ولكن عين السخط تبدي المساويا
قلت: من قواعد المحدثين عدم قبول قول الأقران بعضهم في بعض، وهم خصوم، رضوا فقالوا أحسن ما علموا، وغضبوا فقالوا أسوأ ما وجدوا، وهذا لسان الدين بن الخطيب رضي عن أقرانه فأجاد مدحهم، ومنهم أبو القاسم الدوسي، وغضب فألف الكتيبة لثلبهم وذمهم، فجيش فكره وسمى نتاجه "الكتيبة" وهذا نظير ما يسمى اليوم بالحرب الباردة، وهي وإن كانت ألفاظا لكنها على الحر أشد من وقع السنان، ولاسيما إذا كانت ألفاظا لا حقيقة لها في الواقع، وهذا حال الكتاب والشعراء، يتغايرون في الرضا والغضب، والله المستهان على قول الحق، وحفظ اللسان.
(199) محمد بن عمر الدوسي
القاضي شمس الدين، الدوسي، الحنبلي، والد محمد بن محمد (207) وهو غير الرومي، التالية ترجكته، لم أقف على ما يفيد عنه سوى هذا.
(200) محمد بن عمر الدوسي
هو رومي نسب الدوسي ولاءًا، ذكرته بيانا، يروي عن شعبة بن الحجاج، وشعبة مولاً أيضا، روى عنه أبو قلابة الرقاشي (2).
(201) محمد بن بن أحمد بن قطبة الدوسي
.
أبو محمد بن أبي لقاسم، أخو محمد بن محمد بن أحمد بن قطبة، ترجمته (206).
محمد بن أحمد بن قطبة الدوسي، الكاتب، الصبي الشاعر، أتى الشعر صبيا، وأستمطر منه حَبيا، وفي كعبته رجبيا، وإن أصبح من كل ما سواه أجنبيا، كأنما ارتضعه من ثدي الخنساء، والأخيلية ذات الكساء، وأمثالها من شعراء النساء، أو: تحساه في الحُسا، مع الإصباح والامسا، فروي من سجله، وأنتظم في سلك الكتاب
(1) الكتيبة الكامنة 1/ 273، 274.
(2)
الثقات لابن حبان 9/ 81.
من أجله، وشفعت في تقصير أبيه إجادة نجله، وتميز بالهجاء، والسلاح في الأرجاء، فمن شعره:
لأمر ما تُحملت الحمول
…
وقلبك في الضلوع له حلول
أخفت العاذلين فحلت عما
…
عهدت، وعهد مثلك لا يحول
أم اخترت التصبر عن حبيب
…
جميل بان أنت به جميل
أما وأبي لقد رحلت قلوب
…
غداة رحيلهم ونأت عقول
وقفت بربعهم ابكي اشتياقا
…
وصبري مثل نسمته عليل
أسائل عنهم طللا محيلا
…
كلانا بعدهم طلل محيل
كأن الصبر فاض على جفوني
…
فكان بربعهم دمعا يسيل
عهدتك ربع أفراح ولهو
…
تبشر بالقبول بك القبول
تلوح لنا القباب بها شموسا
…
وليس لها إذا أمسى أفول
ويبدو البدر فيها ليس يخفي
…
محاسنها صباح أو أصيل
تخاف ظباءها الأسد الضواري
…
وتخشى بطشها الصيد القيول
تحل بها اللواحظ والمواضي
…
وتختلس المواعد والعقول
فكم صب له سر مصون
…
لأدمعه وسلوته مذيل
وكم من عاشق عاصته فيها
…
شمول ذِكْر من يهوى الشمول
يكابد وجده ليلا طويلا
…
إلى مَن ليل وفرته طويل
ويقنع أن يقال له سقيم
…
لكي يحكيه محزمه الضئيل
كأن غرامه وقف عليه
…
فليس إلى السلو له سبيل
وتجرح وجنتيه شهود دمع
…
عدول للكرى عنها عدول
وكم من شادن أحوى غرير
…
يغر الناس منظره الجميل
إذا ما تنسمه مشوقا
…
يضل سلوه طرف كحيل
ومهما ضل كفرانا محب
…
هداه من لواحظه رسول
جواد حين تسأله نوالا
…
ولكن بالوصال لنا بخيل
قنعت وإن نقعت به غليلا
…
كذاك الحر يقنعه القليل
كأن وصاله العيوق عزا
…
فليس له لمن يهوى وصول