الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مع عدم الإصرار على إقناع الطرف الآخر.
وهذا شيء من الإيضاح لكل ضابطٍ كما يأتي:
أولاً: ضرورة العلم بالقضية المطروحة للنقاش:
لا بد للمحاور من معرفة القضية المطروحة للنقاش والعلم بها ، بل وتكون واضحة المعالم ، لأن " المطلوب هو الوضوح في طرح الأفكار والتدليل عليها "(1) ، ولا يكون ذلك إلا إذا فهم المتحاورون موضوع الحوار المراد نقاشه ، إذ كيف يعرض الإنسان أفكاره أو يناقش قضية لا يحيط بها علماً ،وهذا ما جعل مصعب بن عمير رضي الله عنه يجيد عرض ما يريد على من يتحاور معهم ، فقضيته واضحة ومعلومة لديه وقد عرضها بأحسن أسلوب ، وهو بيانها عن طريق قراءة آيات من القرآن الكريم على مسامعهم.
فقد كان العلم بموضوع الحوار واضحاً عند مصعب بن عمير رضي الله عنه وكذا عند صاحبيه رضوان الله عليهم ، في أنه أتى بدين جديد يخالف ما هم عليه يريد أن يعرضه عليهم ، فوافق أسيد بن حضير ، وسعد بن معاذ رضي الله عنهما ، فكان مما قاله مصعب بن عمير رضي الله عنه ، " أو تجلس فتسمع، فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كفّ عنك ما تكره؟ فقال: أنصفت "(2) ، وهما يعلمان أن القضية التي سيطرحها ، دين جديد يخالف دين آبائهم وأجدادهم ، فقبلا ذلك فسار الحوار في أحسن حال ، حتى تحقق الهدف المنشود عند مصعب بن عمير رضي الله عنه ، وهو نشر الدين الإسلامي.
(1) عاشور ، سعد عبدالله: مصدر سابق، ص97.
(2)
ابن هشام: مصدر سابق ، 1/ 435.