الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
اكتشاف الطلاب الذين يمتلكون مهارةً في إتقان الحوار؛ لتتم رعايتهم والاهتمام بهم من خلال تكثيف الدورات التدريبية ، ومن ثم تطبيق الحوار في المدرسة ، وفي المنزل مع أفراد الأسرة ، حتى يكونوا قُواد المستقبل ، ثم يتم تكريمهم أمام زملائهم في الإذاعة المدرسية.
ويحسن من معلم التاريخ أن يبرز لطلابه تلك المواقف الحوارية للنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم ، وأن يثير فيهم الحماسة لاستنباط الفوائد منها.
وكذلك معلم المواد الدينية يقرأ على طلابه بعض القصص الحوارية التي ذُكرت في القرآن الكريم ، ومن ثم الرجوع إلى كتب التفسير لمعرفة ما تتضمنه تلك الآيات الكريمة ، ومن ثم استخراج الدروس والفوائد.
المبحث الثالث: تطبيقاته في المسجد:
المسجد مركز للنور والهداية ، ومحطة إيمانية وروحانية ، فيه يلتقي المسلمون خمس مرات في اليوم ، وقد رغب الله في بنائها وعمارتها، حساً ومعنى، وجعل أصل وظائفها ذكره، وإقام الصلاة له، وهي أهم أركان عبادته بعد الشهادتين، اللتين هما عبادته وذكره (1)، قال سبحانه:{فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ (36)} (2) ، ولا يقتصر دور المسجد على الصلاة فيه فقط ، بل له " دور تعليمي، وتربوي،
(1) السهلي ، عبدالله بن معتق: القول الأحمد في أحكام في حرمة المسجد ، الجامعة الإسلامية ، المدينة المنورة ، الطبعة: السنة السادسة والثلاثون ، العدد 125 ، 1424هـ ، ص368.
(2)
سورة النور: آية (36).
واجتماعي مستمر من طبيعة رسالة المسجد ذات الجوانب المتعدد " (1) ، فعلى إمام المسجد وأهل الحي أن يعوا أهمية المسجد ودوره الفعّال في التأثير بالإصلاح والتعديل ، والتنمية والتزكية.
فالأدوار التعليمية والتربوية التي يقوم بها المسجد إذا فُعّلت بشكل سليم ءاتت أُكُلها ، ونفعت أهالي المسجد ، فتقوى الروابط بينهم. ومن أهم تلك الأدوار التربوية ، الحوار الهادف بتطبيق المنهج الصحيح ، ومن تلك التطبيقات له في المسجد ما يأتي:
لقد حرص مصعب بن عمير رضي الله عنه على ما يعين في سير الحوار المنهجي بشكله السليم ، وذلك من خلال الجلوس للحوار بقوله:" إن يجلس أكلّمه "(2) وكذلك تهيئة المكان الهادئ والمناسب له.
فيستطيع إمام المسجد تنسيق زيارات وجلسات أسبوعية لأهالي المسجد في منازلهم؛ وذلك ليزداد ترابطهم وتماسكهم؛ ليكون ذلك طريقاً لاستعمال الحوار في مجالسهم؛ ليعتادوا عليه ويصبح أسلوباً يُستعمل في جميع البيوت.
كما يشاركهم في حل المشكلات الاجتماعية ويجعل أسلوب الحوار مرتكزاً أساسياً في النقاش لحل تلك المشكلات؛ لئلا يشعر الأهالي بأنانية الإمام وانفراده بالكلام؛ ولكي يشارك الجميع في طرح الحلول ، فيكون هناك تعاون وتكاتف في التنفيذ والتطبيق على أرض الواقع.
(1) عسيري ، علي بن حسن بن ناصر: مسئولية إمام المسجد ، وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ، المملكة العربية السعودية ، ط1 ، 1419هـ ، ص66.
(2)
ابن هشام: مصدر سابق ، 1/ 435.
وكما أن المسجد مكان مهيأ للحوار يحرص إمام المسجد على أن يجالس طلاب التحفيظ ويتحاور معهم؛ ليكسبهم الثقة ويشاركهم في حل الإشكالات التي تعترضهم في الحفظ ، بل والمشاكل الاجتماعية والأسرية. ويحث إمام المسجد أساتذة التحفيظ على استعمال الحوار مع طلابهم في حل مشاكلهم.
ويحاول إمام المسجد قراءة بعض القصص الحوارية وذلك من خلال تضمين السيرة النبوية من خلال دروس المسجد؛ لما في السيرة النبوية من فوائد جمة ، ومن ذلك حوارات النبي صلى الله عليه وسلم المختلفة ، التي تبرز الخلق العظيم الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم مع جميع الفئات العمرية والأجناس البشرية حتى مع الكفار.
وكذلك يحث المصلين على الاطلاع والقراءة من مكتبة المسجد ، بحيث يجعل كتب الحوار من ضمن تلك الكتب.
ويقرأ إمام المسجد في الصلوات الجهرية أحياناً بعض الحوارات القرآنية وخاصة في صلاة الفجر ، كحوار الله عز وجل مع آدم ومع موسى عليهما السلام ، وحوار يوسف عليه السلام مع إخوته وغيرها.
وينبغي على مؤذن المسجد أن يستعمل الحوار المنهجي في نقاشه مع أهالي الحي ، فإنه قد يحصل أحياناً بعض الاختلافات بينهما.
كما نهيب بخطيب الجمعة بتخصيص خطبة عن أسلوب الحوار المنهجي والهادف ، فيبين لهم أركان الحوار وضوابطه وآدابه وآثاره التربوية على الفرد والمجتمع ، ويذكر لهم بعض القصص والمواقف الحوارية للنبي صلى الله عليه وسلم وبعض صحابته الكرام رضي الله عنهم. ثم يحاول جاهداً أن يحرص على مثل هذه الخطب بعد كل مدة زمنية.