الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أما مصعب بن عمير رضي الله عنه فقد أنصت لكلام أسيد بن حضير رضي الله عنه وهو واقفٌ عليه ومتشتماً ، بل ويبدو أنه رافعٌ لصوته ، فما قابل ذلك مصعبٌ رضي الله عنه إلا بحسن استماع وإنصات ، وعندما انتهى أسيدٌ رضي الله عنه من كلامه ، قال له مصعب رضي الله عنه:"أو تجلس فتسمع "(1)، فكأن لسان حاله يقول: فكما أني سمعت كلامك بإنصات فاسمع مني بإنصات كذلك. ومن خبر أمه رضي الله عنه كان في حسن استماع لها ، مع أنها كانت تظهر له الكيد والعداوة ، بل وأرادت التحريض عليه من قبل قومها لتعذيبه (2) ، ومع هذا ما زال في حواره معها بحسن إنصات واستماع؛ لعلها تقتنع بكلامه فتدخل الإسلام.
سابعاً: الجرأة والغضب لنصرة الحق:
كما أن المحاور لا بد له من الحلم والصبر وعدم الغضب لنفسه ، فهو كذلك لا بد أن تكون عنده جرأة في الحق والغضب له ، فعندما يتجاوز المحاور المقابل حدوده ويتطاول على الدين ، كأن يعتدي " على أصل من أصول الدين ، أو يطعن في شيء من معالمه ، أو ينال من حملته من الأنبياء أو الصحابة أو العلماء السائرين على نهجهم
…
فإنه يجدر بالمحاور عندئذ أن يتجرأ في نصرة الحق ، ويغضب لانتهاك محارم الله " (3) ، وهذا كله يُعد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، فعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(1) ابن هشام: مصدر سابق ، 1/ 435.
(2)
ابن سعد: مصدر سابق ، 3/ 88.
(3)
زمزمي ، يحيى بن محمد: مصدر سابق ، ص269.