الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
هو الوصول إلى الحق ، فلا يتقدم إلى الحوار من يحمل معه الإصرار على رأيه إن لم يكن الحق معه، قال الشافعي رحمه الله:" ما ناظرت أحداً إلا ولم أبال بيّن الله الحق على لساني أو لسانه"(1)؛ لأن مقصوده من المناظرة إظهار الحق والتوصل إليه ، وليس الانتصار لنفسه أو لرأيه ، وهذه منزلة عالية تحتاج إلى تربية جادة حتى يستطيع الإنسان تحقيقها.
فمصعب بن عمير رضي الله عنه كان يسعى إلى تحقيق الهدف من حواره بدخول من يحاوره إلى الإسلام ما أمكنه ذلك ، ولم يصر على إقناع محاوره ، فعندما جاءه أسيد بن حضير رضي الله عنه ، أخذ يشتمه ويأمره بالخروج ، فقال له مصعب بن عمير رضي الله عنه:" أو تجلس فتسمع ، فإن رضيت أمرا قبلته وإن كرهته كفّ عنك ما تكره فقال: أنصفت "(2). فرضي مصعب بن عمير رضي الله عنه بنتائج ما سيصل إليه الحوار. فإما أن يرضى أسيد بن حضير رضي الله عنه ويقبل ، أو يلتزم مصعب بن عمير رضي الله عنه ما اتفقا عليه بأن يكف عنه ما كرهه منه ، مع أن الحق معه ، فاستمع أسيد بن حضير رضي الله عنه واتبع الحق الذي جاء به مصعب بن عمير رضي الله عنه.
المبحث الثاني: آداب أسلوب الحوار النفسية عند مصعب بن عمير رضي الله عنه
-:
تعتني الآداب النفسية للحوار بكل ما يعطي النفس ارتياحاً وهدوءاً ، كتهيئة المكان ، واختيار الزمان المناسب ، وترفض كل ما يزعج النفس ويؤذيها ، كالغضب والتوتر والقلق.
(1) ابن الجوزي: صفة الصفوة ، مصدر سابق ، 1/ 435.
(2)
ابن هشام: مصدر سابق ، 1/ 435.