الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ثانياً: وحدة الموضوع:
إن الالتزام بالموضوع الذي تم الاتفاق عليه من قبل المتحاورين ، وعدم الخروج عن عناصره ، يعين على استمرارية الحوار ، ووضوح طريقه. فالخروج عن موضوع الحوار وكثرة الاستطرادات لا يأتي إلا من أحد شخصين:
1 -
من لا يجيد الحوار ، ولا يعرف ضوابطه.
2 -
من يخشى الغلبة ، ويريد التمويه وعدم الاستسلام للحق.
" فالمحاور الناجح هو الذي يرتب أفكاره ويربط بينها ويحذر عند تزاحمها من اختلافها لأن هذا يؤدي إلى اضطرابها ومن ثم الانحراف عن موضوع النقاش والحوار "(1).
لذا يرى الباحث أن مصعب بن عمير رضي الله عنه قد التزم بوحدة الموضوع ، حينما أتاه أسيد بن حضير ، ثم سعد بن معاذ رضي الله عنهما. فقد كان موضوعه رضي الله عنه دعوتهما إلى ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وهو الدين الإسلامي ، فكلم أسيد بن حضير رضي الله عنه بالإسلام ، وقرأ عليه القرآن، وكذا فعله مع سعد بن معاذ رضي الله عنه (2) ، فلم يخرج مصعب بن عمير رضي الله عنه عن هذا الموضوع ، ولم يتطرق إلى موضوع آخر ، مما جعل الأمر واضحاً لدى الطرف الآخر ومن ثم اقتناعه بما يدعو إليه ، لذا أسلما جميعاً رضي الله عنهم.
(1) عاشور ، سعد عبدالله: مصدر سابق، ص 97.
(2)
ابن هشام: مصدر سابق ، 1/ 435.