الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة التحريم
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ
…
قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} الآيتان: 1-2
[3011]
وقع عند سعيد بن منصور بإسناد صحيح إلى مسروق قال:"حلف رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة لا يقرب أمته وقال: "هي علي حرام"، فنزلت الكفارة ليمينه، وأمر أن لا يحرم ما أحل الله"1.
[3012]
وأخرج الضياء في "المختارة" من مسند الهيثم بن كليب ثم من طريق جرير بن حازم عن أيوب عن نافع عن ابن عمر عن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لحفصة: "لا تخبري أحداً أن أم إبراهيم عليّ حرام"، قال: فلم يقربها حتى أخبرت عائشة، فأنزل الله {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ} 2.
1 فتح الباري 8/657.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ أعن هشيم، نا داود، عن الشعبي، عن مسروق، به. وأخرجه ابن جرير 28/156 من طريق ابن علية، قال: ثنا داود بن أبي هند، عن الشعبي، قال: قال مسروق - فذكر نحوه. وإسناده مرسل. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/216 وعزاه لسعيد بن منصور وعبد بن حميد.
2 فتح الباري 8/657.
أخرجه الهيثم بن كليب في مسنده كما في تفسير ابن كثير 8/186 ومن طريقه الضياء في المختارة رقم189 حدثنا أبو قلابة عبد الملك بن محمد الرقاشي، حدثنا مسلم بن إبراهيم، حدثنا جرير بن حازم، به مثله. قال ابن كثير: وهذا إسناد صحيح.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/216 ونسبه إلى الهيثم بن كليب في مسنده والضياء المقدسي في المختارة من طريق نافع عن ابن عمر - مرفوعا. ولم يذكر "عن عمر"، ولعل هذا سقط عند النسخ أو الطباعة. والله تعالى أعلم.
[3013]
وقد روى النسائي من طريق حماد عن ثابت عن أنس هذه القصة مختصرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت له أمة يطؤها، فلم يزل به حفصة وعائشة حتى حرّمها، فأنزل الله تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} الآية 1.
[3014]
ووقع في رواية يزيد بن رومان2 عن عائشة عند ابن مردويه وفيه "أن حفصة أهديت لها عكة فيها عسل، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها حبسته حتى تلعقه أو تسقيه منها، فقالت عائشة لجارية عندها حبشية يقال لها خضراء: إذا دخل على حفصة فانظري ما يصنع، فأخبرتها الجارية بشأن العسل، فأرسلت إلى صواحبها فقال: إذا دخل عليكن فقلن: إنا نجد منك ريح مغافير، فقال: "هو عسل، والله لا أطعمه أبدا"، فلما كان يوم حفصة استأذنته أن تأتي أباها، فأذن لها فذهب، فأرسل إلى جاريته مارية فأدخلها بيت حفصة، قالت حفصة: فرجعت فوجدت الباب مغلقا، فخرج ووجهه يقطر
1 فتح الباري 8/657، 9/376.
أخرجه النسائي في التفسير رقم627، وفي السنن رقم3959 أخبرني إبراهيم بن يونس ابن محمد، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا حماد بن سلمة، به.
وقد صحّح ابن حجر إسناده، ثم قال: وهذا أصحّ طرق هذا السبب. انظر: فتح الباري 9/376.
وأخرجه الحاكم 2/493 من طريق محمد بن بكير، عن سليمان بن المغيرة، عن ثابت، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/214 ونسبه إلى النسائي والحاكم وابن مردويه.
2 يزيد بن رُومان المدني، مولى آل الزبير، ثقة، روى عن ابن الزبير وأنس وعبيد الله وسالم ابني عبد الله بن عمر وصالح بن خوات بن جبير وعروة بن الزبير والزهري وهو من أقرانه وأرسل عن أبي هريرة. وعنه هشام ابن عروة وعبيد الله بن عمر بن حفص ابن عاصم بن عمر وأبو حازم سلمة بن دينار وغيرهم. مات سنة ثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/284، والتقريب 2/364.
وحفصة تبكي، فعاتبته فقال:" أشهدك أنها على حرام، انظري لا تخبري بهذا امرأة وهي عندك أمانة"، فلما خرج قرعت حفصة الجدار الذي بينها وبين عائشة فقالت: ألا أبشرك؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرّم أمته، فنزلت"1.
[3015]
وعند ابن سعد من طريق شعبة مولى ابن عباس عنه "خرجت حفصة من بيتها يوم عائشة فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بجاريته القبطية بيت حفصة فجاءت فرقبته حتى خرجت الجارية فقالت له "أما أني قد رأيت ما صنعت، قال:"فاكتمي عليَّ وهي حرام"، فانطلقت حفصة إلى عائشة فأخبرتها، فقالت له عائشة: أما يومي فتعرس فيه بالقبطية ويسلم لنسائك سائر أيامهن، فنزلت الآية2.
1 فتح الباري 9/289.
لم أجده من حديث عائشة، وقد أخرج الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم2397 من حديث ابن عباس بهذا اللفظ مطولا، فقال: حدثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث، حدثني خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن يزيد بن رومان، عن ابن عباس، فذكره. وأوله "قال: كنت أريد أن أسأل عمر بن الخطاب عن قول الله عز وجل: {وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ} فكنت أهابه حتى حججنا معه حجة، فقلت: لئن لم أسأله في هذه الحجة، لا أسأله
…
إلخ. وذكر الهيثمي في مجمع الزوائد 5/11-13 وقال: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن صالح كاتب الليث قال عبد الملك بن شعيب بن الليث ثقة مأمون وضعفه أحمد وغيره.
2 فتح الباري 9/289.
أخرجه ابن سعد في الطبقات فيما نقل عنه الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 4/61 أخبرنا محمد بن عمر، حدثني عمر بن عقبة، عن شعبة قال: سمعت ابن عباس يقول، فذكره نحوه. وقد ذكره الزيلعي في تخريج أحاديث الكشاف 4/61 برواية ابن سعد هذه.
هذا ولم أقف على هذه الرواية عند ابن سعد في الطبقات، ولكن أخرج في ترجمة مارية من طريق سويد بن عبد العزيز، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة، عن القاسم بن محمد، نحوه. انظر: الطبقات الكبرى 8/213.
[3016]
أخرج ابن مردويه من طريق الضحاك عن ابن عباس قال "دخلت حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم بيتها فوجدت معه مارية فقال: "لا تخبري عائشة حتى أبشرك ببشارة، إن أباك يلي هذا الأمر بعد أبي بكر إذا أنا مت"، فذهبت إلى عائشة فأخبرتها فقالت له عائشة ذلك، والتمست منه أن يحرم مارية فحرّمها، ثم جاء إلى حفصة فقال: "أمرتك ألا تخبري عائشة فأخبرتها"، فعاتبها على ذلك ولم يعاتبها على أمر الخلافة، فلهذا قال الله تعالى {عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} 1.
1 فتح الباري 8/657 و 9/289.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 12/ رقم12640 حدثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، ثنا إسماعيل بن عمرو البجلي، أنا أبو عوانة، عن أبي سنان، عن الضحاك، به. وليس عنده لفظة "فعاتبته". وتمامه "فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تخبري عائشة حتى أبشرك بشارة، فإن أباك يلي من بعد أبي بكر إذا أنا مت"، فذهبت حفصة فأخبرت عائشة أنا رأت النبي صلى الله عليه وسلم يطأ مارية، وأخبرتها أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرها أن أبا بكر يلي بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويلي عمر من بعده، فقالت عائشة للنبي صلى الله عليه وسلم: من أنبأك هذا؟ قال:"نبأني العليم الخبير"، فقالت عائشة: لا أنظر إليك حتى تحرم مارية، فحرّمها، فأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ} . ونقله ابن كثير في تفسيره 8/192 برواية الطبراني، وقال: إسناده فيه نظر. كما أورده الهيثمي في مجمع الزوائد 5/181 وقال: رواه الطبراني وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وهو ضعيف، وقد وثقّه ابن حبان، والضحاك بن مزاحم لم يسمع من ابن عباس، وبقية رجاله ثقات.
قال ابن حجر - بعد إيراده لهذه الطرق -: وهذه طرق يقوي بعضها بعضا.
هذا وقد أخرج البخاري رقم4912 عن عائشة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند زينب ابنة جحش ويمكث عندها، فواطأتُ أنا وحفصة على أيّتنا دخل عليها فليقل له: أكلتَ مغافير؟ إني أجد منك ريح مغافير، قال:"لا، ولكني كنتُ أشرب عسلا عند زينب ابنة جحش، فلن أعود له، وقد حلفتُ لا تخبري بذلك أحداً ".
فهذا يخالف ما تقدم، ولذا فقد رجّح ابن كثير هذا السبب، حيث قال:"اختلف في سبب نزول صدر هذه السورة، فقيل: نزلت في شأن مارية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد حرمّها " ثم أورد جملة من الآثار في ذلك، ثم قال:"والصحيح أن ذلك كان في تحريمه العسل " ثم ذكر هذا الحديث وطرق أخرى له. تفسير القرآن العظيم 8/185، 187.
بينما جنح ابن حجر إلى الجمع بين السببين، فقال: فيحتمل أن تكون الآية نزلت في السببين معا.
[3017]
وأخرج الطبراني في "الأوسط" وفي "عشرة النساء" وابن مردويه من طريق أبي بكر بن عبد الرحمن عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال "دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم بمارية بيت حفصة، فجاءت فوجدتها معه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي تفعل هذا معي دون نسائك؟ فذكر نحوه، وفي كل منهما ضعف1.
1 فتح الباري 8/657 و 9/289.
أخرجه الطبراني في الأوسط مجمع البحرين، رقم3404، وعنه ابن مردويه في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/60 قال: حدثنا إبراهيم بن محمد بن برة الصنعاني، ثنا هشام بن إبراهيم أبو الوليد المخزومي إمام مسجد صنعاء، أنا موسى ابن جعفر بن أبي كثير مولى الأنصار، عن عمه، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث ابن هشام، به مطولا نحو حديث الضحاك عن ابن عباس الآتي. وتمامه "قال:"فإنها عليّ حرام أن أمسها يا حفصة! واكتمي هذا عليّ"، فخرجت حتى أتت عائشة، فقالت: يا بنت أبي بكر ألا أبشرك؟ فقالت: بماذا؟ فقالت: وجدت مارية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فقلت: يا رسول الله في بيتي من بين بيوت نسائك؟ وبي تفعل هذا من بين نسائك؟ فكان أول السرور أن حرّمها على نفسه، ثم قال لي:"يا حفصة ألا أبشرك؟ " فقلت: بلى بأبي وأمي يا رسول الله، فأعلمني أن أباك يلي الأمر بعده، وأن أبي يليه بعد أبيك، وقد استكتمني ذلك، فاكتميه. فأنزل الله عز وجل:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أي من مارية {تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} أي لما كان منك {قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ وَاللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثاً} يعني حفصة، {فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ} يعني عائشة {وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ} أي بالقرآن، {عَرَّفَ بَعْضَهُ} عرّف حفصة ما أظهرت من أمر مارية {وَأَعْرَضَ عَنْ بَعْضٍ} عن ما أخبرت به من أمر أبي بكر وعمر، فلم يثر به عليها {فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنْبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ} ثم أقبل عليهما يعاتبهما، فقال {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} يعني أبا بكر وعمر =
[3018]
أخرج الطبري بسند صحيح عن زيد بن أسلم التابعي الشهير قال "أصاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم إبراهيم ولده في بيت بعض نسائه، فقالت: يا رسول الله، في بيتي وعلى فراشي، فجعلها عليه حراما، فقالت: يا رسول الله، كيف تحرم عليك الحلال! فحلف لها بالله لا يصيبها، فنزلت:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ، قال زيد ابن أسلم: فقول الرجل لامرأته أنت علي حرام لغو، وإنما تلزمه كفارة يمين إن حلف1.
[3019]
في الطبراني وتفسير ابن مردويه من طريق أبي عامر الخزاز2 عن ابن أبي مليكة3 عن ابن عباس قال "كان النبي صلى الله عليه وسلم يشرب عسلا عند سودة، وفي آخره" فأنزلت {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ورواته
= {وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ مُسْلِمَاتٍ مُؤْمِنَاتٍ قَانِتَاتٍ تَائِبَاتٍ عَابِدَاتٍ سَائِحَاتٍ ثَيِّبَاتٍ وَأَبْكَاراً} فوعده من الثيبات: آسية بنت مزاحم، امرأة فرعون، وأخت نوح، ومن الأبكار: مريم بنت عمران، وأخت موسى عليه السلام. قال الطبراني: لا يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد، تفرد به هشام بن إبراهيم. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 7/129-130 وقال: رواه الطبراني في الأوسط من طريق موسى بن جعفر بن أبي كثير، عن عمه، قال الذهبي: مجهول، وخبره ساقط.
وأخرجه - أيضا - العقيلي 4/155 في ترجمة موسى بن جعفر هذا، وقال: لا يصح إسناده.
1 فتح الباري 9/376.
أخرجه ابن جرير 28/155 حدثني محمد بن عبد الرحيم البرقي، قال: ثني ابن أبي مريم، قال: ثنا أبو غسان، قال: ثني زيد بن أسلم، نحوه. وقد صحح ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
2 هو صالح بن رستم المزني مولاهم، أبو عامر الخزاز - بمعجمات -، البصري، روى عن ابن أبي مليكة وغيره، وعنه يحيى القطان وسعيد بن عامر الضبي وأبو نعيم وغيرهم، صدوق، كثير الخطأ، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة اثنتين وخمسين ومائة.
انظر ترجمته في: التهذيب 4/342، والتقريب 1/360.
3 هو عبد الله بن عبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة - بالتصغير -، ابن عبد الله بن جدعان، التيمي، المدني، أدرك ثلاثين من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، ثقة فقيه، مات سنة سبع عشرة ومائة. أخرج له الجماعة. التقريب 1/431.
موثقون، إلا أن أبا عامر وَهِمَ في قوله سودة 1.
[3020]
وأخرج النسائي وابن مردويه من طريق سالم الأفطس عن سعيد بن جبير عن ابن عباس "أن رجلا جاءه فقال: إني جعلت امرأتي عليَّ حراما، قال: كذبت، ما هي عليك بحرام، ثم تلا {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ثم قال له "عليك رقبة" 2.
قوله تعالى: {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} الآية: 4
[3021]
أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن قتادة {وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: الأنبياء3.
1 فتح الباري 12/343.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 11/رقم11226 حدثنا معاذ بن المثنى، ثنا مسدد، ثنا يحيى بن سعيد، عن أبي عامر الخزاز، حدثني ابن أبي مليكة، به. وتتمته "فيدخل على عائشة فقالت: إني أجد منك ريحا، ثم دخل على حفصة فقالت: إني أجد منك ريحا، فقال: إني أراه من شراب شربته عند سودة، والله لا أشربه "فنزلت هذه الآية:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/130 ورجاله رجال الصحيح. وقال ابن حجر عقبه: ورواته موثقون، إلا أن أبا عامر وهم في قوله سودة. أ. هـ.
2 فتح الباري 9/376.
أخرجه النسائي في التفسير رقم629، وفي سننه رقم3420 - في الطلاق، تأويل قوله عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ} أخبرني عبد الله بن عبد الصمد بن علي، نا مخلد، نا سفيان، عن سالم، به.
وأخرجه الطبراني في الكبير ج11/رقم12246 والحاكم 2/493-494 وصححه على شرط البخاري، ووافقه الذهبي، والبيهقي في سننه 7/350-351 كلهم من حديث سالم بن عجلان الأفطس، عن سعيد بن جبير، به.
3 فتح الباري 10/421.
أخرجه ابن جرير 28/163 من طريق سعيد ومعمر كلاهما عن قتادة، به.
[3022]
وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي: أنهم الصحابة1.
[3023]
وعن الضحاك: هم خيار المؤمنين، أخرجه ابن أبي حاتم عنه2.
[3024]
وعن الحسن البصري: هم أبو بكر وعمر وعثمان، أخرجه ابن أبي حاتم عنه3.
[3025]
وعن ابن مسعود مرفوعا: "أبو بكر وعمر"، أخرجه الطبري 4 وابن مردويه، وسنده ضعيف5.
1 فتح الباري 10/421.
ذكره القرطبي في تفسيره 18/124 عن السدي من غير إسناد.
2 فتح الباري 10/421.
أخرجه ابن جرير 28/163 قال: حُدِّثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ يقول: ثنا عبيد، قال: سمعت الضحاك يقول، فذكره. وأخرجه 28/163 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا يحيى بن واضح، قال: ثنا عبيد بن سليمان، عن الضحاك في قوله:{وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال: خيار المؤمنين أبو بكر الصديق وعمر.
وابن حميد شيخ الطبري ضعيف، وأما الثاني فكأن الطبري لمح إلى تضعيفه بقوله "حُدِّثت".
3 فتح الباري 10/421.
ذكره ابن كثير في تفسيره 8/192 عن الحسن البصري تعليقا، ولم يعزه لأحد.
4 هكذا في الفتح، ولعله الطبراني؛ فإني لم أجده في تفسير الطبري، ثم إن السيوطي لما ذكره عزاه إلى الطبراني - كما يأتي.
5 فتح الباري 10/421-422.
أخرجه الطبراني في الكبير ج 10/رقم10477 حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا الحسين بن حريث، ثنا عبد الرحيم بن زيد العمي، عن أبيه، عن شقيق بن سلمة، عن عبد الله بن مسعود، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل {فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ} قال:"صالح المؤمنين أبو بكر وعمر ". قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/130 وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك. كما ضعف إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/223 ونسبه إلى الطبراني وابن مردويه وأبي نعيم في فضائل الصحابة. هذا وقد اختار الطبري بأن "صالح" اسم جنس كقوله تعالى: {وَالْعَصْرِ إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} . انظر: تفسير الطبري 28/163.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} الآية: 6
[3026]
وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ} قال: أوصوا أهليكم بتقوى الله 1.
[3027]
وروى الحاكم من طريق ربعي بن حراش عن علي في قوله {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً} قال "علموا أهليكم خيراً "، ورواته ثقات 2.
[3028]
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة "مروهم بطاعة الله وانهوهم عن معصيته "3.
[3029]
وعند سعيد بن منصور عن الحسن نحوه 4.
قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} الآية: 8
[3030]
وصل عبد بن حميد من طريق شيبان عن قتادة: توبة نصوحة الصادقة الناصحة 5.
1 فتح الباري 8/659. وذكره البخاري عنه تعليقا، وزاد "وأدّبوهم".
أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/345 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.
2 فتح الباري 8/659.
أخرجه الحاكم 2/494 من طريق عبد الرزاق، عن سفيان الثوري، عن منصور، عن ربعي، به. صحّحه الحاكم على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي. قال ابن حجر - كما في الأعلى - رواته ثقات.
3 فتح الباري 8/659. أخرجه عبد الرزاق 2/303 به سنداً ومتناً.
4 فتح الباري 8/659.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 182/ ب عن خالد بن عبد الله، عن يونس، عن الحسن، به.
5 فتح الباري 11/104. أخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 5/136 ثنا يونس، عن شيبان، عن قتادة، به.
[3031]
حكى القرطبي عن عمر أن يذنب الذنب ثم لا يرجع، وفي لفظ "ثم لا يعود فيه1.
[3032]
أخرجه الطبري بسند صحيح عن ابن مسعود مثله 2، وأخرجه أحمد مرفوعا3.
[3033]
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق زر بن حبيش عن أبي بن كعب أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أن يندم إذا أذنب فيستغفر ثم لا يعود إليه"،
1 فتح الباري 11/104.
ذكره القرطبي 18/129 من غير إسناد، عن عدد من الصحابة منهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه. هذا وقد أخرجه ابن جرير 28/167 من طرق عن سماك بن حرب، عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب، به. وذكره ابن كثير 8/195-196 برواية الطبري. وأخرجه ابن أبي شيبة 13/279 عن أبي الأحوص، والحاكم 2/495 من طريق سفيان، كلاهما عن سماك بن حرب، به. وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
2 أخرجه الطبري 28/167 حدثني أبو السائب، قال: ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله {تَوْبَةً نَصُوحاً} قال: يتوب ثم لا يعود. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى. وأخرج الطبري أيضا 28/167 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: التوبة النصوح: الرجل يذنب الذنب ثم لا يعود فيه.
3 فتح الباري 11/104.
أخرجه الإمام أحمد 1/446 حدثنا علي بن عاصم، قال: أخبرنا الهجري، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "التوبة من الذنب: أن يتوب منه، ثم لا يعود فيه ". ذكره ابن كثير برواية أحمد هذه، ثم قال: تفرد به أحمد من طريق إبراهيم بن مسلم الهجري، وهو ضعيف، والموقوف أصح، والله أعلم. أهـ. تفسير القرآن العظيم 8/196. وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 10/202-203 وقال: رواه أحمد، وإسناده ضعيف.
وسنده ضعيف جدا 1.
[3034]
أخرج ابن أبي حاتم عن الحسن البصري: أن يبغض الذنب ويستغفر منه كلما ذكره2.
1 فتح الباري 11/104.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/196 حدثنا الحسن بن عرفة، حدثني الوليد بن بكير أبو خياب، عن عبد الله بن محمد العَدَوي، عن أبي سنان البصري، عن أبي قلابة، عن زر بن حبيش، به مرفوعا نحوه في حديث طويل. وقد ضعّف ابن حجر إسناده كما في الأعلى.
2 فتح الباري 11/104.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/196 حدثنا أبي، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا عباد بن عمرو، حدثنا أبو عمرو بن العلاء، سمعت الحسن يقول - فذكر نحوه. ولفظه "أن تُبغض الذنب كما أحببته، وتستغفر منه إذا ذكرته".