المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌سورة {عَبَسَ} قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} الآيات1-10 [3228] أخرج - الروايات التفسيرية في فتح الباري - جـ ٣

[عبد المجيد الشيخ عبد الباري]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد الثالث

- ‌(تابع) الروايات التفسيرية في فتح الباري

- ‌سورة الطور

- ‌سورة النجم

- ‌سورة اقتربت الساعة "القمر

- ‌سورة الرحمن

- ‌سورة الواقعة

- ‌سورة الحديد

- ‌سورة المجادلة

- ‌سورة الحشر

- ‌سورة الممتحنة

- ‌سورة الصف

- ‌سورة الجمعة

- ‌سورة المنافقون

- ‌سورة التغابن

- ‌سورة الطلاق

- ‌سورة التحريم

- ‌سورة {تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ}

- ‌سورة {نْ وَالْقَلَمِ}

- ‌سورة الحاقة

- ‌سورة {سَأَلَ سَائِلٌ}

- ‌سورة نوح

- ‌سورة {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ}

- ‌سورة المزمل

- ‌سورة المدثر

- ‌سورة القيامة

- ‌سورة {هَلْ أَتَى عَلَى الْأِنْسَانِ}

- ‌سورة المرسلات

- ‌سورة {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ}

- ‌سورة {وَالنَّازِعَاتِ}

- ‌سورة {عَبَسَ}

- ‌سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}

- ‌سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ}

- ‌سورة {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ}

- ‌سورة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ}

- ‌سورة البروج

- ‌سورة الطارق

- ‌سورة {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}

- ‌سورة {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}

- ‌سورة {وَالْفَجْرِ}

- ‌سورة {لا أُقْسِمُ}

- ‌سورة {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}

- ‌سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}

- ‌سورة {وَالضُّحَى}

- ‌سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ}

- ‌سورة {وَالتِّينِ}

- ‌سورة {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}

- ‌سورة {لَمْ يَكُنِ}

- ‌سورة {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}

- ‌سورة {وَالْعَادِيَاتِ}

- ‌سورة القارعة

- ‌سورة {أَلْهَاكُمُ}

- ‌سورة {وَالْعَصْرِ}

- ‌سورة {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ}

- ‌سورة {أَلَمْ تَرَ}

- ‌سورة {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ}

- ‌سورة {أَرَأَيْتَ}

- ‌سورة {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}

- ‌سورة {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ}

- ‌سورة {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ}

- ‌سورة {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ}

- ‌سورة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}

- ‌سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}

- ‌سورة {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}

- ‌الخاتمة

الفصل: ‌ ‌سورة {عَبَسَ} قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} الآيات1-10 [3228] أخرج

‌سورة {عَبَسَ}

قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} الآيات1-10

[3228]

أخرج الترمذي والحاكم من طريق يحيى بن سعيد الأموي1 وابن حبان من طريق عبد الرحيم بن سليمان2 كلاهما عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت "نزلت في ابن أم مكتوم الأعمى فقال: يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أرشدني - وعند النبي صلى الله عليه وسلم رجل من عظماء المشركين -3 فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يُعرِض عنه ويُقبِل على الآخر فيقول له: "أترى بما أقول بأسا؟ " فيقول: لا فنزلت {عَبَسَ وَتَوَلَّى} قال الترمذي: حسن غريب، وقد أرسله بعضهم عن عروة لم يذكر عائشة4.

1 يحيى بن سعيد بن أبان بن سعيد بن العاص، الأموى، أبو أيوب الكوفي، نزيل بغداد، لقبه الجمل، صدوق يُغرب، وذكره ابن حبان في الثقات. مات سنة أربع وتسعين ومائة. وله ثمانون سنة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/189، والتقريب 2/348.

2 عبد الرحيم بن سليمان الكناني، أبو الطائي، أبو علي الأشل، المروزي، نزيل الكوفة، ثقة له تصانيف، مات سنة سبع وثمانين. أخرج له الجماعة. التقريب 1/504.

3 أورد ابن حجر روايات متعددة في بيان المراد به. فقال: "وذكر عبد الرزاق عن معمر عن قتادة أن الذي كان يكلمه أبي بن خلف. وروى سعيد بن منصور من طريق أبي مالك أنه أمية بن خلف. وروى ابن مردويه من حديث عائشة أنه كان يخاطب عتبة وشيبة ابني ربيعة. ومن طريق العوفي عن ابن عباس قال: عتبة وأبو جهل وعياش. ومن وجه آخر عن عائشة: كان في مجلس فيه ناس من وجوه المشركين منهم أبو جهل وعتبة. ثم قال - أي ابن حجر - فهذا يجمع الأقوال ". انظر: فتح الباري 8/692.

4 فتح الباري 8/692. =

ص: 1301

[3229]

أخرج الطبري وابن أبي حاتم عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم - أحد الضعفاء - قال "كان يقال لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كتم شيئا من الوحي لكتم هذا عن نفسه، وذكر قصة ابن أم مكتوم ونزول {عَبَسَ وَتَوَلَّى} . انتهى1.

قوله تعالى: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} الآية: 15

[3230]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله: {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} قال: كَتَبَة واحدها سافر، وهي

= أخرجه الترمذي رقم3331 - في التفسير، باب "ومن سورة عبس"-، والحاكم 2/514 كلاهما من حديث سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي، عن أبيه، به. وأخرجه ابن حبان في صحيحه الإحسان، رقم535 من طريق عبد الله بن عمر الجُعفي، قال: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن هشام بن عروة، به. قال الترمذي - كما في المطبوعة -:

حديث غريب، بينما نقل ابن حجر عنه قال: حسن غريب. وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، فقد أرسله جماعة عن هشام بن عروة. وصوّب الذهبي كونه مرسلا. بينما ذكره الشيخ الألبابي في صحيح سنن الترمذي رقم2651 وقال: صحيح الإسناد. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/416 ونسبه إلى الترمذي - وحسنه - وابن المنذر وابن حبان والحاكم - وصححه - وابن مردويه، عن عائشة.

قلت: والمرسل أخرجه مالك في الموطأ 1/203 - باب ماجاء في القرآن - عن هشام بن عروة، عن أبيه.

1 فتح الباري 13/411.

أخرجه ابن جرير 30/52 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد - فذكر نحوه. ولفظه قال "وسألته عن قول الله عز وجل: {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى} قال: جاء ابن أمّ مكتوم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقائده يُبْصر، وهو لا يبصر، قال: ورسول الله صلى الله عليه وسلم يشير إلى قائده يَكُفّ، وابن أمّ مكتوم يدفعه ولا يُبصر قال: حّتى عَبَس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعاتبه الله في ذلك، فقال:{عَبَسَ وَتَوَلَّى أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى}

إلى قوله: {فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى} قال ابن زيد: كان يقال: لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كَتَمَ من الوحي شيئا، كتم هذا عن نفسه قال: وكان يتصدّى لهذا الشريفِ في جاهليته، رجاء أن يسلم، وكان عن هذا يتلهّى".

ص: 1302

كقوله: {كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً} [الجمعة:5] قال: كُتُباً1.

[3231]

وقد ذكر عبد الرزاق من طريق معمر عن قتادة في قوله {بِأَيْدِي سَفَرَةٍ} قال: كَتَبَة 2.

قوله تعالى: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} الآية: 23

[3232]

وصل الفريابي من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد {لَمَّا يَقْضِ} لا يقضي أحد أبدا ما افترض عليه3.

قوله تعالى: {وَحَدَائِقَ غُلْباً} الآية: 30

[3233]

وأخرج عبد بن حميد من طريق ابن أبي نجيح، عن مجاهد قال:{وَحَدَائِقَ غُلْباً} أي ملتفة4.

[3234]

وروى ابن أبي حاتم من طريق عاصم بن كليب5 عن

1 فتح الباري 8/693.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/361 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.

2 فتح الباري 8/693.

أخرجه عبد الرزاق 2/348 به سندا ومتنا.

3 فتح الباري 8/692.

أخرجه الفريابي كما في تغليق التعليق 4/360 ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيح، به.

4 فتح الباري 6/296.

أخرجه عبد بن حميد كما في تغليق التعليق 3/490 أخبرني شبابة، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، به.

5 عاصم بن كليب بن شهاب بن المحنون، الجَرْمي الكوفي، روى عن أبيه وعلقمة بن وائل ابن حجر ومحمد بن كعب القرظي وغيرهم. صدوق رمي الإرجاء. أخرج له البخاري في التعاليق ومسلم والأربعة. مات سنة بضع وثلاثين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 5/49، والتقريب 1/385.

ص: 1303

أبيه1 عن ابن عباس: "الحدائق" ما التفت و"الغُلب" ما غلظ2.

[3235]

ومن طريق عكرمة عنه: الغلب شجر بالجنة3 لا يحمل يستظل به4.

قوله تعالى: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} الآية: 31

[3236]

وذكر الحميدي أنه جاء عن ثابت عن أنس أن عمر قرأ {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: ما الأب؟ ثم قال: ما كُلّفنا أو قال: ما أُمِرنا بهذا5.

1 كليب بن شهاب بن المجنون الجرمي، والد عاصم، روى عن أبيه وخاله الفلتان بن عاصم وعمر وعلي وسعد وأبي موسى وأبي هريرة وغيرهم. وثقه أبو زرعة وابن سعد وابن حبان. قال ابن حجر: صدوق، ووهم من ذكره في الصحابة.

انظر ترجمته في: التهذيب 8/400، والتقريب 2/136.

2 فتح الباري 6/296.

أخرج ابن جرير 30/58 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه "قال: الحدائق: ما التفّ واجتمع".

3 في الفتح "بالجبل"، والتصحيح من الدر المنثور وتفسير الطبري.

4 فتح الباري 6/296.

أخرج ابن جرير 30/58 حدثني محمد بن سنان القزّاز، قال: ثنا أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس، نحوه. ولفظه " {وَحَدَائِقَ غُلْباً} قال: الشجر يستظل به في الجنة". وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/421 ونسبه إلى عبد بن حميد وابن المنذر.

5 فتح الباري 13/270-271.

أخرج ابن جرير 30/59 حدثنا ابن بشار، حدثنا ابن أبي عديّ، عن حميد، عن أنس، نحوه. ولفظه "قال: قرأ عمر بن الخطاب رضي الله عنه {عَبَسَ وَتَوَلَّى} فلما أتى على هذه الآية {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} قال: قد عرفنا الفاكهة، فما الأب؟ قال: لعمرك يا ابن الخطاب إن هذا لهو التكلف ". وقد ذكره ابن كثير 8/348 برواية الطبري هذه، ثم قال: فهو إسناد صحيح، وقد رواه غير واحد عن أنس، به، وهو محمول على أنه أراد أن يعرف شكله وجنسه وعينه، وإلا فهو وكل من قرأ الآية يعلم أنه من نبات الأرض، لقوله:

{فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْباً وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ".

ص: 1304

[3237]

وهو عند الإسماعيلي من رواية هشام عن ثابت، وأخرجه من طريق يونس بن عبيد1 عن ثابت بلفظ: أن رجلا سأل عمر بن الخطاب عن قوله: {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ما الأب؟ فقال عمر: نُهينا عن التعمق والتكلف2.

[3238]

وأخرجه أبو نعيم في المستخرج من طريق أبي مسلم الكجي3 عن سليمان بن حرب4 شيخ البخاري فيه، ولفظه عن أنس:"كنا عند عمر وعليه قميص في ظهره أربع رقاع، فقرأ {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال: هذه الفاكهة قد عرفناها، فما الأب؟ ثم قال: مَهْ، نُهينا عن التكلف"5، وقد أخرجه عبد بن حميد في تفسيره عن سليمان بن حرب بهذا السند مثله سواء6.

[3239]

وأخرجه أيضا عن سليمان بن حرب عن حماد بن سلمة بدل

1 يونس بن عبيد بن دينار العبدي مولاهم أبو عبد الله البصري، روى عن ثابت البناني وغيره، ثقة ثبت فاضل ورع، مات سنة تسع وثلاثين ومائة. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 11/389، والتقريب 2/385.

2 فتح الباري 13/271.

انظر ما قبله. وأصله في البخاري رقم7293 بلفظ "قال عمر: نهينا عن التكلف"، بدون ذكر الآية.

3 لم أقف على ترجمة له - حسب ما بحثت -، وقد ذكره ابن حجر في ترجمة "سليمان ابن حرب الأزدي " فيمن روى عنه. انظر: التهذيب 4/157.

4 سليمان بن حرب الأزدي الواشجي، البصري، القاضي بمكة، روى عن شعبة ومحمد ابن طلحة بن مصرف والحمادين ومبارك بن فضالة وغيرهم، وعنه البخاري وأبو داود وغيرهما، ثقة إمام حافظ، مات سنة أربع وعشرين ومائتين، وله ثمانون سنة.

انظر ترجمته في: التهذيب 4/157، والتقريب 1/322.

5 انظر رقم 3236.

6 فتح الباري 13/271.

وسنده - كما في البخاري - "عن سليمان بن حرب، عن حماد بن زيد، عن أنس".

ص: 1305

حماد بن زيد، وقال بعد قوله: فما الأب، ثم قال: يا ابن أم عمر إن هذا لهو التكلف وما عليك أن لا تدري ما الأب1.

[3240]

وأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق صالح بن كيسان2 عن الزهري عن أنس أنه أخبره أنه سمع عمر يقول: {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً} الآية، إلى قوله:{وَأَبّاً} قال: كل هذا قد عرفناه فما الأب؟ ثم رمى عصا كانت في يده ثم قال: هذا لعمر الله التكلف "اتبعوا ما بين لكم من هذا الكتاب"3.

[3241]

وأخرجه الطبري من وجهين آخرين عن الزهري وقال في آخره "اتبعوا ما بُيِّن لكم في الكتاب" وفي لفظ "ما بُيِّن لكم فعليكم به وما لا فدعوه"4.

1 فتح الباري 13/271.

قال ابن حجر: وسليمان بن حرب سمع من الحمادين، لكنه اختص بحماد بن زيد، فإذا أطلق قوله حدثنا حماد فهو ابن زيد وإذا روى عن حماد بن سلمة نسبه. فتح الباري 13/271. وانظر ما قبله.

2 صالح بن كيسان المدني، أبو محمد أبو أبو الحارث، مؤدب ولد عمر بن عبد العزيز، رأى ابن عمر وابن الزبير وقال ابن معين: سمع منهما، وروى عن عروة بن الزبير ونافع مولى ابن عمر والزهري وغيرهم، وعنه مالك وابن إسحاق وابن جريج وإبراهيم بن سعد وغيرهم، ثقة، ثبت فقيه، مات بعد سنة ثلاثين ومائة. أو بعد الأربعين ومائة. انظر ترجمته في: التهذيب 4/350، والتقريب 1/362.

3 فتح الباري 13/271.

أخرجه الحاكم 2/514، وعنه البيهقي في شعب الإيمان رقم2281 من حديث يزيد ابن هارون، أنا حميد، عن أنس، وعن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب الزهري، به. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

4 فتح الباري 13/271.

أخرجه ابن جرير 30/60-61 حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، أن أنس بن مالك حدثه أنه سمع عمر ابن الخطاب رضي الله عنه يقول، فذكره بنحوه الرواية صالح بن كيسان السابق قبله. وفي آخره اللفظ المذكور.

ص: 1306

[3242]

وأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق إبراهيم النخعي عن عبد الرحمن ابن زيد "أن رجلا سأل عمر عن {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فلما رآهم عمر يقولون أقبل عليهم بالدرة"1.

[3243]

ومن وجه آخر عن إبراهيم النخعي قال: قرأ أبو بكر الصديق وفاكهة وأبا فقيل ما الأب؟ فقيل كذا وكذا فقال أبو بكر إن هذا لهو التكلف، أيُّ أرض تقلني أو أي سماء تظلني إذا قلت في كتاب الله بما لا أعلم"، وهذا منقطع بين النخعي والصديق2.

[3244]

وأخرج أيضا من طريق إبراهيم التيمي "أن أبا بكر سئل عن الأب ما هو فقال: أي سماء تظلني " فذكر مثله، وهو منقطع أيضا لكن أحدهما يقوي الآخر3.

1 فتح الباري 13/271.

لم أقف عليه مسنداً، وعبد الرحمن بن زيد ضعيف كما سبق مرارا، وآخره في أوائل هذه السورة. وقد ذكر السيوطي في الدر المنثور 8/422 هذا الأثر، ولم ينسبه إلا إلى عبد بن حميد.

2 فتح الباري 13/271.

فيه انقطاع بين النخعي والصديق، وقد روي موصولا، فقد أخرج ابن عبد البر في كتاب العلم كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/158 من حديث موسى بن هارون الحمال، ثنا يحيى الحماني، ثنا حفص، عن الحسن بن عبيد الله، عن إبراهيم النخعي، عن أبي معمر، عن أبي بكر الصديق، فذكره. وفيه "يحيى الحماني" وهو ضعيف. ثم قال ابن عبد البر: ورواه عن أبي بكر أيضا ميمون بن مهران، وعامر الشعبي، وابن أبي مليكة.

3 فتح الباري 13/271.

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 10/512 - في فضائل القرآن -، وعبد بن حميد في تفسيره كما في تخريج أحاديث الكشاف للزيلعي 4/158 قالا: ثنا محمد بن عبيد، عن العوام بن حوشب، عن إبراهيم التيمي، به. وفيه انقطاع بين إبراهيم التيمي والصديق. وقد أشار إلى ذلك ابن حجر - كما في الأعلى - ثم قال: لكن أحدهما يقوي الآخر. وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/348 برواية أبي عبيد القاسم بن سلام في كتاب "فضائل القرآن": حدثنا محمد بن يزيد، حدثنا العوام بن حوشب، به.

ص: 1307

[3245]

وأخرج الحاكم في تفسير آل عمران من المستدرك من طريق حميد عن أنس قال: قرأ عمر {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} فقال بعضهم كذا وقال بعضهم كذا، فقال عمر: دعونا من هذا، آمنا به، كل من عند ربنا"1.

[3246]

وأخرج الطبري من طريق موسى بن أنس2 نحوه3.

[3247]

ومن طريق معاوية بن قرة4، ومن طريق قتادة كلاهما عن

1 فتح الباري 13/271.

أخرجه الحاكم 2/290 - في تفسير قوله تعالى: {آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا} - أخبرني الحسن بن علي المروزي، أنبأ أبو الموجه أن أنبأ عبدان، أنبأ عبد الله بن المبارك، أنبأ حميد الطويل، عن أنس، به. وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

2 موسى بن أنس بن مالك الأنصاري، قاضي البصرة، روى عن أبيه وابن عمه عمرو ابن عبد الله بن أبي طلحة وعبد الله بن عباس. وعنه ابنه حمزة وعطاء بن أبي رباح وشعبة وآخرون. ثقة، ذكره ابن سعد في الطبقة الثانية من أهل البصرة، وقال: كان ثقة قليل الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات. أخرج له الجماعة. انظر ترجمته في: التهذيب 10/298، والتقريب 2/281.

3 فتح الباري 13/271.

أخرجه ابن جرير 30/59 حدثنا ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس. ولفظه "قال: قرأ عمر {وَفَاكِهَةً وَأَبّاً} ومعه عصا في يده، فقال: ما الأب، ثم قال: بحسبنا ما قد علمنا، وألقى العصا من يده ".

4 معاوية بن قرة بن إياس بن هلال المزني، أبو إياس البصري، روى عن أبيه وأنس ومعقل بن يسار وعدة، وعنه خليد بن جعفر وشعبة وسماك بن حرب وغيرهم. ثقة عالم، مات سنة ثلاث عشرة ومائة، وهو ابن ست وسبعين سنة. أخرج له الجماعة. انظر: ترجمته في: الجرح والتعديل 8/378، والتهذيب 10/195، والتقريب 2/261.

ص: 1308

أنس كذلك1.

[3248]

وقد جاء أن ابن عباس فسر "الأب" عند عمر، فأخرج عبد بن حميد أيضا من طريق سعيد بن جبير قال: كان عمر يدني ابن عباس فذكر نحو القصة الماضية في تفسير {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} 2 وفي آخره وقال تعالى: {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً} إلى قوله {وَأَبّاً} قال: فالسبعة رزق لبني آدم "والأب" ما تأكل الأنعام، ولم يذكر أن عمر أنكر عليه ذلك 3.

1 فتح الباري 13/271.

أخرجه ابن جرير 30/59 حدثني ابن المثنى، قال: ثنا محمد بن جعفر، قال: ثنا شعبة، عن خليد بن جعفر، عن أبي إياس معاوية بن قرة، عن أنس، عمر رضي الله عنه، به. وفيه أنه قال: إن هذا هو التكلف. وأخرجه بهذا الإسناد عن خليد بن جعفر، قال: حدثني قتادة، عن أنس، عن عمر بنحو هذا الحديث كله.

2 يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري رقم4970 - في تفسير قوله تعالى: {فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} - بسنده عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:"كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه، فقال: لِمَ تُدخِل هذا ولنا أبناء مثله؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم. فدعا ذات يوم فأدخله معهم، فما رُثيتُ أنه دعاني يومئذ إلا ليُرهم. قال: ما تقولون في قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} فقال بعضهم: أُمِرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلمه له، قال: إذا جاء نصر الله والفتح - وذلك علامة أجلك - فسبِّح بحمد ربك واستغفره إنه كان توّابا. فقال عمر: ما أعلم منها إلا ما تقول".

3 فتح الباري 13/271.

لم أجده بهذا اللفظ، وقد أخرج ابن جرير 30/60 حدثنا أبو كريب وأبو السائب، قالا: ثنا ابن إدريس، قال: ثنا عبد الملك، عن سعيد بن جبير، نحوه. ولفظه قال:"عدّ ابن عباس، وقال: "الأب": ما أنبتت الأرض للأنعام ". قال ابن جرير: وهذا لفظ حديث أبي كريب، وقال أبو السائب في حديثه: قال: "ما أنبتت الأرض مما يأكل الناس وتأكل الأنعام ".

ص: 1309

[3249]

وأخرج الطبري بسند صحيح عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عباس قال: "الأب" ما تنبته الأرض مما تأكله الدواب، ولا يأكله الناس"1.

[3250]

وأخرج عن عدة من التابعين نحوه2.

[3251]

ثم أخرج من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس بسند صحيح قال "الأب" الثمار الرطبة، وهذا أخرجه ابن أبي حاتم بلفظ "وفاكهة وأبا" قال: الثمار الرطبة، وكأنه سقط منه واليابسة3.

[3252]

فقد أخرج أيضا من طريق عكرمة عن ابن عباس بسند حسن "الأب" الحشيش للبهائم4.

[3253]

وفيه قول آخر أخرجاه من طريق عطاء قال: كل شيء ينبت على وجه الأرض فهو أب5.

1 فتح الباري 13/271.

أخرجه ابن جرير 30/60 حدثنا أبو هشام، قال: ثنا ابن فضيل، قال: ثنا عاصم، عن أبيه، عن ابن عباس، به. وأخرج 30/60 حدثنا أبو كريب وأبو السائب ويعقوب قالوا: ثنا ابن إدريس، قال: سمعت عاصم بن كليب، به نحوه. ولفظه "قال: عدّ سبعا جعل رزقه في سبعة، وجعله من سبعة، وقال في آخر ذلك "الأب": ما أنبتت الأرض مما لا يأكل الناس ".

2 فتح الباري 13/271.

انظر تفسير الطبري 30/60 فقد أخرج ابن جرير عن مجاهد والحسن وقتادة، نحوه.

3 فتح الباري 13/271.

أخرجه ابن جرير 30/61 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.

4 فتح الباري 13/271.

لم أقف عليه مسنداً. وذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا.

5 فتح الباري 13/271.

لم أقف عليه مسنداً، وقد ذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا. كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/422 ونسبه إلى عبد بن حميد فقط.

وقال ابن حجر: فعلى هذا فهو من العام بعد الخاص. فتح الباري 13/271.

ص: 1310

[3254]

ومن طريق الضحاك قال: "الأب" كل شيء أنبتت الأرض سوى الفاكهة1.

قوله تعالى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} الآية: 37

[3255]

ولابن أبي الدنيا من حديث أنس قال: سألت عائشة النبي صلى الله عليه وسلم كيف يحشر الناس؟ قال: "حفاة عراة". قالت: واسوأتاه، قال:"قد نزلت علي آية لا يضرك كان عليك ثياب أولا": {لِكُلِّ امْرِئٍ} الآية 2.

[3256]

وللنسائي والحاكم من طريق الزهري عن عروة عن عائشة: قلت: يا رسول الله، فكيف بالعورات؟ قال:{لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} 3.

1 فتح الباري 13/271. ذكره ابن كثير في تفسيره 8/347 عنه تعليقا.

2 فتح الباري 11/387.

أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/350 حدثنا أبي، حدثنا أزهر بن حاتم، حدثنا الفضل بن موسى، عن عائد بن شريح، عن أنس بن مالك، به نحوه. ولفظه "قال: سألت عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إني سائلتك عن حديث فتخبرني أنت به. قال:"إن كان عندي منه علم". قالت: يا نبي الله، كيف يُحشر الرجال؟ قال:"حفاة عراة". ثم انتظرت ساعة فقالت: يا نبي الله، كيف يحشر النساء؟ قال:"كذلك حفاة عراة"، قالت: واسوأتاه من يوم القيامة! قال: "وعن أي ذلك تسألين، إنه قد نزل عليّ آية لا يضرك كان عليك ثياب أولا يكون ". قالت: أية آية هي يا نبي الله؟ قال: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} ".

ويأتي من حديث عائشة نفسها، وله شواهد أخرى من حديث ابن عباس وسودة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. انظر: سنن ابن ماجه، رقم 4276، وتفسير ابن كثير 8/349-350، والدر المنثور 3/323 و 8/423.

3 فتح الباري 11/387. أخرجه النسائي في التفسير رقم668، والحاكم 4/564 كلاهما من حديث بقية، قال: حدثني محمد بن الوليد الزبيدي، قال: أخبرني الزهري، به. صححه الحاكم على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي. وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/423 ونسبه إلى الحاكم وابن مردويه.

ص: 1311

قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ} الآية: 38

[3257]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {مُسْفِرَةٌ} مشرقة1.

قوله تعالى: {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} الآيتان: 40، 41

[3258]

وأخرج الحاكم من طريق أبي العالية عن أبي بن كعب في قوله: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} [الحاقة:14] قال: يصيران غبرة على وجوه الكفار لا على وجوه المؤمنين، وذلك قوله تعالى:{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} 2.

قوله تعالى: {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} الآية: 41

[3259]

وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ} قال: تغشاها شدة3.

1 فتح الباري 8/693. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/361 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.

2 فتح الباري 8/692-693.

أخرجه الحاكم 2/515 أخبرنا أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي، ثنا الفضل ابن عبد الجبار، ثنا علي بن الحسن بن شقيق، ثنا الحسين بن واقد، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، به. قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووفقه الذهبي.

3 فتح الباري 8/692. أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 4/360 ثنا أبي، ثنا أبو صالح، ثنا معاوية، عن علي، به.

ص: 1312