الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سورة {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}
[3260]
أخرج أحمد والترمذي والطبراني وصححه الحاكم من حديث ابن عمر رفعه "من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} و {إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ} " لفظ أحمد1.
قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} الآية: 1
[3261]
وصل ابن أبي حاتم من طريق أبي رجاء عن الحسن قال: {كُوِّرَتْ} تُكوّر حتى يذهب ضوؤها 2.
1 فتح الباري 8/695.
أخرجه الإمام أحمد 2/27، والترمذي رقم3333 - في تفسير سورة " {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} "-، والحاكم 4/576، وأبو نعيم في الحلية 9/231، والمزي في "تهذيب الكمال" 18/17 كلهم من طريق عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد الله بن بحير الصنعاني القاص، أن عبد الرحمن بن يزيد الصنعاني أخبره، أنه سمع ابن عمر يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكره. وعندهم زيادة {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} ، وعند البعض قال:"وأحسب أنه قال "سورة هود". قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي. وقال ابن حجر - عقب ذكره - "هو حديث جيد". وقد ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/426 ونسبه إلى أحمد والترمذي وابن المنذر والحاكم وابن مردويه.
2 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن أبي حاتم كما في تغليق التعليق 3/492 حدثنا أبو سعيد الأشج، ثنا إسماعيل بن عُليَّة، عن أبي رجاء، عن الحسن، به.
قال ابن حجر: وكأن هذا كان يقوله قبل أن يسمع حديث أبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "الشمس والقمر مكوران يوم القيامة" أخرجه البخاري رقم3200 / وإلا فمعنى التكوير اللف تقول كورت العمامة تكويرا إذا لففتها، والتكوير أيضا الجمع، تقول: كورته إذا جمعته. أهـ. فتح الباري 6/298.
[3262]
وقد أخرج الطبري من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} يقول: أظلمت1.
[3263]
ومن طريق الربيع بن خُثيم قال: كُوِّرت أي رُمِي بها2.
[3264]
ومن طريق أبي يحيى عن مجاهد {كُوِّرَتْ} قال: أضمحلت 3.
قوله تعالى: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} الآية: 2
[3265]
وقال عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله: {وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ} قال: تناثرت4.
1 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 30/64 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 30/64 حدثنا أبو كريب، قال: ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبيه، عن أبي يعلى، عن ربيع بن خيثم، به.
3 فتح الباري 6/298.
أخرجه ابن جرير 30/64 حدثني محمد بن عمارة، حدثني عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا إسرائيل، عن أبي يحيى - هو القتات، به.
قال الطبري: والصواب من القول في ذلك عندنا أن يقال {كُوِّرَتْ} كما قال الله جل ثناؤه؛ والتكوير في كلام العرب: جمع بعض الشيء إلى بعض، وذلك كتكوير العمامة، وهو لفها على الرأس، وكتكوير الكارة، وهي جمع الثباب بعضها إلى بعض، ولفها، وكذلك قوله {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ} إنما معناه: جمع بعضها إلى بعض، وإذا فعل ذلك بها ذهب ضوءها، فعلى هذا فالمراد أنها تلف ويرمى بها فيذهب ضوؤها. انظر: تفسير الطبري 30/64-65.
4 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/350 به سنداً ومتناً.
قوله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} الآية: 6
[3266]
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق سعيد بن أبي عروبة عن قتادة {سُجِّرَتْ} يذهب ماؤها فلا يبقى قطرة1.
[3267]
وصل الطبري من طريق سعيد عن قتادة عن الحسن في قوله {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} قال: تسجر حتى يذهب ماؤها فلا يبقى فيها قطرة 2.
[3268]
أخرج ابن أبي حاتم من طرق السدي {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} أي فتحت وسيرت3.
قوله تعالى: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} الآية: 7
[3269]
وصل عبد بن حميد والحاكم وأبو نعيم في "الحلية" وابن مردويه من طريق الثوري وإسرائيل وحماد بن سلمة وشريك كلهم عن سماك ابن حرب سمعت النعمان ابن بشير سمعت عمر يقول في قوله: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} هو الرجل يزوج نظيره من أهل الجنة، والرجل يزوج نظيره من أهل النار، ثم قرأ {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ} [الصافات:22] .
1 فتح الباري 8/693.
أخرجه ابن جرير 30/68 حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، به.
2 فتح الباري 8/602، 693.
لم أجده في تفسير الطبري، وقد ذكره ابن حجر في تغليق التعليق 4/321 برواية الطبري، فقال: قال أبو جعفر الطبري، ثنا بشر، ثنا يزيد، ثنا سعيد، يعني ابن أبي عروبة، عن قتادة، عن الحسن، به.
3 فتح الباري 8/693.
ذكره ابن كثير في تفسيره 8/355 عن السدي، كما ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى ابن أبي حاتم فقط.
وهذا إسناد متصل صحيح، ولفظ الحاكم: هما الرجلان يعملان العمل يدخلان به الجنة والنار: الفاجر مع الفاجر والصالح مع الصالح1.
[3270]
وقد رواه الوليد بن أبي ثور2 عن سماك بن حرب فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وقصر به فلم يذكر فيه عمر، جعله من مسند النعمان، أخرجه ابن مردويه3.
1 فتح الباري 8/694.
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/361-362 ثنا أبو عمرو هو ابن حكيم، ثنا محمد ابن عبد الوهاب، ثنا آدم، ثنا حماد بن سلمة، ثنا سماك بن حرب، به. وأخرجه ابن حجر في تغليق التعليق 4/362 بسنده إلى أحمد بن عبد الله - وهو أبو نعميم - قال: ثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الزهري، ثنا سهل بن عثمان، ثنا أبو الأحوص، عن سماك بن حرب، به. وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى ابن مردويه فقط. وقد صحح إسناده ابن حجر كما في الأعلى.
وأخرجه عبد بن حميد في تفسيره كما في تغليق التعليق 4/362، والحاكم 2/516 كلاهما من حديث الثوري، وإسرائيل جميعا عن سماك، به نحوه. وقد صحح الحاكم إسناده، ووافقه الذهبي. وأخرج ابن جرير 30/69 من طريق سفيان وأبي الأحوص والوليد بن أبي ثور، كلهم عن سماك، به نحوه. وهذا الأخير ذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429 ونسبه إلى عبد الرزاق وابن أبي شيبة وسعيد بن منصور والفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والحاكم والبيهقي في البعث وأبي نعيم في الحلية، كلهم عن النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب.
2 هو الوليد بن عبد الله بن أبي ثور الهمداني الكوفي، وقد ينسب لجده، ضعيف، مات سنة اثنتين وسبعين ومائة. التقريب 2/333.
3 فتح الباري 8/694.
ضعيف الإسناد، لضعف الوليد بن أبي ثور، وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/429-430 عن النعمان ابن بشير مرفوعا، ونسبه إلى ابن مردويه، ولفظه "قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: "هما الرجلان يعملان العمل يدخلان الجنة والنار".
والحديث أخرجه ابن أبي حاتم كما في تفسير ابن كثير 8/355 حدثنا أبي، حدثنا محمد ابن الصباح البزار، حدثنا الوليد بن أبي ثور، عن سماك، عن النعمان بن بشير - مرفوعا. ولفظه "قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " {وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قال: "الضرباء، كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله، وذلك بأن الله عز وجل يقول {وَكُنْتُمْ أَزْوَاجاً ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ} [الواقعة:7-10] قال: "هم الضرباء". قال ابن حجر عقب ذكر الحديث "والأول هو المحفوظ".
[3271]
وأخرجه أيضا من وجه آخر عن الثوري كذلك1.
[3272]
وأخرج الفراء من طريق عكرمة قال: يقرن الرجل بقرينه الصالح في الدنيا، ويقرن الرجل الذي كان يعمل السوء في الدنيا يقرينه الذي كان يعينه في النار2.
قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّس الْجَوَارِ الْكُنَّسِِ} الآيتان 15، 16
[3273]
وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن أبي ميسرة عمرو ابن شرحبيل3 قال: قال لي ابن مسعود ما الخنس؟ قال: قلت: أظنه بقر الوحش، قال: وأنا أظن ذلك4.
[3274]
وعن معمر عن الحسن في قوله تعالى: {فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّس} قال: هي النجوم تخنس بالنهار، والكنس تسترهن إذا غبن. قال وقال
1 فتح الباري 8/694.
لم أقف عليه. وانظر ما قبله.
2 فتح الباري 8/694.
وذكره السيوطي في الدر المنثور 8/430 ونسبه إلى الفراء فقط.
3 وقع في الفتح "أبي ميسرة، عن عمرو بن شرحبيل " وهو خطأ لعله من الطابع أو الناسخ، فإن أبا ميسرة اسمه عمرو بن شرحبيل، وقد تقدم ترجمته برقم2.
4 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/351-352 عن ابن عيينة، قال: أخبرني زكريا، عن إسحاق، عن عمرو بن شرحبيل، به.
بعضهم: الكنس الظباء1.
[3275]
وروى سعيد بن منصور بإسناد حسن عن علي قال: هن الكواكب تكنس بالليل وتخنس بالنهار فلا ترى2.
[3276]
ومن طريق مغيرة قال: سئل مجاهد عن هذه الآية فقال: لا أدري، فقال إبراهيم: لم لا تدري؟ قال: سمعنا أنها بقر الوحش، وهؤلاء يروون عن علي أنها النجوم. قال: إنهم يكذبون على عليّ 3.
[3277]
وأسند ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس: {الْخُنَّسِ} تخنس في مجراها ترجع، وتكنس تستتر في بيوتها كما تستر الظباء4.
1 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/352 به سنداً ومتناً.
2 فتح الباري 8/694.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 186/ أحدثنا حُدَيج بن معاوية، عن أبي إسحاق، عن المرادي، عن علي، به. وأخرج ابن جرير 30/74-75 بأسانيد متعددة عن علي بن أبي طالب، بنحوه.
3 فتح الباري 8/694.
أخرجه سعيد بن منصور في سننه كتاب التفسير، ل 186/ أ-ب ثنا خالد بن عبد الله، عن مغيرة، قال سئل مجاهد عن قوله {الْجَوَارِ الْكُنَّسِ} ، فذكره.
أخرج ابن جرير 30/76 حدثنا ابن حميد، قال: ثنا مهران، عن سفيان، عن المغيرة، قال سئل مجاهد عن الجواري الكنس - فذكر نحوه. وقال: حدثنا يعقوب، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا مغيرة، عن إبراهيم ومجاهد أنهما تذاكرا هذه الآية. فذكر نحوه.
4 فتح الباري 8/694.
الكلبي ضعيف، وقد ذكره البخاري في ترجمة الباب تعليقا. هذا ولم يذكره ابن حجر في تغليق التعليق.
قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ} الآية: 17
[3278]
وصل ابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس {عَسْعَسَ} قال: أدبر1.
[3279]
وروى أبو الحسن الأثرم بسند له عن عمر قال: إن شهرنا قد عسعس، أي أدبر2.
قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} الآية: 24
[3280]
وروى عبد الرزاق بإسناد صحيح عن إبراهيم النخعي قال: الظنين المتهم، والضنين البخيل3.
[3281]
وروى ابن أبي حاتم بسند صحيح: كان ابن عباس يقرأ {بِضَنِينٍ} قال: والضنين والظنين سواء، يقول ما هو بكاذب، والظنين المتهم
1 فتح الباري 8/694.
أخرجه ابن جرير 30/78 من طريق معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، به.
2 فتح الباري 8/695.
قال كثير من علماء الأصول: إن لفظ "عسعس" تستعمل في الإقبال والإدبار على وجه الاشتراك. أما هذه الرواية فلم أقف عليه مسنداً، وقد صح هذا التفسير عن ابن عباس - كما في الذي قبله - وغيره من السلف وقد اختار ابن جرير أيضا هذا التفسير لقوله:{وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} قال: فدلّ بذلك على أن القسم بالليل مدبراً، وبالنهار مقبلا، والعرب تقول: عسعس الليل، وسعسع الليل: إذا أدبر، ولم يبق منه إلا اليسير.
وقال ابن حجر: وتمسك من فسره بأقبل بقوله تعالى: {وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ} . ثم نقل عن الخليل قال: أقسم بإقبال الليل وإدباره.
انظر: تفسير الطبري 30/79، وتفسير ابن كثير 8/360، وفتح الباري 8/695.
3 فتح الباري 8/694.
أخرجه عبد الرزاق 2/353 عن ابن التيمي، عن مغيرة، قال إبراهيم، به.
والضنين البخيل1.
1 فتح الباري 8/694.
قرئ قوله تعالى: {بِضَنِينٍ} بالضاد، وبالظاء، فقرأ عامة قرّاء المدينة والكوفة {بِضَنِينٍ} بالضاد، بمعنى: أنه غير بخبل عليهم بتعليمهم ما علَّمه الله، وأنزل إليه من كتابه. وقرأ بعض المكيين وبعض البصريين وبعض الكوفيين {بِظَنِينٍ} بالظاء، بمعنى: أنه غير متهم فيما يخبرهم عن الله من الأنباء.
هذا وقد أخرج ابن جرير 30/81 حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن عاصم، عن زر {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ} قال: الظنين: المتهم. وفي قراءتكم {بِضَنِينٍ} والضنين: البخيل، والغيب: القرآن. ثم اختار ابن جرير قراءة الضاد.
قلت: وكلا القراءتين متواتر، ومعناه صحيح، كما قال ابن كثير 8/362. وقد أخرج ابن جرير 30/82 من طريق سعيد، عن قتادة، قوله: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ} قال: إن هذا القرآن غيب، فأعطاه الله محمداً، فبذله وعلَّمه ودعا إليه، والله ما ضنّ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، بل بلَّغه ونشره وبذله لكل من أراده. وكذا قال عكرمة، وابن زيد، وغير واحد. وانظر: إبراز المعاني من حرز الأماني 4/249-250، والبدور الزاهر ص336.
أما بخصوص هذا الأثر فلم أقف عليه مسنداً، إلا أن ابن حجر قد بين أن إسناده صحيح - كما في الأعلى -.
هذا وقد نقل ابن كثير في تفسيره 8/362 عن سفيان بن عيينة قال: ظنين وضنين سواء، أي: ما هو بكاذب، وما هو بفاخر، والظنين: المتهم، والضنين: البخيل. أهـ.