المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل الأمر الخامس أن النار التي في القبر والخضرة ليست من نار الدنيا - الروح - ابن القيم - ط العلمية

[ابن القيم]

فهرس الكتاب

- ‌الْمَسْأَلَة الأولى وَهِي هَل تعرف الْأَمْوَات زِيَارَة الْأَحْيَاء وسلامهم أم لَا قَالَ

- ‌فصل وَيدل على هَذَا أَيْضا مَا جرى عَلَيْهِ عمل النَّاس قَدِيما وَإِلَى الْآن

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة وهى أَن ارواح الْمَوْتَى هَل تتلاقي وتتزاور وتتذاكر أم لَا

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة وهى هَل تتلاقي أَرْوَاح الْأَحْيَاء وأرواح الْأَمْوَات أم لَا

- ‌الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة وَهِي أَن الرّوح هَل تَمُوت أم الْمَوْت للبدن وَحده اخْتلف

- ‌الْمَسْأَلَة الْخَامِسَة وَهِي أَن الْأَرْوَاح بعد مُفَارقَة الْأَبدَان إِذا تجردت بأى شَيْء

- ‌الْمَسْأَلَة السَّادِسَة وَهِي أَن الرّوح هَل تُعَاد إِلَى الْمَيِّت فِي قَبره وَقت السُّؤَال أم

- ‌فصل فَإِذا عرفت هَذِه الْأَقْوَال الْبَاطِلَة فلتعلم أَن مَذْهَب سلف الْأمة وأئمتها

- ‌فصل وَنحن نثبت مَا ذَكرْنَاهُ فَأَما أَحَادِيث عَذَاب الْقَبْر ومساءلة مُنكر وَنَكِير

- ‌فصل وَهَذَا كَمَا انه مُقْتَضى السّنة الصَّحِيحَة فَهُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ بَين أهل السّنة

- ‌فصل وَمِمَّا ينبغى أَن يعلم أَن عَذَاب الْقَبْر هُوَ عَذَاب البرزح فَكل من

- ‌الْمَسْأَلَة السَّابِعَة وهى قَول للسَّائِل مَا جَوَابنَا للملاحدة والزنادقة المنكرين

- ‌فصل الْأَمر الأول أَن يعلم أَن الرُّسُل صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم لم يخبروا

- ‌فصل الْأَمر الثانى أَن يفهم عَن الرَّسُول مُرَاد من غير غلو وَلَا

- ‌الْفَصْل الْأَمر الرَّابِع أَن الله سُبْحَانَهُ جعل أَمر الْآخِرَة وَمَا كَانَ مُتَّصِلا بهَا

- ‌فصل الْأَمر الْخَامِس أَن النَّار الَّتِي فِي الْقَبْر والخضرة لَيست من نَار الدُّنْيَا

- ‌فصل الْأَمر السَّابِع أَن الله سبحانه وتعالى يحدث فِي هَذِه الدَّار مَا هُوَ أعجب

- ‌فصل الْأَمر الثَّامِن أَنه غير مُمْتَنع أَن ترد الرّوح إِلَى المصلوب والغريق

- ‌فصل الْأَمر التَّاسِع أَنه ينبغى أَن يعلم أَن عَذَاب الْقَبْر ونعيمه اسْم لعذاب

- ‌فصل الْأَمر الْعَاشِر أَن الْمَوْت معاد وَبعث أول فَإِن الله سبحانه وتعالى جعل

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّامِنَة وَهِي قَول السَّائِل مَا الْحِكْمَة فَيكون عَذَاب الْقَبْر لم يذكر

- ‌الْمَسْأَلَة التَّاسِعَة وَهِي قَول السَّائِل مَا الْأَسْبَاب الَّتِي يعذب بهَا أَصْحَاب الْقُبُور

- ‌الْمَسْأَلَة الْعَاشِرَة الْأَسْبَاب المنجية من عَذَاب الْقَبْر جوابها أَيْضا من وَجْهَيْن

- ‌الْمَسْأَلَة الْحَادِيَة عشر

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّانِيَة عشرَة وهى أَن سُؤال مُنكر وَنَكِير هَل هُوَ مُخْتَصّ بِهَذِهِ الْأمة أَو

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّالِثَة عشرَة وَهِي أَن الْأَطْفَال هَل يمْتَحنُونَ فِي قُبُورهم اخْتلف

- ‌الْمَسْأَلَة الرَّابِعَة عشرَة وَهِي قَوْله عَذَاب الْقَبْر دَائِم أم مُنْقَطع جوابها أَنه

- ‌فصل وَأما قَول مُجَاهِد لَيْسَ هِيَ فِي الْجنَّة وَلَكِن يَأْكُلُون من ثمارها ويجدون

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ الْأَرْوَاح على أفنية قبورها فان أَرَادَ أَن هَذَا

- ‌فصل وَمِمَّا يَنْبَغِي أَن يعلم أَن مَا ذكرنَا من شَأْن الرّوح يخْتَلف بِحَسب

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عِنْد الله تَعَالَى وَلم يزدْ على

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ بالجابية وأرواح الْكفَّار

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ إِنَّهَا تَجْتَمِع فِي الأَرْض الَّتِي قَالَ الله فِيهَا

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فِي عليين فِي السَّمَاء السَّابِعَة

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ تَجْتَمِع ببئر زَمْزَم فَلَا دَلِيل

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فِي برزخ من الأَرْض تذْهب

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ إِن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ عَن يَمِين آدم وأرواح الْكفَّار

- ‌فصل وَأما قَول أَبى مُحَمَّد بن حزم أَن مستقرها حَيْثُ كَانَت قبل خلق

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ مستقرها الْعَدَم الْمَحْض فَهَذَا قَول من قَالَ إِنَّهَا

- ‌فصل وَأما قَول من قَالَ إِن مستقرها بعد الْمَوْت أبدان أخر غير هَذِه

- ‌الْمَسْأَلَة السَّادِسَة عشرَة

- ‌فصل وَالدَّلِيل على انتفاعه بِغَيْر مَا تسبب فِيهِ الْقُرْآن وَالسّنة وَالْإِجْمَاع

- ‌فصل وَأما وُصُول ثَوَاب الصَّدَقَة فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة رضى الله عَنْهَا أَن

- ‌فصل وَأما وُصُول ثَوَاب الصَّوْم فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن عَائِشَة رضى الله عَنْهَا أَن

- ‌فصل وَأما وُصُول ثَوَاب الْحَج فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن ابْن عَبَّاس رضى الله

- ‌فصل وَكَذَلِكَ قَوْله تَعَالَى

- ‌فصل وَأما استدلالكم بقوله إِذا مَاتَ العَبْد انْقَطع عمله فاستدلال سَاقِط

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم الإهداء حِوَالَة وَالْحوالَة إِنَّمَا تكون بِحَق لَازم فَهَذِهِ حِوَالَة

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم الإيثار بِسَبَب الثَّوَاب مَكْرُوه وَهُوَ مسالة الإيثار بِالْقربِ

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم لَو سَاغَ الإهداء إِلَى الْمَيِّت لساغ إِلَى الْحَيّ فَجَوَابه من وَجْهَيْن

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم لَو سَاغَ إهداء نصف الثَّوَاب وربعه إِلَى الْمَيِّت فَالْجَوَاب من

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم لَو سَاغَ ذَلِك لساغ إهداؤه بعد أَن يعمله لنَفسِهِ وَقد

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم لَو سَاغَ الإهداء لساغ إهداء ثَوَاب الْوَاجِبَات الَّتِي تجب على

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم إِن التكاليف امتحان وابتلاء لَا تقبل الْبَدَل إِذْ الْمَقْصُود

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم انه لَو نَفعه عمل غَيره لنفعه تَوْبَته عَنهُ وإسلامه عَنهُ

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم الْعِبَادَات نَوْعَانِ نوع تدخله النِّيَابَة فيصل ثَوَاب إهدائه

- ‌فصل وَأما رد حَدِيث رَسُول الله وَهُوَ قَوْله من مَاتَ وَعَلِيهِ صِيَام

- ‌فصل أما قَوْلكُم ابْن عَبَّاس هُوَ رَاوِي حَدِيث الصَّوْم عَن الْمَيِّت وَقد قَالَ

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم انه حَدِيث اخْتلف فِي إِسْنَاده فَكَلَام مجازف لَا يقبل قَوْله

- ‌فصل وَأما كَلَام الشَّافِعِي رحمه الله فِي تغليط رَاوِي حَدِيث ابْن عَبَّاس رضى

- ‌فصل وَنحن نذْكر أَقْوَال أهل الْعلم فِي الصَّوْم عَن الْمَيِّت لِئَلَّا يتَوَهَّم أَن

- ‌فصل وَأما قَوْلكُم أَنه يصل إِلَيْهِ فِي الْحَج ثَوَاب النَّفَقَة دون أَفعَال الْمَنَاسِك

- ‌فصل فَإِن قيل فَهَل تشترطون فِي وُصُول الثَّوَاب ان يهديه بِلَفْظِهِ أم يَكْفِي

- ‌الْمَسْأَلَة السَّابِعَة عشرَة

- ‌فصل وَالَّذِي يدل على خلقهَا وُجُوه الْوَجْه الأول قَول الله تَعَالَى

- ‌فصل وَأما مَا احتجت بِهِ هَذِه الطَّائِفَة فَأَما مَا أَتَوا بِهِ من اتِّبَاع

- ‌فصل وَأما استدلالهم بإضافتها إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ بقوله تَعَالَى

- ‌الْمَسْأَلَة الثَّامِنَة عشرَة

- ‌فصل وَاحْتَجُّوا أَيْضا بِمَا رَوَاهُ أَبُو عبد الله بن مَنْدَه اُخْبُرْنَا مُحَمَّد بن

- ‌فصل وَنَازع هَؤُلَاءِ غَيرهم فِي كَون هَذَا معنى الْآيَة وَقَالُوا معنى قَوْله

- ‌فصل فَهَذَا بعض كَلَام السّلف وَالْخلف فِي هَذِه الْآيَة وعَلى كل تَقْدِير فَلَا

- ‌فصل وَأما الدَّلِيل على أَن خلق الْأَرْوَاح مُتَأَخّر عَن خلق أبدانها فَمن وُجُوه

- ‌الْمَسْأَلَة التَّاسِعَة عشرَة

- ‌فصل الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ حَدِيث أبي مُوسَى تخرج نفس الْمُؤمن أطيب من ريح الْمسك

- ‌فصل الرَّابِع وَالسِّتُّونَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِذا خرجت روح الْمُؤمن تَلقاهُ ملكان

- ‌فصل الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَن الْمُؤمن تحضره

- ‌فصل الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ قَوْله الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف

- ‌فصل الْمِائَة مَا قد اشْترك فِي الْعلم بِهِ عَامَّة أهل الأَرْض من لِقَاء

- ‌فصل الْوَجْه الثَّانِي بعد الْمِائَة قَوْله تَعَالَى

- ‌فصل الْوَجْه الثَّالِث بعد الْمِائَة قَول النَّبِي يَا بِلَال مَا دخلت الْجنَّة

- ‌فصل فَإِن قيل قد ذكرْتُمْ الْأَدِلَّة الدَّالَّة على جسميتها وتحيزها فَمَا جوابكم

- ‌فصل فَأَما قَوْلهم أَن الْعُقَلَاء متفقون على قَوْلهم الرّوح والجسم وَالنَّفس

- ‌فصل وَأما الشُّبْهَة الثَّانِيَة فَهِيَ أقوى شبههم الَّتِي بهَا يصلونَ وَعَلَيْهَا يعولون

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الْوَجْه الثَّالِث أَن الصُّور الْعَقْلِيَّة الْكُلية مُجَرّدَة وتجردها

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الرَّابِع أَن الْعَقْلِيَّة تقوى على أَفعاله غير متناهية وَلَا شَيْء

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الْخَامِس لَو كَانَت الْقُوَّة الْعَاقِلَة حَالَة فِي آلَة جسمانية لوَجَبَ

- ‌فصل قَوْلكُم فِي السَّادِس ان كل أحد يدْرك نَفسه والإدراك عبارَة عَن حُصُول

- ‌فصل قَوْلكُم فِي السَّابِع الْوَاحِد منا يتخيل بحرا من زئبق وجبلا من ياقوت

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الثَّامِن لَو كَانَت الْقُوَّة الْعَقْلِيَّة جسدانية لضعفت فِي زمن

- ‌فصل قَوْلكُم فِي التَّاسِع أَن الْقُوَّة الْعَقْلِيَّة غنية فِي أفعالها عَن الْجِسْم وَمَا

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الْعَاشِر أَن الْقُوَّة الجسمانية تكل بِكَثْرَة الْأَفْعَال وَلَا تقوى

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الْحَادِي عشر إِنَّا إِذا حكمنَا بِأَن السوَاد مضاد للبياض وَجب

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الثَّانِي عشر أَنه لَو كَانَ مَحل الإدراكات جسما وكل جسم

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الثَّالِث عشر أَن الْمَادَّة الجسمانية إِذا حصلت فِيهَا نقوش

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الرَّابِع عشر لَو كَانَت النَّفس جسما لَكَانَ بَين تَحْرِيك المحرك

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الْخَامِس عشر لَو كَانَت جسما لكَانَتْ منقسمة ولصح عَلَيْهَا أَن

- ‌فصل قَوْلكُم فِي السَّادِس عشر لَو كَانَت النَّفس جسما لوَجَبَ ثقل الْبدن بِدُخُولِهَا

- ‌فصل قَوْلكُم فِي السَّابِع عشر لَو كَانَت النَّفس جسما لكَانَتْ على صِفَات سَائِر

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الثَّامِن عشر لَو كَانَت النَّفس جسما لوَجَبَ أَن تقع تَحت

- ‌فصل قَوْلكُم فِي التَّاسِع عشر لَو كَانَت النَّفس جسما لكَانَتْ ذَات طول وَعرض

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الْوَجْه الْعشْرين أَن خَاصَّة الْجِسْم أَن يقبل التجزيء وَأَن الْجُزْء

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الْوَجْه الْحَادِي وَالْعِشْرين أَن الْجِسْم يحْتَاج فِي قوامه وبقائه

- ‌فصل قَوْلكُم فِي الثَّانِي وَالْعِشْرين لَو كَانَت جسما لَكَانَ اتصالها بِالْبدنِ إِن

- ‌الْمَسْأَلَة الْعشْرُونَ وَهِي هَل النَّفس وَالروح شَيْء وَاحِد أَو شَيْئَانِ متغايران

- ‌فصل وَقَالَت فرقة أُخْرَى من أهل الحَدِيث وَالْفِقْه والتصوف الرّوح غير النَّفس

- ‌الْمَسْأَلَة الْحَادِيَة وَالْعشْرُونَ وَهِي هَل النَّفس وَاحِدَة أم ثَلَاث فقد وَقع فِي

- ‌فصل والطمأنينة إِلَى أَسمَاء الرب تَعَالَى وَصِفَاته نَوْعَانِ طمأنينة إِلَى

- ‌فصل وَهَا هُنَا سر لطيف يجب التَّنْبِيه عَلَيْهِ والتنبه لَهُ والتوفيق لَهُ بيد

- ‌فصل فَإِذا اطمأنت من الشَّك إِلَى الْيَقِين وَمن الْجَهْل إِلَى الْعلم وَمن الْغَفْلَة

- ‌فصل ثمَّ يلحظ فِي ضوء تِلْكَ البارقة مَا تَقْتَضِيه يقظته من سنة غفلته

- ‌فصل وَأما النَّفس اللوامة وَهِي الَّتِي أقسم بهَا سُبْحَانَهُ فِي قَوْله

- ‌فصل وَأما النَّفس الأمارة فَهِيَ المذمومة فَإِنَّهَا الَّتِي تَأمر بِكُل سوء وَهَذَا من

- ‌فصل فَالنَّفْس المطمئنة وَالْملك وجنده من الْإِيمَان يقتضيان من النَّفس

- ‌فصل وَقد انتصبت الأمارة فِي مُقَابلَة المطمئنة فَكلما جَاءَت بِهِ تِلْكَ من خير

- ‌فصل وتربة صُورَة الْإِخْلَاص فِي صُورَة ينفر مِنْهَا وَهِي الْخُرُوج عَن حكم الْعقل

- ‌فصل وتربة صُورَة للصدق مَعَ الله وَجِهَاد من خرج عَن دينه وَأمره فِي

- ‌فصل وَالْفرق بَين خشوع الْإِيمَان وخشوع النِّفَاق أَن خشوع الْإِيمَان هُوَ خشوع

- ‌فصل وَأما شرف النَّفس فَهُوَ صيانتها عَن الدنايا والرذائل والمطامع الَّتِي

- ‌فصل وَكَذَلِكَ الْفرق بَين الحمية والجفاء فالحمية فطام النَّفس عَن رضَاع اللوم

- ‌فصل وَالْفرق بَين التَّوَاضُع والمهانة أَن التَّوَاضُع يتَوَلَّد من بَين الْعلم بِاللَّه

- ‌فصل وَكَذَلِكَ الْقُوَّة فِي أَمر الله هِيَ من تَعْظِيمه وتعظيم أوامره وحقوقه حَتَّى

- ‌فصل وَالْفرق بَين الْجُود والسرف أَن الْجواد حَكِيم يضع الْعَطاء موَاضعه

- ‌فصل وَالْفرق بَين المهابة وَالْكبر أَن المهابة أثر من آثَار امتلاء الْقلب

- ‌فصل وَالْفرق بَين الصيانة والتكبر أَن الصائن لنَفسِهِ بِمَنْزِلَة رجل قد لبس

- ‌فصل وَالْفرق بَين الشجَاعَة والجرأة أَن الشجَاعَة من الْقلب وَهِي ثباته

- ‌فصل وَأما الْفرق بَين الحزم والجبن فالحازم هُوَ الَّذِي قد جمع عَلَيْهِ همه

- ‌فصل وَأما الْفرق بَين الاقتصاد وَالشح أَن الاقتصاد خلق مَحْمُود يتَوَلَّد من

- ‌فصل وَالْفرق بَين الِاحْتِرَاز وَسُوء الظَّن أَن المحترز بِمَنْزِلَة رجل قد خرج

- ‌فصل وَالْفرق بَين الفراسة وَالظَّن أَن الظَّن يخطىء ويصيب وَهُوَ يكون مَعَ ظلمَة

- ‌فصل وَالْفرق بَين النَّصِيحَة والغيبة أَن النَّصِيحَة يكون الْقَصْد فِيهَا تحذير

- ‌فصل وَالْفرق بَين الْهَدِيَّة والرشوة وَإِن اشتبها فِي الصُّورَة الْقَصْد فَإِن الراشي

- ‌فصل وَالْفرق بَين الصَّبْر وَالْقَسْوَة أَن الصَّبْر خلق كسبى يتخلق بِهِ العَبْد وَهُوَ

- ‌فصل وَالْفرق بَين الْعَفو والذل أَن الْعَفو إِسْقَاط حَقك جودا وكرما وإحسانا مَعَ

- ‌فصل وَالْفرق بَين سَلامَة الْقلب والبله والتغفل أَن سَلامَة الْقلب تكون من

- ‌فصل وَالْفرق بَين الثِّقَة والغرة أَن الثِّقَة سُكُون يسْتَند إِلَى أَدِلَّة وإمارات

- ‌فصل وَالْفرق بَين الرَّجَاء وَالتَّمَنِّي أَن الرَّجَاء يكون مَعَ بذل الْجهد واستفراغ

- ‌فصل وَالْفرق بَين التحدث بنعم الله وَالْفَخْر بهَا أَن المتحدث بِالنعْمَةِ مخبر

- ‌فصل وَالْفرق بَين فَرح الْقلب وَفَرح النَّفس ظَاهر فَإِن الْفَرح بِاللَّه ومعرفته

- ‌فصل وَهَا هُنَا فرحة أعظم من هَذَا كُله وَهِي فرحته عِنْد مُفَارقَته الدُّنْيَا

- ‌فصل وَالْفرق بَين رقة الْقلب والجزع أَن الْجزع ضعف فِي النَّفس وَخَوف فِي

- ‌فصل وَالْفرق بَين الموجدة والحقد أَن الوجد الإحساس بالمؤلم وَالْعلم بِهِ

- ‌فصل وَالْفرق بَين المنافسة والحسد أَن المنافسة الْمُبَادرَة إِلَى الْكَمَال الَّذِي

- ‌فصل وَالْفرق بَين حب الرياسة وَحب الْإِمَارَة للدعوة إِلَى الله هُوَ الْفرق بَين

- ‌فصل وَالْفرق بَين الْحبّ فِي الله وَالْحب مَعَ الله وَهَذَا من أهم الفروق

- ‌فصل وَالْفرق بَين التَّوَكُّل وَالْعجز أَن التَّوَكُّل عمل الْقلب وعبوديته اعْتِمَادًا

- ‌فصل وَالْفرق بَين الِاحْتِيَاط والوسوسة ان الِاحْتِيَاط الِاسْتِقْصَاء وَالْمُبَالغَة فِي

- ‌فصل وَالْفرق بَين إلهام الْملك وإلقاء الشَّيْطَان من وُجُوه مِنْهَا أَن مَا كَانَ

- ‌فصل وَالْفرق بَين الاقتصاد وَالتَّقْصِير أَن الاقتصاد هُوَ التَّوَسُّط بَين طرفِي

- ‌فصل وَالْفرق بَين النَّصِيحَة والتأنيب أَن النَّصِيحَة إِحْسَان إِلَى من تنصحه بِصُورَة

- ‌فصل وَالْفرق بَين بالمبادرة والعجلة أَن الْمُبَادرَة انتهاز الفرصة فِي وَقتهَا

- ‌فصل وَالْفرق بَين الْأَخْبَار بِالْحَال وَبَين الشكوى وَإِن اشتبهت صورتهما ان

- ‌فصل وَهَذَا بَاب من الفروق مطول وَلَعَلَّ إِن ساعد الْقدر أَن نفرد فِيهِ

- ‌فصل وَنحن نختم الْكتاب بِإِشَارَة لَطِيفَة إِلَى الفروق بَين هَذِه الْأُمُور إِذْ كل

- ‌فصل وَالْفرق بَين تَنْزِيه الرُّسُل وتنزيه المعطلة أَن الرُّسُل نزهوه سُبْحَانَهُ عَن

- ‌فصل الْفرق بَين إِثْبَات حقائق الْأَسْمَاء وَالصِّفَات وَبَين التَّشْبِيه والتمثيل يما

- ‌فصل وَالْفرق بَين تَجْرِيد التَّوْحِيد وَبَين هضم أَرْبَاب الْمَرَاتِب أَن تَجْرِيد

- ‌فصل وَالْفرق بَين تَجْرِيد مُتَابعَة الْمَعْصُوم وإهدار أَقْوَال الْعلمَاء وإلغائها

- ‌فصل وَالْفرق بَين أَوْلِيَاء الرَّحْمَن وأولياء الشَّيْطَان أَن أَوْلِيَاء الرَّحْمَن

- ‌فصل وَبِهَذَا يعلم الْفرق بَين الْحَال الإيماني وَالْحَال الشيطاني فَإِن الْحَال

- ‌فصل وَالْفرق بَين الحكم الْمنزل الْوَاجِب الِاتِّبَاع وَالْحكم المؤول الَّذِي غَايَته

الفصل: ‌فصل الأمر الخامس أن النار التي في القبر والخضرة ليست من نار الدنيا

بِالذَّاتِ وَالْبدن تبعا فَيكون الْبدن فِي لحد أضيق من ذِرَاع وَقد فسح لَهُ مد بَصَره تبعا لروحه وَأما عصرة الْقَبْر حَتَّى تخْتَلف بعض أَجزَاء الْمَوْتَى فَلَا يردهُ حس وَلَا عقل وَلَا فطْرَة وَلَو قدر أَن أحدا نبش عَن ميت فَوجدَ أضلاعه كَمَا هى لم تخْتَلف لم يمْنَع أَن تكون قد عَادَتْ إِلَى حَالهَا بعد العصرة فَلَيْسَ مَعَ الزَّنَادِقَة والملاحدة إِلَّا مُجَرّد تَكْذِيب الرَّسُول

وَلَقَد أخبر بعض الصَّادِقين أَنه حفر ثَلَاثَة أقبر فَلَمَّا فرغ مِنْهَا اضْطجع ليستريح فَرَأى فِيمَا يرى النَّائِم ملكَيْنِ نزلا فوقفا على أحد الأقبر فَقَالَ أَحدهمَا لصَاحبه اكْتُبْ فرسخا فِي فَرسَخ ثمَّ وقف على الثانى فَقَالَ اكْتُبْ ميلًا فِي ميل ثمَّ وقف على الثَّالِث فَقَالَ اكْتُبْ فترا فِي فتر ثمَّ انتبه فجىء بِرَجُل غَرِيب لَا يؤبه لَهُ فَدفن فِي الْقَبْر الأول ثمَّ جىء بِرَجُل آخر فَدفن فِي الْقَبْر الثانى ثمَّ جىء بِامْرَأَة مترفة من وُجُوه الْبَلَد حولهَا نَاس كثير فدفنت فِي الْقَبْر الضّيق الذى سَمعه يَقُول فترا فِي فتر والفتر مَا بَين الْإِبْهَام والسبابة

‌فصل الْأَمر الْخَامِس أَن النَّار الَّتِي فِي الْقَبْر والخضرة لَيست من نَار الدُّنْيَا

وَلَا من زروع الدُّنْيَا فيشاهده من شَاهد نَار الدُّنْيَا وخضرها وَإِنَّمَا هى من نَار الْآخِرَة وخضرها وهى أَشد من نَار الدُّنْيَا فَلَا يحس بِهِ أهل الدُّنْيَا فان الله سُبْحَانَهُ يحمى عَلَيْهِ ذَلِك التُّرَاب وَالْحِجَارَة الَّتِي عَلَيْهِ وَتَحْته حَتَّى يكون أعظم حرا من جمر الدُّنْيَا وَلَو مَسهَا أهل الدُّنْيَا لم يحسوا بذلك بل أعجب من هَذَا أَن الرجلَيْن يدفنان أَحدهمَا إِلَى جنت الآخر وَهَذَا فِي حُفْرَة من حفر النَّار لَا يصل حرهَا إِلَى جَاره وَذَلِكَ فِي رَوْضَة من رياض الْجنَّة لَا يصل روحها وَنَعِيمهَا إِلَى جَاره

وقدرة الرب تَعَالَى اوسع وأعجب من ذَلِك وَقد أرانا الله من آيَات قدرته فِي هَذِه الدَّار مَا هُوَ أعجب من ذَلِك بِكَثِير وَلَكِن النُّفُوس مولعة بالتكذيب بِمَا لم تحط بِهِ علما إِلَّا من وَفقه الله وَعَصَمَهُ

فيفرش للْكَافِرِ لوحان من نَار فيشتعل عَلَيْهِ قَبره بهما كَمَا يشتعل التَّنور فاذا شَاءَ الله سُبْحَانَهُ أَن يطلع على ذَلِك بعض عبيده اطلعه وغيبه عَن غَيره إِذْ لَو طلع الْعباد كلهم لزالت كلمة التَّكْلِيف وَالْإِيمَان بِالْغَيْبِ وَلما تدافن النَّاس كَمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنهُ لَوْلَا أَن لَا تدافنوا لَدَعَوْت الله أَن يسمعكم من عَذَاب الْقَبْر مَا أسمع

وَلما كَانَت هَذِه الْحِكْمَة منفية فِي حق الْبَهَائِم سَمِعت ذَلِك وادركته كَمَا حادت برَسُول الله بغلته وكادت تلقيه لما مر بِمن يعذب فِي قَبره

وحدثنى صاحبنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الرزيز الحرانى أَنه خرج من دَاره بعد الْعَصْر بآمد إِلَى بُسْتَان قَالَ فَلَمَّا كَانَ قبل غرُوب الشَّمْس توسطت الْقُبُور فاذا بِقَبْر مِنْهَا وَهُوَ جَمْرَة

ص: 66

نَار مثل كوز الزّجاج وَالْمَيِّت فِي وَسطه فَجعلت أَمسَح عينى واقول انائم أَنا ام يقظان ثمَّ الْتفت إِلَى سور الْمَدِينَة وَقلت وَالله مَا انا بنائم ثمَّ ذهبت إِلَى أهلى وَأَنا مدهوش فأتونى بِطَعَام فَلم استطع أَن آكل ثمَّ دخلت الْبَلَد فَسَأَلت عَن صَاحب الْقَبْر فَإِذا بِهِ مكاس قد توفّي ذَلِك الْيَوْم

فرؤية هَذِه النَّار فِي الْقَبْر كرؤية الْمَلَائِكَة وَالْجِنّ تقع احيانا لمن شَاءَ الله ان يرِيه ذَلِك

وَقد ذكر ابْن أَبى الدُّنْيَا فِي كتاب الْقُبُور عَن الشعبى أَنه ذكر رجلا قَالَ للنَّبِي مَرَرْت بدر فَرَأَيْت رجلا يخرج من الأَرْض فيضربه رجل بمقمعة حَتَّى نعيب فِي الأَرْض ثمَّ يخرج فيفعل بِهِ ذَلِك فَقَالَ رَسُول الله ذَلِك أَبُو جهل بن هِشَام يعذب إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

وَذكر من حَدِيث حَمَّاد بن سَلمَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن سَالم بن عبد الله عَن أَبِيه قَالَ بَينا أَنا اسير بَين مَكَّة وَالْمَدينَة على رَاحِلَة وَأَنا محقب اداوة اذ مَرَرْت بمقبرة فَإِذا رجل خَارج من قَبره يلتهب نَارا وَفِي عُنُقه سلسلة يجرها فَقَالَ يَا عبد الله انْضَحْ يَا عبد الله انْضَحْ فوَاللَّه مَا أدرى اعرفنى باسمى أم كَمَا تَدْعُو النَّاس قَالَ فَخرج آخر فَقَالَ يَا عبد الله لَا تنضج يَا عبد الله لَا تنضج ثمَّ اجتذب السلسلة فاعاده فِي قَبره

وَقَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى أَبى حَدثنَا مُوسَى بن دَاوُد حَدثنَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن هِشَام ابْن عُرْوَة عَن أَبِيه قَالَ بَيْنَمَا رَاكب يسير بَين مَكَّة وَالْمَدينَة غذ مر بمقبرة فَإِذا بِرَجُل قد خرج من قبر يلتهب نَارا مصفدا فِي الْحَدِيد فَقَالَ يَا عبد الله انضج يَا عبد الله انضج قَالَ وَخرج آخر يتلوه فَقَالَ يَا عبد الله لَا تنضج يَا عبد الله لَا تنضج قَالَ وغشى على الرَّاكِب وَعدلت بِهِ رَاحِلَته إِلَى العرج قَالَ وَأصْبح قد ابيض شعره فَأخْبر عُثْمَان بذلك فَنهى أَن يُسَافر الرجل وَحده

وَذكر من حَدِيث سُفْيَان حَدثنَا دَاوُد بن شَابُور عَن ابى قزعة قَالَ مَرَرْنَا فِي بعض الْمِيَاه الَّتِي بَيْننَا وَبَين الْبَصْرَة فسمعنا نهيق حمَار فَقُلْنَا لَهُم مَا هَذَا النهيق قَالُوا هَذَا رجل كَانَ عندنَا كَانَت أمه تكَلمه بالشَّيْء فَيَقُول لَهَا إنهقى نهيقك فَلَمَّا مَاتَ سمع هَذَا النهيق من قَبره كل لَيْلَة

وَذكر أَيْضا عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ كَانَ رجل من أهل الْمَدِينَة وَكَانَت لَهُ أُخْت فِي نَاحيَة الْمَدِينَة فاشتكت وَكَانَ يَأْتِيهَا يعودها ثمَّ مَاتَت فدفنها فَلَمَّا رَجَعَ ذكر أَنه نسى شَيْئا فِي

ص: 67

الْقَبْر كَانَ مَعَه فاستعان بِرَجُل من أَصْحَابه قَالَ فنبشنا الْقَبْر وَوجدت ذَلِك الْمَتَاع فَقَالَ للرجل تَنَح حَتَّى انْظُر على أى حَال أختى فَرفع بعض مَا على اللَّحْد فَإِذا الْقَبْر مشتعل نَارا فَرده وَسوى الْقَبْر فَرجع إِلَى أمه فَقَالَ مَا كَانَ حَال أختى فَقَالَت مَا تسْأَل عَنْهَا وَقد هَلَكت فَقَالَ لتخبرينى قَالَت كَانَت تُؤخر الصَّلَاة وَلَا تصلى فِيمَا أَظن بِوضُوء وتأتى أَبْوَاب الْجِيرَان فتلقم أذنها أَبْوَابهم وَتخرج حَدِيثهمْ

وَذكر عَن حُصَيْن الأسدى قَالَ سَمِعت مرْثَد بن حَوْشَب قَالَ كنت جَالِسا عِنْد يُوسُف ابْن عمر وَإِلَى جنبه رجل كَأَن شقة وَجهه صفحة من حَدِيد فَقَالَ لَهُ يُوسُف حدث مرثدا بِمَا رَأَيْت فَقَالَ كنت شَابًّا قد أتيت هَذِه الْفَوَاحِش فَلَمَّا وَقع الطَّاعُون قلت أخرج إِلَى ثغر من هَذِه الثغور ثمَّ رَأَيْت ان احْفِرْ الْقُبُور فاذا بى لَيْلَة بَين الْمغرب وَالْعشَاء قد حفرت وَأَنا متكىء على تُرَاب قبر آخر إِذْ جىء بِجنَازَة رجل حَتَّى دفن فِي ذَلِك وسووا عَلَيْهِ فَأقبل طائران أبيضان من الْمغرب مثل البعيرين حَتَّى سقط أَحدهمَا عِنْد رَأسه وَالْآخر عِنْد رجلَيْهِ ثمَّ اثاراه ثمَّ تدلى أَحدهمَا فِي الْقَبْر وَالْآخر على شفيره فَجئْت حَتَّى جَلَست على شَفير الْقَبْر وَكنت رجلا لَا يمْلَأ جوفي شَيْء قَالَ فَسَمعته يَقُول أَلَسْت الزائر اصهارك فِي ثَوْبَيْنِ ممصرين تسحبهما كبرا تمشى الْخُيَلَاء فَقَالَ أَنا أَضْعَف من ذَلِك قَالَ فَضَربهُ ضَرْبَة امْتَلَأَ الْقَبْر حَتَّى فاض مَاء ودهنا ثمَّ عَاد فَأَعَادَ إِلَيْهِ القَوْل حَتَّى ضربه ثَلَاث ضربات كل ذَلِك يَقُول ذَلِك وَيذكر أَن الْقَبْر يفِيض مَاء ودهنا قَالَ ثمَّ رفع رَأسه فَنظر إِلَى فَقَالَ انْظُر أَيْن هُوَ جَالس بلسه الله قَالَ ثمَّ ضرب جَانب وجهى فَسَقَطت فَمَكثت لبلتى حَتَّى أَصبَحت قَالَ ثمَّ أخذت انْظُر إِلَى الْقَبْر فَإِذا هُوَ على حَاله

فَهَذَا المَاء والدهن فِي رأى الْعين لهَذَا الرائى هُوَ نَار تأجج للْمَيت كَمَا أخبر النَّبِي عَن الدَّجَّال أَنه يأتى مَعَه بِمَاء ونار فَالنَّار مَاء بَارِد وَالْمَاء نَار تأجج

وَذكر ابْن أَبى الدُّنْيَا ان رجلا سَأَلَ أَبَا اسحاق الفزارى عَن النباش هَل لَهُ تَوْبَة فَقَالَ نعم إِن صحت نِيَّته وَعلم الله مِنْهُ الصدْق فَقَالَ لَهُ الرجل كنت أنبش الْقُبُور وَكنت أجد قوما وُجُوههم لغير الْقبْلَة فَلم يكن عِنْد الفزارى فِي ذَلِك شَيْء فَكتب إِلَيْهِ الأوزاعى يُخبرهُ بذلك فَكتب إِلَيْهِ الأوزاعى تقبل تَوْبَته إِذا صحت نِيَّته وَعلم الله الصدْق من قلبه وَأما قَوْله انه كَانَ يجد قوما وُجُوههم لغير الْقبْلَة فَأُولَئِك قوم مَاتُوا على غير السّنة

وَقَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى عبد الْمُؤمن بن عبد الله بن عِيسَى القيسى أَنه قيل لنباش قد تَابَ مَا أعجب مَا رَأَيْت قَالَ نبشت رجلا فَإِذا هُوَ مسمر بالمسامير فِي سَائِر جسده ومسمار كَبِير فِي رَأسه وَآخر فِي رجلَيْهِ

ص: 68

قَالَ وَقيل لنباش آخر مَا أعجب مَا رَأَيْت قَالَ رَأَيْت جمجمة انسان مصبوب فِيهَا رصاصا

قَالَ وَقيل لنباش آخر مَا كَانَ سَبَب توبتك قَالَ عَامَّة من كنت أنبش كنت أرَاهُ محول الْوَجْه عَن الْقبْلَة

قلت وحدثنى صاحبنا أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن مساب السلامى وَكَانَ من خِيَار عباد الله وَكَانَ يتحَرَّى الصدْق قَالَ جَاءَ رجل إِلَى سوق الحدادين بِبَغْدَاد فَبَاعَ مسامير صغَار المسمار برأسين فَأَخذهَا الْحداد وَجعل يحمى عَلَيْهَا فَلَا تلين مَعَه حَتَّى عجز عَن ضربهَا فَطلب البَائِع فَوَجَدَهُ فَقَالَ من أَيْن لَك هَذِه المسامير فَقَالَ لقيتها فَلم يزل بِهِ حَتَّى أخبرهُ انه وجد قبرا مَفْتُوحًا وَفِيه عِظَام ميت منظومة بِهَذِهِ المسامير قَالَ فعالجتها على أَن أخرجهَا فَلم أقدر فَأخذت حجرا فَكسرت عِظَامه وجمعتها قَالَ وَأَنا رَأَيْت تِلْكَ المسامير قلت لَهُ فَكيف صفتهَا قَالَ المسمار صَغِير برأسين

قَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا وحدثنى ابى عَن أَبى الْحَرِيش عَن أمه قَالَت لما حفر أَبُو جَعْفَر خَنْدَق الْكُوفَة حول النَّاس موتاهم فَرَأَيْنَا شَابًّا مِمَّن حول عاضا على يَده

وَذكر عَن سماك بن حَرْب قَالَ مر أَبُو الدَّرْدَاء بَين الْقُبُور فَقَالَ مَا أسكن ظواهرك وَفِي داخلك الدواهى

وَقَالَ ثَابت البنانى بَينا أَنا أمشى فِي الْمَقَابِر وَإِذا صَوت خَلْفي وَهُوَ يَقُول يَا ثَابت لَا يغرنك سكونها فكم من مغموم فِيهَا فَالْتَفت فَلم أر أحدا

وَمر الْحسن على مقبره فَقَالَ يالهم من عَسْكَر مَا أسكنهم وَكم فيهم من مكروب

وَذكر ابْن أَبى الدُّنْيَا أَن عمر بن عبد الْعَزِيز قَالَ لمسلمة بن عبد الْملك يَا مسلمة من دفن أَبَاك قَالَ مولاى فلَان قَالَ فَمن دفن الْوَلِيد قَالَ مولاى فلَان قَالَ فَأَنا أحَدثك مَا حَدَّثَنى بِهِ أَنه لما دفن أَبَاك والوليد فوضعهما فِي قبورهما وَذهب ليحل العقد عَنْهُمَا وجد وجوهما قد حولت فِي اقفيتهما فَانْظُر يَا مسملة إِذا أَنا مت فالتمس وجهى فَانْظُر هَل نزل بى مَا نزل بالقوم أَو هَل عوفيت من ذَلِك قَالَ مسلمة فَلَمَّا مَاتَ عمر وَضعته فِي قَبره فلمست وَجهه فَإِذا هُوَ مَكَانَهُ

وَذكر ابْن أَبى الدُّنْيَا عَن بعض السّلف قَالَ مَاتَت ابْنة لى فأنزلتها الْقَبْر فَذَهَبت أصلح اللبنة فَإِذا هى قد حولت عَن الْقبْلَة فاغتممت لذَلِك غما شَدِيدا فرأيتها فِي النّوم فَقَالَت يَا أَبَت اغتممت لما رَأَيْت فَإِن عَامَّة من حولى محولين عَن الْقبْلَة قَالَ كَأَنَّهَا تُرِيدُ الَّذين مَاتُوا مصرين على الْكَبَائِر

ص: 69

وَقَالَ عَمْرو بن مَيْمُون سَمِعت عمر بن عبد الْعَزِيز يَقُول كنت من دلى الْوَلِيد بن عبد الْملك فِي قَبره فَنَظَرت إِلَى رُكْبَتَيْهِ قد جمعتا فِي عُنُقه فَقَالَ ابْنه عَاشَ أَبى وَرب الْكَعْبَة فَقلت عوجل أَبوك وَرب الْكَعْبَة فاتعظ بهَا عمر بعده

وَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز ليزِيد بن الْمُهلب لما اسْتَعْملهُ على الْعرَاق يَا يزِيد اتَّقِ الله فانى حِين وضعت الْوَلِيد فِي لحده فَإِذا هُوَ يرْكض فِي أَكْفَانه

وَقَالَ يزِيد بن هَارُون أخبر هِشَام بن حسان عَن وَاصل مولى أَبى عُيَيْنَة عَن عمر بن زَهْدَم عَن عبد الحميد بن مَحْمُود قَالَ كنت جَالِسا عِنْد ابْن عَبَّاس فَأَتَاهُ قوم فَقَالُوا إِنَّا خرجنَا حجاجا ومعنا صَاحب لنا إِذْ أَتَيْنَا فاذا الصفاح مَاتَ فهيأناه ثمَّ انطلقنا فَحَفَرْنَا لَهُ ولحدنا لَهُ فَلَمَّا فَرغْنَا من لحده إِذا نَحن بأسود قد مَلأ اللَّحْد فَحَفَرْنَا لَهُ آخر فَإِذا بِهِ قد مَلأ لحده فحفر ناله آخر فاذا بِهِ فَقَالَ ابْن عَبَّاس ذَاك الغل الذى يغل بِهِ انْطَلقُوا فادفنوه فِي بَعْضهَا فوالذى نفسى بِيَدِهِ لَو حفرتم الأَرْض كلهَا لوجدتموه فِيهِ فَانْطَلَقْنَا فوضعناه فِي بَعْضهَا فَلَمَّا رَجعْنَا أَتَيْنَا أَهله بمتاع لَهُ مَعنا فَقُلْنَا لامْرَأَته مَا كَانَ يعْمل زَوجك قَالَت كَانَ يَبِيع الطَّعَام فَيَأْخُذ مِنْهُ كل يَوْم قوت أَهله ثمَّ يقْرض الْفضل مثله فيلقيه فِيهِ

وَقَالَ ابْن أَبى الدُّنْيَا حَدَّثَنى مُحَمَّد بن الْحُسَيْن قَالَ حَدَّثَنى أَبُو اسحاق صَاحب الشَّاط قَالَ دعيت إِلَى ميت لأغسله فَلَمَّا كشفت الثَّوْب عَن وَجهه إِذا بحية قد تطوقت على حلقه فَذكر من غلظها قَالَ فَخرجت فَلم أغسله فَذكرُوا أَنه كَانَ يسب الصَّحَابَة رضى الله عَنْهُم

وَذكر ابْن أَبى الدُّنْيَا عَن سعيد بن خَالِد بن يزِيد الأنصارى عَن رجل من أهل الْبَصْرَة كَانَ يحْفر الْقُبُور قَالَ حفرت قبرا ذَات يَوْم وَوضعت رأسى قَرِيبا مِنْهُ فأتتنى امْرَأَتَانِ فِي منامى فَقَالَت احداهما يَا عبد الله نشدتك بِاللَّه الا صرفت عَنَّا هَذِه الْمَرْأَة وَلم تجاورنا بهَا فَاسْتَيْقَظت فَزعًا فَإِذا بِجنَازَة امْرَأَة قد جىء بهَا فَقلت الْقَبْر وَرَائِكُمْ فصرفتهم عَن ذَلِك الْقَبْر فَلَمَّا كَانَ بِاللَّيْلِ إِذا أَنا بالمرأتين فِي منامى تَقول إِحْدَاهمَا جَزَاك الله عَنَّا خيرا فَلَقَد صرفت عَنَّا شرا طَويلا قلت مَا لصاحبتك لَا تكلمنى كَمَا تكلمينى أَنْت قَالَت إِن هَذِه مَاتَت عَن غير وَصِيَّة وَحقّ لمن مَاتَ عَن غير وَصِيَّة أَلا يتَكَلَّم إِلَى يَوْم الْقِيَامَة

وَهَذِه الْأَخْبَار وأضعافها وأضعاف اضعافها مِمَّا لَا يَتَّسِع لَهَا الْكتاب مِمَّا أرَاهُ الله سُبْحَانَهُ لبَعض عباده من عَذَاب الْقَبْر ونعيمه عيَانًا

وَأما رُؤْيَة الْمَنَام فَلَو ذَكرنَاهَا لجاءت عدَّة أسفار وَمن أَرَادَ الْوُقُوف عَلَيْهَا فَعَلَيهِ بِكِتَاب المنامات لِابْنِ أَبى الدُّنْيَا وَكتاب الْبُسْتَان للقيروانى وَغَيرهمَا من الْكتب المتضمنة لذَلِك وَلَيْسَ عِنْد الْمَلَاحِدَة والزنادقة إِلَّا التَّكْذِيب بِمَا لم يحيطوا بِعِلْمِهِ

ص: 70