المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌32 - باب: المواعظ والوصايا - الروض البسام بترتيب وتخريج فوائد تمام - جـ ٥

[جاسم الفهيد الدوسري]

فهرس الكتاب

- ‌(31) " كتاب الزُّهد والرقائق

- ‌1 - باب: الزهد في الدنيا

- ‌2 - باب: ذمّ الحرص والأمل

- ‌3 - باب: فتنة المال

- ‌4 - باب: ذمّ المتنعّمين بألوان الطعام والشراب

- ‌5 - باب: حُفَّت النار بالشهوات

- ‌6 - باب: عيش النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه

- ‌7 - باب: النظر إلى من هو أسفل منه

- ‌8 - باب: ما الغنى

- ‌9 - باب: فضل الفقير المُتعفِّف

- ‌10 - باب: ثواب من كتم جوعه وحاجته عن الناس

- ‌11 - باب: التقوى

- ‌12 - باب: قرب الجنّة والنار

- ‌13 - باب: الحث على قلة الضحك وكثرة البكاء

- ‌14 - باب: فضل الناشىء في عبادة الله

- ‌15 - باب: فضل الشاب المتشبِّه بالكهول

- ‌16 - باب: الصحة والفراغ

- ‌17 - باب: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم

- ‌18 - باب: فضل من لا يؤبه له

- ‌19 - باب: احتقار العبد عمله يوم القيامة

- ‌20 - باب: النجاة برحمة الله

- ‌21 - باب: القصد والمداومة في العمل

- ‌22 - باب: لكل عبد صيتٌ

- ‌23 - باب: تحريم الرياء

- ‌24 - باب: من همّ بحسنةٍ أو سيئة، وجزاء الحسنة

- ‌25 - باب: الحلال بيّن، والحرام بيّن

- ‌26 - باب: من حاول أمرًا بمعصية الله

- ‌27 - باب: هجر السيّئات

- ‌28 - باب: من أحب قومًا وما رآهم

- ‌29 - باب: الناس كإبلٍ مائة

- ‌30 - باب: الليل والنهار مَطيّتان

- ‌31 - باب: النهي عن دخول ديار المُعذَّبين

- ‌32 - باب: المواعظ والوصايا

- ‌33 - باب: سعة رحمة الله

- ‌34 - باب: التوبة

- ‌35 - باب: الاعتصام بالله

- ‌(32) " كتاب الفِتَن

- ‌1 - باب: غربة الإِسلام

- ‌2 - باب: ذهاب الصالحين

- ‌3 - باب: فيما كان بين الصحابة (رضوان الله عليهم)

- ‌4 - باب: في الخوارج

- ‌5 - باب: إذا وُضِع السيفُ في هذه الأمة

- ‌6 - باب: في بني أميّة

- ‌7 - باب: في سنتي (130) و (154)

- ‌8 - باب: مبادرة الفتن بالأعمال الصالحة

- ‌9 - باب: كيف يفعل من بقي في حثالة الناس

- ‌10 - باب: الإِخبار بظهور الجهل بالدين وقلة العمل

- ‌11 - باب: لا تذهب الدنيا حتى تصير لِلُكَع بن لُكلعٍ

- ‌12 - باب: إذا أنزل الله بقوم عذابًا

- ‌13 - باب: أول الأرضين خرابًا

- ‌14 - باب: غزو الكعبة - شرّفها الله

- ‌15 - باب: في المهدي

- ‌16 - باب: الدجّال

- ‌17 - باب: نزول عيسى بن مريم عليه السلام

- ‌18 - باب: آخر مسالح المسلمين

- ‌19 - باب: اقتراب الساعة

- ‌20 - باب: أشراط الساعة

- ‌21 - باب: الساعة لا تقوم إلا على شرار الناس

- ‌(33) " كتاب البعث وصفة النار والجنّة

- ‌ أبواب البعث

- ‌1 - باب: عرض مقعد الميت من الجنّة أو النار عليه

- ‌2 - باب: يبعث الناس على نيّاتهم

- ‌3 - باب: كيف يبعث أهل لا إله إلا الله

- ‌4 - باب: القصاص

- ‌5 - باب: ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة

- ‌6 - باب: مرور المؤمن على النار

- ‌7 - باب: ما جاء في حوض النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌8 - باب: ما جاء في الشفاعة

- ‌ أبواب صفة النار

- ‌9 - باب: الشمس والقمر ثوران مكوران

- ‌10 - باب: لجهنم سبعون ألف زمام

- ‌11 - باب: في أودية جهنّم

- ‌12 - باب: في سحائب جهنم

- ‌ أبواب صفة الجنّة

- ‌13 - باب: لا يدخل أحد الجنّة إلا بجواز

- ‌14 - باب: أوّل ثلاثة يدخلون الجنّة

- ‌15 - باب: فيمن يدخل الجنة بلا حساب

- ‌16 - باب: شكر أهل الجنة لله على نجاتهم من النار

- ‌17 - باب: صفة نعيم الجنّة

- ‌18 - باب: في صفة أهل الجنة

- ‌19 - باب: غُرَف الجنّة وخيامها

- ‌20 - باب: خدم أهل الجنة

- ‌21 - باب: في ولد أهل الجنّة

- ‌22 - باب: أكل الطير في الجنة

- ‌23 - باب: رفع النوم عن أهل الجنّة

- ‌24 - باب: سوق الجنّة

- ‌خاتمة: "في منثوراتٍ ومِلَحٍ

- ‌تنبيه

الفصل: ‌32 - باب: المواعظ والوصايا

وجهَه وأسرعَ السَّيرَ، وقال:"لا تدخلوا على قومٍ غضِب اللهُ عز وجل عليهم مخافةَ أن يُصيبكم ما أصابهم".

أخرجه ابن عدي في "الكامل"(4/ 345) من طريق محمَّد بن المثنّى عن عبّاد به.

وعبّاد كذّبه أحمد، وتركه غيره. (اللسان: 3/ 228).

وأخرج البخاري (8/ 125) ومسلم (4/ 2285 - 2286) من حديث ابن عمر نحوه.

‌32 - باب: المواعظ والوصايا

1685 -

أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن علي البغدادي بدمشق سنة أربع وأربعين وثلاثمائة: نا أبو شُعيب عبد الله بن الحسن الحرّاني: نا سهل بن نصر المطبخي: نا جعفر بن سليمان: نا أبو طارق

السَّعْديّ عن الحسن.

عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مَنْ يأخذ عنّي هؤلاءِ الكلمات أو يُعلِّمنّ أو يعملْ بهنَّ؟ ". قال: قلت: أنا يا رسول الله!. قال: فأخذ بيدي، فَعَقَدَ فيهنّ خمسًا، قال:"اتّق المحارمَ تكنْ أعبدَ النّاس، وارضَ بما قَسَمَ الله لك تكن أغنى الناس، وأحسِنْ إلى جارك تكن مُوفقًا (1)، وأحبَّ للناس ما تحبُّ لنفسك تكن مسلمًا، ولا تُكثِر الضحكَ فإنّ كثرةَ الضحكِ تُميتُ القلبَ".

أخرجه أحمد (2/ 310) والترمذي (2305) وابن أبي الدنيا في

(1) كذا في الأصول، وبهامش (ظ):(مؤمنًا)، وكذا عند مُخرِّجي الحديث.

ص: 76

"الورع"(2) -مختصرًا- وأبو يعلى (11/ 113) والخرائطي في "مكارم الأخلاق"(ص 42) والبيهقي في "الشعب"(7/ 500 - 501) من طريق جعفر بن سليمان به.

قال الترمذي: "غريبٌ لا نعرفه إلا من حديث جعفر، والحسن لم يسمع من أبي هريرة شيئًا، هكذا رُوي عن أيوب ويونس بن عُبيد وعلي بن زيد، قالوا: لم يسمع الحسن من أبي هريرة".

قلت: وذكر الحافظ في "التهذيب"(2/ 269 - 270) ما يدل على أنه سمع منه في الجملة، وهو هنا لم يصّرح بالسماع فلا يُقبل؛ لأنه مدلّس. والراوي عنه مجهول كما في "التقريب"، فالسند ضعيف.

وله طرقٌ أخرى:

فقد أخرجه هنّاد في "الزهد"(1031، 1148) وابن أبي الدنيا والبخاري في "الأدب"(252) -وهو عندهما باختصار- وابن ماجه (4217) وأبو يعلى (10/ 260) والطبراني في "مسند الشاميين"(385) والخرائطي (ص 39) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 365) و"أخبار أصبهان"(2/ 302) والقضاعي في "مسند الشهاب"(111، 639، 640) والبيهقي في "الزهد"(818) و"الآداب"(1150) و"الشعب"(5/ 53) من طريق أبي رجاء الجَزَري عن برد بن سنان عن مكحول [لم يُذكر مكحول في رواية هناد وابن أبي الدنيا وأبي يعلى] عن واثلة بن الأسقع عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه.

قال البوصيري في "الزوائد"(2/ 341): "هذا إسنادٌ حسنٌ". أهـ قلت: مكحول اختلف في سماعه من واثلة: فأثبته الترمذي وابن يونس، ونفاه البخاري وأبو حاتم، وذكره الحافظ في "طبقات المدلسين" في المرتبة

ص: 77

الثالثة (ص 58)، وقال:"وصفه بذلك ابن حبّان، وأطلق الذهبيُّ أنّه كان يُدلّس، ولم أره للمتقدّمين إلا في قول ابن حبّان". أهـ. وعليه فلا بد من تصريحه بالسماع ليقبل حديثه، وهو هنا منتفٍ.

وقد اختلف الرواة في ذكر مكحول في هذا الإسناد، قال الدارقطني في "العلل" (7/ 264 - 265):"واختُلف عن المحاربي: فرواه الأحمسي وزكريا بن يحيى الطائي عن المحاربي عن أبي رجاء عن بُرد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. ورواه هنّاد بن السريّ عن المحاربي فأسقط من الإسناد مكحولًا. وكذلك رواه أبو معاوية الضرير عن أبي رجاء عن بُرد عن واثلة عن أبي هريرة. وقال مجاهد بن موسى: عن أبي معاوية عن محمَّد بن راشد عن بُرد عن مكحول عن واثلة عن أبي هريرة. وليس هذا القول بمحفوظ، والحديث غير ثابت (1) ".

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7/ 500) من طريق سلّام بن مسكين عن أبي طاهر عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه.

وإسناده إلى أبي طاهر صحيح، وأبو طاهر ذكره البخاري في "الكنى"(ص 46) وأبو حاتم في "الجرح"(9/ 398) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ولم يذكرا عنه راويًا غير سلّام، ولا راويةً عن أبي هريرة، ففيه جهالة واحتمال انقطاع.

وأخرجه الطبراني في "الصغير"(2/ 104)، قال: حدّثنا محمَّد بن عبد الله بن مهدي أبو عبد الله القاضي الرامهرمزي: ثنا محمَّد (في

(1) في "تخريج الإِحياء"(2/ 182): "قال الدارقطني: والحديث ثابت"! كذا بإسقاط كلمة (غير). وجاءت العبارة على الصواب في "شرح الإِحياء"(6/ 223)، ونقل الشيخ الألباني في "الصحيحة"(2/ 640) العبارة المحرفة فاقتضى ذلك التنويه.

ص: 78

المطبوع: أحمد)، والتصويب من "مجمع البحرين":(ق 264/ ب) بن محمَّد بن مرزوق: ثنا يوسف بن هارون أبو يعقوب العبدي: ثنا هشام بن حسان عن ابن سيرين عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه.

وهذا إسناد متصل، ويوسف لم أظفر بترجمةٍ له، وشيخ الطبراني ذكره السمعاني في "الأنساب"(6/ 48) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ووقع فيه:(محمَّد بن عُبيد الله) مصغّرًا.

وقال الهيثمي (10/ 296): "وفيه من لم أعرفهم".

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(642) من عمرو بن هاشم عن سليمان بن أبي كريمة عن أبي سلمة عن أبي هريرة مرفوعًا نحوه.

وإسناده ضعيف: ابن أبي كريمة ضعّفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: عامّة أحاديثه مناكير. (اللسان: 3/ 102). وعمرو بن هاشم هو البيروتي، قال ابن وارة: ليس بذاك. وقال ابن عدي: ليس به بأس.

وبالجملة فالحديث بهذه الطرق حسنٌ إِن شاء الله.

ورُوي نحوه من حديث أبي الدرداء وأنس:

أمّا حديث أبي الدرداء:

فأخرجه الخرائطي (ص 41) من طريق عبد المنعم بن بشير عن عبد العزيز بن أبي سليمان الهُذلي عن محمَّد بن كعب القُرَظي عنه مرفوعًا: "يا أبا الدرداء! أحسن جوارَ مَنْ جاورك تكن مؤمنًا، وأحبَّ للناس ما تحبُّ لنفسك تكن مسلمًا، وارض بقَسْم الله تكن من أغنى الناس.

قال العراقي في: "تخريج الإِحياء"(2/ 198): "سنده ضعيف". قلت: بل تالف: عبد المنعم كذّبه أحمد وابن معين، وقال الخليلي: وضّاع. (اللسان: 4/ 74).

ص: 79

وأمّا حديث أنس:

فأخرجه القضاعي (641) من طريق بقيّة بن الوليد عن سعيد بن عمارة عن الحارث بن النعمان عنه مرفوعًا.

وإسناده ضعيف: بقية مدلس وقد عنعنه، وشيخه ضعيف كما في "التقريب"، وكذا الحارث.

1686 -

أخبرنا أبو عمر (1) القزوينى محمَّد بن عيسى بن أحمد بن عُبيد الله الحافظ قراءةً عليه ببيت لِهْيَا في ذي الحجّة سنةَ تسعٍ وثلاثين وثلاثمائة: نا أبو عمرو يوسف بن يعقوب القزويني بقزوين: نا القاسم بن الحكم العُرَنيُّ: نا عُبيد الله بن الوليد الوصّافي عن محمَّد بن سُوقة عن الحارث

عن علي -رضوان الله عليه-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اشتاق إلى الجنّةِ سابَقَ إلى الخيرات، ومن أشفقَ من النّارِ لَهِيَ عن الشهوات، ومن ترقَّبَ الموتَ صَبَرَ عن اللَّذّاتِ، ومن زَهَدَ في الدُّنيا هانت عليه المصيبَاتُ".

هذا الحديث في كتاب أبي عمر في موضعين: موضع: (محمَّد بن سُوقة عن الحارث)، وموضع:(عن محمَّد بن سُوقة عن أبي إسحاق عن الحارث).

أخرجه البيهقي في "الشعب"(7/ 371) من طريق يوسف بن يعقوب به.

وأخرجه ابن حبّان في "المجروحين"(2/ 64) وأبو نعيم في "الحلية"

(1) في الأصول (عمرو) والتصويب من (ظ) وكتب التراجم.

ص: 80

(5/ 10) والقضاعي في "مسند الشهاب"(348) والخطيب في "التاريخ"(6/ 301) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 180) - من طريق القاسم بن الحكم به.

وقال أبو نعيم: غريب من حديث محمَّد، تفرّد به الوصَّافي.

وإسناده واهٍ: الوصَّافي ضعيف كما في "التقريب"، وكذا الحارث بل قد كذّبه الشعبي وابن المديني، ونُوزِعا في ذلك.

وقال ابن الجوزي: "لا يصحُّ، قال يحيى: عُبيد الله بن الوليد ليس بشيءٍ. وقال الفلاّس والنسائي: متروك. على أن الحارث كذَّاب. أهـ.

1687 -

أخبرنا أبو عبد الله محمَّد بن إبراهيم بن عبد الرحمن القرشي قراءةً عليه: نا الحسين بن أحمد بن مروان ابنُ عمّ أبي أن المسيّب بن واضح حدّثهم [قال:](1) نا المُسيّب بن شَريك عن محمَّد بن سُوقة عن أبي إسحاق عن الحارث

عن عليٍّ -رضوان الله عليه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من اشتاق إلى الجّنةِ سارعَ في الخيرات، ومن أشفقَ من النّارِ لَهيَ عن الشهواتِ، ومن ترقّب الموتَ هانت عليه اللّذّاتُ، ومن زَهَدَ في الدُنيا هانت عليه المصيباتُ".

عزاه السيوطي في "اللآلئ"(2/ 360) إلى: "فوائد تَمَّام".

وأخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(4/ ق 329/ ب) من طريق تمّام.

وإسناده واهٍ: الحارث تقدّم بيان حاله، وابن شريك متروك كما قال أحمد والفلّاس ومسلم والساجي، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وقال

(1) من (ش).

ص: 81

البخاري: سكتوا عنه. (اللسان: 6/ 38) وابن واضح ضعّفه الدارقطني، وقال أبو حاتم: صدوق يخطئ كثيرًا. (اللسان: 6/ 40). والحسين بن أحمد ذكر ابن عساكر الحديث في ترجمته، ولم يحكِ فيه جرحًا ولا تعديلًا.

وذكر السّيوطي في "اللآلئ" أنَّ أبا القاسم بن صصري أخرجه في "أماليه" من هذا الوجه.

وأخرجه البيهقي في "الشعب"(7/ 370) من طريق إبراهيم بن زكريا البزّاز عن فُديك بن سليمان (في المطبوع: سلمان!) عن محمَّد بن سُوقة عن الشعبي عن الحارث به.

وإبراهيم هذا هو الواسطي العبدسي، قال أبو حاتم: حديثه منكر. وقال ابن عدي. حدّث بالبواطيل. وقال ابن حبّان: يأتي عن مالك بأحاديث موضوعة. (اللسان: 1/ 58).

وأخرجه ابن عساكر -كما في "اللآلئ"(2/ 360) - من طريق السّريّ بن سهل عن عبد الله بن رشيد عن مُجّاعة بن الزبير عن قتادة عن أبي إسحاق عن الحارث به.

والسريّ كذّبه ابن خراش، واتهمه النقّاس بالوضع وابن عديّ بسرقة الحديث. (اللسان: 3/ 12). بالإِضافة إلى الحارث.

وللحديث طرق أخرى:

فقد أخرجه ابن عديّ في "الكامل"(3/ 358) والسَّهْمي في "تاريخ جُرجان"(ص 218) من طريق معروف بن الوليد الجرجاني سعد بن سعيد الجرجاني -المعروف بـ (سعدويه) - عن الثوري بن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن علي مرفوعًا.

ص: 82

وإسناده ضعيف: سعدويه قال البخاري: لا يصح حديثه. وقال ابن عديّ: له عن الثوري ما لا يُتابع عليه. (اللسان: 3/ 16) واسماعيل بن مسلم هو المكيُّ ضعيفُ الحديث كما في "التقريب" والحسن البصري لم يسمع من علي كما قال الترمذي وأبو زُرعة. ومعروف لم أظفر بمن يُعرِّف به.

وأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(1/ 74) من طريق إسحاق بن بشر عن مقاتل عن قتادة عن خلاس بن عمرو عن علي مرفوعًا، وذكر حديثًا طويلًا أوله: "بُني الإِسلام على أربعة أركان

" وفيه: "فمن اشتاق إلى الجنّة سلا عن الشّهوات، ومن أشفق من النّار رجع عن الحرمات، ومن زهد في الدّنيا تهاون بالمصيبات ومن ارتقب الموت سارع إلى الخيرات".

وإسحاق بن بشر هو أبو حذيفة البخاري وضّاع كذّاب قال ابن الجوزي: أجمعوا على أنّه كذّاب. (اللسان: 1/ 354) ومقاتل هو ابن سليمان كذّبوه وهجروه كما في "التقريب".

وحكم على الحديث بالوضع أيضًا الصّغاني في "الدّر الملتقط"(رقم: 23)، والحقّ أنَّه ضعيف لا موضوع.

وقد رُوي موقوفًا على عليٍّ:

أخرجه ابن أبي الدّنيا في "ذمِّ الدّنيا"(204) -ومن طريقه: البيهقي في "الشعب"(7/ 371) - والذّهبي في "الميزان"(2/ 199 - 200) من طريق سليمان بن الحكم بن عوانة عن عتبة بن حميد عمَّن حدّثه عن قبيصة بن جابر عنه فذكره بلفظ رواية إسحاق بن بشر.

وإسناده واهٍ: سليمان تركه النسائي، وقال ابن معين: ليس بشيءٍ. وفيم من لم يُسمَّ.

ص: 83

1688 -

أخبرنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن علي بن الحسين (1) البزّاز بسُرَّ مَرّأى: نا محمَّد بن الطُّفيل: نا يحيى بن يعلى عن حُميد الأعرج عن عبد الله بن الحارث.

عن عبد الله بن مسعود عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال:"عَجِبْتُ لغافلٍ ليس (2) يُغْفَلُ عنه، وعَجِبْتُ لمن يأمنُ الدُّنيا والموتُ يطلبهُ، وعجِبتُ لضاحكٍ مِلءَ فيه لا يدري أرضى الرحمنَ أو أسخطَه".

أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"(الزهر: ج 2/ ق 158/ أ) من طريق محمَّد بن الطفيل به. وأخرجه ابن أبي شيبة في "مسنده"(المطالب: ق 108/ أ) -ومن طريقه: أبو الشيخ كما في "زهر الفردوس"- عن شيخه يحيى بن يعلى به.

وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 273) والبيهقي في "الشعب"(7/ 361، 362) من طريقين آخرين عن يحيى به.

وأخرجه القضاعي في "مسند الشهاب"(594) من طريق آخر عن حُميد به.

وإسناده ضعيف: حُميد الأعرج ضعيف كما في "التقريب" وقال الذهبي في "المغني"(1788): "واهٍ". وقال ابن عدي: وهذه الأحاديث عن عبد الله بن الحارث عن ابن مسعود أحاديث ليست بمستقيمة ولا يُتابع عليها، وهو [يعني: حميدًا] الذي يُحَدِّث بها عن عبد الله بن الحارث".

1689 -

أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم الأذرعيّ: نا

(1) في الأصل و (ر) و (ش): (الحسن)، والتصويب من (ظ) و (ف) و"تاريخ بغداد"(11/ 394).

(2)

في (ف): (ولا).

ص: 84

أحمد بن حمّاد (زُغْبَة) أخو عيسى: نا موسى بن ناصح: نا عِصمة بن محمَّد الخَزْرجيّ: نا يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار.

عن أبي هريرة، قال: خطبَنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على ناقته الجَدْعاء (1)، فقال:"أيُّها النّاسُ! كأنّ الموتَ فيها على غيرنا كُتِب، وكأنّ الحقَّ فيها على غيرنا وَجَب، وكأنّا سَفْرٌ عَمّا قليلٍ إنّا إليه راجعون، نُبوِّؤهم أجداثَهم، ونأكلُ تُراثَهُم، كأنّا مُخلَّدُون بعدَهم، قد نسينا كلَّ واعظةٍ، وأمِنَّا كلّ جائحةٍ. أيُّها النَّاسُ! طُوبى لمن شَغَلَه عَيبه عن عيب (2) النَّاس، وتواضعَ في غير مَنْقَصَةٍ، وذلَّ في غيرِ مَسْكَنَةٍ، ورَحِمَ أهلَ الذُّلِّ والمَسْكَنَةِ. طُوبى لمن أنفق الفضلَ من ماله، وأمسكَ الفضلَ من قوله، وَسِعَتْهُ (3) السّنةُ، ولم يتعدّها إلى بدعةٍ".

أخرجه ابن لالٍ في "مكارم الأخلاق" -كما في "اللآلئ"(2/ 358) من طريق أحمد بن حمّاد به.

وأخرج الطّبراني في "المكارم"(17) منه الشطر الثاني. "طُوبى لمن تواضع

" من طريق موسى بن ناصح به.

وأخرجه الذّهبي في "الميزان"(3/ 68) من طريق آخر عن عصمة بن محمد به.

وإسناده تالفٌ: عصمة قال ابن معين: كذابٌ يصنع الحديث. وقال العقيلي: يحدّث بالبواطيل. عن الثقات. وتركه الدارقطني.

(1) كذا في الأصل و (ش) وهامش (ر)، وفي هامش الأصل و (ظ) و (ر) و (ف):(القصواء).

(2)

في (ف): (عيوب).

(3)

في (ظ) و (ر): (وسعه) وعليه تضبيب في (ر).

ص: 85

وقد رُوي من حديث أنس، وجابر، والحسين، وأبي أمامة:

أمّا حديث أنس:

فأخرجه ابن عدي في "الكامل"(1/ 384) -ومن طريقه: ابن الجوزي في "الموضوعات"(3/ 178) - والدّيلمي في "مسند الفردوس"(الزهر: 2/ ق 261) -مختصرًا- من رواية أبان بن أبي عيّاش عنه مرفوعًا نحوه.

قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصحُّ، ففي إسناده أبان وهو متروك". وقال ابن حبّان في "المجروحين"(1/ 97): "فمن تلك الأشياء التي سمعها من الحسن فجعلها عن أنس: أنّه روى عن أنس، قال:

" وذكر هذا الحديث.

وأخرجه الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "اللآلئ"(2/ 358 - 359) من طريق إبراهيم بن هارون اللخمي عن زكريا بن حازم الشيباني عن قتادة عن أنس.

قال ابن عراق في "تنزيه الشريعة"(2/ 341): "فيه زكريا بن حازم الشيباني، لم أعرفه". أهـ. قلت: وكذا الراوي عنه، فهو لا ينفك من وَضْع أحدهما.

وأخرجه البزّار (كشف- 3225) وابن عدي (7/ 81 - 82) وابن حبّان في "المجروحين"(3/ 50) من طريق الوليد بن المُهلّب عن النَّضْر بن مُحرِز عن محمَّد بن المنكدر عنه مرفوعًا.

والنضر قال ابن حبّان: منكر الحديث جدًا، لا يجوز الاحتجاج به. وقال أبو حاتم: مجهول. (اللسان: 6/ 64). والوليد قال ابن عدي: أحاديثه فيها بعض النُّكْرة. وقال الذّهبي: لا يُعرف. (اللسان: 6/ 227).

ص: 86

وقال الهيثمي (10/ 229): "وفيه النضر بن محرز وغيره من الضعفاء"

وأمّا حديث جابر:

فأخرجه الأزدي -ومن طريقه: ابن الجوزي (3/ 178 - 179) - من طريق الوليد بن المهلب عن النضر بن محرز عن محمَّد بن المنكدر عنه مرفوعًا.

وقال ابن الجوزي: "لا يصح، فإن في إسناده مجاهيل وضعفاء". أهـ. وتقدّم بيان ذلك آنفًا.

وأما حديث الحسين:

فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(3/ 202 - 203) عن أبي بكر محمد بن عمر بن سَلْم القاضي عن القاسم بن محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن محمَّد بن عمر بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه جعفر بن محمَّد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه مرفوعًا. وقال: "غريبٌ من حديث العترة الطيبة، لم نسمعه إلا من القاضي الحافظ".

وإسناده مظلم من دون علي بن الحسين لم أعثر على تراجمهم، وشيخ أبي نُعيم هو الجِعابيُّ متكلّم في عدالته. (اللسان: 5/ 322)

وأما حديث أبي أمامة:

فأخرجه القاسم بن الفضل الثقفي في "الأربعين" -كما في "اللآلئ"(2/ 359) - من رواية فضّال بن جبير (بالأصل: الزبير!) عنه مرفوعًا.

وإسناده واهٍ: فضّال قال ابن حبَّان: لا يجوز الاحتجاج به بحال، يروي أحاديث لا أصل لها. وضعّفه أبو حاتم. (اللسان: 4/ 434).

والحديث حكم عليه بالوضع أيضًا الصغاني في "الدر الملتقط"(24).

ص: 87

1690 -

أخبرنا خيثمة بن سليمان إملاءً: نا وزير بن القاسم الجُبَيلي أبو القاسم بجُبَيل: نا عبد الوهاب بن نَجْدة الحَوطي: نا إسماعيل بن عيّاش عن المُطعِم بن المِقدام الصنعاني عن نَصيح الشامي عن ركْبٍ المصريِّ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طُوبى لمن تواضع في غير معصيةٍ (1)، وذلَّ في نفسه من غير مسكنةٍ، وأنفق مالًا جَمَعَه من غير معصيةٍ، ورحِمَ أهلَ الذُلِّ والمسكنة، وخالط أهلَ الفقه والحكمة. طُوبى لمن ذلَّ في نفسه، وطاب كسبهُ، وصَلُحت سريرتهُ، وكرُمت علانيتهُ، وعَزَلَ عن الناس شرَّه. طُوبى لمن عمِل بعلمه، وأنفق الفضلَ من ماله، وأمسك الفضلَ من قوته (2) ".

عزاه إلى "فوائد تَمَّام": الزَّبيدي في "شرح الإحياء"(7/ 465). وأخرجه ابن أبي عاصم في "الآحاد والمثاني"(5/ 255 - 256) والطبراني في "الكبير"(5/ 69) والبيهقي في "سننه"(4/ 182) و"الشعب"(4/ 243) وابن عبد البر في "جامع بيان العلم"(2/ 4) وابن عساكر في "التاريخ"(16/ ق 296/ ب- 297/ ب) من طريق ابن عيّاش به.

وأخرجه البخاري، في "التاريخ" (3/ 338 - 339) وابن الأعرابي في "معجمه" (ق 233/ أ- ب) -ومن طريقه: القضاعي في "مسند الشهاب"(615) - وأبو عبد الرحمن السلمي في "طبقات الصوفيّة"(ص 391 - 392) وأبو محمد الجيزي في "تاريخ مصر" -كما في "شرح الإحياء"(7/ 465) - والبيهقي في "سننه" و"الشعب"(3/ 225) وابن عساكر من طريق ابن عيّاش عن المُطعِم وعَنْبَسة بن سعيد بن غُنَيم الكلاعي عن نصيح به.

(1) في (ظ) و (ر): (من غير منقصة) وكذا عند مخرّجي الحديث.

(2)

في هامش (ظ): (صوابه: قوله). وكذا عند مخرّجي الحديث.

ص: 88

وأخرجه الطبراني (5/ 68 - 69) من طريق ابن عيّاش عن عنبسة به.

وأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(43/ 69) -ومن طريقه: ابن عساكر وابن الأثير في "أسد الغابة"(2/ 85) - من طريق ابن عيّاش عن المُطعم عن عنبسة به. وأخرجه ابن عساكر أيضًا من غير طريق ابن أبي الدنيا.

قال ابن عساكر: "كذا وقع في هاتين الروايتين، والصواب: (عن مُطعِم وعنبسة)، هكذا رواه يزيد بن هارون وعلي بن عيّاش والربيع بن روح الحمصيّان وعمر بن عبد الله بن سليمان العسقلاني عن إسماعيل بن عياش. وكذا رواه هشام بن عمّار والهيثم بن خارجة ومهدي بن حفص عن إسماعيل وأسقطوا عنبسة" ثم خرّج بأسانيده هذه الروايات.

وأخرجه البخاري في "تاريخه"(3/ 338) كرواية ابن أبي الدنيا، لكن وقع عنده (صالح) بدل (نَصيح)، وقال:"كذا وجدتُ في الكتاب العتيق". أهـ. وهو تحريفٌ قطعًا.

وأخرجه أيضًا البغوي والباوردي وابن شاهين في "كتب الصحابة" -كما في "الإصابة"(1/ 521) - من طريق نَصيح به.

وإسناده ضعيف: نصيح ذكره البخاري في "التاريخ"(8/ 136) وابن ماكولا في "الإكمال"(6/ 353) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة. وركب اختلف في صحبته: فأثبتها له عباس الدُّوري وابن عبد البر، ونفاها ابن مندة فقال -كما في "أسد الغابة"-: مجهولٌ، لا تُعرف له صحبةٌ". وقال البغوي: لا أدري أسمع من النبيِّ صلى الله عليه وسلم أم لا؟. وقال ابن حبّان: يُقال إن له صحبة، إلَّا أن إسناده لا يُعتمد عليه.

ونقل المناوي في "الفيض"(4/ 278) عن الذهبي أنّه قال في

ص: 89

"المهذّب": "رَكْبٌ يُجهل، ولم تصحُ له صحبة، ونصيح ضعيف".

وقال ابن عبد البر في ترجمته من "الاستيعاب"(هامش الإصابة: 1/ 534)": له حديث واحد حسنٌ عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه آداب". أهـ. وعلّق الحافظ في "الإصابة"(1/ 521) على ذلك بقوله: "قلت: إسناد حديثه ضعيف، ومراد ابن عبد البر بأنه حسنٌ: لفظهُ".

وقال المنذري في "الترغيب"(3/ 203، 558): "ورواته إلى نصيح ثقات". وقال الهيثمي (10/ 229): "رواه الطبراني من طريق نصيح عن ركب ولم أعرفه، وبقيّة رجاله ثقات". وقال السخاوي في "المقاصد"(ص 277): سنده ضعيف حتى قال ابن حبّان: إنّه لا يُعتمد عليه".

1691 -

أخبرنا أحمد بن القاسم البغدادي: نا حامد بن أحمد المَرْوَزِي، قال: سمعت عبد الله بن محمَّد المَرْوَزِي يقول: سمعتُ سعيد بن هُبَيرة يقول: سمعتُ جعفر بن سليمان يقول:

سمعت مالك بن دينار يقول: اتّخذْ طاعةَ الله تجارةً تأتيك بالأرباحِ من غير بضاعةٍ.

إسناده واهٍ: ابن هُبيرة قال ابن حبّان: يروي الموضوعات عن الثقات، كأنّه كان يضعها أو تُوضَع له فيجيب فيها. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. (اللسان: 3/ 48).

ورُوي مرفوعًا:

فقد أخرج الطبراني في "الكبير"(20/ 97) و"مسند الشاميين"(415) وأبو الشيخ في "الأمثال"(55) وعنه: أبو نعيم في "الحلية"(6/ 96) من طريق إسماعيل بن عمرو البَجَلي عن سلّام الطويل عن ثور عن خالد بن معدان عن معاذ مرفوعًا: "يا أيّها الناس! اتخذوا تقوى الله تجارة يأتكم

ص: 90