الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد تُوبع كثير:
تابعه قيس بن الربيع عند الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: ق 157/ أ)، وقيس ليِّن الحديث. وقال الهيثمي (7/ 36):"وفيه قيس بن الربيع وثّقه شعبة والثوري، وضعّفه جماعة".
34 - باب: التوبة
1694 -
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن إسحاق الحلبي: نا الحسن بن أحمد بن عبّوية (1) بالرّقّة: نا الفتح بن سلّومة الرقّي: نا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد عن محمد بن سيرين
عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. "بابُ التوبةِ مفتوحٌ حتى تطلعَ الشمسُ من مغربها".
الحسن وشيخه لم أظفر بترجمة لهما.
وأخرج الطيالسي (1168) والحميدي (881) وعبد الرزاق (1/ 205 - 206) وأحمد (4/ 240 - 241) والترمذي (3535، 3536) -قال: حسن صحيح- والنسائي في "التفسير"(198) وابن ماجه (4070) والحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك"(1096) والطبري في "تفسيره"(8/ 72، 73) والطبراني في "الكبير"(8/ 66 - 68، 69 - 70، 72 - 73، 78، 79 - 80) وأبو نعيم في "الحلية"(6/ 285 و 7/ 308) والضياء في "المختارة"(ج 52/ق 8/ أ-10/ أ) من طرق عن عاصم بن أبي النجود عن زِرٍّ بن حُبَيش عن صفوان بن عسال مرفوعًا:
(1) في الأصل و (ش) و (ر): (محبوبة)، والتصويب من هامش الأصل و (ظ) و (ف).
"باب التوبة مفتوح من قبل المغرب، وعرضه مسيرة سبعين عامًا، لا يُغلق حتى تَطلع الشمس من قبله" لفظ الطبراني.
وإسناده حسنٌ.
وانظر ما بعده.
1695 -
حدّثنا خيثمة بن سليمان: نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن موسى القراطيسي (عَلّان) بواسط: نا محمَّد بن أبي نُعَيم: نا سعيد بن زيد، قال: سمعت أيّوبَ يحدِّث عن محمَّد بن سيرين
عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من تابَ قبلَ أن تطلعَ الشمسُ من مغربها تاب الله عليه".
سعيد بن زيد هو أخو حمّاد بن زيد.
أخرجه ابن عدي في "الكامل"(3/ 377) من طريق يحيى بن عبّاد عن سعيد عن أيّوب وهشام به. وسعيد فيه لينٌ.
وأخرجه مسلم (4/ 2076) من طريق هشام بن حسّان عن ابن سيرين به، ورواية أيوب عند عبد الرزّاق في "التفسير" (1/ ق 2/ 221) ومن طريقه: أحمد (2/ 275) والطبري في "التفسير"(8/ 73).
1696 -
أخبرنا أبو بكر محمَّد بن سهل: نا عبد الرحمن بن مَعْدان: نا خليفة بن خيّاط (شبّاب): نا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي عن قتادة.
عن أنس عن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنّي لأتوب في اليوم سبعين مرّةً".
أخرجه النسائي في "عمل اليوم والليلة"(432) وأبو يعلى (5/ 310،
347) والطبراني في "الأوسط"(3/ 418) و"الدعاء"(1837) وابن حبّان (3/ 204) من طرقٍ عن معتمر به.
وإسناده صحيح.
وأخرجه النسائي (433) والبزّار (كشف- 3246) والطبراني في "الأوسط"(3/ 201) و"الدعاء"(1836) من طريق عمران القطّان عن قتادة عن أنس مرفوعًا: "إنّي لأستغفر الله في اليوم وأتوب إليه أكثر من سبعين مرّة". لفظ النسائي. وإسناده حسنٌ في الشواهد.
وأخرجه البزّار (كشف- 3245) من طريق أبي بحر عن شعبة عن قتادة به، وأبو بحر هو عبد الرحمن بن عثمان البكراوي ضعيف كما في "التقريب".
وقال الهيثمي (10/ 208): "وأحد إسنادي أبي يعلى رجاله رجال الصحيح".
وله شاهد من حديث أبي هريرة:
أخرجه البخاري (11/ 101) بلفظ: "والله إنّي لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرّةً".
1697 -
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن صالح بن سنان: أنا الحسن بن علي بن خلف الصيدلاني (ح). وحدّثني أبو علي محمَّد بن هارون بن شعيب الأنصاري: نا عبيد الله بن منصور الصبّاغ في سوق أمِّ حكيم. قالا: نا محمَّد بن خالد بن أميّة (1) الهاشمي: نا مالك بن أنس عن نافع
(1) كذا في الأصول، وفي هامش (ظ):(أمه) وكذا عند ابن عساكر.
عن ابن عمر أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: "النَّدَمُ تَوْبَةٌ".
عزاه السيوطي في "الجامع الكبير"(1/ 451) إلى: تَمَّام والخطيب في "رواة مالك".
أخرجه ابن عساكر في "التاريخ"(15/ ق 140/ أ) من طريق تَمَّام.
وإسناده تالف: محمَّد بن خالد قال ابن أبي حاتم في "الجرح"(7/ 244): سألت أبي عنه، فقال: كان يكذب، سمعت منه حديثًا عن مالك عن نافع عن ابن عمر عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم:"الندم توبة". أهـ.
وقال الذهبي في "الميزان"(3/ 535): "أتى عن مالك بخبر منكر". قال الحافظ في "اللسان"(5/ 153 - 154): "فالخبر المذكور متنه: (الندم توبة)، والنكارة إنّما هي في سنده، فإنما قال فيه (عن نافع عن ابن عمر)، وأنّه لا أصلَ له من حديث مالك، ولا عن نافع، ولا ابن عمر".
وقد ورد الحديث من رواية ابن مسعود، وأنس، وأبي هريرة، وأبي سعد الأنصاري، ووائل بن حجر، وأبي بن كعب، وجابر، وابن عبّاس، وعائشة.
أما حديث ابن مسعود:
فأخرجه أحمد (1/ 433) والبخاري في "التاريخ الكبير"(3/ 374) والقضاعي في "مسند الشهاب"(14) والبيهقي في "السنن"(10/ 154) وفي "الشعب"(5/ 386) والخطيب في "الموضح"(1/ 248) من طريق الثوري، وأخرجه الحميدي (105) وابن أبي شيبة وابن أبي عمر العدني وابن منيع في مسانيدهم -كما في "زوائد ابن ماجه"(2/ 347 - 348) وأحمد (1/ 376) والبخاري في "التاريخ"(3/ 374) وابن ماجه (4252) والحسين المروزي في "زوائد زهد ابن المبارك"(1044) وأبو يعلى (8/ 380 -
382) والطحاوي في "المشكل"(2/ 199) والحاكم (4/ 243) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والخطيب في "الموضح"(1/ 249) من طريق ابن عيينة، وأخرجه البخاري في "التاريخ"(3/ 375) وأبو نعيم في "الحلية"(8/ 312) والخطيب (1/ 249) من طريق عمر بن سعيد -وهو أخو الثوري-، ثلاثتهم عن عبد الكريم الجزري عن زياد بن أبي مريم عن عبد الله بن معقل بن مقرّن، قال: دخلت مع أبي على عبد الله بن مسعود، فقال: أنت سمعت النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: "النَّدم توبة"؟. قال: نعم.
قال البوصيري في "الزوائد": "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات". أهـ. قلت: وهو كما قال، وتابع عبد الكريم على روايته هكذا: خُصيف بن عبد الرحمن عند أحمد (1/ 423) والبخاري في "التاريخ"(3/ 375) والإسماعيلي في "معجمه"(2/ 807 - 808) والخطيب في "الموضح"(1/ 254) وخُصيف صدوق سيِّىء الحفظ، خلط بآخره كما في "التقريب". لكن وقع في تسمية راويه عن عبد الله بن معقل خلاف، فقيل:(زياد بن أبي مريم) كما في هذه الروايات، وقيل:(زياد بن الجراح)، هكذا أخرجه أحمد (1/ 422 - 423) -ومن طريقه: الخطيب في "الموضح"(1/ 253) - من طريق فرات بن سلمان (1) عن عبد الكريم عن زياد بن الجراح به. وفرات ثقة كما في "تعجيل المنفعة"(ص 331). وهكذا أخرجه الطبراني في "الصغير"(1/ 33) -ومن طريقه: الخطيب (1/ 253) - من طريق النَّضر بن عربي -وهو لا بأس به- عن
(1) في "المسند"(ثنا كثير بن هشام، قال: قرأت على عبد الكريم، بإسقاط (فرات)، والاستدراك من "الموضح"، وكثير -كما في ترجمته من "تهذيب المزي"(3/ 1146) - يروي عن فرات، وليس له عن عبد الكريم رواية.
عبد الكريم به. وأخرجه أيضًا الطيالسي (381) -ومن طريقه: ابن أبي حاتم في "الجرح"(3/ 258) والخطيب (1/ 251) - عن زهير بن معاوية عن عبد الكريم عن زياد وليس بابن أبي مريم. وأخرجه البيهقي في "السنن"(10/ 154) و"الشعب"(5/ 386) والخطيب في "الموضح"(1/ 249) من طريق زهير، لكن وقع عندهما:(زياد) غير منسوب وسّماه شريكًا أيضًا: زياد بن الجراح، أخرجه البخاري في "التاريخ"(3/ 375) وأبو يعلى (9/ 13) والبيهقي في "الشعب"(5/ 386 - 387) والخطيب (1/ 251) من طريقه، وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1815، 2347) -ومن طريقه: ابن عدي في "الكامل"(4/ 14) - من طريق شريك، لكن قال (عن زياد) دون نسبة. وأخرجه الخطيب (1/ 249) من طريق شريك، وقال:(عن زياد بن أبي مريم)!.
وأخرجه أبو القاسم البغوي في "الجعديات"(1814، 2347) من طريق الثوري به، ووقع عنده:(زياد) غير منسوب، وقد أخرجه البغوي في "شرح السنة"(5/ 91) من طريقه، لكنه قال:(عن زياد وهو ابن الجراح).
وقد رواه عن عبد الكريم أيضًا: عبيد الله بن عمرو الرّقّي، واختلف عنه: فقد أخرجه ابن عدي (4/ 146) والخطيب (1/ 250) من طريقه، فقال:(عن زياد ابن أبي مريم)، وأخرجه الخطيب (1/ 252) من طريق آخر عنه، فقال:(عن زياد بن الجرّاح).
وأخرجه الخطيب في "التلخيص"(1/ 280) من طريق ابن جريج عن عبد الكريم عن زياد به دون نسبه، بينما أخرجه في "الموضح" (1/ 253) فزاد في نسبته:(مولى عثمان).
وأخرجه الخطيب (1/ 255) من طريق عون بن حبيب عن زياد بن الجراح به. وعون لم أر من ترجم له.
والذي رجّحه الحفاظ أن زيادًا هذا هو ابن الجراح:
فقد قال الدوري في "تاريخ ابن معين"(4/ 477): "سمعت يحيى بن معين يقول في حديث "الندم توبة": إنما هو عن زياد بن الجرّاح، ليس هو زياد بن أبي مريم. قال يحيى: قال عبد الله بن جعفر: زياد بن الجراح مولى بني تيّم الله، قدِم من المدينة، زياد بن أبي مريم كوفي، فهو غير هذا". وروى عنه الخطيب في "الموضح"(1/ 256) أنه ذكر حديث عبد الكريم الذي قال فيه: (زياد بن أبي مريم)، فقال يحيى: هو خطأ، إنّما هو زياد بن الجراح. وروي عن ابن المديني أنه قال: وزياد بن الجرّاح هو عندي أشبه أن يكون صاحب ابن معقل.
وفي "الجرح" لابن أبي حاتم (3/ 527 - 528): "سمعت أبي يقول: زياد بن الجرّاح هذا روى عن عبد الله بن معقل
…
، فذكر الحديث، ثم قال ابن أبي حاتم:"قد روى هذا الحديث الثوري عن عبد الكريم الجزري، فقال: عن زياد بن أبي مريم كما رواه ابن عيينة، فدلّ على أن عبد الكريم قال مرّة: (زياد بن الجراح)، ومرةً قال: (زياد بن أبي مريم)، والصحيح زياد بن الجرّاح". أهـ. ورجح الحافظ في "التهذيب"(3/ 385) أنه ابن الجرّاح.
ولحديث ابن مسعود طرق أخرى:
فقد أخرجه الطحاوي (2/ 199) من طريق ابن وهب عن مالك عن عبد الكريم عن رجل عن أبيه عن ابن مسعود مرفوعًا، قال ابن أبي حاتم في "العلل" (2/ 107): "سألت أبي عن حديث رواه ابن وهب
…
" وذكر الحديث- "قال أبي: إنما هو عبد الكريم عن زياد بن الجراح عن عبد الله بن معقل قال: دخلت مع أبي
…
" الحديث.
وأخرجه الحميدي (105) والبخاري في "التاريخ"(3/ 374 - 375) عن ابن عيينة، والطبراني في "الكبير"(10/ 274 - 275) وابن عدي (4/ 14) والبيهقي في "الشعب"(5/ 387) من طريق الحسن بن صالح والخطيب (1/ 258) من طريق يعلي بن عبيد، كلهم عن أبي سعد البقّال عن عبد الله بن معقل عن ابن مسعود مرفوعًا:"من أخطأ خطيئة أو أذنب ذنبًا ثم نَدِمَ فهو كفارته". لفظ الحسن، ولفظ الآخرين:"الندم توبة".
قال ابن عدي: "قال لنا ابن عبد العزيز [هو أبو القاسم البغوي شيخ ابن عدي في هذا الحديث]: ولا أحسب أبا سعد سمعه من ابن معقل، وقد بلغني عن شريك أنّه قال: حدّثت أبا سعد عن عبد الكريم عن زياد عن ابن معقل. قال شريك: فتركني، وترك عبد الكريم، وترك زيادًا، ورواه عن ابن معقل نفسه! وذلك أن أبا سعد كان كثير التدليس فيما يُقال". أهـ. قلت: وهو مع تدليسه ضعيف. وقد رواه موقوفًا أيضًا، أخرجه الحسين المروزي في "زوائد الزهد"(1048) من طريقه.
وأخرجه أبو يعلى (9/ 171) والهيثم بن كليب (819) وابن حبّان (2/ 377، 379 - 380) وأبو نُعيم في "الحلية"(8/ 251) والخطيب في "التاريخ"(9/ 405) من طريق منصور عن خيثمة -زاد أبو يعلى: عن رجل- عن ابن مسعود مرفوعًا: "الندم توبة".
وإسناده منقطع: خيثمة لم يسمع من ابن مسعود كما قال أحمد وأبو حاتم، وبيّنت رواية أبي يعلى أن بينهما رجلًا وفي "العلل" لابن أبي حاتم (2/ 116):"قال أبي: هذا حديثٌ باطلٌ بهذا الإسناد".
وأخرجه البيهقي (10/ 154) والخطيب في "الموضح"(1/ 257) من طريق عبد الرزاق عن معمر عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم عن ابن مسعود موقوفًا: "الندم توبة، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له".
قال البيهقي. "كذا رواه عبد الرزاق عن معمر منقطعًا موقوفًا بزيادته".
وأخرجه نعيم بن حماد في "زيادات الزهد"(168) -ومن طريقه: الخطيب (1/ 257 - 258) - عن معمر عن عبد الكريم عن أبي عُبيدة عن ابن مسعود موقوفًا: "الندم توبة".
وأبو عبيدة لم يسمع من أبيه، ونُعيم ضعيف الحفظ.
وأما حديث أنس:
فأخرجه البزّار (كشف- 3239) وابن حبان (2/ 379) والحاكم (4/ 243) من طرقٍ عن ابن وهب عن يحيى بن أيّوب عن حُميد الطويل قال: قلت لأنس: أقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الندم توبة"؟. قال: نعم.
وصحّحه الحاكم على شرطهما، فتعقّبه الذهبي بقوله:"قلت: هذا من مناكير يحيى". أهـ. قلت: يحيى بن أيوب هو الغافقي صدوق سيّء الحفظ.
وقد تابعه: يحيى بن راشد المازني عند ابن عدي (7/ 211)، والمازني هذا ضعيف كما في "التقريب". فلعله يُحسّن بهذه المتابعة.
وأخرجه ابن عدي (1/ 200) عن أحمد بن محمَّد بن حرب عن علي بن الجعد عن شعبة عن قتادة عن أنس، وعن ابن حرب أيضًا عن عمران بن سوّار عن مروان بن معاوية عن حميد عن أنس.
قال ابن عدي: وهذان الإسنادان في "الندم توبة" باطلان. وقال عن ابن حرب: يتعمّد الكذب، وُيلقّن فيتلقّن. وقال أيضًا: هو مشهور بالكذب ووَضْع الحديث.
وأخرجه الخطيب في "الموضح"(1/ 258) من رواية أبي سعد البقال عن أنس، وهذا من اضطراب أبي سعد.
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه العقيلي في "الضعفاء"(4/ 259) والطبراني في "الصغير"(1/ 69) وأبو نعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 140) من طريق مؤرّق بن سُخَيت عن أبي هلال عن ابن سيرين عنه مرفوعًا.
أورده العقيلي في ترجمة (مؤرِّق)، وقال:"لا يُتابع عليه بهذا الإسناد، وقد رُوي من غير هذا الوجه بإسنادٍ جيّدٍ". أهـ. وقال الذهبي في "الميزان"(4/ 198): "فيه جهالة".
وأخرجه ابن عدي (4/ 63) من طريق صالح المُرّي عن ابن سيرين به، وصالح ضعيف كما في "التقريب".
وأما حديث أبي سعد الأنصاري:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 306) وأبو نعيم في "الحلية"(10/ 398) والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" -كما في "الإصابة"(4/ 87) - من طريق يحيى بن أبي خالد عن ابن أبي سعد الأنصاري عن أبيه مرفوعًا.
وإسناده ضعيف: يحيى مجهول كما قال أبو حاتم، وقال الحافظ في "اللسان" (6/ 252):"وهو حديث ضعيف يرويه مجهول عن مجهول". أهـ. يعني: ابن أبي سعد.
وقال الهيثمي (10/ 200): "وفيه من لم أعرفهم". وقال السخاوي في "المقاصد"(ص 445): "سنده ضعيف".
وأما حديث وائل:
فأخرجه الطبراني في "الكبير"(22/ 41) وأبو الشيخ في "طبقات الأصبهانيين"(2/ 72 - ط الرسالة) والإسماعيلي في "معجمه" (2/ 570 -
571) وأبو نُعيم في "أخبار أصبهان"(1/ 209) من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي عن قيس عن عاصم بن كليب عن أبيه عنه مرفوعًا.
وإسناده ضعيف: إسماعيل ضعّفه أبو حاتم والدارقطني وابن عقدة، وقال الأزدي: منكر الحديث. (اللسان: 1/ 425) وقيس وابن الربيع ليّن الحديث.
وقال الهيثمي (10/ 199): "وفيه إسماعيل بن عمرو البجلي وثّقه ابن حبّان، وقال: يُغرب ويخطىء. وبقيّة رجاله وثقوا".
وأما حديث أُبيّ:
فأخرجه الإسماعيلي (1/ 488) من طريق عبد الله بن محمَّد العَدوي عن أبي سنان البصري عن زِرٍّ بن حُبَيش عنه مرفوعًا. وأخرجه ابن عدي (4/ 181 - 182) والبيهقي في "الشعب"(4/ 374 - 375) من هذا الطريق وزاد: (عن أبي قلابة) بعد (أبي سنان) وبلفظ أطول من هذا.
وإسناده تالف: العدوي متروك رماه وكيع بالوضع كما في "التقريب" وقال الحافظ في "الفتح"(11/ 104): "سنده ضعيف جدًّا".
فأخرجه ابن عدي (4/ 146) من طريق محمَّد بن الحارث المؤذن (صُدْرَة) عن ابن لهيعة عن أبي الزبير عنه مرفوعًا.
قال ابن عدي: "وهذا حديث بهذا الإسناد باطلٌ، وإن كان ابن لهيعة ضعيفًا. وُيشبه أن يكون قد وهِم فيه صُدْرة، وكان هذا الإسناد أسهل عليه، وإنما عند صُدْرة هذا عن عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن زياد بن أبي مريم
…
" وذكر حديث ابن مسعود.
وصُدْرة ذكره ابن حبّان في "الثقات"، وقال:"يُغرب".
وأخرجه ابن عدي (4/ 182) من طريق الوليد بن بُكير عن شريك عن
عبد الله بن محمَّد بن عقيل عن جابر مرفوعًا.
والوليد ليّن الحديث كما في "التقريب"، وشريك صدوق سيّء الحفظ، وابن عقيل في توثيقه خلاف.
وأمّا حديث ابن عبّاس:
فأخرجه أحمد (1/ 289) والطبراني في "الكبير"(12/ 172 - 173) و"الأوسط"(مجمع البحرين: ق 250/ أ) والبيهقي في "الشعب"(5/ 387 - 388) من طريق يحيى بن عمرو بن مالك النُّكري عن أبيه عن أبي الجوزاء عنه مرفوعًا: "كفّارة الذنب الندامة".
وإسناده واهٍ: يحيى قال في "التقريب": "ضعيف، ويقال: إن حماد بن زيد كذّبه".
وأما حديث عائشة:
فأخرجه أحمد (6/ 264) من طريق ابن عيينة عن الزهريّ عن عروة عنها مرفوعًا:
…
إن التوبةَ من الذنب: الندمُ والاستغفار". وإسناده صحيح، وقال الهيثمي (10/ 198): "رجاله رجال الصحيح غير محمَّد بن يزيد الواسطي، وهو ثقة".
1698 -
أخبرنا أبو يعقوب الأَذْرَعيّ: نا أبو عمرو (1) أحمد بن الغَمْر بن [أبي (2)] حمّاد الحمصي بحمص: نا سعيد بن نُصير، قال: سمعت سيّار بن حاتم، يقول: سمعت جعفر بن سليمان الضُّبَعيّ، يقول: سمعت محمَّد بن المنكدر، يقول:
(1) في (ظ) و (ر): (عمر)، قال ابن عساكر في ترجمته:"أبو عمر، ويُقال: أبو عمرو".
(2)
زيادة من (ظ) و (ر) و (ف).
سمعت جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "مرّ رجلٌ ممّن كان قبلكم (1) بجُمجمةٍ، فوقف عليها وجعل يفكر، فقال: يا ربّ! أنت أنت، وأنا أنا! أنت العوّادُ بالمغفرة، وأنا العوّادُ بالذّنوب. فقيل: ارفع رأسك! فأنت العواد بالذنوب، وأنا العوّاد بالمغفرة". قال: "فَغُفِر له".
أخرجه أبو القاسم الحِنّائي في "فوائد"(ج 7 رقم 21) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ"(ج أحمد بن عتبة- ص 127) - عن تمّام، وقال:"هذا حديث حسنٌ، ما نعرفه مرفوعًا إلا من حديث سيّار بن حاتم العتري عنه جعفر بن سليمان، وقد رواه العبّاس بن الوليد النَّرسي وغيره عن جعفر بن سليمان موقوفًا من قول جابر، وهو أقرب إلى الصواب إن شاء الله تعالى".
وأخرجه ابن عدي في "الكامل"(2/ 147) والخطيب في "التاريخ"(9/ 92) من طريقين آخرين عن سعيد بن نُصير به.
قال ابن عدي: وهذا الحديث لا أعرفه إلا من هذا الطريق. وقال الخطيب: "تفرّد بروايته هكذا مرفوعًا سيّار عن جعفر، ورواه العبّاس بن الوليد النَّرسي عن جعفر عن ابن المنكدر عن جابر موقوفًا من قوله، وذاك أصحُّ".
وإسناده ضعيف: سعيد ذكر الخطيب هذا الحديث في ترجمته، ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا، ففيه جهالة. وسيّار قال العقيلي: أحاديثه مناكير، ضعّفه ابن المديني. وقال الأزدي وأبو أحمد الحاكم: عنده مناكير. ووثّقه ابن حبّان. وهذا من مناكيره.
(1) سقط من (ظ): (ممّن كان قبلكم).
1699 -
أخبرنا أبو الميمون بن راشد: نا أبو علي الحسن أحمد بن محمَّد بن بكّار بن بلال العاملي: نا جدّي محمَّد بن بكّار: نا سعيد بن بشير عن إدريس عن سليمان الأعمش عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غَنْم
عن أبي ذرٍّ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله تبارك وتعالى يقول: يا عبادي! كلّكم مذنبٌ؛ إلا من عافيت فاستغفروني أغفر لكم، ومن علِمَ منكم أنّي ذو قدرةٍ على المغفرة غفرت له بقدرتي ولا أبالي، وكلُّكم ضالٌّ إلا من هديت فسلوني الهُدى أهدِكم. وكلّكم فقير إلَّا من أغنيت فسلوني أُعطكم، ولو أنّ أوّلَكم (1) وحيَّكم وميّتكم ورطبَكم ويابسَكم اجتمعوا على أشقى قلب عبدٍ هو لي لم يَنقصْ من مُلكي جناحُ بعوضةٍ، ولو أنّ أوّلَكم (1) وحيّكم وميتكم ورطبَكم ويابسَكم اجتمعوا على أتقى قلبٍ هو لي لم يزد ذلك في ملكي جناحَ بعوضةٍ، ولو أنّ أوّلَكم وآخركم وحيَّكم وميّتكم ورطبكم ويابسَكم اجتمعوا فسأل كلُّ سائلٍ ما بلغت أمنيّتُه لم ينقص (2) إلا كما لو أنّ أحدَكم أتى شفة البحر فغمس فيه إبرةً ثمّ انتزعها، ذلك بأنّي جوادٌ ماجدٌ واجدٌ (3) أفعلُ ما أشاء، عطائي كلامٌ، وعذابي كلامٌ، إذا أردت شيئًا فإنّما أقول له: كن فيكون".
أخرجه الخطيب في "التاريخ"(7/ 203) من طريق أحمد بن محمد بن بكّار به مقتصرًا على الجملة الأولى منه فقط.
وسعيد بن بشير ضعيف كما في "التقريب"، وقد رواه ابن نُمير عند
(1) دون ذكر (وآخركم)، وعليه تضبيب في الأصل و (ر).
(2)
كذا في الأصول، وعليه تضبيب في الأصل و (ظ).
(3)
في الأصل و (ش) و (ر): (واحد)، والمثبت من (ظ) و (ف) وكتب الحديث.