الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن "فوائد تمام"، ثم قال:"هذا موقوف، وهو منكرٌ".
والحجّاج أورد ابن عساكر الحديث في ترجمته، وذكره ابن ماكولا في "الإِكمال"(4/ 112) ولم يحكيا فيه جرحًا ولا تعديلًا، فهو مجهولٌ، لكنه لم ينفرد به:
فقد أخرجه نُعيم بن حمّاد في "الفتن"(1095) عن الوليد ورِشدين عن ابن لهيعة به، ولفظه: .. ، ولو استقبلته الجبال لهدمها، واتخذ فيها طُرقًا.
وابن لهيعة ضعيف، ونعيم نفسه ضعيف أيضًا.
16 - باب: الدجّال
1727 -
أخبرنا أبو الفتح عبيد الله بن جعفر بن أحمد بن عاصم الروّاس: نا أحمد بن شُعيب النسَّائي: نا أحمد بن الصبّاح الرّازي: نا محمَّد بن سعيد -وهو: ابن سابق-: نا عمرو -وهو: ابن أبي قيس- عن مُطَرِّف عن الشَعْبي عن بلال بن أبي هريرة.
عن أبيه عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم: قال: "يخرج الدجال من ها هنا، أو من ها هنا، أو من ها هنا. يعني: المشرقَ.
أخرجه ابن حبّان (15/ 202) -ومن طريقه: ابن عساكر في "التاريخ"(3/ ق 249/ ب) - والحاكم (4/ 528) - وصححه، وسكت عليه الذهبي- من طريق ابن سابق به.
وبلال ذكره ابن حبّان في "الثقات"(4/ 65)، وقد روى عنه أيضًا:
ابنه عبد الرحمن، ويعقوب بن محمد بن طحلاء كما في ترجمته عند ابن عساكر (1).
وأخرج البزّار (كشف- 3383) من طريق مجالد عن الشعبي عن المُحرّر بن أبي هريرة عن أبيه، قال: سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجّال، فقال: -أحسبه قال-: "يخرج من نحو المشرق".
قال الهيثمي (7/ 348): "وفيه مجالد بن سعيد، وهو ضعيف، وقد وثّق". أهـ. ومحرر مقبول كما في "التقريب".
وأخرج البزّار (كشف- 3396) عن شيخه علي بن المنذر عن محمَّد بن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعًا: "يخرج الأعور الدجال مسيح الضلالة قِبَل المشرق
…
" الحديث.
وسنده قوىٌّ، وقال الهيثمي (7/ 349):"رجاله رجال الصحيح غير علي بن المنذر، وهو ثقة".
وله شاهد من حديث أبي بكر الصديق:
أخرجه أحمد (1/ 4، 7) والترمذي (2237) -وحسنه- وابن ماجه (4072) وأبو بكر المروزي في "مسند أبي بكر"(57 - 59) وأبو يعلى (1/ 38 - 40) والحاكم (4/ 527) -وصححه، وسكت عليه الذهبي- والداني في "الفتن" (ق 126/ أ- ب) من طريقين عن أبي التيّاح عن المغيرة بن سُبيع عن عمرو بن حُريث عنه مرفوعًا: "إنّ الدجال يخرج من أرضٍ بالمشرق يقال لها: (خُراسان)
…
" الحديث. وإسناده حسن: المغيرة وثّقه العجلي وابن حبان.
(1) خلافًا لما قاله الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على "الإِحسان": "لم يرو عنه غير الشعبي".
1728 -
أخبرنا أحمد بن سليمان: نا أبو زُرعة: نا عمر بن حفص: نا أبي: نا الأعمش عن سليمان بن ميسرة عن طارق بن شهاب.
عن حُذيفة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر الدجّالَ، فقال:"مكتوبٌ بين عينيه: (كافرٌ)، يقرؤها كلُّ مؤمنٍ".
إسناده صحيح: سليمان بن ميسرة وثّقه ابن معين كما في "الجرح والتعديل"(4/ 143 - 144)، وذكره ابن حبّان في "ثقاته"(4/ 310).
وأخرجه مسلم (4/ 2249) من رواية رِبعي بن حِراش عن حذَيفة.
وأخرج البخاري (13/ 91) ومسلم (4/ 2248) -واللفظ له- عن أنس مثله.
1729 -
أخبرنا خيثمة بن سليمان: نا يحيى بن أبي طالب: نا وهب بن جرير: أنا أبي، قال: سمعت غيلان بن جرير يُحدِّث عن الشعبيّ.
عن فاطمة بنت قيس، قالت: قَدِمَ على رسول الله صلى الله عليه وسلم تميمُ الداريُّ. قالت: فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رَكِبَ البحرَ، فتهبأت (1) به سفينته .... وذكر حدِيثَ الجسّاسةِ.
أخرجه مسلم (4/ 2265) من طريق وهب به.
وأخرجه أيضًا من طرق أخرى عن الشعبي.
1730 -
أخبرنا أبو الحسن علي بن محمَّد الكوفي الحافظ: حدّثني علي [بن محمَّد](2) بن أبي فَروة الرُّهاويّ: حدّثني جدّي:
(1) في (ظ): (فتهيأت) وعليها تضبيب، والصحيح (فتاهت) كما في صحيح مسلم.
(2)
من (ر).
أبو فَروة: حدّثني أبي: محمَّد بن يزيد بن سنان: نا سابق بن عبد الله البَرْبَري عن داود بن أبي هند عن الشَّعْبي
عن فاطمةَ بنت قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم حديثَ الجسَّاسةِ.
إسناده ضعيف: سابق لم يوثقه غير ابن حبّان كما في "اللسان"(3/ 3) ففيه جهالة، ومحمَّد بن يزيد ليس بالقوي كما في "التقريب"، وابنه أبو فَروة اسمه يزيد، بيّض له ابن أبي حاتم في "الجرح"(9/ 288)، وحفيده علي لم أظفر بترجمة له، وشيخ تمام ذكره ابن عساكر في "تاريخه"(12/ ق 270/ أ) ولم يحك فيه جرحًا ولا تعديلًا.
والحديث أخرجه أحمد (6/ 374، 412 - 413، 418) والنسائي في "الكبرى" -كما في "تحفة الأشراف"(12/ 463) - والطبراني في "الكبير"(24/ 397) من طرقٍ عن حماد بن سلمة عن داود به.
1731 -
حدّثنا أبو الحسن خيثمة بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي إملاءً في ربيعٍ الآخر من سنة أربعين وثلاثمائة: نا أبو عُتبة أحمد بن الفرج الحجازي بحمص: نا ضَمْرة بن ربيعة: نا النسائي -هو: يحيى بن أبي عمرو (1) - عن عمرو بن عبد الله الحضرمي
عن أبي أمامة الباهلي، قال: خطَبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان أكثر خُطبته ما يحدّثنا عن الدجّال ويحذّرناه، فكان من قوله: "يا أيها النَّاسُ! إنها لم تكن فتنةٌ على وجه الأرض أعظمَ من فتنة الدجال، إن الله عز وجل لم يبعث نبيًا إلا حذّر أمّتَه الدجّالَ، وأنا آخر الأنبياء وأنتم خير (2) الأمم،
(1) ليس في (ظ).
(2)
كذا في الأصول إلا (ظ) ففيها: (أخير)، وكذا كتب فوق الكلمة في (ر)، وفي هامش (ف):(آخر).
وهو خارجٌ فيكم لا محالةَ، فإن يخرجْ فيكم وأنا فيكم فأنا حجيجُ كلّ مسلمٍ، وإن يخْرج بعدي فكلُّ امرئٍ حجيجُ نفسه، واللهُ خلِيفتي على كل مسلمٍ. إنه يخرج بين خلدتين (1) الشام والعراق، فيعيثُ يمينًا ويعيثُ شمالًا، يا عباد الله اثبتوا، فإنه يبتدىء فيقول: أنا نبيٌّ. ولا نبيَّ بعدي. ثمّ يبتدىء فيقول: أنا ربّكم. ولن تروا ربَّكم حتى تموتوا. فإنّه (2) أعورُ، وإن ربَّكم ليس بأعورَ، وإنه مكتوبٌ بين عينيه:(كافر)، يقرؤه كلَّ مؤمن، فمن لقيه منكم فليثفل (3) في وجهه.
وإنّ من فتنته: أنّ معه جنّةً ونارًا، فناره جنّةٌ، وجنّتُه نارٌ. فمن ابتلي بناره فليقرأ فواتح سورة الكهف، ويستغثْ بالله تكنْ عليه بردًا وسلامًا كما كانت على إبراهيم صلى الله عليه وسلم. وإنّ من فتنته: أنّ معه شياطين تمثَّلُ (4) على صُور الناس، فيأتي الأعرابيَّ، فيقول: أرأيتَ إن بعثتُ لك أباك وأمّك أتشهد أني ربُّك؟. فيقول: نعم. فيتمثّل له شيطانه على صورة أبيه وأمه، فيقولان له: يا بنيَّ! اتّبعهُ، فإنه ربّك.
وإنّ من فتنته: أن يُسلَّطَ على نفسٍ فيقتلها ثم يحييها -ولن يعودَ بعده ذلك، ولن يصنع ذلك بنفسٍ غيرها-، يقول: انظروا إلى عبدي هذا! فإني أبعثُه الآن، يزعم أنّ له ربًّا غيري. فيبعثه، فيقول له: من ربُّك؟. فيقول: ربّي اللهُ عز وجل، وأنت عدوُّ الله الدجّالُ. وإن من
(1) كذا في الأصل و (ش) و (ف)، وفي (ر):(جلدتين)، وفي (ظ):(من خلد بين). قال المنذري: "المحفوظ: (حلّة بين الشام والعراق) أي: منه وقبالته، ويروى: خلّة".
(2)
في (ظ): (وإنّه).
(3)
كذا في الأصل و (ر)، وفي (ش):(فليتفل)، وأهملت في (ظ) و (ف).
(4)
في (ظ): (تتمثل).
فتنته: أن يقول للأعرابي: أرأيتَ إن بعثتُ لك إبلَك أتشهد أنّي ربّك؟. فيقول: نعم. فيمثُل له شيطانه على صورة إبله.
وإن من فتنته: أن يأمرَ السماءَ أن تُمطِرَ فتمطرَ، ويأمرَ الأرضَ أن تنبتَ فتنبتَ. وإن من فتنته أن يمرَّ بالحيِّ فيكذّبوه فلا تبقى لهم سليمة (1) إلا هلكت، ويمرَّ بالحيِّ فيصدقوه فيأمر السماءَ أن تُمطِرَ فتُمطِرَ، ويأمرَ الأرضَ أن تُنبتَ فتُنبتَ، فتَروحُ عليهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظمَ ما كانت، وأسمنَه خواصر (2)، وأدرَّه ضُروعًا.
وإنّ أيامَه أربعون (3) يومًا، فيومٌ كالسنةِ، ويومٌ دون ذلك، ويومٌ كالشهر، ويومٌ دون ذلك، ويومٌ كالجمعة، ويومٌ دون ذلك، ويومٌ كالأيام، ويومٌ دون ذلك، وآخر أيامه كالشّرارة في الجريدةِ: يُضحِي الرجلُ بباب المدينة، فلا يبلغ بابَها الآخر حتى تغربَ الشمسُ". قالوا: يا رسول الله فكيف نصلّي في تلك الأيام القصار؟. قال: "تُقدّروا في هذه الأيام القصار كما تقدِّروا (4) في الأيام الطوال ثم تصلّوا (5).
وإنّه لا يبقى شيءٌ من الأرض إلا وطئه وغَلَب عليه إلا مكّةَ والمدينةَ، فإنّه لا يأتيها من نَقْبٍ من أنقابِها إلا لقِيَه مَلَكٌ مُصْلِتٌ بالسيف فينزل عند الضُريب الأحمر عند مُنقلع (6) السَّبخَة عند مُجتمع السُّيُولِ، ثم ترجفُ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجَفَات، فلا يبقى منافقٌ ولا منافقةٌ إلا خرج، فتنفي
(1) كذا بالأصول، وعليه تضبيب، وصوابه:(سائمة) كما في كتب الحديث.
(2)
في الأصل و (ر) و (ف): (خواصرًا)، والتصويب من (ظ) و (ش).
(3)
في الأصل و (ش) و (ف): (أربعين)، والتصويب من (ظ) و (ر).
(4)
كذا في الأصول إلا (ظ)، ففيها:(تقدرون)، وهو الصواب.
(5)
في (ظ): (تصلّي).
(6)
في هامش (ظ) و (ف): (منقطع).
المدينة يومئذٍ خَبَثَها كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد، يُدعى ذلك اليومُ:(يومَ الإخلاص).
فقالت أمُّ شَريك: يا رسول الله! فأين المسلمون؟. قال: "ببيت المقدس، يخرج حتى يحاصرَهم، وإمامُ المسلمين يومئذٍ رجلٌ صالحٌ، فيُقال له: صلِّ الصُّبحَ. فإذا كبّر ودخل في الصلاة نزل عيسى بن مريم عليه السلام (1) - قال: فإذا رآه ذلك الرجلُ عَرَفَه، فيرجعُ يمشي القَهقرى ليتقدّم عيسى عليه السلام، فيضعُ يدَه بين كتِفيه، ثمّ يقول: صلِّ، فإنّما أقيمت الصلاةُ لك. فيصلّي عيسى عليه السلام وراءه، فيقول: افتحوا البابَ. فيفتحوه، ومع الدجّال يومئذٍ سبعون ألف يهوديٍّ، كلّهم ذو سلاحٍ وسيفٍ محلّىً، فإذا نظر إلى عيسى صلى الله عليه وسلم ذاب كما يذوب الرّصاصُ في النار، وكما يذوب الملحُ في الماء. ثمّ يخرج هاربًا، فيقول عيسى عليه السلام: إنّه لي فيك ضربةً لن تفوتَني بها. فيدرِكُه عند باب الشرقي (2)، فيقتله. ولا يبقى شيءٌ ممّا خلق الله عز وجل شيئًا يتوارى به يهوديٌّ إلا أنطق الله عز وجل ذلك الشيءَ، لا شجرةٌ ولا حجر ولا دابّةٌ إلا قال: يا عبد الله المسلمَ هذا يهوديٌّ فاقتلْه. إلا الغَرْقَدَةَ، فإنّها من شجرهم [لا تنطق] (3).-قال الشيخ: شوكٌ يكون بناحية بيت المقدس-. قال: ويكون عيسى في أمّتي حَكمًا وعدلًا وإمامًا مُقسطًا، فيقتلُ الخنزيرَ، ويدقُّ الصليبَ، ويضعُ الجزيةَ. ولا يُسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ، وتُرفَع الشحناءُ والبغضاءُ والتباغضُ، وتُنزع
(1) في (ظ): (صلى الله عليه وسلم) وكذا بقية المواضع.
(2)
بهامش (ظ): (صوابه: باب لدّ الشرقي)، وكذا عند مخرجي الحديث.
(3)
من (ظ) و (ر) و (ف).
حُمَةُ (1)، كل ذي دابّة، حتى تلقى الوليدةُ الأسدَ فلا يضرُّها، ويكون الذئبُ في الغنم كأنّه كلبُها، وتُملأُ الأرضُ من الإِسلام، ويُسلبُ الكفّارُ مُلْكَهم فلا يكون مُلك إلا للإسلام (2)، وتكون الأرض كفاثور (3) الفضّةِ، تُنبت نباتَها كما كانت على عهد آدم عليه السلام ويجتمع النّفرُ على القِطْفِ، فيُشبعُهم، ويجتمع النَّفرُ على الرمّانةِ، ويكون الثور بكذا وبكذا من المال، ويكون الفَرَس بالدُّرَيْهماتِ".
أخرجه نعيم بن حمّاد في "الفتن"(1446، 1516، 1589) عن ضمرة به.
وأخرجه أبو داود (4322) وابن أبي عاصم في "السنة"(391) والروياني في "مسنده"(ق 214/ أ- 215/ ب) والطبراني في "الكبير"(8/ 172 - 173) و"مسند الشاميين"(861، 862) و"الأحاديث الطوال"(48) والآجري في "الشريعة"(ص 375 - 376) من طرقٍ عن ضمرة به.
وأخرجه الطبراني في "الكبير"(8/ 171 - 172) والحاكم (4/ 536 - 537) -وصححه على شرط مسلم، وسكت عليه الذهبي- من طريق عطاء الخراساني عن السيباني به، لكن قال:(عن حريث بن عمرو) بدل (عمرو بن عبد الله)، وهو وهمٌ من عطاء، فالمعروف بهذا الاسم كوفيٌّ بينما وقع هنا أنه من أهل حمص!.
وإسناده حسن: عمرو بن عبد الله الحضرمي وثّقه العجلي وابن حبان كما في "التهذيب"(8/ 68). وذكره يعقوب بن سفيان في "المعرفة
(1) أي: سمُّها. "نهاية".
(2)
في (ظ) و (ر) و (ف): (الإسلام).
(3)
الفاثور: الخِوان، "نهاية".