الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
4 - باب: ذمّ المتنعّمين بألوان الطعام والشراب
1632 -
أخبرنا محمَّد بن أحمد: نا يزيد بن محمَّد: نا يحيى بن صالح: نا جُميع عن حبيب بن عُبيد الرِّحَبي عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سيكون رجالٌ من أمّتي يأكلون ألوانَ الطعام، ويشربون ألوانَ الشراب، ويلبَسُون ألوانَ الثياب، ويتشدَّقون بالكلام، فأولئك شرارُ أمّتي".
أخرجه الطبراني في "الكبير (8/ 126 - 127) من طريق يحيى بن صالح به.
وسنده واهٍ: جميع -بفتح الجيم وضمّها- بن ثوب تركه النسائي، وقال البخاري والدارقطني: منكر الحديث. (اللسان: 2/ 134). لكنّه لم ينفرد به:
فقد تابعه أبو بكر بن أبي مريم عند الطبراني في "الكبير"(8/ 127) و"الأوسط"(3/ 181 - 182) و"مسند الشاميين"(1458) -وعنه: أبو نعيم في "الحلية"(6/ 90) - من رواية محمَّد بن حفص الوصّابي عن محمد بن حمير عنه.
وأبو بكر ضعيف كما في "التقريب"، والوصابي قال ابن أبي حاتم: قيل لي: (ليس يصدق) فتركته وضعّفه ابن مندة، ووثقه ابن حبّان. (اللسان: 5/ 146). وأشار المنذري في "الترغيب"(3/ 142) إلى ضعفه حيث صدّره بـ (رُوي).
وقال العراقي في "تخريج الإحياء"(3/ 232): "وسنده ضعيف".
وورد الحديث من رواية فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعبد الله بن
جعفر، وابن عبّاس، وعائشة، وأبي هريرة:
أما حديث فاطمة:
فأخرجه ابن أبي الدنيا في "الصمت"(150) وابن عدي في "الكامل"(5/ 319) -ومن طريقه: البيهقي في "الشعب"(5/ 33 - 34) - والهروي في "ذمّ الكلام"(ق 14/ أ- نسخة المتحف البريطاني) وابن عساكر في "التاريخ"(9/ ق 61/ أ) من طريق علي بن ثابت عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري عن عبد الله بن الحسن عن أمّه عنها مرفوعًا: "شرار أمّتي الذين غُذّوا بالنعيم: الذين يأكلون ألوان الطعام، ويلبسون ألوان الثياب، ويتشدّقون في الكلام".
وإسناده منقطع: أم عبد الله هي فاطمة بنت الحسين، وروايتها عن جدّتها مرسلة كما في "التهذيب". أهـ. وأشار المنذري (3/ 115) إلى ضعفه.
وأخرجه أحمد في "الزهد"(ص 77) عن أبي بكر الحنفي عن عبد الحميد بن جعفر عن الحسن بن الحسن بن علي أنه أمة الله فاطمة بنت حسين حدّثته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
…
الحديث.
وسنده جيّدٌ لكنّه مرسل، والحسن زوج فاطمة وابن عّمها.
وقال العراقي (3/ 92): "ورُوي من حديث فاطمة بنت الحسين مرسلًا، قال الدارقطني في "العلل" أنه أشبه بالصواب. أهـ.
وأما حديث عبد الله بن جعفر:
فأخرجه الطبراني في "الأوسط"(مجمع البحرين: في 190/ ب) والأزدي في "الضعفاء" -كما في "اللسان"(1/ 378) - والحاكم (3/ 568) من طريق أصرم بن حوشب عن إسحاق بن واصل الضبّي عن
أبي جعفر محمَّد بن علي بن الحسين عنه مرفوعًا: "شرار أمّتي قومٌ ولدوا في النعيم وغذُّوا به، يأكلون من الطعام ألوانًا، ويلبسون من الثياب ألوانًا، ويركبون من الدّواب ألوانًا، يتشدّقون في الكلام".
قال الذهبي في "التلخيص": "قلت: أظنّه موضوعًا، فإسحاق متروك، وأصرم متّهمٌ بالكذب". أهـ. قلت: كذّبه ابن معين، واتهمه ابن حبان بالوضع، وتركه غيرهم. (اللسان: 1/ 461).
وقال الهيثمي (9/ 170): "وفيه أصرم بن حوشب، وهو متروك". أهـ. واقتصر العراقي (3/ 232) على تضعيف أصرم. وأشار المنذري (3/ 143) إلى ضعفه.
وأمّا حديث ابن عبّاس:
فأخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"(زهر- 2/ ق 229) من طريق أبي القاسم علي بن إبراهيم عن محمَّد بن يحيى عن محمَّد بن مسعود القزويني عن عبد الله بن زياد عن إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن عبيد الله بن أبي المهاجر [بالأصل: عن المهاجر]. عن عطاء عنه مرفوعًا.
وإسناده ضعيف: محمَّد بن يحيى هو ابن سلوان المازني كما في ترجمة الراوي عنه من "النبلاء"(19/ 358)، وعبد الله بن زياد، لم أعثر على ترجمة لهما، وأخشى أن يكون أحدهما وضعه، فإن فيه زيادة منكرة جدًا.
وأما حديث عائشة:
فأخرجه أبو نعيم في "الحلية"(7/ 318) من طريق سهل بن المرزبان بن محمَّد التميمي عن الحميدي عن ابن عيينة عن منصور عن الزهريّ عن عروة عنها مرفوعًا، وفي أوله ذكر حديث:"أول ما خلق الله العقل".
وقال: "غريبٌ من حديث سفيان ومنصور والزهري، لا أعلم له راويًا عن الحميدي إلَّا سهلًا، وأراه واهمًا فيه". أهـ. وسهل لم أظفر بترجمته، فلعلّه المتّهم به.
وقال العراقي (3/ 92): "إسناده لا بأس به".
وأما حديث أبي هريرة:
فأخرجه ابن أبي عمر العدني وأبو يعلى في "مسنديهما"(المطالب المسندة- ق 113/ أ) والبزّار (كشف- 3616) من طريق عبد الرحمن بن زياد عن عمارة بن راشد عنه مرفوعًا: "إن من شرار أمّتي الذين غُذّوا بالنعيم، ونبتت عليه أجسامهم".
قال البزّار: "عمارة بن راشد لا نعلم روي عنه إلا عبد الرحمن بن زياد، وعبد الرحمن كان حسن العقل ولكنه وقع على شيوخ مجاهيل، فحدث عنهم بأحاديث مناكير، فضعِّف حديثه، وهذا ممّا أُنكر عليه ولم يشاركه فيه أحد".
وعمارة قال أبو حاتم: مجهول. وذكره ابن حبّان في "ثقاته"، وقال الذهبي: محّله الصدق. (اللسان: 4/ 277). وعبد الرحمن هو ابن أنْعُم ضعيف في حفظه كما في "التقريب".
وقال المنذري في "الترغيب"(3/ 142): "ورواته ثقات إلا عبد الرحمن". وقال العراقي (3/ 232): "سنده ضعيف".
وورد مرسلًا، وهو الثابت فيه:
أخرجه ابن المبارك في "الزهد"(758) ووكيع في "الزهد"(168) -وعنه: هنّاد (692) - وأبو نعيم في "الحلية"، (6/ 120) من طريق الأوزاعي عن عروة بن رويم مرسلًا. وسنده صحيح.